في عام 1883، انتقل الرسّام كلود مونيه إلى بلدة جيفرني في الريفييرا الفرنسية، واشترى هناك بيتا. ثم ألحق بالبيت أرضا قريبة وحوّل إليها ساقية ماء متفرّعة عن نهر في الجوار.
وشيئا فشيئا، تحوّلت الحديقة إلى مصدر إلهام له، فرسم سلسلة من اثنتي عشرة لوحة تضمّنت جميعها مناظر للجسر والبركة اليابانيتين وأزهار سوسن الماء وغيرها.
وسجّل مونيه في تلك اللوحات تأثيرات الضوء والظلّ واللون، على عادة الانطباعيين. وكتب بعض النقّاد وقتها أن مونيه نقل في لوحاته تلك انطباعا عن منطقة تأمّلية وحالمة تذكّر بأشعار ستيفان مالارميه وغيره من شعراء الأدب الرمزيّ.
كان مونيه دائما مفتونا بانعكاسات الغيوم التي تظهر على الماء كالمرايا السائلة. والجوّ الشرقيّ للحديقة واضح من نوعية النباتات التي اختارها، كالبامبو والسنديان وغيرهما.
كان فخورا بالحديقة، يستقبل فيها الزوّار ويقضي فيها ساعات للتأمّل. واليوم أصبحت مقصدا للزوّار من محبّي الفنّ والنباتات.
وفي الحقيقة كان مونيه يمتلك حديقتين متلاصقتين، وكلاهما تضمّان عناصر يابانية. ولكن إحداهما، أي الحديقة المائية التي تتضمّن جسرا يابانيّا وبركة ماء وأزهار سوسن، هي المشهورة وهي التي تظهر في لوحاته.
وقد قام اليابانيّون باستنساخ نسخة مكبّرة من حديقة مونيه واختاروا لها مكانا في قرية كيتاغاوا المليئة بالطبيعة والواقعة في إقليم كوشي، وأسموها حديقة مونيه. وهي المكان الوحيد الذي سُمح له باستخدام اسم الرسّام. وقد ضمّنوا الحديقة نسخا صغيرة من لوحات الرسّام، وأشهرها سلسلة سوسن الماء.
كان مونيه شغوفا بالحدائق والرسوم اليابانية. ولطالما عبّر عن إعجابه بطريقة بناء اليابانيين للجسور فوق برك الماء، ثم طبّق هذا الأسلوب في حديقته.
لكن لماذا أصبحت الحدائق اليابانية مشهورة ومفضّلة في العديد من أنحاء العالم؟
أوّلا لا بدّ من الإشارة إلى أن اليابانيين جلبوا فنّ تصميم الحدائق من الصين بعد أن أصبحت تقاليد الصينيين في تخطيط الحدائق مشهورة على نطاق واسع. وأوّل حديقة أُنشئت في اليابان كانت في جزيرة هونشو في وسط البلاد. وكانت تحمل سمات ومعالم تلك الجزيرة، كالأنهار الجبلية والوديان الضيّقة والشلالات والبحيرات والحجارة الصغيرة، بالإضافة إلى الكثير من أنواع الأزهار والأشجار.
وكما هو متوقّع، تأثّرت الحدائق اليابانية بالفلسفات الصينية المنشأ كالطاوية والبوذية اللتين وصلتا إلى اليابان قبل حوالي ثلاثة آلاف عام.
وفنّ تصميم الحدائق على الطريقة اليابانية له جماليّاته الخاصّة وأفكاره الفلسفية، ومن أهمّها التأكيد على جمال الطبيعة وتجنّب الإفراط في الزينة.
كان من عادة اليابانيين منذ القدم أن يضعوا في حدائقهم أشجارا قديمة ونباتات مهترئة أحيانا، للإيحاء بالطبيعة القديمة والنائية وللتعبير عن هشاشة الوجود ومرور الزمن وتعذّر إيقافه.
وشيئا فشيئا، تحوّلت الحديقة إلى مصدر إلهام له، فرسم سلسلة من اثنتي عشرة لوحة تضمّنت جميعها مناظر للجسر والبركة اليابانيتين وأزهار سوسن الماء وغيرها.
وسجّل مونيه في تلك اللوحات تأثيرات الضوء والظلّ واللون، على عادة الانطباعيين. وكتب بعض النقّاد وقتها أن مونيه نقل في لوحاته تلك انطباعا عن منطقة تأمّلية وحالمة تذكّر بأشعار ستيفان مالارميه وغيره من شعراء الأدب الرمزيّ.
