:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الجمعة، نوفمبر 06، 2015

الخروج عن القطيع

المفكّر السعودي إبراهيم البليهي له عبارة جميلة يقول فيها أن الإنسان لا يكون إنسانا إلا بقدر تحرّره من البرمجة التلقائية وأنه يفقد من إنسانيّته بقدر ذوبانه التلقائيّ في ثقافة الجماعة.
والمجتمعات التي يغيب فيها الاختلاف والتعدّد والتنوّع واحترام الآخر المختلف يشيع فيها بالضرورة الجهل والاستبداد والتطرّف والجمود. وهي لا تحتقر شيئا قدر احتقارها لكلّ عقل يدعو للتطوّر والإبداع والتجديد والابتكار، أي أنها محكومة بما يُسمّى ثقافة القطيع.
اللوحة فوق اسمها "الشرود عن القطيع"، وهي لرسّام بولنديّ مغمور اسمه توماس كوبيرا. قد لا تثير اللوحة اهتمامك للوهلة الأولى لبساطة توليفها ولأن شكلها يذكّرنا بعشرات اللوحات التي ألفنا رؤيتها في بعض برامج الرسوميات. غير أن الرسّام يصوّر فيها، بطريقة عميقة ومثيرة للإعجاب، ماهيّة ثقافة القطيع وتأثيرها على صناعة الذات.
القطيع في اللوحة يأخذ شكل طابور من البشر، ملامحهم زرقاء، كئيبة ومتجمّدة وهم أشبه ما يكونون بقوالب الثلج. الهيئات المتجمّدة لأفراد القطيع قد تكون كناية عن أن نموّهم توقّف عند مرحلة معيّنة، كما أنهم متشابهون وبلا ملامح نتيجة كون أفكارهم وعقلياتهم مقولبة ومسبقة الصنع.
لكن هناك شيئا غريبا في هذه الصورة. إنه الشخص المندفع بقوّة إلى خارج القطيع. هذا هو التفصيل الذي يجتذب العين أكثر من سواه في اللوحة. ومن المثير للانتباه أن الرسّام لوّنه بالأحمر، أو ربّما الأصح أن نقول أن لونه يتحوّل شيئا فشيئا إلى الأحمر؛ لون النار ورمز التحدّي والإصرار والتمرّد.
الرجل إلى أقصى اليمين يظهر انه زعيم القطيع أو رمز السلطة الأبويّة. يبدو هذا الشخص وهو يجاهد مع زميله الآخر إلى يمينه للإمساك بالرجل الخارج وإعادته إلى بيت الطاعة، أي إلى حظيرة القطيع. الواقع أن فعله ليس فقط فعل خروج ولا حتى شرود عن القطيع، حركته حركة انشقاق أو انسلاخ في عنفها وقسوتها. القطيع يشدّه كي يبقى، فيما هو يشقّ طريقه منطلقا بكلّ قوّة للفكاك والانعتاق من الأسر الذي ضاق به.
شكل القطيع الذي يشبه أمواج البحر ربّما قصد الرسّام أن يرمز به إلى طغيان القطيع وجبروته وقدرته على البطش بكلّ من يحاول الخروج على الأعراف المستقرّة والجاهزة.
هذه اللوحة عبارة عن دراسة رائعة عن الذاتيّة وعن بحث الإنسان عن وجه وهويّة في المجتمعات القطيعية أو الشمولية. تأمّل قليلا تعبيرات وجه الرجل، إنها مملوءة بالمعاناة والألم، عيناه تصرخان لكن روحه تقاوم، عينه مثبّتة على شيء يراه من بعيد، قد يكون نجمه الهادي؛ حلمه الذي يريد بلوغه، توقه لأن يصبح إنسانا مختلفا ومتميّزا عن البقيّة.
الهارب من سجن القطيع في اللوحة ربّما يصحّ فيه وصف احد الكتّاب بأنه واحد ممّن قضوا معظم حياتهم وهم يعتقدون بأنهم يدافعون عن أفكارهم وقناعاتهم الخاصّة. ثم اكتشفوا ذات يوم أنهم إنما كانوا يدافعون عن أفكار وتصوّرات زرعها في عقولهم أناس آخرون.

