عاد الحديث مجدّدا هذه الأيّام عن كوكب بعيد يقول العلماء إن سطحه مغطّى بالألماس. وأوّل إشارة إلى وجود هذا الكوكب كانت في العام 2004 عندما اكتشف فريق فرنسي أمريكي وجود الكوكب، واسمه Cancri '55 ، على مسافة تبعد 41 سنة ضوئية عن الأرض.
العلماء يؤكّدون أن هناك احتمالا كبيرا بأن ثلث كتلة هذا الكوكب على الأقلّ تتألّف من الألماس، بالنظر إلى احتمال مرور الكوكب بتطوّرات جيولوجية مختلفة، من قبيل الأنشطة البركانية والزلزالية وتشكّل الجبال، أدّت إلى تكوّن صفائح تكتونية تحت سطحه مختلفة عن تلك التي في الأرض.
فكرة وجود ألماس أو معادن ثمينة في الكواكب البعيدة ليست بالشيء الجديد، إذ طالما حلم كتّاب الخيال العلمي بوجود كواكب من هذا النوع. آرثر كلارك ، مثلا، وهو احد روّاد أدب الخيال العلمي، تحدّث في إحدى رواياته عن كوكب غريب شُيّدت جميع مبانيه ورُصفت طرقاته من الألماس.
وطبقا لكتابات سومرية قديمة، فإن أهالي سومر استقبلوا ذات مرّة آلهة جاءتهم من السماء وأجبرتهم على البحث عن الذهب قبل أن تغادر عائدة إلى الكوكب الذي أتت منه. وفي هذا إشارة ضمنية إلى إن هناك حضارات أكثر تطوّرا وَجدت في كوكبنا أشياء رائعة ونفيسة.
النتائج التي توصّلت إليها دراسة أعدّتها مجموعة من علماء الفيزياء والفلك تشير إلى أن الكوكب كانكري 55 مختلف كليّا عن بقيّة كواكب النظام الشمسي. فالكواكب الصخرية في النظام الشمسي، مثل الأرض، تتألّف في معظمها من المركّبات الغنيّة بالأكسجين مثل السيليكات، كما أن وجود الكربون فيها نادر جدّا. في حين أن الكوكب المكتشف، وهو صخريّ أيضا، يحتوي على كميّات كبيرة من الكربون الذي يتحوّل على فترات طويلة من الزمن، وبسبب التفاعلات الجيوفيزيائية وقوّة الجاذبية، إلى غرافيت وألماس.
أهمّية هذا الاكتشاف بالنسبة لعلم الفيزياء الفلكية انه يغيّر منظورنا عن الكواكب الأخرى وفهمنا لتطوّر تلك الكواكب وتنوّعها.
الكوكب كانكري 55 اكبر من الأرض بمرّتين. وهو يتحرّك بسرعة فائقة، لدرجة أن سنة واحدة فيه تعادل 18 ساعة بزمن الأرض. ومع انه تستحيل رؤيته بالعين المجرّدة، إلا أنّ بالإمكان رؤية النجم الذي يدور حوله في سماء مظلمة قريبا من برج السرطان. ويقول العلماء إن الكوكب ساخن بدرجة لا تُصدّق، إذ أن درجة الحرارة على سطحه يمكن أن تصل إلى حوالي 4000 درجة فهرنهايت.
مجلّة فوربس الأمريكية حوّلت الاكتشاف الجديد إلى أرقام وتقديرات، ربّما كي تثير شهية الشركات الرأسمالية الجشعة، فذكرت أن قيمة هذا الكوكب يمكن أن تصل إلى حوالي 27 نونليون دولار. وإذا كنت لم تسمع بالنونليون من قبل فهو الرقم واحد متبوعا بـ 30 صفراً. ولتوضيح الصورة أكثر، ضع في ذهنك رقم 27 نونليون، ثم تذكّر أن الناتج الإجمالي للأرض طبقا لأرقام البنك الدولي بلغ عام 2011 حوالي 70 تريليون دولار (التريليون يساوي واحد وعلى يمينه 12 صفرا). أي أن كوكب الألماس يساوي قيمة الناتج الإجمالي للأرض بحوالي 384 ضعفا.
