كان مياموتو موساشي محارب ساموراي مشهورا. كما كان فيلسوفا وكاتبا وخبيرا استراتيجيا ورسّاما ترك تحفا كثيرة في الرسم الكلاسيكي اليابانيّ وفي فنّ الخطّ.
عاش موساشي في القرن السادس عشر. وهو معروف خاصّة بكتابه المسمّى "الخواتم الخمسة" الذي ضمّنه آراءه في الاستراتيجيا والفلسفة. وما يزال الكتاب يُدرّس حتى اليوم.
ويقال انه في أخريات حياته وبعد أن تدهورت صحّته انتقل للعيش في كهف بأحد الجبال لكي ينجز الفصول الأخيرة من ذلك الكتاب الذي ضمّنه أيضا بعض الإرشادات الضرورية عن كيف يتحكّم الإنسان في مشاعره وانفعالاته ويعيش حياة سعيدة بقدر الإمكان.
السطور التالية عبارة عن ملخّص لتلك القواعد والتوصيات..
أوّلا: إقبل كلّ شيء تاتي به الحياة. فالقبول هو أهمّ موقف لمواجهة تحدّيات العيش. والقبول حالة ذهنية لا توصلك إلى أيّة وجهة، بل تدرّب عقلك على أن تكون متسامحا مع أيّ شيء قد تجلبه لك الحياة. والقبول ليس اللامبالاة أو السلبية ولا الاستسلام أو عدم المحاولة، بل هو ببساطة قبول الأشياء دون أن تحكم عليها بالسلب أو الإيجاب.
ثانيا: لا تتوقّع أن تكون سعيدا دائما. فالمشاعر والظروف لا تدوم إلى الأبد، وكلّ شيء عابر وموقّت. لذا تقبّل الأوقات الصعبة بمثل تقبّلك للأوقات السعيدة. أما إذا أردت أن تكون سعيدا في كلّ وقت، فإن هذه الفكرة بحدّ ذاتها لن تجلب لك سوى التعاسة.
ثالثا: فكّر في نفسك قليلا وفي الآخرين كثيرا. عندما تفكّر في نفسك أكثر من اللازم، فإن "أناك" تتضخّم ومن ثمّ تزداد مخاوفك. والسعداء هم من يركّزون على مساعدة الآخرين.
والصينيون عندهم مثل مشهور يقول: إن أردت السعادة لساعة فخذ إغفاءة، وإن أردت السعادة ليوم فاذهب واصطد سمكا، وإذا أردت السعادة لسنة فحاول أن ترث ثروة، لكن إن أردت السعادة حتى نهاية العمر فساعد الناس".
وفي كلّ الأحوال كن متواضعا ولا تأخذ نفسك بجدّية أكثر من اللازم ولا تتردّد في مساعدة الآخرين.
رابعا: إنفصل عن رغباتك. فكثرة الرغبات تقود إلى المعاناة، لأنك عندما ترغب في شيء فإن معنى هذا انك غير قانع بما لديك. وعندما تحصل على ما ترغب به فإن هذا سيقودك بالتالي إلى سلسلة لا تنتهي من الرغبات الجديدة والمرهقة.
لذا تعلّم دائما أن تكون ممتنّا وقانعا بما لديك الآن، لأن هذا هو مفتاح السلام الداخلي.
خامسا: لا تندم على أيّ شيء فعلته، فالندم شعور غير مفيد على الإطلاق، وأنت لا تستطيع تغيير ما حدث، لكن يمكنك أن تتعلّم منه. أحيانا لا نملك إلا أن نشعر بالندم على أشياء كثيرة في الحياة. لكن إيّاك أن تجعل الندم "يسكنك" أو أن تستسلم له، لأن هذا غير مفيد وتبعاته سيّئة.
سادسا: إبتعد عن مشاعر الحسد والغيرة، فإضمار الحسد للآخرين معناه انك لا تشعر بالأمان مع نفسك ولست راضيا عمّا قسمه الله لك ولغيرك. وبدلا من ذلك انظر إلى داخل نفسك واشكر الله على ما آتاك مهما كان قليلا.
سابعا: لا تُكثر من الشكوى والشعور بالاستياء لأنهما لا يحقّقان لك شيئا. هما فقط يزيدان من طاقتك السلبية. ولا تدع ما يقوله أو يفعله الآخرون يؤثّر عليك. أنت لا تسيطر على أفعالهم، لكن بمقدورك أن تتحكّم في ردود فعلك على ما يقولونه أو يفعلونه.
