:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأحد، نوفمبر 20، 2005

ليـل السلطان

رحم الله الأديب السوري الساخر زكريا تامر..
كانت أعماله القصصية مرآة للواقع العربي المجلل بالمآسي والخيبات!
هنا مشهد ساخر منتزع من إحدى قصصه القصيرة تحت عنوان "ليل السلطان وصباحه"..
في القصّة يعكف رئيس الوزراء على اختيار أعضاء حكومته الجديدة تنفيذا لأوامر السلطان.
في البداية يستقبل رئيس الوزراء مثقفا يفخر بأنه عصامي وتخرّج حديثا من مدارس مكافحة الأمية، ويدور بين الرجلين الحوار التالي..
رئيس الوزراء: ما هي دراستك؟
المثقف: لم ادرس في أية مدرسة. أنا مثل مكسيم غوركي. لكنّي اختلف عنه فهو خرّيج مدرسة الحياة أما أنا فخرّيج جامعة الحياة، وغوركي ألف رواية عنوانها "الأم" وأنا سأؤلف رواية اسمها "الأب"!
رئيس الوزراء: إعرب ما يلي: ضرب الولد القطة!
المثقف: ضرب حرف جر، الولد مضاف إليه منصوب، القطة حيوان أليف وخبر إنّ مرفوع!
رئيس الوزراء: ما هي معلوماتك عن شكسبير؟
المثقف: شكسبير هو صاحب وعد بلفور!
رئيس الوزراء: مهما بحث الوطن عن وزير للثقافة فلن يجد من هو افضل منك!
ثم يستقبل رئيس الوزراء أحد التجّار:
رئيس الوزراء: إذا اشتكى المواطنون صارخين انهم جائعون فمن المسئول؟
التاجر: المسئول هو أجهزة الإعلام التي أخفقت في إقناع المواطن بأنه شبعان!
رئيس الوزراء: ما رأيك في الجوع؟
التاجر: الجوع في سبيل الوطن غاية سامية لا ُتدرك، والبلد الذي يتكاثر فيه عدد الجائعين ينجب العباقرة!
رئيس الوزراء: إذا ُفقدت الفواكه من الأسواق فما العمل؟
التاجر: ُتطبع فورا صور ملونة للفواكه وتوزّع مجانا على المواطنين تنشيطا لخيالهم وقدرتهم على الابتكار.
رئيس الوزراء: أظنّ انه لا داعي لطرح المزيد من الأسئلة عليك. فمن الواضح انه لا أحد غيرك يصلح وزيرا للتموين!
ثم يستقبل رئيس الوزراء رجلا فقيرا ساذجا ُيتّهم أحيانا بأنه ابله..
رئيس الوزراء: ما اسمك؟
الفقير: لا اذكر!
رئيس الوزراء: ماذا تشتغل؟
الفقير: لا شئ!
رئيس الوزراء: ما رأيك في الميزان الاستراتيجي؟
الفقير: لا رأي لي!
رئيس الوزراء: لو كنت تمشي في الشارع ورأيت مظاهرة فماذا تفعل؟
الفقير: لا اعرف!
هنا نظر إليه رئيس الوزراء بحنق، وأمر باعتقاله لاعتقاده أن السلطان لو علم به لعيّنه رئيسا للوزارة بدلا منه، فالمطلوب هو من لا يدري ولا يعرف ولا يعلم!