:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الاثنين، فبراير 20، 2012

خطوط وألوان

خوليو روميرو دي توريس، قارئة الحظ، 1922

كان دي توريس احد أشهر الرسّامين الإسبان في النصف الثاني من القرن العشرين. كان يركّز في لوحاته على رسم النساء الغجريات اللاتي طالما اعتُبرن رمزا للجمال التقليدي الاسباني. أي انه اخذ صورة ذات جذور شعبية وحوّلها إلى لوحات أصبحت تجسّد صورة اسبانيا الريفية والنقيّة.
بعض النقّاد يأخذون على دي توريس الطابع الفولكلوري والرومانسي المفرط للوحاته وترويجه لصورة نمطية عن النساء الاسبانيات وانفصاله عن الاتجاهات الحديثة في الرسم في زمانه.
أعماله المبكّرة ترافقت مع شيوع الأفكار الرمزية والحداثية التي اكتسحت أنحاء واسعة من أوربا خلال العقدين الأوّل والثاني من القرن العشرين.
لكن لا يجب أن ننسى أن أكثر الرسّامين في ذلك الوقت كانوا يتبنّون أساليب تقليدية وزخرفية، لأن ذلك كان يروق للطبقة البورجوازية التي كان أفرادها يرعون الفنون ويدعمون الفنّانين.
في هذه اللوحة بعنوان قارئة الحظ يرسم دي توريس امرأتين شابّتين تجلسان متناظرتين، وهي ثيمة تميّز لوحاته وترمز إلى ثنائية الأشياء.
المرأة إلى اليمين تبدو سعيدة وهي تحاول أن تثير اهتمام المرأة الأخرى بورقة الحظ التي ترفعها أمامها. غير أن الفتاة الأخرى تبدو شاردة الذهن وغارقة في الحزن.
السبب وراء هذا الحزن توحي به خلفية اللوحة التي يظهر فيها رمز ديني وبيوت قديمة ورجل يودّع امرأة.
من الواضح أن اللوحة تحكي عن قصّة معاناة عاطفية وحبّ قديم أو ضائع. ودي توريس يحاول أن يقيم علاقة ما بين مقدّمة اللوحة وما يجري في خلفيّتها كي نفهم المعنى الرمزي للمشهد.



أنديش سورن، تأثيرات الليل، 1859


يُعتبر أنديش زورن (1860-1920) احد أشهر الرسّامين السويديين. وقد حقّق شهرة عالمية في مجال رسم البورتريه بسبب موهبته العالية وتقنياته المبتكرة. وكان يتمتّع بقدرة عالية في الإمساك بجوهر الأشخاص الذين كان يرسمهم. درس سورن في أكاديمية الفنون في استوكهولم. وبعد ذلك تبلور أسلوبه الخاص في التعامل مع الألوان المائية.
ثم بدأ دراسة مظهر الماء والأحوال التي تطرأ على أسطحه من تقلّبات وتموّجات سجّلها في بعض لوحاته.
وفي ما بعد زار مع زوجته "إيما لام" لندن ثم باريس. تشجيع زوجته له وتحليلاتها النقدية للوحاته عاملان لعبا دورا مهمّا في عملية تطوّره الفنّي.
وقد زار الولايات المتحدة سبع مرّات ورسم بورتريهين لرئيسيها غروفر كليفلاند وويليام تافت.
في باريس رسم سورن عددا من اللوحات التي أكسبته مكانا بارزا في عالم الفنّ الباريسي، كما نال عددا من الجوائز والأوسمة.
هذه اللوحة رسمها الفنّان في فرنسا، وفيها يظهر افتتانه بالأضواء ومتع الحياة الليلية. تصوّر اللوحة امرأة باريسية ترتدي فستانا احمر لمّاعا وقبّعة من الفراء وهي تهمّ بمغادرة احد المقاهي الليلية.
توفّي أنديش سورن في أغسطس من عام 1920 في مورا، البلدة التي ولد ونشأ فيها.
وبعد وفاته أسّست زوجته متحفا يخلّد ذكراه ويضمّ بعضا من لوحاته، بينما يستقرّ البعض الآخر في المتحف الوطني للفنّ التشكيلي في استوكهولم.


