مع أن لهذه اللوحة تاريخا غامضا ومثيرا للجدل، إلا أنها بيعت منذ أسابيع بمبلغ نصف بليون دولار وأصبحت بذلك أغلى لوحة في العالم.
وما حصل دفع بعض خبراء الفنّ إلى طرح بعض التساؤلات مثل: هل تستحقّ لوحة "المسيح المخلّص" هذا المبلغ الكبير؟ ولماذا ما يزال الشغف بليوناردو دافنشي على أشُدّه حتى اليوم؟ ثم هناك السؤال الكبير الذي قد يحرم مشتري اللوحة لذّة النوم وهو: هل هذه اللوحة هي لدافنشي فعلا؟
هذا الموضوع المقتضب لن يخوض في السجال المتعلّق بهويّة من اشترى اللوحة ولا لماذا اشتراها وأين ذهبت، بل سيتناول تاريخ هذه اللوحة وما يقال عن حالتها الراهنة وعن وأصالتها.
بدايةً لا بدّ من الإشارة إلى بعض المعطيات السريعة. "المسيح المخلّص" التي بيعت منذ أسابيع هي نسخة من سبع عشرة نسخة من نفس اللوحة. وفي خمسينات القرن الماضي بيعت نفس هذه النسخة بمبلغ خمسة وأربعين جنيها استرلينيا فقط، عندما كان يُعتقد أنها مجرّد نسخة من اللوحة الأصلية التي كان مفترضا أنها ضائعة.
أي أنها الآن بيعت، بعد أن تأكّدت أصالتها ونِسبَتها إلى دافنشي، بمبلغ يساوي عشرة آلاف ضعف ذلك المبلغ الزهيد. وبذا تكون قد كسرت الرقم القياسيّ الذي بيعت به لوحة بول غوغان متى ستتزوّجين عام 2015 وهو ثلاثمائة مليون دولار.
العامل الأهمّ الذي يفسّر لماذا بيعت لوحة المسيح المخلّص بهذا المبلغ الفلكيّ هو اسم دافنشي نفسه. ويرجَّح انه رسمها عندما كان في الثامنة والأربعين من عمره. واللوحة صغيرة نسبيا كما ظهرت على التلفزيون ومرسومة بالألوان الزيتية على لوح من الخشب.
قبل عرض اللوحة للبيع في المزاد، قام ستّة علماء بفحصها باستخدام آخر تقنيات الفحص الحديثة وقارنوا النتائج التي توصّلوا إليها مع الأسلوب المتميّز لدافنشي واستنتجوا في النهاية أنها للرسّام فعلا.
اللمعان النقيّ على صدر المسيح وجبينه هو، كما يقول الخبراء، سمة خاصّة بدافنشي. كما أن كرة الكريستال الشفّافة التي يمسك بها في يده اليسرى هي برهان آخر على أن اللوحة لليوناردو، وهذه الخاصّية مفقودة تماما من النسخ الأخرى المقلّدة من اللوحة.
وهناك عامل آخر يتمثّل في استخدام نوعية عالية من الفيروز الذي كان وقتها أغلى من الذهب في ايطاليا. وقد جرت العادة ألا يشتريه سوى الرسّامين الكبار والمقتدرين مثل دافنشي. ويمكن رؤية هذا اللون بوضوح في بعض أجزاء رداء المسيح كما يظهر في الصورة.
اللوحة خضعت لعدد من التعديلات منذ رسمها الفنّان قبل خمسمائة عام. كرة البلّلور في يد المسيح، مثلا، كانت مدعومة بصليب. وقد اُزيل هذا التفصيل من الصورة في ما بعد، كما اُضيفت إليها طبقة سميكة من الورنيش.
الملك الفرنسيّ لويس الثاني عشر هو الذي كلّف دافنشي برسم اللوحة عام 1500م، وقد أكمل رسمها بعد ثلاثة عشر عاما. وظلّت في عهدة الملك زمناً إلى أن اشتراها منه تاجر فنون انجليزيّ. ثم تعاقب على امتلاكها أشخاص كثيرون، كان أخرهم بليونير روسيّ ابتاعها عام 2013 بمبلغ مائة وثمانية وعشرون مليون دولار.
