عندما بدأت التفكير في تخصيص مدوّنة للحديث عن اللوحات التشكيلية العالمية كان في ذهني أن تتضمّن السلسلة مائة لوحة كحدّ أقصى.
لكنّي اكتشفت بعد ذلك أن من الصعب فعلا حصر اللوحات الجديرة بالتنويه والإشادة في رقم محدّد.
لذا رأيت في ما بعد أن أضيف خمسين لوحة أخرى إلى السلسلة كي تكتسب شيئا من الشمولية والتنوّع.
وقد سبق وأن ذكرت في حديث سابق انه روعي أن تكون التعليقات والشروحات المرافقة لكلّ لوحة سهلة وميّسرة وخالية من المفردات والصيغ الأكاديمية الجافّة والصعبة.
ولم يغب عن ذهني أن المدوّنة تخاطب في الأساس القارئ العادي الذي يرغب في معرفة شيء عن الفنّ التشكيلي بطريقة مختصرة ومبسّطة وبعيدا عن التفلسف غير الضروري والبلاغيات التي تهتمّ عادة بالشكل دون المضمون.
ومع بلوغ الحلقات العدد 150، يحسن إيضاح بعض الأمور التي رافقت الإعداد لحلقات المدوّنة والتي احسب أنها تنطوي على بعض الأهمية.
لا بدّ في البداية من إدراك حقيقة أظنّ أنها بدهيّة، وهي أن مجالات الإبداع ومظاهر التميّز التي يوفّرها الفن التشكيلي كثيرة ومتعدّدة بما لا يتأتّى حصره أو قياس أثره. وفي البال طبعا أن هناك العديد من الأعمال التشكيلية الرائعة التي لم تجد طريقها بعد الى المدوّنة، وأتمنّى ان يسعف الوقت في إدراجها نظرا لشهرتها الواسعة وأهمّيتها الكبيرة.
وأشير هنا وعلى وجه الخصوص إلى لوحتين: الأولى زهور عبّاد الشمس لـ فان غوخ والثانية سوسن الماء لـ كلود مونيه. هاتان اللوحتان بالذات لا أتصوّر أنهما يمكن أن تغيبا عن قوائم اللوحات العالمية المتميّزة والمشهورة وذلك لأسباب قد لا يكون هذا أوان استعراضها وشرحها.
وعلى نطاق أوسع قليلا، أتمنى أن تتضمّن السلسلة أعمالا أخرى لا تقلّ شهرة وأهمية. على سبيل المثال لا الحصر، يخطر بالبال لوحة فيلاسكيز بعنوان هيلانديراس، وجبال سييرا نيفادا للأمريكي البيرت بيرشتادت، ولوحة دافنشي المسمّاة الإنسان الفيتروفي، وخلق آدم لـ ميكيل انجيلو، والربيع لـ بوتشيللي، ولا سكابيلياتا أو رأس أنثى لـ دافنشي، وعروس الريح للنمساوي اوسكار كوكوشكا، وليلة مقمرة في نابولي للروسي شيدرين، ولوحة اوماي للبريطاني جوشوا رينولدز، ولوحة بورتريه الكونتيسة هوسونفيل للفرنسي آنغـر.
والقائمة تطول، لكن لا أتخيّل أنها يمكن أن تنتهي دون الإشارة إلى أسماء فنّية لا تقلّ أهميّة، مثل الأمريكي توماس ايكنز، والمكسيكي دييغو ريفيرا، صاحب اللوحة الشهيرة بائعة الزهور.
وقد اكتشفت أنني أغفلت ذكر بعض الأسماء الفنّية الكبيرة على ما لها من شهرة وتأثير كبيرين، الأمر الذي أعدّه احد أوجه القصور والنقص في السلسلة. على سبيل المثال، لم يسعفني الوقت ولا التركيز في أن أشير إلى شيء من لوحات فنّان عصر النهضة الايطالي الكبير كارافاجيو. وإذا توفّر الوقت الكافي سأختار لوحته الجميلة عشاء في ايموس أو لوحته الاخرى غشّاشو الورق ضمن اللوحات التي تستحقّ التنويه.
وفي الختام، اتقدّم بالشكر الجزيل الى كافة الزملاء والزميلات على تشجيعهم ودعمهم المتواصل. كما أثمّن رغبة العديد منهم ممّن أرسلوا إليّ عبر البريد الاليكتروني مطالبين بأن تستمرّ حلقات المدوّنة لبعض الوقت. وقد قرّرت في النهاية النزول عند رغبتهم راجيا أن يستمرّ تفاعلهم مع ما يُطرح سواءً بالنقد أو بالتقويم وحتى بالمشاركة في اختيار اللوحات التي يرون انها تستحق أن تُضمّن في السلسلة. مع خالص التحيّة للجميع.
:تنويه
تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .
الخميس، نوفمبر 29، 2007
لوحات عالمية
التسميات:
رسّامون,
فيلاسكيز,
كارافاجيو,
لوحات عالمية,
مونيه,
ميكيل انجيلو
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)