قصّة ماو تسي تونغ مع ثمار المانغو كثيرا ما يأتي ذكرها عند الحديث عن الزعيم الشيوعي الصيني ومؤسّس جمهورية الصين الشعبية. ومع ذلك من المهم ملاحظة أن صحّة هذه القصّة ما تزال موضع نقاش وهناك نسخ مختلفة منها.
لكن النسخة الأكثر شيوعا تقول انه خلال الثورة الثقافية في الصين، تلقّى ماو هديّة من الفلبّين عبارة عن ثمار مانغو. في ذلك الوقت، كانت المانغو تعتبر فاكهة نادرة وغريبة في الصين. وكما تذكر القصّة، قرّر ماو مشاركة المانغو مع مجموعة من الأطفال، بدلاً من الاستمتاع بها لوحده.
وقيل إن ماو سأل الأطفال ما إذا كانوا قد رأوا المانغو من قبل، وعندما أجابوا بالنفي، أخذ قضمة من الفاكهة ووصف لهم طعمها وملمسها بشكل دقيق. ثم قام بتوزيع المانغو عليهم، ما أتاح لكل طفل شمّها ولمسها، ولكن دون أكلها، لأن ماو أراد منهم تجربة الفاكهة باستخدام حواسّهم فقط.
وغالبا ما تُفسّر هذه القصّة على أنها رمز للمساواة التي كان يتبّناها ماو ورغبته في تقاسم ثمار التقدّم مع عامّة الناس. واستُخدمت أيضا لتوضيح جاذبية ماو الشعبوية وجهوده للتواصل مع الجماهير خلال فترة الاضطرابات السياسية التي شهدتها الصين آنذاك.
لكن تظلّ هذه القصّة مجرّد حكاية تُروى، كما أن دقّتها التاريخية موضع جدل. ويزعم البعض أنها ربّما تكون ملفّقة أو مبالغا فيها لأغراض دعائية، بينما يقول آخرون أنها تعكس أسلوب قيادة ماو وصورته لدى الشعب. وكما هو الحال مع العديد من الحكايات التاريخية، من المهم التعامل معها بشكل نقدي والنظر الى الآراء والتفسيرات المختلفة.
كانت حياة ماو تسي تونغ وقيادته مليئة بالعديد من القصص والحكايات، والتي أصبح بعضها معروفا. ومن أهمّها ما عُرف بـ "المسيرة الطويلة"، وهي واحدة من أشهر الأحداث المرتبطة بماو. اذ قام جيشه الأحمر عام 1934 برحلة شاقّة لأكثر من ستّة الاف ميل هربا من حصار القوّات القومية. وقد أصبحت المسيرة الطويلة رمزا لعزيمة وتصميم الحزب الشيوعي وعزّزت مكانة ماو كزعيم رئيسي.
وهناك أيضا "حملة المائة زهرة" التي اُطلقت عام 1956، وقال ماو إن الغاية منها تشجيع المثقّفين والمواطنين على التعبير عن آرائهم علانيةً وانتقاد الحزب الشيوعي. ومع ذلك، فإن فترة الانفتاح النسبي تلك لم تدم طويلاً، حيث بدأ ماو لاحقا حركة مناهضة لليمين، وقمع أولئك الذين تحدّثوا علنا ضدّ الحزب، ما أدّى إلى انتشار الاضطهاد والرقابة على نطاق واسع.
أيضا هناك ما عُرف بـ "القفزة الكبرى إلى الأمام"، وكانت إحدى سياسات ماو الأكثر طموحاً وإثارةً للجدل. وقد بدأت القفزة عام 1958 وكان الهدف منها تحويل الصين بسرعة إلى قوّة صناعية وزراعية من خلال المزارع الجماعية وأفران الصُلب.
