حكَمَ المعتمد ابن عبّاد إشبيلية خلال فترة ملوك الطوائف في القرن الحادي عشر، عندما ظهرت ممالك صغيرة متنافسة بعد انهيار الحكومة الأموية المركزية. وكان والد المعتمد، أي المعتضد، رجلا طموحا عاش حلم إعادة توحيد الأندلس تحت الحكم العربي وخاض حربا ضدّ خصومه من الطوائف على أمل تحقيق ذلك. والمؤرّخون يصفونه بأنه أكثر الحكّام شجاعة وهيبة في عصره ويشبّهونه بالخليفة العبّاسي الكبير أبا جعفر المنصور.
كان المعتمد أرقّ من والده كثيرا ومثله في الوسامة. كان ملكا مدلّلا ومحبّا للحياة المترفة. وفي حدائقه الشاسعة حيث تتفتّح أزهار الربيع الرائعة، كان المعتمد يقضي ساعات طوالا يلعب الشطرنج مع رفيق شبابه الماكر الشاعر الوزير ابن عمّار.
وقد لفتت هذه اللعبة التي جلبها العرب إلى أوروبّا انتباه المسيحيين. وذات يوم، لعبها ألفونسو السادس القشتالي الذي كان شغوفا بالشطرنج مع ابن عمّار في خيمته خارج إشبيلية. وكان الاثنان قد اتفقا على أن من حقّ الفائز أن يُملي على المنهزم شرطه. وقد فاز ابن عمّار بفضل براعته في هذه اللعبة، وطلب من الملك المسيحي التقاعد وأعطاه أجمل مجموعة شطرنج على الإطلاق.
وعندما بدا أن الأمور قد استقرّت، بدأ ألفونسو السادس مرّة أخرى في تهديد مدينتي قرطبة وإشبيلية الجنوبيتين. وشعر المعتمد، الذي كان صاحب أملاك كثيرة في الأندلس، بالإحباط من مندوبي ألفونسو ولم يقبل الإذلال. فطردهم قائلاً بغضب: لم يعد بإمكاني تحمّل طغيان هؤلاء المسيحيين الأوغاد". وفي محاولة لإنقاذ سمعته، أقسم ألفونسو السادس يمينا مغلّظا وصاح: سأدمّر ممتلكات الكفّار بمحاربين كثيرين كشعر رأسي ولن أتوقّف حتى أصل إلى مضيق جبل طارق". وردّ المعتمد، الذي غلب عليه الكبرياء، بأنه سيعاقب جشع ألفونسو بالسيوف الشرسة للمرابطين.
كان المعتمد يدرك أن قوّته لم تكن كافية، وكان يخشى الخضوع للملك المسيحي أكثر من أيّ عار آخر. وفي مجلس عُقد لمناقشة الأمر، نصح أمراء إشبيلية المعتمد بالاتصال بملوك شمال إفريقيا من العرب، لكنه رفض على أساس أنهم ليسوا أقوياء بما يكفي. وأعلن صراحةً أنه سيستدعي أمير المرابطين الزاهد يوسف ابن تاشفين.
وأدرك من حوله، بمن فيهم ابنه ووليّ عهده المأمون، خطورة جلب البربر من الصحراء إلى جنّات الأندلس. وردّ عليهم الملك بعبارته المشهورة: لأن أرعى الجِمال عند ابن تاشفين في الصحراء خير لي من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو في قشتالة!".
كانت حركة المرابطين تتألّف من رجال قبائل بربرية من شمال أفريقيا وكانوا جميعهم متشدّدين في التزامهم بالإسلام. وكانت هذه المجموعات قد غزت شمال أفريقيا وزحفت إلى عمق غرب القارّة واستولت على غانا.
المؤرّخون يصفون ابن تاشفين بأنه كان رجلا أسمر البشرة وذا قوام متوسّط ولحية خفيفة. وقد استجاب يوسف لنداء المعتمد، وحين هبط إلى أرض الأندلس، قال: لقد جئنا إلى هنا لإنقاذ الإسلام وسنضطرّ إلى محاربة عدوّ متجبّر. أما الخائفون منكم فهم أحرار في العودة إلى ديارهم".
