المسلسلات التركية التي تتحدّث عن حكم السلاطين العثمانيين وعن نفوذ الحريم ودورهنّ في السياسة وفي صنع الحكّام ترسم صورة عن فخامة الحياة وأبّهتها في قصور العثمانيين.
لكن هذه المسلسلات أيضا تخلق انطباعا عامّا بأن الحكّام العثمانيين كانوا في حالة صراع دائم لحماية أنفسهم وأطفالهم من القتل على أيدي أعضاء منافسين في الأسرة يحاولون انتزاع العرش.
ونماذج الحريم أو النساء كما تقدّمها هذه المسلسلات توحي بأن الإمبراطورية العثمانية ارتبطت بالقوّة والغلبة والبطش أكثر من ارتباطها بالفخامة والمباهاة والترف.
بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل "حريم السلطان" في جزئه الأوّل، توقّع الناس جزءا ثانيا منه. وكان الجزء الأوّل يتمحور حول حياة السلطانة هيام إحدى حريم السلطان العثمانيّ سليمان القانونيّ.
ولأن هيام أصبحت أوّل جارية تتحوّل إلى زوجة رسمية لسلطان عثمانيّ، فقد دشّنت بنفوذها وسطوتها عهدا جديدا في الإمبراطورية سُمّي بعهد السلطانات. وفي الجزء الثاني من المسلسل، تستمرّ حكايات الجواري والثورات والإثارة والرومانسية والحروب من القرن السابع عشر.
وخليفة هيام التي تظهر الآن على الشاشة هي السلطانة "قُسم" التي كانت إحدى أقوى النساء في التاريخ العثمانيّ. وقد عاشت في عصر اتّسم بعدم الاستقرار والثورات المستمرّة.
ومثل هيام، لا يُعرف الكثير عن حياة "قُسم" المبكّرة. لكن يقال أنها ولدت في مكان ما من أوربّا الشرقية. ومعظم المؤرّخين يرجّحون أنها من أصول يونانية أو شركسية.
بعد موت والدها، أتت الفتاة الشابّة، وكان اسمها آنذاك انستازيا، إلى قصر الحاكم العثمانيّ للبوسنة كجارية. وعندما رأى الحاكم جمالها وذكاءها اشتراها ثم أرسلها إلى رئيس الحريم في قصر طوب كابي في اسطنبول.
وقد جرت العادة على أن كلّ امرأة تأتي حديثا إلى قصر الحريم يجب أن تُمنح اسما جديدا، وهو تقليد مستمدّ على ما يبدو من بلاد فارس. لذا فإن انستازيا أصبحت تُسمّى ماهبيكار، أي وجه القمر.
لكن السلطان احمد الأوّل خلع عليها اسم ""قُسم"" بعد أن لمس صفاتها القيادية ومقدرتها على توجيه النساء الأخريات في الحريم. و"قُسم" تعني العنزة التي تقود القطيع. وصفات القيادة هذه كانت مفيدة جدّا في السنوات التي ستلي ذلك.
كان السلطان احمد قد ارتقى العرش وهو طفل، وترك لامّه السلطانة هوندان مهمّة إدارة شئون البلاد فعليّا. وكانت أمّه أيضا هي من تختار النساء اللاتي يُقدّمن إلى السلطان للتسرية عنه. و"قُسم" كانت من بين المحظيات. ولم تلبث أن حملت منه بولد هو شاهزاد محمّد. وبذا صعدت "قُسم" من كونها مجرّد محظية بسيطة لتنال لقب "هاسيكي" الذي يعني أمّاً لأمير يمكن أن يصبح السلطان القادم.
وعلى العكس من علاقة سليمان مع هيام، لم يكن هناك ما يؤكّد أن "قُسم" وأحمد متزوّجان رسميّا. وسواءً كانت زوجة أو محظية، فإنها في السنوات التالية حملت له بخمسة أبناء وخمس بنات.
لكن هذه المسلسلات أيضا تخلق انطباعا عامّا بأن الحكّام العثمانيين كانوا في حالة صراع دائم لحماية أنفسهم وأطفالهم من القتل على أيدي أعضاء منافسين في الأسرة يحاولون انتزاع العرش.
ونماذج الحريم أو النساء كما تقدّمها هذه المسلسلات توحي بأن الإمبراطورية العثمانية ارتبطت بالقوّة والغلبة والبطش أكثر من ارتباطها بالفخامة والمباهاة والترف.
بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل "حريم السلطان" في جزئه الأوّل، توقّع الناس جزءا ثانيا منه. وكان الجزء الأوّل يتمحور حول حياة السلطانة هيام إحدى حريم السلطان العثمانيّ سليمان القانونيّ.
ولأن هيام أصبحت أوّل جارية تتحوّل إلى زوجة رسمية لسلطان عثمانيّ، فقد دشّنت بنفوذها وسطوتها عهدا جديدا في الإمبراطورية سُمّي بعهد السلطانات. وفي الجزء الثاني من المسلسل، تستمرّ حكايات الجواري والثورات والإثارة والرومانسية والحروب من القرن السابع عشر.
