وبالنسبة له، فإن الأصفر هو أكثر لون محمّل بالرموز. وهو يراه كرمز للسعادة، لكنه أيضا رمز للفقر والمرض والمعاناة والذبول. كما أن الأصفر يقترن عنده دائما بالخريف. وفي سياق حديثه عن هذا اللون، يشير إلى لوحة "المظلّة" لدي غويا كأفضل مثال لاستخدام اللون الأصفر.
وفي العديد من قصائده، يتحدّث البيرتي عن الحورية الخضراء الصغيرة. ويرجّح انه استلهم هذه الصورة الشعرية من الحوريات اللاتي سبق أن رآهنّ في العديد من لوحات الرسّام الهولندي بيتر بول روبنز في مدريد.
وفي قصيدة بعنوان "ليوناردو"، يتحدّث البيرتي حصرا عن اللون الأزرق، فيقرنه بدافنشي، لكنه أيضا يذكره مقرونا بآخرين مثل بوسان وفيلاسكيز وغويا. ويشير إلى أن مثله الأعلى في توظيف الأزرق هو بيكاسو.
في حديثه عن الأزرق، يشير الشاعر إلى لوحة بيكاسو بعنوان "المأساة" باعتبارها النموذج الأكمل لاستخدام الأزرق في الفن. كما يذكر لوحة فرا انجيليكو "البشارة" ولوحة "مولد فينوس" لبوتيتشيللي باعتبارهما مثالين آخرين رائعين لاستخدام الألوان الزرقاء.
يذكر البيرتي أيضا أن اللون الأرجواني يستثير لديه شعورا بالحزن والمعاناة. وهو يتحدّث عنه مقرونا بلوحات الرسّام الاسباني إل غريكو. أما الزهري الناعم فهو عنده رمز للحسّية، وهو يذكره عند الحديث عن أعمال الرسّام الفرنسي رينوار.
فهو يشير إلى أن الماضي ليس مجرّد مجموعة من الأحداث التي انتهت، بل هو قوّة مستمرّة في ممارسة تأثيرها على الحاضر. وهذا يجسّد فهم الكاتب العميق للعلاقة المعقّدة بين التاريخ والحاضر.
كان فوكنر كاتبا أمريكيا معروفا برواياته وقصصه القصيرة التي تدور أحداثها في منطقة خيالية تدعى يوكناباتاوفا. وأحد مواضيعه المتكرّرة في رواياته هي فكرة أن الماضي ليس شيئا يمكن تجاهله أو نسيانه بسهولة.
كان يعتقد أن الأحداث التاريخية والموروثات الثقافية والتجارب الشخصية لها تأثير عميق على الأفراد والمجتمعات حتى بعد فترة طويلة من وقوعها. والاقتباس يشير إلى أن الماضي ليس كيانا ثابتا وبعيدا، بل هو قوّة حيّة ودائمة الحضور ومستمرّة في تشكيل الحاضر وربّما المستقبل.
وكثيرا ما استكشف فوكنر هذا المفهوم في أعماله من خلال الخوض في التواريخ المعقّدة لشخصيّاته وتفاعلاتهم مع القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية في عصرهم. وقد درس مطوّلا الآثار المتبقيّة من زمن العبودية والحرب الأهلية والتحيّزات والانقسامات العميقة الجذور التي استمرّت في الجنوب الأمريكي. وكثيرا ما صوّرت كتاباته الطرق التي أثّر بها ثقل التاريخ على حياة شخصياته وعلى علاقاتهم البينية، ما أدّى في الغالب إلى دورات من العنف وصدامات وصراعات شخصية.
ويمكن تفسير عبارة "الماضي لا يموت، إنه ليس حتى ماضيا" على أنها تذكير بأن المظالم التاريخية والصراعات التي لم تُحل والقضايا المجتمعية العميقة الغور لا تزال تتردّد أصداؤها في الوقت الحاضر. وفوكنر يرى أنه من أجل فهم ومعالجة التحدّيات المعاصرة، يجب على المرء أن يواجه ويصارع حمولة التاريخ المعقّدة. كما أن الكاتب من خلال هذا الاقتباس يشجّع الأفراد والمجتمعات على التعامل بشكل نقدي مع ماضيهم والاعتراف بتأثيره الدائم، وأن يعملوا من أجل مستقبل أكثر عدالة وإنصافا.
يرى هوميروس في الإلياذة والأوديسّا، مثلا، أن الروح قوّة حياة أو مبدأ متحرّك يترك الجسد عند الموت وينحدر إلى عالم الجحيم. والروح عنده ليست خالدة بنفس معنى الآلهة.
ووفقا للمعتقدات الأورفية المرتبط بالشخصية الأسطورية "أورفيوس" فإن الروح إلهية وخالدة بطبيعتها وتخضع لدورة التناسخ.
ورأى فيثاغورس وأتباعه أن النفس خالدة وتخضع لسلسلة من التناسخات. وكان ينظر إلى الروح على أنها كيان متميّز ويمكن أن يوجد بشكل منفصل عن الجسد ويحتفظ بذكريات الحياة الماضية.
أما أفلاطون فكان يؤمن برؤية ثنائية للروح ويرى بأنها خالدة وموجودة قبل الولادة في عالم من الأشكال الأبدية. والجسد برأيه يعتبر وعاءً مؤقّتا للروح، بينما الموت تحرير للنفس وعودة إلى طبيعتها الحقيقية.
أما الرواقيون، مثل إبكتيتوس وماركوس أوريليوس وغيرهما، فقد نظروا إلى الروح كقوّة حيوية مرتبطة بالإله. لكنهم لم يؤكّدوا بالضرورة على خلودها. وكانوا يؤمنون بالعيش الفاضل وبضرورة قبول الموت كجزء طبيعي من الوجود.
Credits
wordswithoutborders.org
wordswithoutborders.org