:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، مارس 12، 2008

قائمة أغلى عشرين لوحة في العالم

ترى ما الذي يدفع شخصا ما لأن يشتري لوحة يدفع مقابل اقتنائها أكثر من مائة مليون دولار؟
إحدى الإجابات الممكنة عن هذا السؤال هي أن ذلك الشخص يملك من المال ما يكفي لشراء لوحة قد يرى أنها ذات قيمة شخصية أو تاريخية أو معنوية. ثم هناك احتمال أن المشتري يقدّر الفن ويريد أن يحافظ على الأثر الفني ويستمتع بمشاهدته بعد أن يصبح في عهدته.
لكن في المقابل، هناك أشخاص أغنياء دفعوا مبالغ فلكية لامتلاك لوحات. وبعض هؤلاء قد لا يهمّهم جمال العمل الفنّي ولا قيمته بقدر ما يهمّهم عنصر المباهاة ومنافسة نظرائهم من الأثرياء الآخرين.
وهناك فريق آخر يقول إن هؤلاء الأغنياء مرضى بحبّ الوجاهة والظهور الإعلامي، وإلا فإن مليون دولار قد يكون مبلغا كافيا جدا لاقتناء مئات اللوحات المستنسخة وذات الجودة العالية جدّا.
وهناك في أوساط المنتقدين من يتحدّث عن العنصر الأخلاقي في الموضوع، إذا جاز التعبير.
إذ أن العالم مليء بملايين الفقراء والمحتاجين، ومن الأولى كما يقولون توفير هذه المبالغ الباهظة، أو إنفاق جزء منها على الأقل، في إنشاء مدارس ومستشفيات وطرق ومرافق توفّر للفقراء التعليم والصحّة وكلّ ما من شأنه تحسين ظروف حياتهم ونوعية معيشتهم.
على الانترنت، هناك العديد من القوائم التي تتحدّث عن أغلى اللوحات في العالم.
وبينها لوحات لـ فان غوخ وبيكاسو وبولوك ودي كوننغ وآخرين ممّن بيعت لوحاتهم بعشرات الملايين من الدولارات.
واللوحات المباعة كثيرا ما أثارت علامات استفهام تتعلّق بمضامينها ومدى استحقاقها لتلك المبالغ الطائلة التي دُفعت لاقتنائها.
هناك مثلا تساؤل عن المنطق الذي يضع رسّاما مثل بولوك جنبا إلى جنب مع فان غوخ أو حتى بيكاسو. وأصحاب هذا الرأي يجادلون بأن شعبية ورواج كلّ من بولوك وبيكاسو نابعة في الأساس من حقيقة كونهما شخصين مثيرين للجدل، وإلا فإن لوحاتهما "لا تعدو كونها خربشات أطفال وطلاسم وأحاجي تستعصي على الفهم".
فلماذا والحالة هذه، يضيف هؤلاء، يهدر أولئك "الأثرياء الحمقى هذه الملايين الكثيرة على شراء لوحات طلسمية لا يفهمها غالبية الناس"؟!
وقد قرأت مؤخّرا رأيا طريفا لأحد النقّاد يسخر فيه من بيكاسو "الذي خلط الحابل بالنابل وأثار الفوضى وكسر كلّ القواعد وتلاعب في النسب والبُنى وضرب عرض الحائط بكلّ الموروث الكلاسيكي ليُخرج لنا هذه اللوحات الطفولية والنزقة. لقد كان بيكاسو يرسم بسرعة، ولا غرابة انه لم يكن يملك الكافي لينتج لنا أعمالا إبداعية مع وجود كل هذا العدد الكبير من العشيقات حوله".