ايفان كرامسكوي، بورتريه الفيلسوف فلاديمير سولوفيوف، 1885


كان فلاديمير سولوفيوف احد الشخصيات الثقافية الكبيرة في روسيا أواخر القرن التاسع عشر.
كان فيلسوفا وشاعرا وناقدا أدبيا بارزا. من آرائه أن الحكمة والجمال هما تجسيد لوحدة العالم وأن الحكمة الإلهية تتجسّد في كيان اسماه صوفيا.
وقد عمل على المزاوجة بين الأرثوذكسية وبين الأفكار الصوفية الشرقية. واعتبرت بطريركية موسكو بعض كتاباته من قبيل الزندقة.
ارتبط سولوفيوف بعلاقة حميمة مع دستويفسكي رغم اختلافهما حول دور الكنيسة. وقد وظّف دستويفسكي شخصية صديقه الفيلسوف في بعض رواياته.
سولوفيوف كان أيضا صديقا لكل من الرسّامين ايليا ريبين وايفان كرامسكوي. وقد رسم له الأخير هذا البورتريه الذي يصوّره وهو يجلس على كرسي ويمسك بكتاب مع خلفية مظلمة.
في اللوحة يظهر سولوفيوف على جانب من الوسامة والنبل. نظراته متأمّلة وفي عينيه نظرة ساخرة ربّما تنمّ عن حزن أو خيبة أمل. شعره اسود طويل وأنفه جميل التقاطيع وعيناه عميقتان.
الألوان الداكنة في اللوحة مبهرة. الوهج الغريب للأرجواني والأسود ممّا يلفت الاهتمام.
كان كرامسكوي متفرّدا في رسم البورتريه وكان له تأثير كبير على رسّامين روس كثر.
ايليا ريبين قال عن هذه اللوحة إنها أشبه ما تكون بقصيدة عن فنّ البورتريه.
ممّا يُعرف عن فلاديمير سولوفيوف موقفه المعارض لحكم الإعدام ودعوته للعفو عن قتلة الكسندر الثاني، ما دفع السلطة إلى منعه من التدريس.
وقبل وفاته بأربع سنوات أعلن عن تحولّه إلى الكاثوليكية.



إيسوس إيلغيرا، أسطورة البراكين، 1940


دييغو ريفيرا وديفيد الفارو سيكويروس هما أشهر رسّامي المكسيك من الرجال. لكن هناك فنّانا مكسيكيا آخر عُرف برواج لوحاته، وكانت شعبيته في أوساط العامة اكبر من تلك التي لنظيريه الأكثر شهرة.
هذا الرسّام هو إيسوس إيلغيرا. ولد إيلغيرا في المكسيك عام 1910م ودرس الرسم في المكسيك واسبانيا. وأصبحت لوحاته سجلا لتاريخ وأساطير المكسيك وحياة شعبها في أربعينات القرن الماضي. وقد طبعت الحكومة المكسيكية أعماله ووّزعتها على نطاق واسع لأنها تصوّر المكسيك في قالب من العزّة الوطنية.
من أشهر أعمال إيلغيرا لوحته أسطورة البراكين التي تصوّر أسطورة قديمة.
تقول الأسطورة انه عند بداية التاريخ، وبالتحديد عندما وصل الازتيك إلى وادي اتاواك وُلدت لامبراطور المكسيك أميرة جميلة اسمها ميشتلي. في ذلك الوقت لم تكن الجبال قد أخذت بعد شكلها الدائم والنهائي.
عندما أصبحت ميشتلي امرأة، تقدّم العديد من النبلاء لطلب يدها. وكان من بين هؤلاء رجل يُدعي اشوتشو اشتهر بقسوته وتعطّشه للدماء.
لكن الفتاة كانت واقعة في حبّ فلاح بسيط يُدعى بوبوكا. وقد ذهب إلى إحدى المعارك ليكتسب لقب فارس. وكان عليه أن يبارز اشوتشو وينتصر عليه إن أراد أن يظفر بالفتاة.
وذات يوم سمعت ميشتلي أن بوبوكا قُتل في المعركة فقرّرت أن تقتل نفسها بدلا من العيش بدونه. لكنّ الحقيقة هي انه عاد من الحرب منتصرا. وعندما وجدها ميّتة حمل جثمانها إلى الجبال. كان يأمل أن ينجح البرد والثلج في إيقاظها من نومها ومن ثمّ يتزوّجها. وظلّ جاثيا عند قدميها بانتظار أن تصحو. وبقي الاثنان هناك منذ ذلك الوقت. وأصبح جسد ميشتلي بركان اكستاكسيواتل الذي يعني المرأة النائمة. بينما أصبح بوبوكا بركان بوبوكاتيبيتل.
ومنذ ذلك الوقت والبركانان يرتفعان فوق أراضي المكسيك. وانتقلت هذه الأسطورة من جيل إلى جيل وأصبح أهل المكسيك يعرفون اليوم أصل بركانيهم المشهورين.
وقد تمّ استنساخ هذه اللوحة مرّات لا تُحصى وأصبحت ملمحا ثابتا في البيوت والمدارس والمحلات التجارية في المكسيك.
توفّي إيسوس إيلغيرا في ديسمبر من عام 1971م. ويُنظر إليه اليوم باعتباره فنّانا معلّما بينما يعتبر الكثيرون لوحاته أيقونات وطنية.

Credits
en.wikipedia.org