ومع ذلك، أدّت هذه السياسات إلى انتشار المجاعة وتدمير الاقتصاد، ما أدّى إلى وفاة الملايين من الناس. وكانت "القفزة العظيمة إلى الأمام"، التي شهدتها الصين في الفترة من 1958 إلى 1962، ذات عواقب كبيرة وطويلة المدى أثّرت بشكل عميق على المجتمع الصيني، وأدّت إلى معاناة إنسانية هائلة وانتكاسات اقتصادية وتداعيات سياسية. وقيل إنها تشكّل أحد أكثر الفصول ظلاماً في تاريخ الصين، ولا تزال آثارها تلقي بظلالها على البلاد حتى يومنا هذا.
وأدّى فشل "القفزة" إلى فقدان مصداقية ماو تسي تونغ وسياساته. كما قوّضت الكارثة الاقتصادية والإنسانية موقفه داخل الحزب وأثارت انتقادات داخلية ضدّه. ونتج عن هذا في النهاية اشتداد الصراع على السلطة داخل الحزب وإطلاق الثورة الثقافية.
بدأ ماو الثورة الثقافية عام 1966، وكانت فترة اضطرابات سياسية واجتماعية. وخلالها قام بتعبئة شباب الحرس الأحمر لتطهير العناصر "المعادية للثورة" والانخراط في النضال الأيديولوجي. وأدّت الحركة إلى انتشار العنف وتدمير التراث الثقافي وتعطيل التعليم والمؤسّسات.
قصّة المانغو مع ماو ليست سوى قصّة ثانوية وربّما هامشية وسط عقد من التاريخ المؤلم المدفون. وحتى اليوم ظلّت مناقشة الثورة الثقافية بمثابة "التابو" في جميع أنحاء الصين.
وعلى الرغم من أن بعض الحرس الأحمر السابقين حاولوا تحدّي هذه السياسة من خلال التفكير العلني والاعتذار عن أفعالهم، الا انهم ما زالوا يتجنّبون الإساءة إلى ماو تسي تونغ شخصيّا.
ونظراً للمشهد السياسي الحالي في الصين، فإن الوقت وحده هو الذي سيحدّد متى سيناقَش هذا التاريخ بشكل مفتوح وحرّ.
لكن النسخة الأكثر شيوعا تقول انه خلال الثورة الثقافية في الصين، تلقّى ماو هديّة من الفلبّين عبارة عن ثمار مانغو. في ذلك الوقت، كانت المانغو تعتبر فاكهة نادرة وغريبة في الصين. وكما تذكر القصّة، قرّر ماو مشاركة المانغو مع مجموعة من الأطفال، بدلاً من الاستمتاع بها لوحده.
وقيل إن ماو سأل الأطفال ما إذا كانوا قد رأوا المانغو من قبل، وعندما أجابوا بالنفي، أخذ قضمة من الفاكهة ووصف لهم طعمها وملمسها بشكل دقيق. ثم قام بتوزيع المانغو عليهم، ما أتاح لكل طفل شمّها ولمسها، ولكن دون أكلها، لأن ماو أراد منهم تجربة الفاكهة باستخدام حواسّهم فقط.
وغالبا ما تُفسّر هذه القصّة على أنها رمز للمساواة التي كان يتبّناها ماو ورغبته في تقاسم ثمار التقدّم مع عامّة الناس. واستُخدمت أيضا لتوضيح جاذبية ماو الشعبوية وجهوده للتواصل مع الجماهير خلال فترة الاضطرابات السياسية التي شهدتها الصين آنذاك.
لكن تظلّ هذه القصّة مجرّد حكاية تُروى، كما أن دقّتها التاريخية موضع جدل. ويزعم البعض أنها ربّما تكون ملفّقة أو مبالغا فيها لأغراض دعائية، بينما يقول آخرون أنها تعكس أسلوب قيادة ماو وصورته لدى الشعب. وكما هو الحال مع العديد من الحكايات التاريخية، من المهم التعامل معها بشكل نقدي والنظر الى الآراء والتفسيرات المختلفة.