وبالفعل هزمت الجيوش العربية الأفريقية المشتركة ألفونسو السادس في معركة الزلّاقة المشهورة، والتي خلّدها المعتمد نفسه في قصيدة وصف فيها يوسف بأنه "حامي حمى المسلمين من الكفّار":
ولولاك يا يوسفُ المتّقى : رأينا الجزيرةَ للكفرِ دارا
رأينا السيوفَ ضحىً كالنجومِ : وكالليلِ ذاك الغبارَ المُثارا
كان المعتمد أرقّ من والده كثيرا ومثله في الوسامة. كان ملكا مدلّلا ومحبّا للحياة المترفة. وفي حدائقه الشاسعة حيث تتفتّح أزهار الربيع الرائعة، كان المعتمد يقضي ساعات طوالا يلعب الشطرنج مع رفيق شبابه الماكر الشاعر الوزير ابن عمّار.
وقد لفتت هذه اللعبة التي جلبها العرب إلى أوروبّا انتباه المسيحيين. وذات يوم، لعبها ألفونسو السادس القشتالي الذي كان شغوفا بالشطرنج مع ابن عمّار في خيمته خارج إشبيلية. وكان الاثنان قد اتفقا على أن من حقّ الفائز أن يُملي على المنهزم شرطه. وقد فاز ابن عمّار بفضل براعته في هذه اللعبة، وطلب من الملك المسيحي التقاعد وأعطاه أجمل مجموعة شطرنج على الإطلاق.
وعندما بدا أن الأمور قد استقرّت، بدأ ألفونسو السادس مرّة أخرى في تهديد مدينتي قرطبة وإشبيلية الجنوبيتين. وشعر المعتمد، الذي كان صاحب أملاك كثيرة في الأندلس، بالإحباط من مندوبي ألفونسو ولم يقبل الإذلال. فطردهم قائلاً بغضب: لم يعد بإمكاني تحمّل طغيان هؤلاء المسيحيين الأوغاد". وفي محاولة لإنقاذ سمعته، أقسم ألفونسو السادس يمينا مغلّظا وصاح: سأدمّر ممتلكات الكفّار بمحاربين كثيرين كشعر رأسي ولن أتوقّف حتى أصل إلى مضيق جبل طارق". وردّ المعتمد، الذي غلب عليه الكبرياء، بأنه سيعاقب جشع ألفونسو بالسيوف الشرسة للمرابطين.
كان المعتمد يدرك أن قوّته لم تكن كافية، وكان يخشى الخضوع للملك المسيحي أكثر من أيّ عار آخر. وفي مجلس عُقد لمناقشة الأمر، نصح أمراء إشبيلية المعتمد بالاتصال بملوك شمال إفريقيا من العرب، لكنه رفض على أساس أنهم ليسوا أقوياء بما يكفي. وأعلن صراحةً أنه سيستدعي أمير المرابطين الزاهد يوسف ابن تاشفين.
وأدرك من حوله، بمن فيهم ابنه ووليّ عهده المأمون، خطورة جلب البربر من الصحراء إلى جنّات الأندلس. وردّ عليهم الملك بعبارته المشهورة: لأن أرعى الجِمال عند ابن تاشفين في الصحراء خير لي من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو في قشتالة!".
كانت حركة المرابطين تتألّف من رجال قبائل بربرية من شمال أفريقيا وكانوا جميعهم متشدّدين في التزامهم بالإسلام. وكانت هذه المجموعات قد غزت شمال أفريقيا وزحفت إلى عمق غرب القارّة واستولت على غانا.
المؤرّخون يصفون ابن تاشفين بأنه كان رجلا أسمر البشرة وذا قوام متوسّط ولحية خفيفة. وقد استجاب يوسف لنداء المعتمد، وحين هبط إلى أرض الأندلس، قال: لقد جئنا إلى هنا لإنقاذ الإسلام وسنضطرّ إلى محاربة عدوّ متجبّر. أما الخائفون منكم فهم أحرار في العودة إلى ديارهم".
