:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، فبراير 12، 2014

بالارد عن دالي وبورخيس وأمريكا

جيمس بالارد كاتب وروائيّ وفيلسوف بريطانيّ يَعدّه البعض احد أهمّ كتّاب القرن العشرين. من أشهر مؤلّفاته إمبراطورية الشمس ومعرض البشاعة.
وفي السنوات الأخيرة ظهر وصف "بالارديّ" نسبة إلى اسمه، وهي صفة تُطلق على الحالات والسمات الأكثر وضوحا في أدبه وكتاباته مثل الحداثة البائسة والطبيعة الكئيبة التي من صنع الإنسان والآثار النفسية للتطوّرات التكنولوجية أو الاجتماعية أو البيئية.
في ما يلي بعض من أقوال بالارد المقتبسة عن كتاباته ومقابلاته.
  • في عالم عاقل تماما، يصبح الجنون هو الحرّية الوحيدة.
  • بإمكانك تقريبا إعادة بناء الطبيعة الداخلية للقرن العشرين من خلال النظر إلى لوحة سلفادور دالي بعنوان اتصال الذاكرة . الطبيعة في هذه اللوحة مألوفة، وهي مصنوعة من الأشياء اليومية: ساعات ليّنة، سلسلة، جنين ميّت، رمال منصهرة وممتدّة بلا انتهاء، وأرض صخرية. هذا هو عالم ما وراء زمن الساعة، عالم حدث فيه كلّ شيء ولم يعد هناك شيء مشوّق أو مثير للاهتمام كما لم يعد هناك المزيد ممّا ينبغي فعله. هذا هو المكان الذي جلس على شاطئه البشر ولم يستطيعوا تجاوزه!
  • هناك صنفان من الكتّاب المشهورين: الكتّاب الشعبيون الذين اشتهروا بسبب تحويل رواياتهم إلى أفلام، والكتّاب الجادّون الذين أصبحوا مشهورين دون أن تتحوّل أعمالهم إلى أفلام. وبورخيس هو الكاتب الوحيد الذي ينتمي للفئة الثانية.
  • بعد بضع دقائق، اضطرّ الجنديّ للاعتراف بأنه لم يعد قادرا على التعرّف على أيّ من الأبراج أو النجوم في السماء. ومثل كلّ شيء آخر منذ بداية الحرب، كانت السماء قد تغيّرت. وبسبب تحرّكاتها، أصبحت الطائرات اليابانية هي النقاط الوحيدة الثابتة في السماء، صارت أبراجا ونجوما ثانية فوق الأرض المدمّرة.
  • في بعض الأحيان أتخيّل أن كلّ كتاباتي ليست أكثر من عمل تعويضي لرسّام محبَط.
  • الحلم الأميركي نفد منه الوقود تماما. لقد توقّفت السيّارة. ولم تعد أمريكا تقدّم للعالم سوى الكوابيس بعد أن انتهى الحلم وتلاشت صوره وأوهامه.
  • أؤمن بقوّة الخيال في إعادة تشكيل العالم وفي إطلاق الحقيقة التي بداخلنا وفي تجاوز الموت. وأؤمن بهواجسي الخاصّة: بجمال حوادث السيّارات وبسلام الغابات المغمورة وبروعة العطلة في فندق خال أو على شاطئ مهجور.
  • الحياة المتحضّرة تستند إلى عدد هائل من الأوهام التي نتعاون جميعا في ترسيخها من تلقاء أنفسنا. المشكلة أننا ننسى بعد قليل أنها أوهام ونُصدم بعمق عندما يتحطّم الواقع من حولنا.
  • ربّما تكون شاعرا أو حالما. لكن عليك أن تدرك أن هاتين الفصيلتين أصبحتا الآن منقرضتين.
  • لا شيء يدوم طويلا كالخوف. في كلّ مكان في الطبيعة يرى المرء دليلا على آليّات غريزية عمرها ملايين السنين ظلّت كامنة عبر آلاف الأجيال، لكنّها احتفظت بقوّتها غير منقوصة. الصورة المتوارثة لفئران الحقل عن ظلّ الصقر هي مثال كلاسيكيّ على هذا. حتى عندما يرى الفأر خيال ورقة فوق جحره فإنه يفرّ بشكل محموم باحثا عن مكان للاختباء. ثمّ كيف يمكن تفسير كراهية الناس غير المبرّرة للعنكبوت، مع أن نوعا واحدا منه فقط هو الذي يلدغ؟ أو كراهيتنا للثعابين والزواحف؟ السبب ببساطة هو أننا جميعا نحمل بداخلنا ذاكرة مغمورة عن الزمن الذي كانت فيه العناكب العملاقة والزواحف القاتلة هي شكل الحياة المسيطر على الأرض.
  • الأديان هي أحصنة طروادة التي تخفي بداخلها آثار علل نفسية غريبة. والخوف الهائل من الموت ظلّ، ولزمن طويل جدّا، المحرّك الرئيسي للديانات.
  • زيارة إلى مقبرة بير لاشيز في باريس تضيف إلى عمر الإنسان سنة واحدة.
  • الصحارى لها سحرها الخاص لأنها استنفذت مستقبلها وأصبحت بذلك متحرّرة من الزمن. وأيّ شيء يقام فيها، سواءً كان مدينة أو هرما أو نُزُلا، يقف خارج الزمن. وليس مصادفة أن زعماء الأديان خرجوا من الصحراء. وفي المستقبل سيخرج من يبابها الخالد نسخ أخرى من رامبو الشاعر وفان غوخ ومن أدولف هتلر.
  • كان المنزل صامتا. ولكن في مكان ما من الحديقة، كانت هناك بركة سباحة مملوءة بمياه مضطربة.
  • يتطلّع المرء إلى اليوم الذي تبيع فيه نظرية النسبية العامّة وكتاب المبادئ نسخا أكثر ممّا يبيعه كتاب الكاماسوترا في مكتبات الشوارع الخلفية.
  • مشكلة البشر أنهم موجودون على هذه الأرض منذ ثلاثين مليون سنة. ولهذا السبب فقدوا الكثير من جمال الحياة العابر وكانت كلّ توقّعاتهم خاطئة.
  • وجهة نظر عصر التنوير عن البشرية ليست أكثر من خرافة. وهي تقودنا إلى التفكير بأننا مخلوقات عاقلة ورشيدة معظم الوقت، بينما لسنا كذلك.