كان فاسيلي كاندينسكي، المولود في روسيا والمتوفّى في باريس، رسّاما ومنظّرا مشهورا. وبعض النقّاد يعتبرونه مؤسّس المدرسة التجريدية في الرسم. وهناك من يشبّه مكانته في الرسم بمكانة آينشتاين في الفيزياء وسترافنسكي في الموسيقى وجويس وبيكيت في الأدب والمسرح.
وفهم فنّ كاندينسكي مهمّة قد لا تخلو من صعوبة أحيانا. وقد عاصر هذا الرسّام أحداثا جساما ومآسي شخصية عديدة. واضطرّ خلال حياته للتنقّل بين عدّة أماكن بسبب ظروف الحروب والثورات، على الرغم من أن لوحاته لا تكشف لنا عن شيء من ذلك.
في بدايات عصر الحداثة، أي في النصف الأوّل من القرن العشرين، كان كاندينسكي منتميا لمجموعة صغيرة من الرسّامين الكبار والمؤثّرين وقتها، مثل موندريان وماكا وماليفيتش الذين كانوا مهتمّين بدراسة المؤثّرات اللونية والبصرية.
ولد كاندينسكي في روسيا عام 1866 وقضى طفولته المبكّرة في مدينة اوديسيا. وقد تخرّج من جامعة موسكو التي درس فيها القانون والاقتصاد. وعند بلوغه الثلاثين من عمره أصبح رسّاما.
في عام 1896، استقرّ كاندينسكي في ميونيخ ولم يعد إلى موسكو إلا عام 1914. لكن بسبب نشوب الثورة البولشفية غادر روسيا عائدا إلى ألمانيا. وعندما أتى هتلر إلى السلطة في ألمانيا انتقل إلى فرنسا حيث عاش فيها بقيّة حياته وأصبح مواطنا فرنسيا وتوفّي هناك عام 1944.
بعد وفاة كاندينسكي بسنوات، اهتمّ الإعلام الأوربّي بخبرين، فأرملة الرسّام من زواج سرّي، واسمها غابرييلا مونتر ، وهي أيضا فنّانة وتلميذة سابقة له، منحت متحف ميونيخ هديّة ثمينة هي عبارة عن بضع مئات من أعمال كاندينسكي ورسوماته، بالإضافة إلى عشرات من مذكّراته واسكتشاته.
وفي نفس الوقت باعت الأرملة والزوجة الأصلية للرسّام الراحل، واسمها نينا كاندينسكايا، اثنتين من لوحات زوجها بحوالي نصف مليون دولار لكي تشتري بها قلادة من الألماس من شركة كارتييه. وفي اليوم التالي ظهرت في دار للأوبرا بصحبة عشيق شابّ وهي ترتدي القلادة.
أوّل زواج لكاندينسكي كان من ابنة عمّه آنا التي كانت تكبره ببضعة أعوام. كانت آنا تهتمّ بكاندينسكي كثيرا. وقد ذهبت معه إلى ألمانيا على الرغم من علمها بأن زوجها كان على علاقة مع غابرييلا مونتر وأنهما يعيشان معا منذ عشر سنوات في منزل اشترته غابرييلا. ومع ذلك كانت آنا تتظاهر بعدم معرفتها بتلك العلاقة.
لكن لم يلبث كاندينسكي أن عاد إلى روسيا وطلّق آنا ثم تزوّج سرّا من فتاة في السابعة عشرة هي نينا كاندينسكايا. ومع ذلك ظلّت غابرييلا تكاتبه لأنها لم تكن على علم بما حدث.
ثم بدأت الثورة البلشفية ولم ترد معلومات عن مصير كاندينسكي. وقد استلمت غابرييلا خطابا من محاميه يطلب فيه منها أن تعيد جميع صوره وملابسه ومقتنياته الشخصية. ولم تكن غابرييلا تعرف انه عاد مجدّدا إلى ألمانيا وأنه يعيش فيها مع زوجة جديدة.
وقد كتبت له خطابا من أكثر من عشرين صفحة تعبّر له فيه عن استغرابها أن يصدر ذلك من شخص كانت تعتبره معلّمها وحبيبها وصديقها.
وفهم فنّ كاندينسكي مهمّة قد لا تخلو من صعوبة أحيانا. وقد عاصر هذا الرسّام أحداثا جساما ومآسي شخصية عديدة. واضطرّ خلال حياته للتنقّل بين عدّة أماكن بسبب ظروف الحروب والثورات، على الرغم من أن لوحاته لا تكشف لنا عن شيء من ذلك.
في بدايات عصر الحداثة، أي في النصف الأوّل من القرن العشرين، كان كاندينسكي منتميا لمجموعة صغيرة من الرسّامين الكبار والمؤثّرين وقتها، مثل موندريان وماكا وماليفيتش الذين كانوا مهتمّين بدراسة المؤثّرات اللونية والبصرية.
ولد كاندينسكي في روسيا عام 1866 وقضى طفولته المبكّرة في مدينة اوديسيا. وقد تخرّج من جامعة موسكو التي درس فيها القانون والاقتصاد. وعند بلوغه الثلاثين من عمره أصبح رسّاما.