وبالفعل هزمت الجيوش العربية الأفريقية المشتركة ألفونسو السادس في معركة الزلّاقة المشهورة، والتي خلّدها المعتمد نفسه في قصيدة وصف فيها يوسف بأنه "حامي حمى المسلمين من الكفّار":
ولولاك يا يوسفُ المتّقى : رأينا الجزيرةَ للكفرِ دارا
رأينا السيوفَ ضحىً كالنجومِ : وكالليلِ ذاك الغبارَ المُثارا
وقد دعا المعتمد يوسف لتناول العشاء في قصره الفخم على سبيل الكرم. وكان يوسف، الذي عاش حياة متواضعة، ينظر بازدراء إلى ثراء البلاط، بينما كانت النخبة العربية وشعراء القصر يفتخرون بأخلاقهم الأنيقة وثقافتهم الراقية. وعندما تغنّى أحد الشعراء بمديح يوسف، لم يفهم الأخير شيئا. وفي حادثة أخرى، نظر يوسف باحتقار إلى رسالة بليغة من المعتمد ثم صاح: ماذا يطلب هذه المرّة؟!" وقبل أن يغادر إشبيلية، جال الأمير المتديّن يوسف بنظره على الجنان الفخمة والرياض الخضراء والمياه المتدفّقة، وربّما تذكّر في تلك اللحظات بعض أبيات الشاعر ابن خفاجة التي يصف فيها جمال طبيعة الأندلس:
يا أهلَ أندلسٍ لله درّكمُ : ماء وظلَ وأنهار وأشجارُ
ما جنّة الخلد إلا في دياركمُ : ولو تخيّرت هذا كنت أختارُ
لا تحسبوا في غدٍ أن تدخلوا سقراً : فليس تُدخلُ بعد الجنّة النارُ
لم يكن وصول يوسف باعثا على سرور الكثيرين، بل إن وليّ العهد المأمون كان يخشى أن يؤدّي تدخّل البربر الى تهديد سلطة بني عبّاد. كانت الأحداث تتوالى بسرعة، وتحوّلت مخاوف المأمون إلى حقيقة، فقد غيّر يوسف موقفه من العرب وقرّر شنّ حرب ضدّهم. وذهبت جهودهم في الدفاع عن مدينتهم أدراج الرياح. ومع حصار المرابطين لقرطبة المزدهرة، أرسل الأمير المأمون زوجته الحبيبة "زائدة" برفقة أبنائهما إلى قلعة ألمودوڤار القريبة التي بناها الأمويون بعد فترة وجيزة من وصول أوّل أمير لاجئ إلى إسبانيا هرباً من الاضطهاد العبّاسي.
وقد غدر المرابطون بأبناء المعتمد، الراضي أمير رُندا والمأمون أمير قرطبة. فبعد أن وعدوهم بالأمان، نهبوا المدينتين بمجرّد فتح بوّاباتهما. وواصل المأمون الدفاع عن قرطبة وقاتل بشجاعة البربر الملثّمين حتى قتلوه. ثم قطعوا رأسه ووضعوه على رمح وطافوا به شوارع المدينة. ومع بدء وصول أخبار هذه الأحداث المزعجة إلى إشبيلية، كان المعتمد على يقين من أن نفس المصير ينتظر مدينته.
وبعد فترة وجيزة، هاجم المرابطون قصر المعتمد، درّة الجمال الأندلسي، فقتلوا الرجال واختطفوا النساء، ومن بينهن ابنة المعتمد نفسه الأميرة بثينة التي بيعت في سوق الرقيق. كما أُسر المعتمد نفسه وزوجته اعتماد الرميكية وأُرسلا إلى المنفى في أغمات بالمغرب.
في قلعة ألمودوڤار، كانت "زائدة" زوجة المأمون تنتظر وصول أميرها سالما. وفي احدى الليالي شعرت بأن شيئا ما لم يكن على ما يُرام. كانت تنظر من الشرفة وتتطلّع طويلاً في الأفق. ثم رأت في الحلم حصانا أبيض يركض بلا فارس باتجاه قلعة ألمودوڤار. ولم تلبث أن علمت أن زوجها قُتل في المعركة. فهربت وهي بحال من الصدمة والانكسار مع أبنائها طالبةً حماية ألفونسو السادس. وعندما رآها الملك المسيحي فتنه جمالها وسمح لنفسه بالانجراف وراء عاطفته. والتزمت زوجة ألفونسو الصمت بشأن تودّد زوجها الى الأميرة العربية.