وخليفة هيام التي تظهر الآن على الشاشة هي السلطانة "قُسم" التي كانت إحدى أقوى النساء في التاريخ العثمانيّ. وقد عاشت في عصر اتّسم بعدم الاستقرار والثورات المستمرّة.
ومثل هيام، لا يُعرف الكثير عن حياة "قُسم" المبكّرة. لكن يقال أنها ولدت في مكان ما من أوربّا الشرقية. ومعظم المؤرّخين يرجّحون أنها من أصول يونانية أو شركسية.
بعد موت والدها، أتت الفتاة الشابّة، وكان اسمها آنذاك انستازيا، إلى قصر الحاكم العثمانيّ للبوسنة كجارية. وعندما رأى الحاكم جمالها وذكاءها اشتراها ثم أرسلها إلى رئيس الحريم في قصر طوب كابي في اسطنبول.
وقد جرت العادة على أن كلّ امرأة تأتي حديثا إلى قصر الحريم يجب أن تُمنح اسما جديدا، وهو تقليد مستمدّ على ما يبدو من بلاد فارس. لذا فإن انستازيا أصبحت تُسمّى ماهبيكار، أي وجه القمر.
لكن السلطان احمد الأوّل خلع عليها اسم ""قُسم"" بعد أن لمس صفاتها القيادية ومقدرتها على توجيه النساء الأخريات في الحريم. و"قُسم" تعني العنزة التي تقود القطيع. وصفات القيادة هذه كانت مفيدة جدّا في السنوات التي ستلي ذلك.
كان السلطان احمد قد ارتقى العرش وهو طفل، وترك لامّه السلطانة هوندان مهمّة إدارة شئون البلاد فعليّا. وكانت أمّه أيضا هي من تختار النساء اللاتي يُقدّمن إلى السلطان للتسرية عنه. و"قُسم" كانت من بين المحظيات. ولم تلبث أن حملت منه بولد هو شاهزاد محمّد. وبذا صعدت "قُسم" من كونها مجرّد محظية بسيطة لتنال لقب "هاسيكي" الذي يعني أمّاً لأمير يمكن أن يصبح السلطان القادم.
وعلى العكس من علاقة سليمان مع هيام، لم يكن هناك ما يؤكّد أن "قُسم" وأحمد متزوّجان رسميّا. وسواءً كانت زوجة أو محظية، فإنها في السنوات التالية حملت له بخمسة أبناء وخمس بنات.
وقد أصبح اثنان من الأبناء سلطانين على الإمبراطورية، بينما أدّت المناورات السياسية في الحريم ومؤامرات القصر إلى موت الأبناء الثلاثة الآخرين في سنّ مبكّرة.
وقد قُتل ابن "قُسم" إبراهيم الأوّل أيضا وهو على العرش، تاركا ابنا واحدا هو مراد الرابع الذي مات ميتة طبيعية.
ومثلما فعلت والدة احمد الأوّل عندما كان طفلا، تولّت "قُسم" مسئوليات إدارة الدولة عندما تسلّم ولداها الصغيران دفّة الحكم. كانت تلعب دور السلطان في اجتماعات الوزراء في قصر طوب كابي وتستمع إلى المداولات من وراء حاجز مذهّب. وقد توفّي ولدها مراد الرابع وهو في سنّ السابعة والعشرين، تاركا العرش لأخيه الأصغر إبراهيم.
وكان إبراهيم قد قضى حياته قبل ذلك سجينا في قسم الحريم في ما يُعرف بـ "القفص"، وهو عبارة عن مكان كان يوضع فيه الأمراء الصغار إلى أن يصعدوا إلى العرش.
وعندما تولّى إبراهيم الحكم كان قد شهد مقتل شقيقيه قاسم وسليمان على يد أخيهم الأكبر مراد. الحياة في القفص كان لها تأثيرات سلبية على الصحّة العقلية لبعض الأمراء. فقد عاش إبراهيم في حالة خوف دائم من الاغتيال وهو ما أفضى به إلى حالة من الجنون.
وحدث أن استُدعي احد طاردي الجان كي يشفيه من مرضه، لكن تلك الخطوة لم تؤدّ سوى إلى ازدياد تمسّكه بالسلطة واستبداده. وكانت القشّة الأخيرة عندما قرّر فرض المزيد من الإتاوات على الناس كي يشتري له يختاً مطعّما بالذهب. وعندها قرّر الأعيان ورجال البلاط الإطاحة بإبراهيم ثم إعدامه بموافقة من والدته "قُسم" نفسها.
ظروف موت "قُسم" غير معروفة، لكن يبدو أنها ذهبت ضحية جريمة قتل دُبّرت في جناح الحريم على يد ابنتها تُوران ضمن لعبة الصراع على السلطة. وقد ماتت بنفس الطريقة التي تخلّصت بها هي من أعدائها الكثيرين. كان مشهد مصرعها داميا، فقد قُتلت بعنف ومُزّق جسدها إلى أشلاء على يد جنود من الانكشارية.