كان مونيه دائما مفتونا بانعكاسات الغيوم التي تظهر على الماء كالمرايا السائلة. والجوّ الشرقيّ للحديقة واضح من نوعية النباتات التي اختارها، كالبامبو والسنديان وغيرهما.
كان فخورا بالحديقة، يستقبل فيها الزوّار ويقضي فيها ساعات للتأمّل. واليوم أصبحت مقصدا للزوّار من محبّي الفنّ والنباتات.
وفي الحقيقة كان مونيه يمتلك حديقتين متلاصقتين، وكلاهما تضمّان عناصر يابانية. ولكن إحداهما، أي الحديقة المائية التي تتضمّن جسرا يابانيّا وبركة ماء وأزهار سوسن، هي المشهورة وهي التي تظهر في لوحاته.
وقد قام اليابانيّون باستنساخ نسخة مكبّرة من حديقة مونيه واختاروا لها مكانا في قرية كيتاغاوا المليئة بالطبيعة والواقعة في إقليم كوشي، وأسموها حديقة مونيه. وهي المكان الوحيد الذي سُمح له باستخدام اسم الرسّام. وقد ضمّنوا الحديقة نسخا صغيرة من لوحات الرسّام، وأشهرها سلسلة سوسن الماء.
كان مونيه شغوفا بالحدائق والرسوم اليابانية. ولطالما عبّر عن إعجابه بطريقة بناء اليابانيين للجسور فوق برك الماء، ثم طبّق هذا الأسلوب في حديقته.
لكن لماذا أصبحت الحدائق اليابانية مشهورة ومفضّلة في العديد من أنحاء العالم؟
أوّلا لا بدّ من الإشارة إلى أن اليابانيين جلبوا فنّ تصميم الحدائق من الصين بعد أن أصبحت تقاليد الصينيين في تخطيط الحدائق مشهورة على نطاق واسع. وأوّل حديقة أُنشئت في اليابان كانت في جزيرة هونشو في وسط البلاد. وكانت تحمل سمات ومعالم تلك الجزيرة، كالأنهار الجبلية والوديان الضيّقة والشلالات والبحيرات والحجارة الصغيرة، بالإضافة إلى الكثير من أنواع الأزهار والأشجار.
وكما هو متوقّع، تأثّرت الحدائق اليابانية بالفلسفات الصينية المنشأ كالطاوية والبوذية اللتين وصلتا إلى اليابان قبل حوالي ثلاثة آلاف عام.
وفنّ تصميم الحدائق على الطريقة اليابانية له جماليّاته الخاصّة وأفكاره الفلسفية، ومن أهمّها التأكيد على جمال الطبيعة وتجنّب الإفراط في الزينة.
كان من عادة اليابانيين منذ القدم أن يضعوا في حدائقهم أشجارا قديمة ونباتات مهترئة أحيانا، للإيحاء بالطبيعة القديمة والنائية وللتعبير عن هشاشة الوجود ومرور الزمن وتعذّر إيقافه.
وأهميّة الحدائق بالنسبة لليابانيين تأتي من معتقدات دينية وكذلك من احترامهم العميق للطبيعة. وهذا الاحترام يعكسه تصميم الحديقة التي يُفترض أن تبدو نسخة عن العالم خارجها، وإن على نطاق ضيّق. أي أن الحديقة يجب أن تكون صورة مصغّرة للطبيعة التي وراءها. ويمكن القول أن أيّ شيء موجود في الطبيعة يمكن استنساخه في الحديقة مع قدر من التغيير والتعديل.
ولا يمكن إغفال الجانب الرمزيّ في تخطيط الحديقة، فمثلا الحجارة الضخمة ترمز للجبال، والبرك ترمز للبحيرات .. وهكذا.
وتصميم الحديقة اليابانية أصبح أشبه ما يكون بالأيقونة. وهناك قواعد خاصّة يجب على المصمّم مراعاتها، وبدونها ستبدو الطبيعة فيها خالية من الأهمية ولا توحي بالهدوء والرهبة.
