عُرف الأدب الكولومبيّ بتنوّعه وتغيّر مضامينه وأغراضه بحسب التحوّلات والتغييرات التي رافقت تاريخ البلاد. أثناء الاستعمار الاسبانيّ، كان الموضوع الأساسيّ هو الدين. وفي العصر الحديث، أصبح هذا الأدب أكثر تنوّعا من حيث الأفكار والقضايا التي يتناولها.
غابرييل غارسيا ماركيز هو الوجه العالميّ الأبرز للأدب الكولومبيّ خلال العقود الأخيرة. وقد كتب أهمّ وأشهر روايتين كولومبيتين في العالم، هما "الحبّ في زمن الكوليرا" و"مائة عام من العزلة".
لكن الشهرة الطاغية لماركيز حجبت إبداع كتّاب آخرين من كولومبيا أنتجوا، هم أيضا، أدبا مهمّا ويستحقّ الإشادة. وبعض هؤلاء بقوا في كولومبيا وتحمّلوا العنف، بينما هاجر آخرون قبل أن تتشكّل ذكرياتهم عن هذا البلد. بعضهم من بوغوتا البعيدة، والبعض الآخر من المناطق الساحلية أو من كالي أو ميديين.
وفي الحقيقة فإن الأدب الكولومبيّ يتجاوز نطاق "الواقعية السحرية"، فبعض القصص فيه تجري أحداثها عند أطراف عالمنا، بينما تروي قصص أخرى التفاصيل الحقيقيّة للعنف الذي شهدته البلاد في العقود الأخيرة. والمواضيع تتراوح بين الحنين إلى الماضي وإبداء التذمّر والاستياء من أحوال الحاضر.
وهناك عدد من الكتّاب الكولومبيين المعاصرين، غير ماركيز، ممّن أسهموا وما يزالون في إثراء المشهد الأدبيّ في ذلك البلد الذي قاتل من اجله ذات زمن الكولونيل اوريليانو بونديا الذي خلّده غارسيا ماركيز في تحفته "مائة عام من العزلة".
ومن أهمّ هؤلاء الكاتب هيكتور فاشيولنسا المولود في مدينة ميديين. وكان هذا الروائيّ قد كتب مقالا في وقت سابق من هذا العام يشرح فيه لماذا دعَم عملية السلام. وحظي مقاله بانتشار واسع، بل وبموافقة من الروائيّ والسياسيّ البيروفي ماريو فارغاس يوسا الذي أكّد بأن عملية السلام في كولومبيا تستحقّ المحاولة.
وقد خَبِر فاشيولنسا العنف في كولومبيا بشكل شخصيّ ومباشر. فقد قتل جنود غير نظاميين والده عام 1987 لاعتراضه الصريح على جرائم الحرب التي كانت تُرتكب في مناطق الأرياف. وأشار الكاتب إلى تلك الحادثة في قصّته المشهورة "النسيان" التي اقتبس عنوانها من قصيدة لبورخيس كان والده يخبّؤها في جيبه عندما أُطلقت عليه النار.
ويتحدّث فاشيولنسا في كتاب آخر له عن مجتمع ميديين من خلال علاقة إحدى العائلات بمنزلهم الريفيّ. وفي رواية أخرى له بعنوان "انغوستا" كتبها عام 2005 وفازت بأكثر من جائزة، يسرد الكاتب قصّة قرية خيالية بهذا الاسم تقع في وسط جبال الانديز وتشبه قرية ماركيز المتخيّلة "ماكوندو". وأنغوستا هي من عدّة أوجه صورة مصغّرة لكولومبيا نفسها. وقد فازت النسخة الصينية من هذه الرواية بجائزة أفضل رواية مترجمة في الصين عام 2005.
وهناك كاتب آخر هو سانتياغو غامبوا الذي يُعتبر احد أشهر الأسماء في الأدب الكولومبيّ المعاصر. وهو أيضا صحفيّ. وقد تلقّى تعليمه في مدريد وباريس. وتجاربه التي مرّ بها في أوربّا قادته لأن يكتب "متلازمة أعراض اوليس"، وهي رواية تُذكّر بباريس كما رسمها خوليو كورتاثار قبل سنوات عندما وصفها بأنها كئيبة وممطرة وباردة وغير مضيافة.
رواية غامبوا تتناول قصصا عديدة عن المهاجرين وتحكي علاقتهم بأوطانهم الأصلية وبالبلدان المضيفة، وكيف أن كون المرء أجنبيا يستلزم إعادة تحديد شخصيّته وقناعاته.
أما روايته الأخرى "صلوات الليل" فهي عبارة عن سرد للعلاقة بين شقيقين من عائلة واحدة، وأحداثها تجري بين كولومبيا وتايلاند واليابان والهند.
