المشاركات

عرض المشاركات من يناير 28, 2018

عن الرياح والماء

صورة
إختر لباب بيتك لونا ازرق لأن الأزرق لون مهدّئ ومحفّز للطاقة. إدفع الأريكة في غرفة الجلوس قليلا إلى اليسار. حرّك النافورة الصغيرة في الحديقة قليلا جهة اليمين. اختر لصالة البيت مزيجا من الأخضر والأزرق الخفيفين لأن هذين اللونين يشيعان الدفء والطاقة. هذا هو باختصار مفهوم علم الفينغ شوي الصينيّ. لكن هو علم حقّا؟ البعض يأخذون الفينغ شوي بجدّية، والبعض الآخر يعتبرونه ضربا من الخرافة، وقليلون هم من يعرفون تأثيره على الثقافات في الشرق والغرب. وهذه الأيّام نسمع كثيرا عن الفينغ شوي باعتباره احد عناصر ما يُسمّى بحركة العصر الجديد. والناس خارج الصين يريدون أن يرووا عطشهم للتصوّف الشرقيّ والصينيّ، لذا يودّون معرفة المزيد عن الطبّ الصينيّ مثلا وعن الفينغ شوي. في زمن ماو تسي تونغ، حاولت الصين الحدّ من استخدام الفينغ شوي وقصرت استخدامه داخل الصين. ثم لم يلبث ماو أن أطلق في منتصف ستّينات القرن الماضي حملة لتطهير الصين من تقاليدها القديمة وماضيها الرأسماليّ كي تتوافق مع نسخته الخاصّة من الشيوعية. وكان نظام ماو يصوّر المثقّفين الصينيّين والنخبة الثريّة كأوغاد ويحمّلهم المسئولية عن كافّة ع...

السُّلطان الأخير

صورة
عندما تنظر إلى هذه اللوحة، لن تحتاج لكثير وقت كي تستنتج انك أمام شخصية ملوكية مهمّة. ملامح الوجه ونظرات العينين تنبئ عن فطنة ومهابة. ولباس الحرير المرصّع بالذهب والفضّة والمجوهرات الباذخة يكشف عن ثراء وترف. المفارقة أن كلّ هذا المجد والهيلمان سيتلاشى بعد ثمان سنوات فقط من تاريخ رسم هذه الصورة، وسيصبح هذا الرجل واحدا من أكثر الشخصيات مأساوية في التاريخ. ومع انتهاء فترة حكمه، ستتحوّل أمجاد الإمبراطورية المغولية في الهند إلى مجرّد ذكرى غابرة. الفنّان الذي رسم هذه اللوحة للسُّلطان بهادور شاه ظفر، آخر سلاطين الهند المغولية، اسمه اوغست شوافت المولود في المجر في عام 1809 لأبوين ألمانيين. كان شوافت شخصا محبّا للأسفار والمغامرة. ومثل الكثير من الرسّامين الاستشراقيين في زمانه، قرّر أن يتخلّى عن حياته الهادئة في بودابست ويبدأ مغامرة كبرى ستأخذه إلى تركيا ومصر وبلاد فارس والعراق وسوريا. في عام 1838، وصل شوافت إلى الهند وذهب إلى لاهور التي كانت آنذاك عاصمة لمملكة السيخ ويحكمها المهراجات. وهناك تعرّف إلى عدد من رجالات البلاط الذين قرّبوه منهم بعد أن عرفوا عمله ثم كلّفوه برسم بورتري...