طبعا هذا رأي متطرّف ومن يتبنّاه ربّما يغيب عن باله أن أهمّية بيكاسو وبولوك وآخرين غيرهما تكمن في أنهم استطاعوا أن يفتحوا الباب واسعا أمام غيرهم من الرسّامين ليلجوا إلى عالم الأساليب التعبيرية والتجريبية والرمزية، وهو أمر لم يفعله غيرهم من قبل.
أي أنهم ارتادوا أرضا جديدة وابتدعوا وسائل وأساليب فنّية لم يسبقهم إليها احد.
ولهذا السبب فإن لوحاتهم تصدم كل من يراها لأول مرّة وتثير في نفسه الدهشة وتدفعه للتفكير وطرح الأسئلة. وهذا شيء جيّد في حدّ ذاته.
والملاحظ أيضا أن اغلب الأعمال الفنية التي تصدّرت قوائم أغلى اللوحات في العالم تنتمي إلى المدارس الفنّية الحديثة كالتجريدية والتعبيرية والانطباعية والتكعيبية.. إلى آخره.
إن من الواضح أن الفنّ المعاصر أو الحديث هو الذي يكسب اليوم في سوق الفنّ وصالات المزاد على حساب الأعمال الرومانسية والكلاسيكية. وهذا مؤشّر على أن الفنّ الحقيقي ليس بالضرورة صورة جميلة ولا هو محاولة لمضاهاة وتقليد الواقع بتفاصيله. فالتصوير الضوئي أصبح يقوم بهذا الدور على أفضل وجه، ومن المهم أن نرى معنى وطبيعة الحياة من خلال عين وإحساس شخص آخر قد يرى العالم بشكل مختلف عما نراه نحن.
إن احد الأمور المحزنة في قصّة المزادات العلنية هو أن المالك وحده هو الذي يستمتع باللوحة التي اشتراها بينما ُيحرم الجمهور من رؤيتها وتأمّلها وتقدير جمالها. أي أن المال قادر على أن يحوّل حتى الأشياء ذات الطبيعة الروحية والمتسامية والجميلة إلى سلع تباع وتُشترى وتخضع لمنطق وقوى السوق.
قائمة أغلى عشرين لوحة لا تتضمّن تلك اللوحات الموجودة في متاحف العالم الكبيرة. وهذا يطرح سؤالا مهمّا: ترى لو عُرضت الموناليزا للبيع اليوم، فكم مليونا ستحققّه؟ ونفس الشيء ينطبق على "مدرسة أثينا" و "ليلة مرصّعة بالنجوم" و "الحرس الليلي" و "وصيفات الشرف" وغيرها من الأعمال الايقونية الضخمة.
في هذه القائمة، لم أتوقّف كثيرا عند لوحة دي كوننغ، ولم تثِر فيّ لوحة وارهول أيّ شعور. ونفس الكلام يمكن أن يقال عن لوحة فرانسيس بيكون.
ما استرعى انتباهي حقيقة هو رسومات جاكسون بولوك وجاسبر جون ومارك روثكو.
فلوحات هؤلاء غامضة بألوانها المتداعية وأشكالها الالتوائية وأجزائها المتشظّية. لكن من الواضح أن أعمالهم تتضمّن حوارات داخلية ومساحات تصّوف ولحظات صمت. إنهم يبدون كما لو أنهم يحاولون البحث عن ذواتهم وعن إجابات لأسئلة وجودية تحيّرهم وتستفزّ عقولهم، وذلك من خلال التعبير عن رؤاهم الباطنية الخاصّة وغير الواعية.