وقد قيل كلام كثير عن اللوحة في ذلك الوقت. وظهر خبراء يشكّكون في صحّة نِسبتها إلى ليوناردو، بينما رجّح آخرون انه قد يكون رسمها بالتعاون مع فنّان آخر كان يعمل في ورشته. ثم خضعت اللوحة بعد ذلك لسلسلة من عمليات الترميم الشاملة.
بعض المحلّلين يشيرون إلى إن تسعين بالمائة من هذه اللوحة التي بيعت قبل أسابيع تمّت إعادة رسمه خلال الخمسين عاما الماضية، في إشارة إلى التعديلات والمعالجات الكثيرة التي دخلت على اللوحة أثناء عمليات ترميمها وإصلاحها.
وبرغم كل هذا الجدل المُثار، استقرّت معظم الآراء على أن اللوحة هي لدافنشي فعلا وأنها تعكس حرفيّته الخاصّة ودقّة وصعوبة عمله الذي لم يستطع مقلّدوه الكثر أن ينقلوه في صورهم.
وجزء من هذه الضجّة التي رافقت اللوحة منذ بيعها يمكن عزوه إلى أن اللوحة تُعتبَر جديدة لرسّام مشهور يقول الخبراء أن سبعين بالمائة من أعماله ضاعت. أو فلنقل أنها إحدى لوحاته التي اُعيد اكتشافها، ومن الطبيعيّ أن تستأثر بكلّ هذا الأخذ والردّ لهذا السبب.
في اللوحة، يظهر المسيح وهو يرفع إحدى يديه كما لو انه يمنح بركته للعالم، بينما تمسك يده الأخرى بكرة كريستال تتدلّى فوق ردائه وترمز لهيمنته على العالم. ومثل هذه الوضعية التي يظهر عليها المسيح كانت ذات شعبية كبيرة في القرن السادس عشر وظهرت بشكل متواتر في الفنّ الفرنسيّ والفنّ الهولنديّ.
لكن بعض النقّاد الساخرين قالوا إن المسيح الذي يظهر في الصورة هو ابعد ما يكون عن تخليص العالم، وأنه يبدو كما لو انه يهمّ بإلقاء خطبة أو يؤشّر لسيّارة مارّة كي تنقله إلى بلدة مجاورة.
ووصف آخرون اللوحة نفسها بأنها ذات توليف رديء ومن الصعب تصديق أن دافنشي كان مسئولا عن "مثل هذا الشيء الغريب والمملّ جدّا".
وما حصل دفع بعض خبراء الفنّ إلى طرح بعض التساؤلات مثل: هل تستحقّ لوحة "المسيح المخلّص" هذا المبلغ الكبير؟ ولماذا ما يزال الشغف بليوناردو دافنشي على أشُدّه حتى اليوم؟ ثم هناك السؤال الكبير الذي قد يحرم مشتري اللوحة لذّة النوم وهو: هل هذه اللوحة هي لدافنشي فعلا؟
هذا الموضوع المقتضب لن يخوض في السجال المتعلّق بهويّة من اشترى اللوحة ولا لماذا اشتراها وأين ذهبت، بل سيتناول تاريخ هذه اللوحة وما يقال عن حالتها الراهنة وعن وأصالتها.
بدايةً لا بدّ من الإشارة إلى بعض المعطيات السريعة. "المسيح المخلّص" التي بيعت منذ أسابيع هي نسخة من سبع عشرة نسخة من نفس اللوحة. وفي خمسينات القرن الماضي بيعت نفس هذه النسخة بمبلغ خمسة وأربعين جنيها استرلينيا فقط، عندما كان يُعتقد أنها مجرّد نسخة من اللوحة الأصلية التي كان مفترضا أنها ضائعة.
أي أنها الآن بيعت، بعد أن تأكّدت أصالتها ونِسبَتها إلى دافنشي، بمبلغ يساوي عشرة آلاف ضعف ذلك المبلغ الزهيد. وبذا تكون قد كسرت الرقم القياسيّ الذي بيعت به لوحة بول غوغان متى ستتزوّجين عام 2015 وهو ثلاثمائة مليون دولار.
العامل الأهمّ الذي يفسّر لماذا بيعت لوحة المسيح المخلّص بهذا المبلغ الفلكيّ هو اسم دافنشي نفسه. ويرجَّح انه رسمها عندما كان في الثامنة والأربعين من عمره. واللوحة صغيرة نسبيا كما ظهرت على التلفزيون ومرسومة بالألوان الزيتية على لوح من الخشب.