في عام 1896، استقرّ كاندينسكي في ميونيخ ولم يعد إلى موسكو إلا عام 1914. لكن بسبب نشوب الثورة البولشفية غادر روسيا عائدا إلى ألمانيا. وعندما أتى هتلر إلى السلطة في ألمانيا انتقل إلى فرنسا حيث عاش فيها بقيّة حياته وأصبح مواطنا فرنسيا وتوفّي هناك عام 1944.
بعد وفاة كاندينسكي بسنوات، اهتمّ الإعلام الأوربّي بخبرين، فأرملة الرسّام من زواج سرّي، واسمها غابرييلا مونتر ، وهي أيضا فنّانة وتلميذة سابقة له، منحت متحف ميونيخ هديّة ثمينة هي عبارة عن بضع مئات من أعمال كاندينسكي ورسوماته، بالإضافة إلى عشرات من مذكّراته واسكتشاته.
وفي نفس الوقت باعت الأرملة والزوجة الأصلية للرسّام الراحل، واسمها نينا كاندينسكايا، اثنتين من لوحات زوجها بحوالي نصف مليون دولار لكي تشتري بها قلادة من الألماس من شركة كارتييه. وفي اليوم التالي ظهرت في دار للأوبرا بصحبة عشيق شابّ وهي ترتدي القلادة.
أوّل زواج لكاندينسكي كان من ابنة عمّه آنا التي كانت تكبره ببضعة أعوام. كانت آنا تهتمّ بكاندينسكي كثيرا. وقد ذهبت معه إلى ألمانيا على الرغم من علمها بأن زوجها كان على علاقة مع غابرييلا مونتر وأنهما يعيشان معا منذ عشر سنوات في منزل اشترته غابرييلا. ومع ذلك كانت آنا تتظاهر بعدم معرفتها بتلك العلاقة.
لكن لم يلبث كاندينسكي أن عاد إلى روسيا وطلّق آنا ثم تزوّج سرّا من فتاة في السابعة عشرة هي نينا كاندينسكايا. ومع ذلك ظلّت غابرييلا تكاتبه لأنها لم تكن على علم بما حدث.
ثم بدأت الثورة البلشفية ولم ترد معلومات عن مصير كاندينسكي. وقد استلمت غابرييلا خطابا من محاميه يطلب فيه منها أن تعيد جميع صوره وملابسه ومقتنياته الشخصية. ولم تكن غابرييلا تعرف انه عاد مجدّدا إلى ألمانيا وأنه يعيش فيها مع زوجة جديدة.
وقد كتبت له خطابا من أكثر من عشرين صفحة تعبّر له فيه عن استغرابها أن يصدر ذلك من شخص كانت تعتبره معلّمها وحبيبها وصديقها.
بعد انتقاله من ألمانيا إلى فرنسا، استقرّ كاندينسكي مع زوجته الثانية نينا في إحدى ضواحي باريس. وكان قد تعرّف عليها من خلال التليفون، واعترف لها في ما بعد انه وقع في حبّ صوتها أوّلا. وفي نفس ذلك اليوم رسم لوحة من وحي تلك المحادثة الهاتفية أسماها إلى الصوت المجهول .
كان عمر كاندينسكي وقتها خمسين عاما بينما لم تكن نينا قد تجاوزت السابعة عشرة. وفي العام التالي تزوّجا وارتدت في الحفل فستانا من تصميمه. وقال بعض الناس إنها تزوّجته لأنه كان نجما مشهورا. لكنها كانت دائما تنفي ذلك قائلة انه كان زواجا عن حبّ من النظرة الأولى.
كانت نينا زوجة مخلصة لكاندينسكي طوال الأعوام الثمانية والعشرين التالية. وفي عام 1973 نشرت مذكّراتها بعنوان "كاندينسكي وأنا".
بعد وفاة كاندينسكي أصبح النقّاد مهتمّين بالفنّ الطليعي الروسي. أما نينا فقد كان كلّ همّها منصبّا على شراء واقتناء المجوهرات مقابل بيعها للوحات زوجها. وقد أصبحت بسرعة أرملة غنيّة جدّا مع منزل في باريس وفيللا في سويسرا وسيّارة وسائق خاص. وكانت بعض شركات المجوهرات تهدي لها قطعا من الحُليّ مقابل لوحات زوجها. كما أصبحت تتردّد على المناسبات الاجتماعية وهي تزيّن نفسها بالمجوهرات الغالية الثمن وتصطحب معها شبّانا صغارا.
كانت نينا كاندينسكايا قد اشترت في السبعينات "شاليهاً" في منطقة جبال الألب السويسرية وانتقلت لتعيش هناك. وفي عام 1983، عُثر عليها مقتولة في حمّام منزلها. وقد قام اللصوص بسرقة كلّ مجوهراتها المقدّرة قيمتها بأكثر من سبعة ملايين دولار، بما في ذلك قلادة الألماس المشهورة من كارتييه.
