وحوش البحر التي سكنت خيال الأوروبّيين في العصور الوسطى وعصر النهضة كانت مخلوقات لها أسنان شرسة وثعابين طويلة تلتفّ حول السفن وحوريّات بحر فاتنة الجمال.
أسطورة إنسان البحر تعود إلى عام 5000 قبل الميلاد، عندما عبد البابليون إلها له ذيل سمكة يُدعى أوانيس. وعلى الأرجح كان هذا اوّل تصوير لحورية البحر. وفي العصور الكلاسيكية القديمة أيضا، صُوّرت أتارغاتيس، الإلهة الرئيسية لشمال سوريا، كإنسان له جسم سمكة.
وفي القرون التي تلت ذلك، ادّعى كثيرون رؤية حوريّات بحر. وقيل إنه عندما أبحر كولومبوس عام 1492 من إسبانيا، كانت مهمّته العثور على طريق تجاري غربي إلى آسيا، لكنه بدلا من ذلك اكتشف شيئا أكثر غموضا. ففي يناير من عام ١٤٩٣، وقريبا من جمهورية الدومينيكان، رصدَ ثلاث حوريّات بحر. وكتب عنها وصفا قال فيه: ليست جميلة كما هي في الأذهان، إذ أن لها وجوها تشبه وجوه الرجال". وفي عام ١٦٠٨، ادّعى هنري هدسون أن العديد من بحّارته رصدوا حوريّة بحر بدت كامرأة ذات شعر أسود طويل، لكن ذيلها يشبه ذيل الدلفين.
وتصف مخطوطة نرويجية تعود إلى القرن الثالث عشر وحشا طويل القامة له أكتاف ولكن بدون أيدٍ، وهو يرتفع من الماء، و"كلّما ظهر الوحش أيقن الرجال أن عاصفة ستتبعه".
والآن هناك ما يؤكّد أن حوريّات البحر الثلاث التي رصدها كولومبوس عام 1493 كانت خراف بحر، لأن خروف البحر له ثديان في صدره وجسم يتناقص تدريجيا إلى ذيل يشبه السمكة، وقد رُبط دائما بحوريّة البحر. وظنّ كولومبوس والعديد من المستكشفين أن هذه الثدييات المائية كانت حوريّات بحر من لحم ودم. ولم يكن ذلك سوى ضرب من الخيال.
❉ ❉ ❉
وبعض لوحات وايت تتضمّن عناصر وسمات طوطمية، كجذوع الأشجار وحظائر الأبقار والحقول الباهتة. وهو يضفي عليها قداسة وتسامياً، ليس لأنها تشكّل مُثلاً رعوية، بل لأن لها انعكاسات راسخة في أعماق المناظر الطبيعية.
موضوع الشكل الطوطمي Totemic Figure في فنون أمريكا الشمالية يرتبط أساسا ببدائية معيّنة كرّسها رسّامو مدرسة نيويورك. وقد أخذ هؤلاء من ثقافات السكّان الأصليين عناصر ثقافية وأشكالا تعبيرية معيّنة، مثل الرقصات الطقوسية والمنحوتات وسواها، ووظّفوها في أعمالهم.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
وأوّل من صاغ هذا المصطلح هو ريتشارد لوف في كتابه الصادر عام 2005 بعنوان "آخر طفل في الغابة". وقد أشار إلى أننا جميعا، وخاصّة الأطفال، نقضي وقتا أطول داخل البيوت، ما يجعلنا نشعر بالغربة عن الطبيعة، وربّما نصبح أكثر عرضة للمزاج السلبي أو قلّة القدرة على التركيز.
العلماء يقولون إن البشر، باعتبارهم كائنات بيولوجية، يتكيّفون مع التواجد في بيئات معيّنة للجري واللعب والصيد وما الى ذلك. ويضيفون إن البيئة المزدهرة والغنيّة بالحياة البرّية تفيد الصحّة البدنية والنفسية. فالأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الطبيعة يكونون أكثر نشاطا ومرونة ذهنية ويتمتّعون بصحّة أفضل.
المساحات الطبيعية المفتوحة تُعدّ شريان حياة مهمّا للآلاف. لذا سَنّت بعض الدول قوانين تؤكّد على حقّ الإنسان في بيئة نظيفة وصحّية، وضرورة أن يُحمى هذا الحقّ لضمان صحّة ورفاهية الأجيال القادمة. وجعل البيئة الصحّية حقّا قانونيا سيُمكّن الناس من تشكيل المساحات الحضرية بما يتناسب مع احتياجاتهم وظروفهم، وسيمكّن السلطات المحليّة من دعم المجتمعات المحليّة من خلال مساعدتها على حماية هذه المساحات، وتوفير الوصول إلى الطبيعة حيثما دعت الحاجة.