قبل عرض اللوحة للبيع في المزاد، قام ستّة علماء بفحصها باستخدام آخر تقنيات الفحص الحديثة وقارنوا النتائج التي توصّلوا إليها مع الأسلوب المتميّز لدافنشي واستنتجوا في النهاية أنها للرسّام فعلا.
اللمعان النقيّ على صدر المسيح وجبينه هو، كما يقول الخبراء، سمة خاصّة بدافنشي. كما أن كرة الكريستال الشفّافة التي يمسك بها في يده اليسرى هي برهان آخر على أن اللوحة لليوناردو، وهذه الخاصّية مفقودة تماما من النسخ الأخرى المقلّدة من اللوحة.
وهناك عامل آخر يتمثّل في استخدام نوعية عالية من الفيروز الذي كان وقتها أغلى من الذهب في ايطاليا. وقد جرت العادة ألا يشتريه سوى الرسّامين الكبار والمقتدرين مثل دافنشي. ويمكن رؤية هذا اللون بوضوح في بعض أجزاء رداء المسيح كما يظهر في الصورة.
اللوحة خضعت لعدد من التعديلات منذ رسمها الفنّان قبل خمسمائة عام. كرة البلّلور في يد المسيح، مثلا، كانت مدعومة بصليب. وقد اُزيل هذا التفصيل من الصورة في ما بعد، كما اُضيفت إليها طبقة سميكة من الورنيش.
الملك الفرنسيّ لويس الثاني عشر هو الذي كلّف دافنشي برسم اللوحة عام 1500م، وقد أكمل رسمها بعد ثلاثة عشر عاما. وظلّت في عهدة الملك زمناً إلى أن اشتراها منه تاجر فنون انجليزيّ. ثم تعاقب على امتلاكها أشخاص كثيرون، كان أخرهم بليونير روسيّ ابتاعها عام 2013 بمبلغ مائة وثمانية وعشرون مليون دولار.
وقد قيل كلام كثير عن اللوحة في ذلك الوقت. وظهر خبراء يشكّكون في صحّة نِسبتها إلى ليوناردو، بينما رجّح آخرون انه قد يكون رسمها بالتعاون مع فنّان آخر كان يعمل في ورشته. ثم خضعت اللوحة بعد ذلك لسلسلة من عمليات الترميم الشاملة.
بعض المحلّلين يشيرون إلى إن تسعين بالمائة من هذه اللوحة التي بيعت قبل أسابيع تمّت إعادة رسمه خلال الخمسين عاما الماضية، في إشارة إلى التعديلات والمعالجات الكثيرة التي دخلت على اللوحة أثناء عمليات ترميمها وإصلاحها.
وبرغم كل هذا الجدل المُثار، استقرّت معظم الآراء على أن اللوحة هي لدافنشي فعلا وأنها تعكس حرفيّته الخاصّة ودقّة وصعوبة عمله الذي لم يستطع مقلّدوه الكثر أن ينقلوه في صورهم.
وجزء من هذه الضجّة التي رافقت اللوحة منذ بيعها يمكن عزوه إلى أن اللوحة تُعتبَر جديدة لرسّام مشهور يقول الخبراء أن سبعين بالمائة من أعماله ضاعت. أو فلنقل أنها إحدى لوحاته التي اُعيد اكتشافها، ومن الطبيعيّ أن تستأثر بكلّ هذا الأخذ والردّ لهذا السبب.
في اللوحة، يظهر المسيح وهو يرفع إحدى يديه كما لو انه يمنح بركته للعالم، بينما تمسك يده الأخرى بكرة كريستال تتدلّى فوق ردائه وترمز لهيمنته على العالم. ومثل هذه الوضعية التي يظهر عليها المسيح كانت ذات شعبية كبيرة في القرن السادس عشر وظهرت بشكل متواتر في الفنّ الفرنسيّ والفنّ الهولنديّ.
لكن بعض النقّاد الساخرين قالوا إن المسيح الذي يظهر في الصورة هو ابعد ما يكون عن تخليص العالم، وأنه يبدو كما لو انه يهمّ بإلقاء خطبة أو يؤشّر لسيّارة مارّة كي تنقله إلى بلدة مجاورة.
ووصف آخرون اللوحة نفسها بأنها ذات توليف رديء ومن الصعب تصديق أن دافنشي كان مسئولا عن "مثل هذا الشيء الغريب والمملّ جدّا".