الغريب أن القتلة لم يمسّوا صور زوجها. ولم يتمّ العثور على الجناة أبدا. وفي جنازتها لم يتجاوز عدد المشاركين بضعة أفراد. وإلى اليوم لا يوجد شاهد ولا اسم يميّزان قبرها.
وبعد خمس سنوات من مقتلها، توفّيت غابرييلا مونتر ومشى في جنازتها الآلاف، وكثير منهم كانوا من المعجبين بكاندينسكي وفنّه. وطوال عشر سنوات قبل ذلك، كانت غابرييلا تخاطر بحياتها عندما احتفظت في بيتها ببعض صور كاندينسكي على الرغم من أن السلطات النازيّة كانت تصنّف تلك اللوحات بأنها "منحلّة". كانت المرأة تعيش في ذعر خوفا من انتقام السلطة، ولم تفكّر أبدا في إتلاف لوحات الرجل الذي كانت تحبّه، بل ولم تغادر البيت حتى أثناء اشتداد القصف الجوّي لطائرات الحلفاء.
لوحات كاندينسكي ما تزال حتى اليوم تحظى بإقبال محبّي الرسم والمتاحف وأصحاب المجموعات الفنّية الخاصّة. ففي عام 1990 بيعت في مزاد سوذبي لوحته بعنوان فيوغ "أي موسيقى مبنية على لحن معيّن يتكرّر بطريقة متواترة" مقابل 21 مليون دولار. وفي عام 2012 بيعت لوحته الأخرى بعنوان دراسة للوحة مرتجلة رقم 8 "فوق" في مزاد كريستيز بمبلغ 23 مليون دولار.
Credits
wassilykandinsky.net
viola.bz
كان عمر كاندينسكي وقتها خمسين عاما بينما لم تكن نينا قد تجاوزت السابعة عشرة. وفي العام التالي تزوّجا وارتدت في الحفل فستانا من تصميمه. وقال بعض الناس إنها تزوّجته لأنه كان نجما مشهورا. لكنها كانت دائما تنفي ذلك قائلة انه كان زواجا عن حبّ من النظرة الأولى.
كانت نينا زوجة مخلصة لكاندينسكي طوال الأعوام الثمانية والعشرين التالية. وفي عام 1973 نشرت مذكّراتها بعنوان "كاندينسكي وأنا".
بعد وفاة كاندينسكي أصبح النقّاد مهتمّين بالفنّ الطليعي الروسي. أما نينا فقد كان كلّ همّها منصبّا على شراء واقتناء المجوهرات مقابل بيعها للوحات زوجها. وقد أصبحت بسرعة أرملة غنيّة جدّا مع منزل في باريس وفيللا في سويسرا وسيّارة وسائق خاص. وكانت بعض شركات المجوهرات تهدي لها قطعا من الحُليّ مقابل لوحات زوجها. كما أصبحت تتردّد على المناسبات الاجتماعية وهي تزيّن نفسها بالمجوهرات الغالية الثمن وتصطحب معها شبّانا صغارا.
كانت نينا كاندينسكايا قد اشترت في السبعينات "شاليهاً" في منطقة جبال الألب السويسرية وانتقلت لتعيش هناك. وفي عام 1983، عُثر عليها مقتولة في حمّام منزلها. وقد قام اللصوص بسرقة كلّ مجوهراتها المقدّرة قيمتها بأكثر من سبعة ملايين دولار، بما في ذلك قلادة الألماس المشهورة من كارتييه.
الغريب أن القتلة لم يمسّوا صور زوجها. ولم يتمّ العثور على الجناة أبدا. وفي جنازتها لم يتجاوز عدد المشاركين بضعة أفراد. وإلى اليوم لا يوجد شاهد ولا اسم يميّزان قبرها.
وبعد خمس سنوات من مقتلها، توفّيت غابرييلا مونتر ومشى في جنازتها الآلاف، وكثير منهم كانوا من المعجبين بكاندينسكي وفنّه. وطوال عشر سنوات قبل ذلك، كانت غابرييلا تخاطر بحياتها عندما احتفظت في بيتها ببعض صور كاندينسكي على الرغم من أن السلطات النازيّة كانت تصنّف تلك اللوحات بأنها "منحلّة". كانت المرأة تعيش في ذعر خوفا من انتقام السلطة، ولم تفكّر أبدا في إتلاف لوحات الرجل الذي كانت تحبّه، بل ولم تغادر البيت حتى أثناء اشتداد القصف الجوّي لطائرات الحلفاء.
لوحات كاندينسكي ما تزال حتى اليوم تحظى بإقبال محبّي الرسم والمتاحف وأصحاب المجموعات الفنّية الخاصّة. ففي عام 1990 بيعت في مزاد سوذبي لوحته بعنوان فيوغ "أي موسيقى مبنية على لحن معيّن يتكرّر بطريقة متواترة" مقابل 21 مليون دولار. وفي عام 2012 بيعت لوحته الأخرى بعنوان دراسة للوحة مرتجلة رقم 8 "فوق" في مزاد كريستيز بمبلغ 23 مليون دولار.
Credits
wassilykandinsky.net
viola.bz