لكن كيف يمكن الوصول إلى كوكب يقع على بعد 40 سنة ضوئية من الأرض ويتطلّب بلوغه قطع مسافة تُقدّر بحوالي 230 تريليون ميل؟ ثمّ من يريد الذهاب إلى كوكب محروق أصلا؟! حتى المناخ كما نفهمه بمقاييسنا الأرضية لم يعد له وجود في ذلك الكوكب. فدرجة الحرارة الرهيبة على سطحه كفيلة بأن تحيل كلّ شيء هناك إلى شواء.
واقع الحال أن البشر لا يستطيعون حتى الآن الطيران في الفضاء لمسافات بعيدة. وفي غياب مركبات فضائية تطير بسرعة الضوء، فإن أقصى ما يمكن أن يحلم به البشر الآن هو أن يصلوا إلى المرّيخ، وليس أبعد. كما أن كوكب التايتان يُعتبر اقرب منالا، فهو لا يبعد عن الأرض سوى بضعة بلايين من الأميال ويقال انه يحتوي على كميّات كبيرة جدّا من الغاز الطبيعي.
وهناك مسألة أخرى تتعلّق بالألماس نفسه. فقيمته، مثل أيّ سلعة أخرى، لا تكمن في ذاته "الماس في حالته الأولية عبارة عن فحم"، وإنما في ندرته. وهو موجود بكميّات كبيرة على كوكبنا، لكن الدول المنتجة تبقيه بعيدا عن الأسواق لكي يظلّ سعره مرتفعا وفقا لنظرية العرض والطلب، لذا هو باهظ الثمن.
صحيح أن الوصول إلى كوكب الألماس يُعدّ الآن ضربا من الخيال. لكن الكثير من الاكتشافات والابتكارات التي نراها اليوم كانت إلى ما قبل 100 عام فقط مجرّد أحلام وتهويمات لا تخطر إلا على بال بعض الحالمين من كتّاب وشعراء وفلاسفة. ومن يدري! ربّما يصحو أحفاد أحفادنا ذات يوم، بعد 400 أو 500 عام، ليروا مشهدا غريبا لسفينة فضائية وهي تعود إلى الأرض وعلى متنها حمولة من الألماس التي جلبتها من ذلك الكوكب البعيد..
العلماء يؤكّدون أن هناك احتمالا كبيرا بأن ثلث كتلة هذا الكوكب على الأقلّ تتألّف من الألماس، بالنظر إلى احتمال مرور الكوكب بتطوّرات جيولوجية مختلفة، من قبيل الأنشطة البركانية والزلزالية وتشكّل الجبال، أدّت إلى تكوّن صفائح تكتونية تحت سطحه مختلفة عن تلك التي في الأرض.
فكرة وجود ألماس أو معادن ثمينة في الكواكب البعيدة ليست بالشيء الجديد، إذ طالما حلم كتّاب الخيال العلمي بوجود كواكب من هذا النوع. آرثر كلارك ، مثلا، وهو احد روّاد أدب الخيال العلمي، تحدّث في إحدى رواياته عن كوكب غريب شُيّدت جميع مبانيه ورُصفت طرقاته من الألماس.
وطبقا لكتابات سومرية قديمة، فإن أهالي سومر استقبلوا ذات مرّة آلهة جاءتهم من السماء وأجبرتهم على البحث عن الذهب قبل أن تغادر عائدة إلى الكوكب الذي أتت منه. وفي هذا إشارة ضمنية إلى إن هناك حضارات أكثر تطوّرا وَجدت في كوكبنا أشياء رائعة ونفيسة.
النتائج التي توصّلت إليها دراسة أعدّتها مجموعة من علماء الفيزياء والفلك تشير إلى أن الكوكب كانكري 55 مختلف كليّا عن بقيّة كواكب النظام الشمسي. فالكواكب الصخرية في النظام الشمسي، مثل الأرض، تتألّف في معظمها من المركّبات الغنيّة بالأكسجين مثل السيليكات، كما أن وجود الكربون فيها نادر جدّا. في حين أن الكوكب المكتشف، وهو صخريّ أيضا، يحتوي على كميّات كبيرة من الكربون الذي يتحوّل على فترات طويلة من الزمن، وبسبب التفاعلات الجيوفيزيائية وقوّة الجاذبية، إلى غرافيت وألماس.