وبعد أن ترمّل ألفونسو إثر وفاة زوجته، قرّر الزواج عن حبّ متجاهلاً انتقادات النبلاء والنظام الديني. ولتجنّب الخلاف في البلاط، عُمِّدت زائدة وأصبح اسمها "إيزابيل". وقد كرَّم ألفونسو الأمراء العرب ومنح كلا منهم لقب "كونت". وجلبت هذه العلاقة السعادة لألفونسو السادس والوئام والتعايش بين المسلمين والمسيحيين. وأنجبت له زائدة وريثا للعرش هو الأمير سانشو الذي كان ثمرة اتحاد فريد من نوعه بين الثقافتين القشتالية والعربية.
ووفقا للأسطورة، احتفظت الملكة زائدة بإيمانها الإسلامي سرّاً وأدخلت الكثير من العادات العربية إلى بلاط قشتالة. ومن جهته، تبنّى ألفونسو العديد من التقاليد الإسلامية وارتدى الرجال في بلاطه ملابس على الطراز العربي. وكانت العملات المعدنية التي سُكَّت آنذاك تشبه كثيرا عملات المسلمين، بل حتى الدين المستعرب في طليطلة بدا وكأنه نسي اللاتينية واستبدلها باللغة العربية.
وإلى اليوم، ما تزال قلعة ألمودوفار المهيبة (والتي يعني اسمها "المُدوّر" بالعربية)، والواقعة في قلب نهر الوادي الكبير، تُذكّر زوّارها بأمجادها الغابرة. ففي كلّ عام، يقام مهرجان زوكو دي لا إنكانتا (أي السوق السحري) لإحياء ذكرى أسطورة هذه القلعة. وعلى أنغام الأغاني، تمشي الأميرة "زائدة" بقدميها النحيلتين على الأشياء العزيزة على قلب الشرق؛ الكافور والمسك وماء الورد، بينما يراقب زوجها الشاعر العظيم المشهد من شرفة القصر الملكي.
ويقال إنه في الثامن والعشرين من مارس من كلّ عام، أي تاريخ مقتل زوجها المأمون، يعود شبح "زائدة" إلى القلعة، حيث تظهر مرتديةً لباساً أبيض بينما تأخذ طريقها نحو البرج لتنظر عبر نهر الوادي الكبير باتجاه قرطبة، منتظرةً بفارغ الصبر عودة أميرها الحبيب.
يا أهلَ أندلسٍ لله درّكمُ : ماء وظلَ وأنهار وأشجارُ
ما جنّة الخلد إلا في دياركمُ : ولو تخيّرت هذا كنت أختارُ
لا تحسبوا في غدٍ أن تدخلوا سقراً : فليس تُدخلُ بعد الجنّة النارُ
لم يكن وصول يوسف باعثا على سرور الكثيرين، بل إن وليّ العهد المأمون كان يخشى أن يؤدّي تدخّل البربر الى تهديد سلطة بني عبّاد. كانت الأحداث تتوالى بسرعة، وتحوّلت مخاوف المأمون إلى حقيقة، فقد غيّر يوسف موقفه من العرب وقرّر شنّ حرب ضدّهم. وذهبت جهودهم في الدفاع عن مدينتهم أدراج الرياح. ومع حصار المرابطين لقرطبة المزدهرة، أرسل الأمير المأمون زوجته الحبيبة "زائدة" برفقة أبنائهما إلى قلعة ألمودوڤار القريبة التي بناها الأمويون بعد فترة وجيزة من وصول أوّل أمير لاجئ إلى إسبانيا هرباً من الاضطهاد العبّاسي.