ثامنا: إبتعد عن التفضيلات ما أمكن، فأن تفضّل شيئا على شيء معناه انك غير راض عن نفسك وغير قادر على أن تستمتع باللحظة الراهنة من حياتك. لذا حاول ألا تفضّل شيئا على آخر، خاصّة إن كنت لا تملك السيطرة عليه.
تاسعا: لا تتمسّك بالممتلكات لتي لم تعد بحاجة إليها. إن من السهل أن تثقل كاهلك بأشياء لا تحتاجها. لكن إذا لم تكن تلك الأشياء ذات فائدة حقيقية لحياتك فتخلّص منها. إن ما تحتاجه هو وقت أطول وتفكير أكثر صفاءً وليس ممتلكات أو مقتنيات أو أشياء ماديّة.
عاشرا: لا تتصرّف حسب الأعراف أو التقاليد. اتبع مشاعرك في كل الأحوال وافعل ما يتوافق مع قيمك أنت وليس ما يعتقده أو يؤمن به الآخرون. قرّر أنت لنفسك ما يناسبك وما لا يناسبك. فأنت تعرف الصحّ من الخطأ ولست بحاجة لأشخاص يوجّهونك أو يملون عليك ما يجب أن تفعله وما لا تفعله.
حادي عشر: لا تفكر كثيرا في الموت، إذ ليس بمستطاع احد أن يهرب منه. يمكننا أن نتعلّم وأن ندرك ونقبل حقيقة أن الدور سيأتي علينا وعلى غيرنا في النهاية. لكن من الخطأ أن تعلن الحرب على الموت لأن هذا يعني أن تصبح نهبا للقلق والخوف بقيّة حياتك، وهذا سبب مهمّ للمعاناة والشقاء.
ثاني عشر: لا تجمع أشياء لتدخّرها لشيخوختك. هذا لن يفيدك بشيء خاصّة انك سترحل عن العالم في النهاية. اجمع فقط ما يفيدك ولا تضيّع وقتك في ما لا طائل من ورائه.
ثالث عشر: لا تركن إلى الحظّ أو الصدفة في أعمالك، بل حاول أن تسير إلى الأمام وأن تعالج مشاكلك ضمن إمكانياتك وقدراتك. وحاول أن تفعل الأشياء الصحيحة وستأخذك حتما إلى نهايات سعيدة.
رابع عشر: كن متواضعا دائما وافعل الشيء الصحيح. وفي كلّ الظروف والأوقات لا تتوقّف عن التعلم والنموّ.
عاش موساشي في القرن السادس عشر. وهو معروف خاصّة بكتابه المسمّى "الخواتم الخمسة" الذي ضمّنه آراءه في الاستراتيجيا والفلسفة. وما يزال الكتاب يُدرّس حتى اليوم.
ويقال انه في أخريات حياته وبعد أن تدهورت صحّته انتقل للعيش في كهف بأحد الجبال لكي ينجز الفصول الأخيرة من ذلك الكتاب الذي ضمّنه أيضا بعض الإرشادات الضرورية عن كيف يتحكّم الإنسان في مشاعره وانفعالاته ويعيش حياة سعيدة بقدر الإمكان.
السطور التالية عبارة عن ملخّص لتلك القواعد والتوصيات..
أوّلا: إقبل كلّ شيء تاتي به الحياة. فالقبول هو أهمّ موقف لمواجهة تحدّيات العيش. والقبول حالة ذهنية لا توصلك إلى أيّة وجهة، بل تدرّب عقلك على أن تكون متسامحا مع أيّ شيء قد تجلبه لك الحياة. والقبول ليس اللامبالاة أو السلبية ولا الاستسلام أو عدم المحاولة، بل هو ببساطة قبول الأشياء دون أن تحكم عليها بالسلب أو الإيجاب.
ثانيا: لا تتوقّع أن تكون سعيدا دائما. فالمشاعر والظروف لا تدوم إلى الأبد، وكلّ شيء عابر وموقّت. لذا تقبّل الأوقات الصعبة بمثل تقبّلك للأوقات السعيدة. أما إذا أردت أن تكون سعيدا في كلّ وقت، فإن هذه الفكرة بحدّ ذاتها لن تجلب لك سوى التعاسة.
ثالثا: فكّر في نفسك قليلا وفي الآخرين كثيرا. عندما تفكّر في نفسك أكثر من اللازم، فإن "أناك" تتضخّم ومن ثمّ تزداد مخاوفك. والسعداء هم من يركّزون على مساعدة الآخرين.