الأربعاء، نوفمبر 04، 2015

عش حياتك

هذا كتاب جميل ورشيق ويتضمّن الكثير من المتعة والفائدة. وفيه تسرد الكاتبة سيندي هاينز جملة من النصائح والإرشادات عن كيف تعيش حياة أكثر سعادة واطمئنانا. بعض من هذه النصائح مثيرة للتأمّل والاهتمام فعلا. هنا بعضها..

  • لا تستمع أبدا إلى الذين يؤنّبونك قائلين: ألم اقل لك هذا؟
  • إقرأ أعمال وكتابات هنري ديفيد ثورو في الليالي التي تكون فيها وحيدا.
  • قابل من يسيئون إليك ويجرحون مشاعرك بالحبّ والإحسان.
  • إبحث عن نجمة لامعة في السماء، وتمنّ أمنية كلّ ليلة وأنت تنظر إليها قبل أن تذهب إلى النوم.
  • بين وقت وآخر، قم بزيارة المرضى في إحدى دور المسنّين أو الأطفال المعاقين. هذا سيجعلك تنسى أحزانك.
  • تجنّب مخالطة الأشخاص سيّئي النوايا أو الذين لا يتحلّون بأخلاق كريمة أو الذين ليسوا مثلك في الطباع. أنت تستحقّ معاملة أفضل.
  • تخيّل وكأنك ترى العالم لأوّل مرّة.
  • ضع قائمة تضمّ أسماء كلّ من تشكو منهم. والآن اصفح عنهم جميعا.
  • إذهب في زيارة إلى إحدى مناطق الطبيعة، واعلم انك ستجد الكثير من المرح في الحياة الريفية البسيطة، وربّما تحتاج لأن تجعل حياتك أكثر بساطة وانسيابية.
  • عندما تكون في مكان عملك، حاول أن تبتعد عن جلسات النميمة والغيبة التي تضرّ ولا تنفع.
  • من وقت لآخر، إقض ليلة في نزل ريفيّ هادئ كي تنعم ببعض الخصوصية وتستمتع فيه بوقتك.
  • عندما تشعر بالحزن، إجعل الإضاءة في غرفتك جيّدة حتى تجعل الأشياء المحيطة بك تبدو مبهجة.
  • إقضِ ليلة في البيت الذي ولدت فيه وقضيت فيه طفولتك واستمتع بمشاعر الدفء التي تهبّ عليك نسماتها من شذى الماضي.
  • نحن مجرّد بشر، فلا تتوقّع أن تكون شخصا كاملا أو أن تعيش حياة مثالية.
  • لا تحاول اقتناء أشياء كثيرة لا فائدة منها حتى تخلق لنفسك بيئة أكثر هدوءا.
  • سامح أيّ شخص اخطأ في حقّك مهما كان حجم هذا الخطأ. الواقع أنه كلّما كان الخطأ كبيرا، كلّما زاد احتياجك إلى العفو عنه.
  • إقض يوما وكأنك سائح في بلدك وشاهد كلّ معالمها بعين السائح الحريص.
  • إلتزم بالميزانية التي وضعتها لنفسك ولا تنفق أكثر منها لأن ذلك سيضعك في مشاكل مالية أنت في غنى عنها.
  • إذهب هذا المساء إلى المتنزّه وقم بإطعام الطيور. أنت لا تعرف كم تُشعرك مثل هذه الأشياء البسيطة بالراحة وتدخل على قلبك السرور.
  • تظاهر بأن كلّ شيء في حياتك على ما يُرام، فمع الوقت سيصبح ما تتظاهر به حقيقة.

