:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، ديسمبر 07، 2005

محطّات

❉ ❉ ❉

صلاة للروح الأعظم


أيها الروح الأعظم!
يا من أسمع صوتك في دمدمة الرياح
ويا من تبعث أنفاسك الحياة في كلّ العوالم
إستمع إلى ندائي!
فأنا الصغير الضعيف في أمسّ الحاجة إلى قوّتك وحكمتك
دعني أسير على دروب الجمال
بارك عينيّ كي تبصرا السحاب الأحمر والغروب الأرجواني
لتحترم يدايَ كل ما خلقته،
وليصبح سمعي مرهفاً كي ألتقط نغمات صوتك
هب لي الحكمة حتى أفهم الأشياء التي علّمتها لآبائي وأجدادي
دعني أتعلم الدروس التي أودعتها في كلّ صخرة وكل نبتة وورقة
أسألك القوّة
لا لأستقوي على أخي،
بل لأقهر عدوّي اللدود: نفسي!
ألهمني الأفكار النظيفة وساعدني على أن أعمل بنيّة طيّبة
ساعدني كي أقف بجانب الآخرين وأمدّ لهم يد العون
ألهمني كي أكون دائماً على أهبة الاستعداد لمقابلتك بيدين نظيفتين
وعينين غير منكسرتين
بحيث عندما تخبو جذوة العمر،
مثلما يتلاشى الشفق،
تنطلق روحي إليك بكلّ ثقة
وبلا حسرة أو ندامة.
- مارتن شوت، شاعر أمريكي "ترجمة محمود مسعود"

❉ ❉ ❉

استراحة موسيقية


❉ ❉ ❉

كاناليتو و فينيسيا


تخيّل لوحة تفصيلية لـ تايمز سكوير عشيّة رأس السنة الجديدة، أو منظرا مماثلا لتنصيب رئيس إحدى الدول من خلال لوحة زيتيّة.
كلّ شيء يجب أن يُرسم بتفصيل دقيق، من باعة الطعام في المقدّمة إلى تجمّعات الرجال والنساء في الخلفية. ولو كانت اللوحة كبيرة جدّا، فإن المهمّة تصبح عندئذ أكثر صعوبة، على الأقلّ بالنسبة لرسّامي القرن العشرين.
طبعا هذه الأيّام، ومع وجود التصوير الضوئي، لا يبدو أن ثمّة مشكلة. فاستخدام الصور الفوتوغرافية سيجعل المهمّة اقلّ صعوبة بكثير.
لكن هناك رسّاما واحدا، هو الرسّام الفينيسي جيوفاني انتونيو كانال المعروف اختصارا بـ كاناليتو، استطاع أن ينجز مثل هذا العمل على أفضل وجه من خلال لوحته المسمّاة حوض سان ماركو في يوم الصعود.
رسم كاناليتو هذه اللوحة عام 1730م. ولم ينجح في إظهار كافّة التفاصيل فحسب، وإنما أنجز لوحة فريدة من نوعها. لقد بنى هذا الرسّام مهنته الناجحة كلّها على حقيقة انه كان يولي التفاصيل في لوحاته عناية فائقة.
هذه اللوحة ضخمة، لكنّها مزدحمة بالتفاصيل الرائعة مثل الديكورات الزخرفية والإحساس الرائع بالحركة والنشاط.
التأثير هنا يحبس الأنفاس. كلّ التفاصيل، البنايات والمكتبة والكاثدرائية وقصر الدوق، جميعها تتوهّج تحت ضوء الشمس المبهر.
هذا فقط في الخلفية. العمل الحقيقي هو على الماء. فمركب الدوق يتحرّك على طول القنال الكبير مصحوبا بعدد من قوارب الغندول المزخرفة والمعبّئة بالمجدّفين والأمراء. وكلّ شخص له ملامحه الخاصّة وملابسه المزركشة كما انه منهمك في نشاط ما.
في الحقيقة كلّ شيء هنا يبدو وكأنّه يتحرّك. الأعلام تخفق والماء يتلألأ والقوارب تلمع في جوّ كرنفالي بديع.
وكلّ تفصيل في اللوحة أنجز في عين المكان. مع أن المنظور بأكمله وضعه كاناليتو من مخيّلته. ولا يوجد مبنى أو رصيف لم يرسمه الفنّان بطريقة احتفالية فخمة.
اليوم تُعتبر فينيسيا دون شكّ أكثر المدن رومانسية في أوربّا، وربّما في العالم بأسره.
وحتى إن لم يكن هذا الرسّام مسئولا لوحده عن إظهارها بهذا الشكل، فإنه يمكن القول انه على الأقل لعب دورا عظيما في تعزيز وتكريس هذه الصورة عن المدينة.