كانت حياة ماو تسي تونغ وقيادته مليئة بالعديد من القصص والحكايات، والتي أصبح بعضها معروفا. ومن أهمّها ما عُرف بـ "المسيرة الطويلة"، وهي واحدة من أشهر الأحداث المرتبطة بماو. اذ قام جيشه الأحمر عام 1934 برحلة شاقّة لأكثر من ستّة الاف ميل هربا من حصار القوّات القومية. وقد أصبحت المسيرة الطويلة رمزا لعزيمة وتصميم الحزب الشيوعي وعزّزت مكانة ماو كزعيم رئيسي.
وهناك أيضا "حملة المائة زهرة" التي اُطلقت عام 1956، وقال ماو إن الغاية منها تشجيع المثقّفين والمواطنين على التعبير عن آرائهم علانيةً وانتقاد الحزب الشيوعي. ومع ذلك، فإن فترة الانفتاح النسبي تلك لم تدم طويلاً، حيث بدأ ماو لاحقا حركة مناهضة لليمين، وقمع أولئك الذين تحدّثوا علنا ضدّ الحزب، ما أدّى إلى انتشار الاضطهاد والرقابة على نطاق واسع.
أيضا هناك ما عُرف بـ "القفزة الكبرى إلى الأمام"، وكانت إحدى سياسات ماو الأكثر طموحاً وإثارةً للجدل. وقد بدأت القفزة عام 1958 وكان الهدف منها تحويل الصين بسرعة إلى قوّة صناعية وزراعية من خلال المزارع الجماعية وأفران الصُلب.
ومع ذلك، أدّت هذه السياسات إلى انتشار المجاعة وتدمير الاقتصاد، ما أدّى إلى وفاة الملايين من الناس. وكانت "القفزة العظيمة إلى الأمام"، التي شهدتها الصين في الفترة من 1958 إلى 1962، ذات عواقب كبيرة وطويلة المدى أثّرت بشكل عميق على المجتمع الصيني، وأدّت إلى معاناة إنسانية هائلة وانتكاسات اقتصادية وتداعيات سياسية. وقيل إنها تشكّل أحد أكثر الفصول ظلاماً في تاريخ الصين، ولا تزال آثارها تلقي بظلالها على البلاد حتى يومنا هذا.
وأدّى فشل "القفزة" إلى فقدان مصداقية ماو تسي تونغ وسياساته. كما قوّضت الكارثة الاقتصادية والإنسانية موقفه داخل الحزب وأثارت انتقادات داخلية ضدّه. ونتج عن هذا في النهاية اشتداد الصراع على السلطة داخل الحزب وإطلاق الثورة الثقافية.
بدأ ماو الثورة الثقافية عام 1966، وكانت فترة اضطرابات سياسية واجتماعية. وخلالها قام بتعبئة شباب الحرس الأحمر لتطهير العناصر "المعادية للثورة" والانخراط في النضال الأيديولوجي. وأدّت الحركة إلى انتشار العنف وتدمير التراث الثقافي وتعطيل التعليم والمؤسّسات.
قصّة المانغو مع ماو ليست سوى قصّة ثانوية وربّما هامشية وسط عقد من التاريخ المؤلم المدفون. وحتى اليوم ظلّت مناقشة الثورة الثقافية بمثابة "التابو" في جميع أنحاء الصين.
وعلى الرغم من أن بعض الحرس الأحمر السابقين حاولوا تحدّي هذه السياسة من خلال التفكير العلني والاعتذار عن أفعالهم، الا انهم ما زالوا يتجنّبون الإساءة إلى ماو تسي تونغ شخصيّا.
ونظراً للمشهد السياسي الحالي في الصين، فإن الوقت وحده هو الذي سيحدّد متى سيناقَش هذا التاريخ بشكل مفتوح وحرّ.
Credits
ames.cam.ac.uk
ames.cam.ac.uk