  • الموسيقى علاج فعّال للإرهاق والاكتئاب والتوتّر. من وقت لآخر إستمع إلى قطعة موسيقية لأحد هؤلاء الموسيقيين العظام: موزارت، تشايكوفسكي، كوبلاند، سترافنسكي أو باخ.
  • قم بزيارة إحدى المقابر لتدرك أن هؤلاء الذين في القبور هم الوحيدون في هذا العالم الذين بلا مشاكل.
  • في الليالي شديدة البرودة التي تشعر فيها بالوحدة، قم بإضاءة بعض الشموع الفوّاحة وتدثّر بلحاف رائع التطريز والنقوش لتضيف لمسة دافئة إلى منزلك.
  • إذهب إلى المعارض الفنّية وإلى المتاحف فإن ذلك سيسرّ عينك وروحك معا. ولا تنسَ أن تشتري لوحة فنّية تحبّها ويلامس مرآها مشاعرك وضعها في المكان الذي تجلس فيه غالبا في البيت.
  • إعلم انه قد يأتينا من وراء الشعور بالألم أعظم ما في الحياة من نِعَم.
  • إن كنت لا تحبّ الحيوانات الأليفة ولا تتحمّل تربية قطّة أو كلب في بيتك، فاذهب إلى محلّ لبيع اسماك الزينة واشترِ منه بضع سمكات ذهبية وضعها في حوض لتكون أنيسك في المنزل.
  • امض خمس عشرة دقيقة يوميّا في تعلّم لغة أجنبية طالما تمنّيت أن تتقنها.
  • إبحث عن قوس قزح في كلّ مكان تذهب إليه بعد هدوء العاصفة.
  • قم بزيارة احد الأماكن الأثرية وحاول أن تتعلّم من أحداث الماضي.
  • جرّب يوما أن تؤلّف موسيقى بينك وبين نفسك، فمن يدري قد يأتي اليوم الذي تصبح فيه موسيقيّا عظيما.
  • تنزّه على شاطئ جميل وانسَ نفسك وتوحّد مع روعة المنظر.
  • إملأ إبريقا كبيرا بالأزهار الطبيعية وضعه بجوار فراشك. لا شيء أجمل من أن تستيقظ على عبيرها الفوّاح.
  • إقض على الأقل ثلاثين دقيقة يوميّا خارج المنزل في الهواء الطلق.
  • إجعل من نفسك شخصا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لشخص آخر في هذا العالم.
  • من وقت لآخر، إذهب إلى فندق أو منتجع مترف. نعم، بإمكانك أن تهرب من مشاكلك في بعض الأحيان بهذه الطريقة.
  • إن كان منزلك مليئا بالذكريات المؤلمة، فلتفكّر جدّيا في الرحيل عنه.
  • من وقت لآخر، تسلّق شجرة وستشعر حينها انك عدت إلى زمن الطفولة.
  • اكتب قائمة بكلّ صفاتك الحسنة. لا تكن متواضعا واكتب كلّ شيء تراه حسنا في نفسك، لأن ذلك سيزيد من تقديرك لنفسك ومن شعورك بالثقة.
  • كفّ عن محاولة قراءة أفكار الآخرين واسألهم مباشرة عمّا يفكّرون أو يشعرون به.
  • انظر إلى النجوم في الليل واعلم أن مشاكلك ضئيلة للغاية مقارنة بهذا الكون الفسيح.
  • هل تحتاج أحيانا إلى أنيس مختلف؟ إذن اذهب إلى اقرب متجر للعب الأطفال واشترِ منه دمية كبيرة على شكل دبّ ثم ضعها على فراشك أو اجعلها معك دائما.
  • إذا كانت نشرات الأخبار المسائية لا تنقل سوى الأخبار التي تصيبك بالإحباط والغمّ فأغلق التلفزيون.
  • إعلم أن هناك الملايين في هذا العالم ممّن يتمنّون أن يكونوا في مكانك وأن لهم نفس ظروفك.
  • واجه المشاكل على أنها تحدّيات، وانظر إلى الأزمات على أنها فرص.
  • هناك شعار عظيم ينبغي أن تتبنّاه في حياتك من الآن فصاعدا، وهو: إذا كنت سأعيش الحياة فسوف أعيشها كما يحلو لي، لا كما يريد منّي الآخرون.
  • عندما تشعر بأنك بحاجة لأن تختلي بنفسك، ضع لافتة على باب غرفتك تقول: ذهب للصيد!
  • وأخيرا توقّف عن قراءة هذه النصائح الآن واذهب للتخطيط لما ستفعله مساء الغد.
  • الثلاثاء، نوفمبر 03، 2015