وكلّ عنصر في الحديقة له غرض ومعنى. الماء، مثلا، عنصر مهمّ جدّا في الحديقة اليابانية، فهو تعبير عن الطبيعة ورمز للتجدّد والنماء والهدوء. والبرك والشلالات الصغيرة تُعطى أولوية في التصميم، لأنها تحافظ على نقاء الهواء خاصّة في فصل الصيف. وهناك أسطورة يابانية قديمة تشبّه التلّ بالإمبراطور والماء برجال الحاشية والحجارة بالعسكر الذين يمنعون الحاشية، أي الماء، من التدخّل أكثر ممّا ينبغي في حياة الإمبراطور.
هناك أيضا الحجارة، وهذه لها أهميّتها في الفلسفات الشرقية عموما. فهي رمز للحضور المتعدّد لقوى الطبيعة. فهي تثبّت الحديقة في الأرض وتمنحها شخصيّتها الخاصّة. وعادة ما توضع الحجارة في الحديقة وفق نظام صارم وطبقا لأشكالها ومقاساتها. وهي توضع حسب توافقها في الشكل أو تباينها. والحجارة تخلق إحساسا بالارتياح، كما أنها تحدّد شكل التلال والشلالات والجداول والبرك في الحديقة.
ونوعية الحجر المستخدم هي احد العناصر المهمّة في تصميم الحدائق اليابانية. وبعض اليابانيين يستخدمون حجارة نادرة، والبعض الآخر يكتفون بالحجارة العاديّة.
وهناك أيضا المصابيح. فمع ظهور تقاليد الشاي في الثقافة اليابانية، أصبحت المصابيح عنصرا مهمّا في تخطيط الحديقة اليابانية. والغرض الأساسيّ منها هو إنارة طريق الزوّار أثناء المناسبات الليلية. كما أن المصباح في التقاليد اليابانية رمز لنور المعرفة الذي يبدّد غيوم الجهل. ووضع مصباح بالقرب من الماء يوفّر عنصر تباين معماريّا مع العناصر الطبيعية الأخرى للحديقة.
وهناك أيضا عنصر آخر مهمّ يتمثّل في الجسور. فالجسر يمكن أن يجلس عليه الأشخاص ليتأمّلوا جمال الطبيعة المحيطة ويستمتعوا بعذوبة النسيم. والجسر قد يكون مصنوعا من الخشب أو البامبو أو الحجارة. وأيّا كان شكله، فإنه يضفي على طبيعة الحديقة نوعا من التناغم والانسجام.
وهناك أيضا النباتات. واليابانيون معروفون من قديم بقدرتهم الطبيعية على ترجمة سحر الأزهار والنباتات بحيث تعبّر عن أفراحهم وأحزانهم. واهتمامهم بعالم النبات يكاد يكون نوعا من الشغف الحقيقيّ.
والنباتات تقليديا ترتبط بالأفكار المتغيّرة والأشكال العامّة للحياة. ومن النباتات التي يهوى اليابانيون رؤيتها في حدائقهم ثمرة الغبيراء، وهي كتلة من الأزهار البيضاء التي ترمز في تلك البلاد إلى الشباب.
وهناك أيضا الصنوبر الذي يضفي حميمية إلى الحديقة ويوفّر للزوّار جوّا هادئا يصرفهم عن صخب الخارج. وهناك أيضا اللوتس، وهو أزهار مقدّسة ويسمّيها اليابانيون زهرة بوذا. وهذه الزهرة عندما ترتاح فوق سطح الماء فإنها توفّر طقسا مثاليّا للتأمّل، وهي معروفة بظلالها البيضاء والوردية.
الحديث عن الحدائق اليابانية لا يمكن أن يغطّيه موضوع واحد. وربّما يكون لنا عودة أخرى للحديث عنها بشكل أكثر استفاضة. لكن يمكن القول في الختام أن تصميم الحدائق اليابانية ينطوي على الكثير من الفنّ والفلسفة. وتصميم حديقة يابانية ليس أمرا ثابتا كما انه لا ينتهي أبدا. والسبب ببساطة هو أن الحدائق تتغيّر باستمرار مثلما تتغيّر الطبيعة نفسها.
ولا يمكن إغفال الجانب الرمزيّ في تخطيط الحديقة، فمثلا الحجارة الضخمة ترمز للجبال، والبرك ترمز للبحيرات .. وهكذا.
وتصميم الحديقة اليابانية أصبح أشبه ما يكون بالأيقونة. وهناك قواعد خاصّة يجب على المصمّم مراعاتها، وبدونها ستبدو الطبيعة فيها خالية من الأهمية ولا توحي بالهدوء والرهبة.