والصينيون عندهم مثل مشهور يقول: إن أردت السعادة لساعة فخذ إغفاءة، وإن أردت السعادة ليوم فاذهب واصطد سمكا، وإذا أردت السعادة لسنة فحاول أن ترث ثروة، لكن إن أردت السعادة حتى نهاية العمر فساعد الناس".
وفي كلّ الأحوال كن متواضعا ولا تأخذ نفسك بجدّية أكثر من اللازم ولا تتردّد في مساعدة الآخرين.
رابعا: إنفصل عن رغباتك. فكثرة الرغبات تقود إلى المعاناة، لأنك عندما ترغب في شيء فإن معنى هذا انك غير قانع بما لديك. وعندما تحصل على ما ترغب به فإن هذا سيقودك بالتالي إلى سلسلة لا تنتهي من الرغبات الجديدة والمرهقة.
لذا تعلّم دائما أن تكون ممتنّا وقانعا بما لديك الآن، لأن هذا هو مفتاح السلام الداخلي.
خامسا: لا تندم على أيّ شيء فعلته، فالندم شعور غير مفيد على الإطلاق، وأنت لا تستطيع تغيير ما حدث، لكن يمكنك أن تتعلّم منه. أحيانا لا نملك إلا أن نشعر بالندم على أشياء كثيرة في الحياة. لكن إيّاك أن تجعل الندم "يسكنك" أو أن تستسلم له، لأن هذا غير مفيد وتبعاته سيّئة.
سادسا: إبتعد عن مشاعر الحسد والغيرة، فإضمار الحسد للآخرين معناه انك لا تشعر بالأمان مع نفسك ولست راضيا عمّا قسمه الله لك ولغيرك. وبدلا من ذلك انظر إلى داخل نفسك واشكر الله على ما آتاك مهما كان قليلا.
سابعا: لا تُكثر من الشكوى والشعور بالاستياء لأنهما لا يحقّقان لك شيئا. هما فقط يزيدان من طاقتك السلبية. ولا تدع ما يقوله أو يفعله الآخرون يؤثّر عليك. أنت لا تسيطر على أفعالهم، لكن بمقدورك أن تتحكّم في ردود فعلك على ما يقولونه أو يفعلونه.
ثامنا: إبتعد عن التفضيلات ما أمكن، فأن تفضّل شيئا على شيء معناه انك غير راض عن نفسك وغير قادر على أن تستمتع باللحظة الراهنة من حياتك. لذا حاول ألا تفضّل شيئا على آخر، خاصّة إن كنت لا تملك السيطرة عليه.
تاسعا: لا تتمسّك بالممتلكات لتي لم تعد بحاجة إليها. إن من السهل أن تثقل كاهلك بأشياء لا تحتاجها. لكن إذا لم تكن تلك الأشياء ذات فائدة حقيقية لحياتك فتخلّص منها. إن ما تحتاجه هو وقت أطول وتفكير أكثر صفاءً وليس ممتلكات أو مقتنيات أو أشياء ماديّة.
عاشرا: لا تتصرّف حسب الأعراف أو التقاليد. اتبع مشاعرك في كل الأحوال وافعل ما يتوافق مع قيمك أنت وليس ما يعتقده أو يؤمن به الآخرون. قرّر أنت لنفسك ما يناسبك وما لا يناسبك. فأنت تعرف الصحّ من الخطأ ولست بحاجة لأشخاص يوجّهونك أو يملون عليك ما يجب أن تفعله وما لا تفعله.
حادي عشر: لا تفكر كثيرا في الموت، إذ ليس بمستطاع احد أن يهرب منه. يمكننا أن نتعلّم وأن ندرك ونقبل حقيقة أن الدور سيأتي علينا وعلى غيرنا في النهاية. لكن من الخطأ أن تعلن الحرب على الموت لأن هذا يعني أن تصبح نهبا للقلق والخوف بقيّة حياتك، وهذا سبب مهمّ للمعاناة والشقاء.
ثاني عشر: لا تجمع أشياء لتدخّرها لشيخوختك. هذا لن يفيدك بشيء خاصّة انك سترحل عن العالم في النهاية. اجمع فقط ما يفيدك ولا تضيّع وقتك في ما لا طائل من ورائه.
ثالث عشر: لا تركن إلى الحظّ أو الصدفة في أعمالك، بل حاول أن تسير إلى الأمام وأن تعالج مشاكلك ضمن إمكانياتك وقدراتك. وحاول أن تفعل الأشياء الصحيحة وستأخذك حتما إلى نهايات سعيدة.
رابع عشر: كن متواضعا دائما وافعل الشيء الصحيح. وفي كلّ الظروف والأوقات لا تتوقّف عن التعلم والنموّ.