أهمّية هذا الاكتشاف بالنسبة لعلم الفيزياء الفلكية انه يغيّر منظورنا عن الكواكب الأخرى وفهمنا لتطوّر تلك الكواكب وتنوّعها.
الكوكب كانكري 55 اكبر من الأرض بمرّتين. وهو يتحرّك بسرعة فائقة، لدرجة أن سنة واحدة فيه تعادل 18 ساعة بزمن الأرض. ومع انه تستحيل رؤيته بالعين المجرّدة، إلا أنّ بالإمكان رؤية النجم الذي يدور حوله في سماء مظلمة قريبا من برج السرطان. ويقول العلماء إن الكوكب ساخن بدرجة لا تُصدّق، إذ أن درجة الحرارة على سطحه يمكن أن تصل إلى حوالي 4000 درجة فهرنهايت.
مجلّة فوربس الأمريكية حوّلت الاكتشاف الجديد إلى أرقام وتقديرات، ربّما كي تثير شهية الشركات الرأسمالية الجشعة، فذكرت أن قيمة هذا الكوكب يمكن أن تصل إلى حوالي 27 نونليون دولار. وإذا كنت لم تسمع بالنونليون من قبل فهو الرقم واحد متبوعا بـ 30 صفراً. ولتوضيح الصورة أكثر، ضع في ذهنك رقم 27 نونليون، ثم تذكّر أن الناتج الإجمالي للأرض طبقا لأرقام البنك الدولي بلغ عام 2011 حوالي 70 تريليون دولار (التريليون يساوي واحد وعلى يمينه 12 صفرا). أي أن كوكب الألماس يساوي قيمة الناتج الإجمالي للأرض بحوالي 384 ضعفا.
لكن كيف يمكن الوصول إلى كوكب يقع على بعد 40 سنة ضوئية من الأرض ويتطلّب بلوغه قطع مسافة تُقدّر بحوالي 230 تريليون ميل؟ ثمّ من يريد الذهاب إلى كوكب محروق أصلا؟! حتى المناخ كما نفهمه بمقاييسنا الأرضية لم يعد له وجود في ذلك الكوكب. فدرجة الحرارة الرهيبة على سطحه كفيلة بأن تحيل كلّ شيء هناك إلى شواء.
واقع الحال أن البشر لا يستطيعون حتى الآن الطيران في الفضاء لمسافات بعيدة. وفي غياب مركبات فضائية تطير بسرعة الضوء، فإن أقصى ما يمكن أن يحلم به البشر الآن هو أن يصلوا إلى المرّيخ، وليس أبعد. كما أن كوكب التايتان يُعتبر اقرب منالا، فهو لا يبعد عن الأرض سوى بضعة بلايين من الأميال ويقال انه يحتوي على كميّات كبيرة جدّا من الغاز الطبيعي.
وهناك مسألة أخرى تتعلّق بالألماس نفسه. فقيمته، مثل أيّ سلعة أخرى، لا تكمن في ذاته "الماس في حالته الأولية عبارة عن فحم"، وإنما في ندرته. وهو موجود بكميّات كبيرة على كوكبنا، لكن الدول المنتجة تبقيه بعيدا عن الأسواق لكي يظلّ سعره مرتفعا وفقا لنظرية العرض والطلب، لذا هو باهظ الثمن.
صحيح أن الوصول إلى كوكب الألماس يُعدّ الآن ضربا من الخيال. لكن الكثير من الاكتشافات والابتكارات التي نراها اليوم كانت إلى ما قبل 100 عام فقط مجرّد أحلام وتهويمات لا تخطر إلا على بال بعض الحالمين من كتّاب وشعراء وفلاسفة. ومن يدري! ربّما يصحو أحفاد أحفادنا ذات يوم، بعد 400 أو 500 عام، ليروا مشهدا غريبا لسفينة فضائية وهي تعود إلى الأرض وعلى متنها حمولة من الألماس التي جلبتها من ذلك الكوكب البعيد..