1- جاكسون بولوك: رقم 5، 1948
السعر: 140 مليون دولار
هذه اللوحة هي الأغلى في العالم اليوم. وقد ابتاعها في العام 2006 المليونير ديفيد غيفين. اللوحة تنتمي للفنّ التجريدي ويغلب عليها اللونان البني والأصفر.


2- وليام دي كوننغ: امرأة 3، 1953
السعر: 138 مليون دولار
المرأة في اللوحة اسماها بعض النقاد الآلهة السوداء. واللوحة اختيرت كواحدة من أفضل خمسين لوحة في تاريخ الفنّ العالمي!


3- غوستاف كليمت: بورتريه اديل بلوكباور، 1907
السعر: 135 مليون دولار
هذه اللوحة ارتبطت بحادثة نهْبها من قبل القوات النازية خلال الحرب العالمية الثانية وبالنزاع القضائي الذي نشب بين ورثة مالكها الأصلي وبين الحكومة النمساوية.


4- بابلو بيكاسو: صبي وغليون، 1904
السعر: 104 مليون دولار
رسمت اللوحة خلال ما عرف بالمرحلة الزهرية. وتصوّر فتى باريسيا يمسك الغليون بيده اليسرى. لم يعرف بالتحديد من اشترى اللوحة لكن تردّد انه رجل أعمال ايطالي.


5- بابلو بيكاسو: دورا مار و قطّة، 1941
السعر: 95 مليون دولار
بيعت هذه اللوحة عام 2006 إلى مشتر مجهول.
دورا مار كانت مصوّرة ورسّامة. وقد قابلت بيكاسو عام 1930 ونشأت بينهما علاقة عاطفية استمرّت عشر سنوات.
في اللوحة تبدو المرأة جالسة على كرسي وعلى كتفها جلست قطة. ويلاحظ أن بيكاسو رسم الشخصية بوجهين، ربّما للتدليل على الطبيعة الثنائية للمرأة.
كانت دورا مار إحدى موديلات بيكاسو المفضّلات وقد ظهرت في الكثير من لوحاته.


6- غوستاف كليمت: بورتريه اديل بلوكباور 2، 1912
السعر: 88 مليون دولار
بيعت هذه اللوحة بعد أشهر من بيع نسختها الأولى.


7- فنسنت فان غوخ: بورتريه الدكتور غاشيه، 1890
السعر: 83 مليون دولار
اشترى هذه اللوحة المليونير الياباني روي ساييتو ومكانها اليوم غير معروف.


8- جاسبر جون: بداية مزيّفة، 1959
السعر: 80 مليون دولار
تعزى شعبية هذه اللوحة إلى سطوعها وتشبّعها بالأزرق والأحمر والبرتقالي والأصفر. ويلاحظ أن الرسّام دوّن أسماء الألوان بطريقة عشوائية على النسيج الذي تزيّنه ضربات فرشاة انطباعية ناعمة.
اشترى اللوحة المليونير ديفيد غيفين واعتبرت على الدوام نموذجا طليعيا للفن الشعبي.


9- بيير اوغست رينوار: لا مولان دي لا جاليت، 1876
السعر: 78 مليون دولار
لوحة عامرة بالرقص وحبّ الحياة كما هو شأن معظم لوحات رينوار. كان هذا المقهى ملتقى للعمّال والطلبة والفنّانين ومعلما من معالم الحياة الباريسية زمن رينوار.
اشترى اللوحة المليونير الياباني الذي سبق وان اشترى من قبل لوحة الدكتور غاشيه. وقد أثار الياباني موجة من السخط والاستهجان عندما صرّح بأنه أوصى بأن تحرق اللوحتان مع جثته عندما يموت لكي يجنّب ورثته دفع ضرائب باهظة عليهما.
بعد سنوات باع الرجل هذه اللوحة بمبلغ 50 مليون دولار فقط.
وبعد موته عام 1996 لم يعد احد يسمع عن لوحة غاشيه شيئا.


10 – بيتر بول روبنز: مذبحة الأبرياء، 1612
السعر: 77 مليون دولار
اللوحة تصوّر حادثة تاريخية ورد ذكرها في إنجيل ماثيو. وقد رسمت عام 1611 وبيعت في مزاد سوثبي على المليونير كينيث تومبسون بهذا المبلغ الكبير بعد أن توقّعت أوساط السوق ألا تباع بأكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني.


11- مارك روثكو: وسط ابيض، 1950
السعر: 73 مليون دولار
رسمت اللوحة عام 1950 وبيعت العام الماضي.
في اللوحة ثلاثة قطاعات لونية عريضة من الأحمر والزهري والبرتقالي وضعت جنبا إلى جنب.
روثكو أمريكي من أصول روسية وهو ينتمي للمدرسة التعبيرية/التجريدية ويغلب على لوحاته التأمّل والمسحة الميلودرامية.


12- اندي وارهول: سيارة خضراء محترقة، 1963
السعر: 72 مليون دولار
بيعت اللوحة العام الماضي وموضوعها يعتمد على صورة مزعجة قام الفنان بدمجها في نسخة من مقال ظهر في مجلة نيوزويك يتحدّث عن وفاة احد الأشخاص بعد انقلاب سيارته أثناء مطاردته من قبل الشرطة الأمريكية.
في اللوحة يتحوّل الشارع إلى كابوس سوريالي تظهر فيه السيارة مشتعلة فيما تستقرّ جثة السائق، في وضع الوقوف، على احد أعمدة الإنارة.