كانت "قُسم" امرأة قويّة الإرادة، وقد واجهت جزّاريها بشجاعة رغم مرضها وتقدّمها في العمر. ورغم انخراطها كليّاً في السياسة، إلا أنها كانت معروفة بأعمالها الخيرية في كافة أنحاء الإمبراطورية. وأكبر صرح شيّدته كان المسجد المبلّط في اوسكوندار والمبنيّ عام 1638. وسبب تسمية المسجد بهذا الاسم يعود إلى العدد الضخم من بلاط الإزنك الثمين الذي يزيّنه من الداخل.
كان ذلك النوع من السيراميك الزينة التقليدية للمباني المهمّة مثل طوب كابي وجامع السلطان محمود. وفي ما بعد أضيف إلى مسجد السلطانة مدرسة ونافورة. أما قبرها فيقع إلى جوار ضريح زوجها السلطان احمد الأوّل في المقبرة الملحقة بمسجده.
بعد مقتل السلطانة "قُسم"، قرّر الباشاوات المتنفّذون في القصر أن يضعوا حدّا لتولّي النساء أمور الحكم في الإمبراطورية العثمانية. وكانت تلك نهاية لفترة هيمنت خلالها حريم السلطان على مقاليد الأمور في طوب كابي، بدءا من السلطانة هيام التي حكمت الإمبراطورية اعتبارا من منتصف القرن السادس عشر.
وقد قُتل ابن "قُسم" إبراهيم الأوّل أيضا وهو على العرش، تاركا ابنا واحدا هو مراد الرابع الذي مات ميتة طبيعية.
ومثلما فعلت والدة احمد الأوّل عندما كان طفلا، تولّت "قُسم" مسئوليات إدارة الدولة عندما تسلّم ولداها الصغيران دفّة الحكم. كانت تلعب دور السلطان في اجتماعات الوزراء في قصر طوب كابي وتستمع إلى المداولات من وراء حاجز مذهّب. وقد توفّي ولدها مراد الرابع وهو في سنّ السابعة والعشرين، تاركا العرش لأخيه الأصغر إبراهيم.
وكان إبراهيم قد قضى حياته قبل ذلك سجينا في قسم الحريم في ما يُعرف بـ "القفص"، وهو عبارة عن مكان كان يوضع فيه الأمراء الصغار إلى أن يصعدوا إلى العرش.
وعندما تولّى إبراهيم الحكم كان قد شهد مقتل شقيقيه قاسم وسليمان على يد أخيهم الأكبر مراد. الحياة في القفص كان لها تأثيرات سلبية على الصحّة العقلية لبعض الأمراء. فقد عاش إبراهيم في حالة خوف دائم من الاغتيال وهو ما أفضى به إلى حالة من الجنون.
وحدث أن استُدعي احد طاردي الجان كي يشفيه من مرضه، لكن تلك الخطوة لم تؤدّ سوى إلى ازدياد تمسّكه بالسلطة واستبداده. وكانت القشّة الأخيرة عندما قرّر فرض المزيد من الإتاوات على الناس كي يشتري له يختاً مطعّما بالذهب. وعندها قرّر الأعيان ورجال البلاط الإطاحة بإبراهيم ثم إعدامه بموافقة من والدته "قُسم" نفسها.
ظروف موت "قُسم" غير معروفة، لكن يبدو أنها ذهبت ضحية جريمة قتل دُبّرت في جناح الحريم على يد ابنتها تُوران ضمن لعبة الصراع على السلطة. وقد ماتت بنفس الطريقة التي تخلّصت بها هي من أعدائها الكثيرين. كان مشهد مصرعها داميا، فقد قُتلت بعنف ومُزّق جسدها إلى أشلاء على يد جنود من الانكشارية.
كانت "قُسم" امرأة قويّة الإرادة، وقد واجهت جزّاريها بشجاعة رغم مرضها وتقدّمها في العمر. ورغم انخراطها كليّاً في السياسة، إلا أنها كانت معروفة بأعمالها الخيرية في كافة أنحاء الإمبراطورية. وأكبر صرح شيّدته كان المسجد المبلّط في اوسكوندار والمبنيّ عام 1638. وسبب تسمية المسجد بهذا الاسم يعود إلى العدد الضخم من بلاط الإزنك الثمين الذي يزيّنه من الداخل.
كان ذلك النوع من السيراميك الزينة التقليدية للمباني المهمّة مثل طوب كابي وجامع السلطان محمود. وفي ما بعد أضيف إلى مسجد السلطانة مدرسة ونافورة. أما قبرها فيقع إلى جوار ضريح زوجها السلطان احمد الأوّل في المقبرة الملحقة بمسجده.
بعد مقتل السلطانة "قُسم"، قرّر الباشاوات المتنفّذون في القصر أن يضعوا حدّا لتولّي النساء أمور الحكم في الإمبراطورية العثمانية. وكانت تلك نهاية لفترة هيمنت خلالها حريم السلطان على مقاليد الأمور في طوب كابي، بدءا من السلطانة هيام التي حكمت الإمبراطورية اعتبارا من منتصف القرن السادس عشر.
Credits
ancient-origins.net
ancient-origins.net