هناك أيضا الكاتب الفارو موتيز "الصورة"، وهو شاعر وروائيّ وكاتب مقالة، وسبق أن نال عدّة جوائز. وقد وصفه غابرييل غارسيا ماركيز ذات مرّة بأنه "احد أعظم الكتّاب في عصرنا". موتيز توفّي عام 2013، وإحدى أشهر رواياته عنوانها "تنوّع إبداعيّ". وقد فَتَن احد أبطالها، وهو ماكرول فييرو، مخيّلة محبّي الأدب في أمريكا اللاتينية. وماكرول يسافر إلى الأمازون ويتوقّف في بنما ويعبر جبال الانديز ويبحر في الكاريبي ثم يواصل رحلته إلى أن يصل إلى البحر المتوسّط.
والأشخاص الذين يسافر معهم متنوّعون، منهم قبطان هولنديّ يعاني من الاكتئاب، وامرأة من سكّان تريستا الأصليين، بالإضافة إلى رفيقه اللبنانيّ الذي يحلم بامتلاك سفينة. والتنوّع في الأماكن والشخصيات تتخلّله قصص عن تجارة السلاح ومغامرات البحث عن الكنوز والذهب.
وهناك أيضا الكاتبة لورا ريستريبو التي اشتُهرت بروايتها "الهذيان" التي تسرد فيها قصّة زوجة تصاب بالجنون ويحاول زوجها معرفة ماذا حدث لها. ثم يدرك أن ما أصابها له ارتباط بالتاريخ العنيف لكولومبيا وبالأفكار المتوارثة من زمن الاستعمار كالطبقية والذكورة. وقد نالت الكاتبة عن هذه الرواية جائزة أدبية عام 2004.
وهناك أيضا الكاتب انطونيو كاباليرو المعروف في كولومبيا بأعمدته الصحفية المعمّقة وبأعماله الروائية. روايته بعنوان "بلا علاج" تتناول انطباعاته عن لحظة من تاريخ كولومبيا. وبطل الرواية كاتب من بوغوتا يبحث عن إلهام خارجيّ، لكنه في النهاية يتأثّر بالظروف السائدة في مدينته.
وفي العادة فإن معظم الأدب في كولومبيا يميل إلى تفسير أحداث البلاد من منظور الريف، لكن هذا الكتاب يتناول تلك الأحداث برؤية مختلفة ويستحضر مدينة بوغوتا التي تُعتبر أحيانا جزيرة داخل بلد.
وأخيرا هناك الكاتب خوان فاسكيز الذي تتّسم كتاباته بنكهة خاصّة. روايته "صوت الأشياء المتساقطة" تحكي معظم تاريخ كولومبيا من خلال قصّة حياة بطلها وهو أستاذ جامعيّ يُدعى يامارا. والتاريخ المشترك في الرواية يتمحور حول تجارة المخدّرات وما تبعها من أحداث العنف الذي زرع بذوره بارون المخدّرات المشهور بابلو اسكوبار.
غابرييل غارسيا ماركيز هو الوجه العالميّ الأبرز للأدب الكولومبيّ خلال العقود الأخيرة. وقد كتب أهمّ وأشهر روايتين كولومبيتين في العالم، هما "الحبّ في زمن الكوليرا" و"مائة عام من العزلة".
لكن الشهرة الطاغية لماركيز حجبت إبداع كتّاب آخرين من كولومبيا أنتجوا، هم أيضا، أدبا مهمّا ويستحقّ الإشادة. وبعض هؤلاء بقوا في كولومبيا وتحمّلوا العنف، بينما هاجر آخرون قبل أن تتشكّل ذكرياتهم عن هذا البلد. بعضهم من بوغوتا البعيدة، والبعض الآخر من المناطق الساحلية أو من كالي أو ميديين.
وفي الحقيقة فإن الأدب الكولومبيّ يتجاوز نطاق "الواقعية السحرية"، فبعض القصص فيه تجري أحداثها عند أطراف عالمنا، بينما تروي قصص أخرى التفاصيل الحقيقيّة للعنف الذي شهدته البلاد في العقود الأخيرة. والمواضيع تتراوح بين الحنين إلى الماضي وإبداء التذمّر والاستياء من أحوال الحاضر.
وهناك عدد من الكتّاب الكولومبيين المعاصرين، غير ماركيز، ممّن أسهموا وما يزالون في إثراء المشهد الأدبيّ في ذلك البلد الذي قاتل من اجله ذات زمن الكولونيل اوريليانو بونديا الذي خلّده غارسيا ماركيز في تحفته "مائة عام من العزلة".
ومن أهمّ هؤلاء الكاتب هيكتور فاشيولنسا المولود في مدينة ميديين. وكان هذا الروائيّ قد كتب مقالا في وقت سابق من هذا العام يشرح فيه لماذا دعَم عملية السلام. وحظي مقاله بانتشار واسع، بل وبموافقة من الروائيّ والسياسيّ البيروفي ماريو فارغاس يوسا الذي أكّد بأن عملية السلام في كولومبيا تستحقّ المحاولة.