13 – فنسنت فان غوخ: بورتريه للفنان بلا لحية، 1889
السعر: 72 مليون دولار
في هذه اللوحة رسم فان غوخ نفسه بعد أن حلق لحيته.
وقد حققت اللوحة نجاحا مفاجئا بعد أن توقّع النقاد أن تباع بسعر اقل من نصف السعر الذي بيعت به.


14- تيتيان: بورتريه الفونسو دافالوس، 1533
السعر: 70 مليون دولار
بيعت اللوحة قبل أربع سنوات على متحف غيتي.
وهي تصوّر الفونسو الذي كان حاكما على ميلان، وكانت علاقته بالرسام تيتيان نموذجا للعلاقة بين الفنان والسياسي.
الفونسو كان بنفس الوقت مثقفا ومحاربا وراعيا للفنون وقد رسمه تيتيان بهيئة بطولية وهو يبدو هنا بكامل زينته.


15- توماس ايكينز: عيادة عائلة غروس، 1875
السعر: 68 مليون دولار
بيعت اللوحة منذ عامين واشتراها متحف الوطني بواشنطن.
وقد رسمت اللوحة عام 1875 وتصور طبيبا مسنّا يرتدي "جاكيت" اسود ويلقي محاضرة على مجموعة من الطلاب من بينهم ايكنز نفسه.
وهناك جسد عار لمريض تجرى له عملية جراحية. اللوحة شديدة الواقعية ويمكن اعتبارها وثيقة تسجّل فصلا مهمّا من تاريخ الطب، على الرغم من أنها اعتبرت في زمانها لوحة عنيفة وصادمة بسبب منظر الدم فيها.


16- بول سيزان: ستارة، إبريق ماء وفاكهة، 1894
السعر: 61 مليون دولار
اشترى هذه اللوحة زبون لم يعلن عن هويّته. وفيها يحاول سيزان أن يبرهن على تحكّمه في اللون والتوليف والتصميم.
كان سيزان مشهورا برسم الحياة الصامتة. وينظر إليه البعض على انه جسر ما بين انطباعية القرن التاسع عشر والأسلوب التكعيبي الذي ظهر في بدايات القرن العشرين.


17- فنسنت فان غوخ: حقل قمح وغربان، 1889
السعر: 57 مليون دولار
كان هذا السعر مرتفعا جدا في ذلك الوقت خاصّة وان اللوحة بيعت في وقت شهدت فيه السوق ركودا. وهي اليوم من مقتنيات متحف الميتروبوليتان.


18- بابلو بيكاسو: امرأة تضع يدا فوق يد، 1904
السعر: 55 مليون دولار
هذه اللوحة تنتمي للمرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو. والسيّدة التي تظهر فيها غير معروفة. لكن يقال أنها كانت نزيلة أحد المصحّات النفسية في باريس.
تبدو المرأة في اللوحة وهي تحدّق في الفراغ اللامتناهي وقد علت ملامحها علامات حزن وشرود.


19- فنسنت فان غوخ: أزهار السوسن، 1888
السعر: 54 مليون دولار
رسم فان غوخ اللوحة قبل عام من وفاته أثناء إقامته في المصحة النفسية في سان ريمي مصارعا نوبات الصرع.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت زهرة السوسن رمزا لمرضى الفصام أو الشيزوفرينيا الذي يعتقد أن فان غوخ كان يعاني منه.


20- فرانسيس بيكون: دراسة للبابا اينوسنت العاشر، 1962
السعر: 53 مليون دولار
اعتمد بيكون في رسمه لهذه اللوحة على لوحة فيلاسكيز عن نفس الشخصية. لكنه رسم البابا هنا بشكل مشوّه.
واللوحة واحدة من سلسلة لوحات خصّصها الرسّام لنفس الموضوع، أي شخصية البابا اينوسنت العاشر.