    ثعالب وقنافذ


    من عادة البشر أن ينجذبوا إلى الحيوانات لسببين: الأوّل لأنها توفّر نافذة رمزية على عالم الإنسان نفسه. والثاني أن الحيوانات تستثير الأفكار وتدفع الإنسان إلى تأمّل أوجه الشبه بينها وبين البشر.
    وفي معظم القصص التي تتضمّن "عنصر حيوان"، يتمّ تقديم الطبيعة في حالة تناغم تامّ مع البشر كما أنها تسهم في تعليمهم دروسا ثمينة ومفيدة.
    وبينما نجد أن القصص الشعبية والفولكلورية التي تحكي عن الثعلب كثيرة ومتواترة، فإنه لا تتوفّر عن حيوان مثل القنفذ سوى القليل من القصص. ومع ذلك فالقنفذ مخلوق ذكيّ، إذ يقال انه يمكن أن يعيش لسبع سنوات، وأحيانا أكثر.
    والحقيقة أن من الأشياء المسليّة مراقبة قنفذ وهو يتجوّل خلسة في الليل بحثا عن طعام أو فريسة. ومن المشاهد التي لا أنساها عن الحياة الفطرية منظر من فيلم ألمانيّ، على ما أذكر، يصوّر صراعا رهيبا بين قنفذ صغير وأفعى كوبرا ضخمة. وبعد نزال دامٍ وعنيف تمكّن القنفذ في النهاية من تهشيم رأس الأفعى ثم مزّق جسدها إلى قطع صغيرة قبل أن يلتهمه.
    وهناك اعتقاد شعبيّ بأن القنافذ تجمع التفّاح والعنب وتحملها إلى مستودعاتها السرّية التي تختارها غالبا بين أكوام الحطب المتراكمة في الحدائق والمزارع.
    وفي الرسومات التي تعود إلى القرون الوسطى، تظهر القنافذ وهي تحمل الفاكهة إلى بيوتها. وهناك رسومات أخرى تصوّر القنفذ وهو يتلذّذ بشرب الحليب. وبعض سكّان القرى الأوربّية ظلّوا يعتقدون أن القنافذ تمتصّ اللبن من أثداء الأبقار. لكن علميّا ثبت الآن أن القنافذ لا تحتمل اللاكتوز.
    الناقد الأدبيّ المشهور ايسايا بيرلين كان قد كتب في خمسينات القرن الماضي مقالا عن الروائي الروسيّ الكبير ليو تولستوي وصفه فيه بأنه "قنفذ كلاسيكيّ"، في إشارة إلى انه كاتب ذو رؤية واحدة متفرّدة وتركيز مكثّف.
    وقد وضع الناقد نموذج تولستوي في مواجهة نموذج آخر من الكتّاب ممّن يسعون لغايات عديدة لا صلة بينها أحيانا، وأحيانا تكون متناقضة ولا يربطها مبدأ أخلاقيّ أو جماليّ.
    بيرلين نفسه اعتمد في مقارنته أو تصنيفه للكتّاب على مقطع من قصيدة للشاعر اليونانيّ القديم اركيلوغوس يقول فيه إن الثعلب يعرف أشياء كثيرة، بينما القنفذ لا يعرف سوى شيء واحد، لكنه كبير ومهم. وطبعا لا يُعرف إن كان هناك شبه حقيقيّ أو فعليّ بين القنفذ وبين تولستوي.
    ومنذ بضع سنوات، صدرت عن دار غاليمار الباريسية رواية بعنوان "أناقة القنفذ" للكاتبة الفرنسية وأستاذة الفلسفة مورييل باربري. وفي السنة التالية لصدورها، باعت الرواية أكثر من مليوني نسخة وتُرجمت لأكثر من أربعين لغة.