إن الخروج من البيت لممارسة أيّ نوع من المشي مفيد لصحّتك. تجوّل على طول قناة أو ضفّة نهر وراقب الطيور، أو توجّه إلى أقرب حديقة وتأمّل الأشجار العتيقة الضخمة هناك. اخلع حذاءك وجواربك واشعر بالعشب تحت قدميك، أو استلقِ وتأمّل حركة السحب. تحدَّ نفسك بمغادرة المنزل أو المكتب وقضاء بعض الوقت في أوّل بقعة صغيرة تجدها من الطبيعة، سواءً كانت رقعة قاحلة أو أرضا عشبية. في كلّ الأحوال، لا تنسَ أن تُبقي جزءا من الطبيعة قريبا منك. حتى لو لم تكن لديك حديقة، فإن زراعة النباتات المنزلية أو تركيب وحدة لتغذية الطيور على النافذة سيساعدك على الشعور بمزيد من التواصل مع العالم الطبيعي، مع كلّ ما يجلبه لك من خير وفائدة.
❉ ❉ ❉
◦ كيف يمكن لشخص أن يكون هنا في يوم ثم يرحل فجأة في اليوم التالي؟! الصديق العظيم شخص نعتزّ به، سواءً بقي معنا في هذه الحياة أو انتظرَنا في الحياة الأخرى. وأفضل أصدقائنا يعرفون أننا كنّا نحبّهم في حياتهم وسنستمرّ في تذكّرهم بقلوبنا بعد رحيلهم. صحيح أنهم رحلوا عن أنظارنا لكنهم لم يرحلوا أبدا عن قلوبنا. حبّ الصديق القريب من القلب لا ينتهي بالموت، بل يستمرّ إلى الأبد. مجهول
◦ عملي في الكتابة لم يكن احتمالا ولا خيارا، كما قد تُقرّر أن تكون محاميا أو طبيب أسنان. حدث ذلك فجأة عام ١٩٥٦، بينما كنت أعبر ملعبا للكرة في طريق عودتي من المدرسة. ألّفت قصيدة في رأسي ثم دوّنتها، وبعد ذلك أصبحت الكتابة كلّ ما أرغب به.
ومن خلال المجلات الأدبية وبعض أساتذتي اكتشفت بابا مخفيّا. كان أشبه بباب في تلّة جرداء شتوية أو عشّ للنمل. في الخارج، بالنسبة للمراقب غير المطّلع، لم تكن هناك حياة تُرى، لكن إذا وجدتَ الباب ودخلت، ستكون هناك حركة عارمة. كان هناك عالم مصغّر كامل من النشاط الأدبي يجري أمام عينيّ مباشرة. مارغريت آتوود
◦ لا أخشى الموت، أخشى المعاناة، وأخشى الشيخوخة، لكن خوفي الآن تضاءل بعد أن عايشتُ شيخوخة أبي الهادئة والهانئة. أخشى الضعف وغياب الحبّ. لكن الموت لا يخيفني. لم يُخِفني في شبابي وظننتُ حينها أن ذلك يعود إلى كونه بعيدا. حتى الآن وقد بلغتُ الستّين، لم يأتِ الخوف بعد. أحبّ الحياة، لكنها أيضا كفاح ومعاناة وألم. وأعتبر الموت راحة مستحقّة. كارلو روفيلي
◦ قد لا تتحكّم في جميع الأشياء التي تحدث لك، ولكن يمكنك أن تقرّر ألا تضاعف من تأثيراتها. حاول أن تكون قوس قزح في سحابة شخص آخر. لا تتذمّر. أبذل قصارى جهدك لتغيير ما لا يعجبك. إن لم تستطع التغيير، غيّر طريقة تفكيرك. قد تجد حلّا جديدا. مايا انجيلو
◦ غايا أو الأرض، كما أراها، ليست أمّا حنونة تتسامح مع المخالفات، وليست فتاة هشّة رقيقة في خطر من بشر وحشيين. إنها صارمة وقوية، تُبقي العالم دافئا ومُريحا لمن يلتزمون بالقواعد، لكنها قاسية في تدميرها لمن يخالفها. جيمس لوفلوك
◦ لا أستطيع كتابة تاريخ مدينتي، مع أن أهلها وأفكارها وأشجارها وجدرانها وحرّيتها ومطرها، كلّها تشغلني. تفتنني الجدران بشتّى أنواعها، فالمساحة التي نسكنها ليست محايدة، بل تشكّل وجودنا. المناظر الطبيعية تتسلّل إلى أعماقنا وتترك أثرا، ليس فقط على شبكية العين، بل على أعمق طبقات شخصيّاتنا.
تلك اللحظات التي ينكشف فيها لون السماء الرماديّ المزرقّ فجأةً بعد هطول مطر غزير، تبقى معنا، وكذلك لحظات التساقط الهادئ للثلوج. وقد تنضمّ الأفكار إلى الثلج من خلال حواسّنا وأجسادنا لتلتصق بجدران المنازل. وبعد ذلك، تختفي المنازل والأجساد والحواسّ والأفكار. لكن لا أستطيع كتابة تاريخ المدينة، كلّ ما أستطيعه هو محاولة استعادة بضع لحظات وأماكن وأحداث وبضعة أشخاص أحببتهم. آدم زاغايوسكي
Credits
theartstory.org
faithinnature.co.uk
theartstory.org
faithinnature.co.uk