وقد غدر المرابطون بأبناء المعتمد، الراضي أمير رُندا والمأمون أمير قرطبة. فبعد أن وعدوهم بالأمان، نهبوا المدينتين بمجرّد فتح بوّاباتهما. وواصل المأمون الدفاع عن قرطبة وقاتل بشجاعة البربر الملثّمين حتى قتلوه. ثم قطعوا رأسه ووضعوه على رمح وطافوا به شوارع المدينة. ومع بدء وصول أخبار هذه الأحداث المزعجة إلى إشبيلية، كان المعتمد على يقين من أن نفس المصير ينتظر مدينته.
وبعد فترة وجيزة، هاجم المرابطون قصر المعتمد، درّة الجمال الأندلسي، فقتلوا الرجال واختطفوا النساء، ومن بينهن ابنة المعتمد نفسه الأميرة بثينة التي بيعت في سوق الرقيق. كما أُسر المعتمد نفسه وزوجته اعتماد الرميكية وأُرسلا إلى المنفى في أغمات بالمغرب.
في قلعة ألمودوڤار، كانت "زائدة" زوجة المأمون تنتظر وصول أميرها سالما. وفي احدى الليالي شعرت بأن شيئا ما لم يكن على ما يُرام. كانت تنظر من الشرفة وتتطلّع طويلاً في الأفق. ثم رأت في الحلم حصانا أبيض يركض بلا فارس باتجاه قلعة ألمودوڤار. ولم تلبث أن علمت أن زوجها قُتل في المعركة. فهربت وهي بحال من الصدمة والانكسار مع أبنائها طالبةً حماية ألفونسو السادس. وعندما رآها الملك المسيحي فتنه جمالها وسمح لنفسه بالانجراف وراء عاطفته. والتزمت زوجة ألفونسو الصمت بشأن تودّد زوجها الى الأميرة العربية.
وبعد أن ترمّل ألفونسو إثر وفاة زوجته، قرّر الزواج عن حبّ متجاهلاً انتقادات النبلاء والنظام الديني. ولتجنّب الخلاف في البلاط، عُمِّدت زائدة وأصبح اسمها "إيزابيل". وقد كرَّم ألفونسو الأمراء العرب ومنح كلا منهم لقب "كونت". وجلبت هذه العلاقة السعادة لألفونسو السادس والوئام والتعايش بين المسلمين والمسيحيين. وأنجبت له زائدة وريثا للعرش هو الأمير سانشو الذي كان ثمرة اتحاد فريد من نوعه بين الثقافتين القشتالية والعربية.
ووفقا للأسطورة، احتفظت الملكة زائدة بإيمانها الإسلامي سرّاً وأدخلت الكثير من العادات العربية إلى بلاط قشتالة. ومن جهته، تبنّى ألفونسو العديد من التقاليد الإسلامية وارتدى الرجال في بلاطه ملابس على الطراز العربي. وكانت العملات المعدنية التي سُكَّت آنذاك تشبه كثيرا عملات المسلمين، بل حتى الدين المستعرب في طليطلة بدا وكأنه نسي اللاتينية واستبدلها باللغة العربية.
وإلى اليوم، ما تزال قلعة ألمودوفار المهيبة (والتي يعني اسمها "المُدوّر" بالعربية)، والواقعة في قلب نهر الوادي الكبير، تُذكّر زوّارها بأمجادها الغابرة. ففي كلّ عام، يقام مهرجان زوكو دي لا إنكانتا (أي السوق السحري) لإحياء ذكرى أسطورة هذه القلعة. وعلى أنغام الأغاني، تمشي الأميرة "زائدة" بقدميها النحيلتين على الأشياء العزيزة على قلب الشرق؛ الكافور والمسك وماء الورد، بينما يراقب زوجها الشاعر العظيم المشهد من شرفة القصر الملكي.
ويقال إنه في الثامن والعشرين من مارس من كلّ عام، أي تاريخ مقتل زوجها المأمون، يعود شبح "زائدة" إلى القلعة، حيث تظهر مرتديةً لباساً أبيض بينما تأخذ طريقها نحو البرج لتنظر عبر نهر الوادي الكبير باتجاه قرطبة، منتظرةً بفارغ الصبر عودة أميرها الحبيب.
Credits
medievalists.net
medievalists.net