أمس صباحا، وبلا مقدّمات، لمعت في ذهني فجأة صورة الفنّان الكبير أبو بكر سالم الذي احتفظ له في نفسي بمكانة خاصّة. وقد قرّرت في تلك الساعة أن اكتب عنه موضوعا بحيث يكون جاهزا عندما احتاجه، وفي ذهني انه مريض كما سمعت ويمكن أن يتوفّاه الله في أيّ وقت.
وكتبت فعلا هذا الموضوع ثم نحّيته جانبا بانتظار أن يأتي الوقت المناسب لنشره. وفجأة أيضا، علمت أن الفنّان الكبير انتقل إلى رحمة الله بعد ساعات فقط من تذكّري الغريب له.
كان أبو بكر سالم نسيج وحده بين فنّاني جيله. صوت متميّز وأداء حسّاس، مع ذائقة عالية للشعر والموسيقى.
ومنذ أن وعيت نفسي وأنا اسمع صوته. كانت أغانيه حاضرة في كلّ مكان، لذا انطبع صوته وأسلوب أدائه المميّز في وجداني ووجدان الكثيرين من أبناء جيلي. وأصبح صوته علامة فارقة لا يشبه أيّ صوت آخر وأيضا لا صوت آخر يشبهه.
وأبو بكر لم يكن مجرّد مطرب، بل شاعر متمكّن وملحّن موسيقيّ لامع. تسمع بعض أغانيه فتدهشك قدرته الفذّة في التنقّل بسلاسة بين المقامات وابتداع جمل موسيقية في منتهى الرقّة والعذوبة ممّا لا يستطيع مغنٍّ آخر فعله إلا في ما ندر.
كان أبو بكر من أوائل مطربي الجزيرة العربية الذين ذهبوا إلى لبنان في ستّينات القرن الماضي كي يسجّل فيها أغانيه. وكانت بيروت وقتها قبلة للفنّ والموسيقى في العالم العربيّ.
وعندما تسمع بعض أغانيه من تلك الفترة ستلاحظ، بالإضافة إلى جمال الأداء، أناقة التوزيع الموسيقيّ الذي اشتهرت به بيروت في ذلك الوقت، والتي كانت تضمّ مجموعة من أفضل العازفين والموزّعين الموسيقيّين.
وكتبت فعلا هذا الموضوع ثم نحّيته جانبا بانتظار أن يأتي الوقت المناسب لنشره. وفجأة أيضا، علمت أن الفنّان الكبير انتقل إلى رحمة الله بعد ساعات فقط من تذكّري الغريب له.
كان أبو بكر سالم نسيج وحده بين فنّاني جيله. صوت متميّز وأداء حسّاس، مع ذائقة عالية للشعر والموسيقى.
ومنذ أن وعيت نفسي وأنا اسمع صوته. كانت أغانيه حاضرة في كلّ مكان، لذا انطبع صوته وأسلوب أدائه المميّز في وجداني ووجدان الكثيرين من أبناء جيلي. وأصبح صوته علامة فارقة لا يشبه أيّ صوت آخر وأيضا لا صوت آخر يشبهه.
وأبو بكر لم يكن مجرّد مطرب، بل شاعر متمكّن وملحّن موسيقيّ لامع. تسمع بعض أغانيه فتدهشك قدرته الفذّة في التنقّل بسلاسة بين المقامات وابتداع جمل موسيقية في منتهى الرقّة والعذوبة ممّا لا يستطيع مغنٍّ آخر فعله إلا في ما ندر.
كان أبو بكر من أوائل مطربي الجزيرة العربية الذين ذهبوا إلى لبنان في ستّينات القرن الماضي كي يسجّل فيها أغانيه. وكانت بيروت وقتها قبلة للفنّ والموسيقى في العالم العربيّ.
وعندما تسمع بعض أغانيه من تلك الفترة ستلاحظ، بالإضافة إلى جمال الأداء، أناقة التوزيع الموسيقيّ الذي اشتهرت به بيروت في ذلك الوقت، والتي كانت تضمّ مجموعة من أفضل العازفين والموزّعين الموسيقيّين.
وقد قُدّر لبعض تلك الأغاني بالذات أن تنتشر بشكل واسع وتعرّف الناس على هذا الصوت الجديد القادم من جنوب الجزيرة لأوّل مرّة. ثم لم يلبث صوته أن ذاع في كلّ مكان ووجدت موسيقاه طريقها إلى الإذاعات ومحطات التلفزة المختلفة.
وموسيقى أبو بكر سالم منغرسة بعمق في بيئتها الأولى في حضرموت وعابقة برائحة تلك الأرض. ومن حسن الحظّ انه كان مجايلا لبعض ألمع الشعراء الحضارم وقتها ممّن تغنّى بقصائدهم، مثل حسين المحضار ولطفي أمان وغيرهما.
الاستماع إلى أغاني أبو بكر وصوته المميّز ذي الجماليات الفنّية الخاصّة يستثير الذكريات القديمة ويعكس البساطة التي كانت تتّسم بها الحياة في الماضي.
ألحانه الطربية التي يسهل تذكّرها وترديدها شاعت في العديد من الأمكنة ولامست بنعومتها ودفئها المشاعر. ووجدت بعض تلك الألحان طريقها إلى أصوات بعض أشهر المطرين العرب، مثل نجاح سلام وفدوى عبيد والمطربة اللبنانية من أصل ليبيّ نازك .
وبرحيل أبو بكر سالم، انطوت صفحة كاملة من كتاب الغناء في الجزيرة العربية وفي العالم العربيّ. وهو بلا شك كان إحدى المحطّات المهمّة والمميّزة في تاريخ الغناء في منطقتنا.
وعندما أتذكّر صورته فإنني أتمثّل في نفسي، وبحزن، حقيقة أن هذا الإنسان الرائع قد رحل إلى الأبد، ولن يعود بالإمكان رؤيته مرّة أخرى يطلّ علينا في الحفلات بشخصيّته العفوية والمتواضعة كي يُطرِب الناس بفنّه المعبّر والراقي.
رحم الله الفنّان الكبير أبو بكر سالم بقدر ما أمتع الناس وما أشاعه حوله من أجواء الحبّ والبهجة والجمال.