وكلّ عنصر في الحديقة له غرض ومعنى. الماء، مثلا، عنصر مهمّ جدّا في الحديقة اليابانية، فهو تعبير عن الطبيعة ورمز للتجدّد والنماء والهدوء. والبرك والشلالات الصغيرة تُعطى أولوية في التصميم، لأنها تحافظ على نقاء الهواء خاصّة في فصل الصيف. وهناك أسطورة يابانية قديمة تشبّه التلّ بالإمبراطور والماء برجال الحاشية والحجارة بالعسكر الذين يمنعون الحاشية، أي الماء، من التدخّل أكثر ممّا ينبغي في حياة الإمبراطور.
هناك أيضا الحجارة، وهذه لها أهميّتها في الفلسفات الشرقية عموما. فهي رمز للحضور المتعدّد لقوى الطبيعة. فهي تثبّت الحديقة في الأرض وتمنحها شخصيّتها الخاصّة. وعادة ما توضع الحجارة في الحديقة وفق نظام صارم وطبقا لأشكالها ومقاساتها. وهي توضع حسب توافقها في الشكل أو تباينها. والحجارة تخلق إحساسا بالارتياح، كما أنها تحدّد شكل التلال والشلالات والجداول والبرك في الحديقة.
ونوعية الحجر المستخدم هي احد العناصر المهمّة في تصميم الحدائق اليابانية. وبعض اليابانيين يستخدمون حجارة نادرة، والبعض الآخر يكتفون بالحجارة العاديّة.
وهناك أيضا المصابيح. فمع ظهور تقاليد الشاي في الثقافة اليابانية، أصبحت المصابيح عنصرا مهمّا في تخطيط الحديقة اليابانية. والغرض الأساسيّ منها هو إنارة طريق الزوّار أثناء المناسبات الليلية. كما أن المصباح في التقاليد اليابانية رمز لنور المعرفة الذي يبدّد غيوم الجهل. ووضع مصباح بالقرب من الماء يوفّر عنصر تباين معماريّا مع العناصر الطبيعية الأخرى للحديقة.
وهناك أيضا عنصر آخر مهمّ يتمثّل في الجسور. فالجسر يمكن أن يجلس عليه الأشخاص ليتأمّلوا جمال الطبيعة المحيطة ويستمتعوا بعذوبة النسيم. والجسر قد يكون مصنوعا من الخشب أو البامبو أو الحجارة. وأيّا كان شكله، فإنه يضفي على طبيعة الحديقة نوعا من التناغم والانسجام.
وهناك أيضا النباتات. واليابانيون معروفون من قديم بقدرتهم الطبيعية على ترجمة سحر الأزهار والنباتات بحيث تعبّر عن أفراحهم وأحزانهم. واهتمامهم بعالم النبات يكاد يكون نوعا من الشغف الحقيقيّ.
والنباتات تقليديا ترتبط بالأفكار المتغيّرة والأشكال العامّة للحياة. ومن النباتات التي يهوى اليابانيون رؤيتها في حدائقهم ثمرة الغبيراء، وهي كتلة من الأزهار البيضاء التي ترمز في تلك البلاد إلى الشباب.
وهناك أيضا الصنوبر الذي يضفي حميمية إلى الحديقة ويوفّر للزوّار جوّا هادئا يصرفهم عن صخب الخارج. وهناك أيضا اللوتس، وهو أزهار مقدّسة ويسمّيها اليابانيون زهرة بوذا. وهذه الزهرة عندما ترتاح فوق سطح الماء فإنها توفّر طقسا مثاليّا للتأمّل، وهي معروفة بظلالها البيضاء والوردية.
الحديث عن الحدائق اليابانية لا يمكن أن يغطّيه موضوع واحد. وربّما يكون لنا عودة أخرى للحديث عنها بشكل أكثر استفاضة. لكن يمكن القول في الختام أن تصميم الحدائق اليابانية ينطوي على الكثير من الفنّ والفلسفة. وتصميم حديقة يابانية ليس أمرا ثابتا كما انه لا ينتهي أبدا. والسبب ببساطة هو أن الحدائق تتغيّر باستمرار مثلما تتغيّر الطبيعة نفسها.
Credits
edenproject.com
edenproject.com