هنا بعض آرائه المستمدّة من كتبه وحواراته.
*الفلسفة الأخلاقية هي، وإلى حدّ كبير، فرع من الخيال. وعلى الرغم من ذلك، لم يكتب فيلسوف بعد رواية عظيمة. والحقيقة التي لا ينبغي أن تكون مفاجئة هي أنه في الفلسفة لا أهميّة لحقيقة الحياة البشرية.
*اليونانيون القدماء سعوا إلى الخلاص في الفلسفة، والهنود في التأمّل، والصينيون في الشعر وحبّ الطبيعة، وأقزام الغابات المطيرة التي أصبحت الآن على وشك الانقراض عملوا فقط لتلبية احتياجاتهم اليومية وقضاء معظم حياتهم في خمول.
*الهوموسابيانز (Homo sapiens) الذين ينتمي إليهم بشر اليوم ليسوا سوى واحد فقط من العديد من الأنواع البشرية. ومن الواضح أنهم لا يستحقّون البقاء. وفي وقت ما لاحقا أو عاجلا، سوف ينقرضون. وعندما يختفون، ستتعافى الأرض. وبعد فترة طويلة من اختفاء آخر أثر للحيوان البشري، فإن العديد من الأنواع التي كان البشر يرومون تدميرها ستظلّ موجودة إلى جانب أنواع أخرى لم تظهر بعد. وسوف تنسى الأرض الإنسان بينما تستمرّ مسرحية الحياة.
*إن على أيّ شخص يريد حقّا الهروب من أنانية البشر ألا يبحث عن الأماكن الفارغة. وبدلاً من الهروب إلى الصحراء مثلا، حيث سيكون مرّة أخرى نهبا لأفكاره الخاصّة، من الأفضل له أن يبحث عن صحبة الحيوانات الأخرى. وحديقة الحيوان هي نافذة أفضل من المعابد للنظر منها إلى عالم البشر.
*المأساة تولد من الأسطورة وليس من الأخلاق. بروميثيوس وإيكيروس بطلان مأساويان. ومع ذلك، فإن أيّاً من الأساطير التي يظهران فيها لا علاقة لها بالمعضلات الأخلاقية. كما لا علاقة لأعظم المآسي اليونانية بالأخلاق. وإذا كان يوريبيدس هو أكثر الكتّاب المسرحيين اليونانيين مأساويةً، فليس لأنه يتعامل مع الصراعات الأخلاقية، بل لأنه فهم أن العقل لا يمكن أن يكون مرشدا للحياة.
*الذين يناضلون من أجل تغيير العالم يعتبرون أنفسهم شخصيات نبيلة، وحتى مأساوية. ومع ذلك، فإن معظم أولئك الذين يعملون من أجل تحسين العالم ليسوا متمرّدين على المخطّط الأساسي للأشياء. إنهم يبحثون عن العزاء عن حقيقةٍ يعرفون أنهم أضعف من أن يتحمّلوها. وفي جوهر الأمر، فإن إيمانهم بأن العالم يمكن أن يتغيّر من خلال الإرادة البشرية هو محاولة لإنكار فنائهم.
*معظم الناس اليوم يعتقدون أنهم ينتمون إلى نوع يمكن أن يكون سيّدا على مصيره. هذا هو الإيمان وليس العلم. نحن لا نتحدّث عن الوقت الذي ستصبح فيه الحيتان أو الغوريلا أسيادا على مصائرها. لماذا البشر إذن؟!
*لكي تفكّر في البشر باعتبارهم محبّين للحرّية، يجب أن تكون مستعدّا للنظر إلى التاريخ كلّه تقريبا على أنه خطأ. وعندما يقول الناس إن هدفهم في الحياة هو أن يكونوا سعداء، فإنهم يخبرونك أنهم بائسون.
❉ ❉ ❉