وقد خَبِر فاشيولنسا العنف في كولومبيا بشكل شخصيّ ومباشر. فقد قتل جنود غير نظاميين والده عام 1987 لاعتراضه الصريح على جرائم الحرب التي كانت تُرتكب في مناطق الأرياف. وأشار الكاتب إلى تلك الحادثة في قصّته المشهورة "النسيان" التي اقتبس عنوانها من قصيدة لبورخيس كان والده يخبّؤها في جيبه عندما أُطلقت عليه النار.
ويتحدّث فاشيولنسا في كتاب آخر له عن مجتمع ميديين من خلال علاقة إحدى العائلات بمنزلهم الريفيّ. وفي رواية أخرى له بعنوان "انغوستا" كتبها عام 2005 وفازت بأكثر من جائزة، يسرد الكاتب قصّة قرية خيالية بهذا الاسم تقع في وسط جبال الانديز وتشبه قرية ماركيز المتخيّلة "ماكوندو". وأنغوستا هي من عدّة أوجه صورة مصغّرة لكولومبيا نفسها. وقد فازت النسخة الصينية من هذه الرواية بجائزة أفضل رواية مترجمة في الصين عام 2005.
وهناك كاتب آخر هو سانتياغو غامبوا الذي يُعتبر احد أشهر الأسماء في الأدب الكولومبيّ المعاصر. وهو أيضا صحفيّ. وقد تلقّى تعليمه في مدريد وباريس. وتجاربه التي مرّ بها في أوربّا قادته لأن يكتب "متلازمة أعراض اوليس"، وهي رواية تُذكّر بباريس كما رسمها خوليو كورتاثار قبل سنوات عندما وصفها بأنها كئيبة وممطرة وباردة وغير مضيافة.
رواية غامبوا تتناول قصصا عديدة عن المهاجرين وتحكي علاقتهم بأوطانهم الأصلية وبالبلدان المضيفة، وكيف أن كون المرء أجنبيا يستلزم إعادة تحديد شخصيّته وقناعاته.
أما روايته الأخرى "صلوات الليل" فهي عبارة عن سرد للعلاقة بين شقيقين من عائلة واحدة، وأحداثها تجري بين كولومبيا وتايلاند واليابان والهند.
هناك أيضا الكاتب الفارو موتيز "الصورة"، وهو شاعر وروائيّ وكاتب مقالة، وسبق أن نال عدّة جوائز. وقد وصفه غابرييل غارسيا ماركيز ذات مرّة بأنه "احد أعظم الكتّاب في عصرنا". موتيز توفّي عام 2013، وإحدى أشهر رواياته عنوانها "تنوّع إبداعيّ". وقد فَتَن احد أبطالها، وهو ماكرول فييرو، مخيّلة محبّي الأدب في أمريكا اللاتينية. وماكرول يسافر إلى الأمازون ويتوقّف في بنما ويعبر جبال الانديز ويبحر في الكاريبي ثم يواصل رحلته إلى أن يصل إلى البحر المتوسّط.
والأشخاص الذين يسافر معهم متنوّعون، منهم قبطان هولنديّ يعاني من الاكتئاب، وامرأة من سكّان تريستا الأصليين، بالإضافة إلى رفيقه اللبنانيّ الذي يحلم بامتلاك سفينة. والتنوّع في الأماكن والشخصيات تتخلّله قصص عن تجارة السلاح ومغامرات البحث عن الكنوز والذهب.
وهناك أيضا الكاتبة لورا ريستريبو التي اشتُهرت بروايتها "الهذيان" التي تسرد فيها قصّة زوجة تصاب بالجنون ويحاول زوجها معرفة ماذا حدث لها. ثم يدرك أن ما أصابها له ارتباط بالتاريخ العنيف لكولومبيا وبالأفكار المتوارثة من زمن الاستعمار كالطبقية والذكورة. وقد نالت الكاتبة عن هذه الرواية جائزة أدبية عام 2004.
وهناك أيضا الكاتب انطونيو كاباليرو المعروف في كولومبيا بأعمدته الصحفية المعمّقة وبأعماله الروائية. روايته بعنوان "بلا علاج" تتناول انطباعاته عن لحظة من تاريخ كولومبيا. وبطل الرواية كاتب من بوغوتا يبحث عن إلهام خارجيّ، لكنه في النهاية يتأثّر بالظروف السائدة في مدينته.
وفي العادة فإن معظم الأدب في كولومبيا يميل إلى تفسير أحداث البلاد من منظور الريف، لكن هذا الكتاب يتناول تلك الأحداث برؤية مختلفة ويستحضر مدينة بوغوتا التي تُعتبر أحيانا جزيرة داخل بلد.
وأخيرا هناك الكاتب خوان فاسكيز الذي تتّسم كتاباته بنكهة خاصّة. روايته "صوت الأشياء المتساقطة" تحكي معظم تاريخ كولومبيا من خلال قصّة حياة بطلها وهو أستاذ جامعيّ يُدعى يامارا. والتاريخ المشترك في الرواية يتمحور حول تجارة المخدّرات وما تبعها من أحداث العنف الذي زرع بذوره بارون المخدّرات المشهور بابلو اسكوبار.
Credits
theculturetrip.com
theculturetrip.com