    الرواية تناقش مسائل الحياة والموت وتتناول أسئلة مثل: هل الحياة بسيطة أم معقّدة، منطقية أم متناقضة، وما هي وظيفة الذكاء، ولماذا لدينا فنّ وموسيقى وأدب؟
    ويروي الأحداث شخصان يعيشان في شقّتين تقعان في مبنى بورجوازيّ في باريس. الراوي الأول هو رينيه، عمرها 54 عاما، وتعشق الأدب والفنّ، لكنها تشعر أنها يجب أن تتخفّى في هيئة شخص بلا اسم. تقول رينيه في مكان من الرواية: قد أكون فقيرة باسمي ووظيفتي ومظهري، ولكن في عقلي أنا آلهة لا تُنافَس".
    أما الراوي الثاني فيُدعى بالوما، وهي فتاة غير مستقرّة، لكنها شديدة الذكاء. وبالوما ابنة عائلة من الطبقة الباريسية الرفيعة تعيش بنفس البناية التي تعمل فيها رينيه. ورغم سنّها الغضّ، فإن بالوما ذكيّة جدّا وناضجة عقليّا. كما أنها تعتبر أن الحياة سخيفة ومملّة.
    ومن الواضح أن القنفذ هو رمز لكلّ من رينيه وبالوما، حيث المظهر الخشن يُخفي شيئا من الجمال الداخلي.
    والرواية مكتوبة في سلسلة من الفصول القصيرة تتناوب على كتابتها كلّ من البطلتين. وتبدأ القصّة عندما ينتقل اوزو، وهو رجل أعمال يابانيّ، إلى نفس المبنى الذي تعيش فيه المرأتان ليصبح الثلاثة أصدقاء.
    رواية "أناقة القنفذ" تتضمّن بالإضافة إلى الشخصيّتين الرئيسيّتين عددا من الشخصيات واسعة المعرفة. وهي مليئة بالإشارات إلى الأعمال الأدبية والموسيقية والأفلام واللوحات التشكيلية، كما تمتلئ بالحوارات والتأمّلات الفلسفية. هنا أمثلة منها على سبيل المثال لا الحصر..
  • البشر يرنون بأبصارهم إلى النجوم، وينتهي بهم الأمر في حفرة. وأتساءل أليس من الأسهل أن نعلّم الأطفال منذ البداية أن الحياة ليست سوى ضرب من العبث؟
  • إذا لم يكن لديك سوى صديق واحد، فتأكّد انك أحسنت اختياره.
  • مدام ميشيل لها أناقة القنفذ، من الخارج مغطّى بالأشواك، قلعة حقيقية. ولكن مظهره من الداخل بسيط، إنه مخلوق صغير وكسول على نحو خادع، منعزل بضراوة وأنيق برعب.
  • عندما أكون منزعجا من شيء ما، أبحث عن ملاذ. لا حاجة بي لأن أسافر بعيدا. رحلة إلى ذاكرة الأدب تكفي. إذ أين بإمكان المرء أن يجد صحبة أكثر نبلا ومدعاة للبهجة من الأدب؟
  • نظنّ أننا نستطيع أن نصنع العسل دون أن نشارك النحل مصيره. وحال الإنسان ليس بأفضل من حال النحل المسكين الذي ينجز مهمّته ثم يموت.
  • راحة البال التي يجدها الإنسان في العزلة لا تُعتبر شيئا مقارنة مع السلاسة والانفتاح والانعتاق الذي يجده الإنسان بصحبة رفيق حميم ووفيّ.
  • هنالك قدر كبير من الإنسانية في حبّ الأشجار. جلال الأشجار ولا مبالاتها تُشعرنا نحن البشر كم أننا مخلوقات طفيلية وتافهة تدرج على الأرض.
  • عندما يموت شخص تحبّه، فإن الأمر يشبه احتراق شهاب ناريّ في السماء فجأة، ثم يسود بعده الظلام.