عندما التقى الرسّام المكسيكيّ دييغو ريفيرا بزميلته الرسّامة فريدا كالو لأوّل مرّة في معرض فنّي في مكسيكو سيتي كان هو يكبرها بعشرين عاما. وبعد فترة قصيرة من تعارفهما، نشأت بين الاثنين علاقة عاطفية. وأخيرا تزوّجا عام 1929 على الرغم من اعتراض والدة فريدا على الزواج.
صحيح أن الزواج كان ثمرة حبّ متبادل، لكنه تحوّل مع مرور الوقت إلى زواج مضطرب تكثر فيه الخيانات والشكوك.
كانت فريدا ترسم بالفرشاة كلّ ما هو معبّر وجذّاب، لكن دييغو نفسه كان شخصا بديناً ويفتقر إلى أيّ قدر من الجاذبية بحسب من عرفوه.
وربّما كان دافعها الأساسيّ من الاقتران به هو كونه أشهر رسّام في المكسيك، ما سيفسح لها الطريق، وهي الرسّامة المبتدئة وقتها، لتحقيق البروز والشهرة.
ثم وقع لها حادث سيّارة أصيبت على إثره بإعاقة دائمة في إحدى قدميها. وقد وقف زوجها إلى جانبها في تلك المحنة. لكن في تلك الأثناء كانت الصحف تمتلئ بأخبار مغامراته مع نساء أخريات، الأمر الذي كان يسبّب لها المزيد من الألم والمعاناة.
كانت فريدا كالو تصوّر معاناتها الجسدية وألم الحرمان من الإنجاب من خلال عشرات اللوحات المؤثّرة التي رسمتها منذ الحادث وإلى حين وفاتها.
غير أن هناك من يظنّ بأنها كانت تبالغ في تصوير آلامها الجسدية وظروفها الصحّية، مع أنها حوّلت تلك الأحاسيس إلى فنّ متميّز وراقٍ.
لكن أكثر ما كان يؤلمها ويثير غضبها هو علاقة دييغو مع النساء، وآخرهنّ كانت أختها الأجمل والأصغر سنّا كريستينا. وكان قد اشترى بيتا في ضواحي المدينة كي يلتقي فيه بكريستينا وغيرها بعيدا عن أنظار زوجته.
طبيب دييغو الخاصّ كان قد اخبره ذات مرّة أن امرأة واحدة لن تكفيه. ويبدو انه اقتنع بتشخيص ذلك الطبيب لحالته وتقبّله بابتهاج.
صحيح أن الزواج كان ثمرة حبّ متبادل، لكنه تحوّل مع مرور الوقت إلى زواج مضطرب تكثر فيه الخيانات والشكوك.
كانت فريدا ترسم بالفرشاة كلّ ما هو معبّر وجذّاب، لكن دييغو نفسه كان شخصا بديناً ويفتقر إلى أيّ قدر من الجاذبية بحسب من عرفوه.
وربّما كان دافعها الأساسيّ من الاقتران به هو كونه أشهر رسّام في المكسيك، ما سيفسح لها الطريق، وهي الرسّامة المبتدئة وقتها، لتحقيق البروز والشهرة.
ثم وقع لها حادث سيّارة أصيبت على إثره بإعاقة دائمة في إحدى قدميها. وقد وقف زوجها إلى جانبها في تلك المحنة. لكن في تلك الأثناء كانت الصحف تمتلئ بأخبار مغامراته مع نساء أخريات، الأمر الذي كان يسبّب لها المزيد من الألم والمعاناة.
كانت فريدا كالو تصوّر معاناتها الجسدية وألم الحرمان من الإنجاب من خلال عشرات اللوحات المؤثّرة التي رسمتها منذ الحادث وإلى حين وفاتها.
غير أن هناك من يظنّ بأنها كانت تبالغ في تصوير آلامها الجسدية وظروفها الصحّية، مع أنها حوّلت تلك الأحاسيس إلى فنّ متميّز وراقٍ.
لكن أكثر ما كان يؤلمها ويثير غضبها هو علاقة دييغو مع النساء، وآخرهنّ كانت أختها الأجمل والأصغر سنّا كريستينا. وكان قد اشترى بيتا في ضواحي المدينة كي يلتقي فيه بكريستينا وغيرها بعيدا عن أنظار زوجته.
طبيب دييغو الخاصّ كان قد اخبره ذات مرّة أن امرأة واحدة لن تكفيه. ويبدو انه اقتنع بتشخيص ذلك الطبيب لحالته وتقبّله بابتهاج.
كان ليون تروتسكي مشاركا رئيسيّا في تأسيس الجيش الأحمر الذي حارب وهزم القياصرة وأتى بالبلاشفة إلى السلطة في روسيا. ثم أصبح أهمّ شخصيّة في النظام الجديد بعد لينين.
لكن بعد مرض الأخير، نشب صراع عنيف على السلطة بين ستالين وتروتسكي حول أيّ منهما أحقّ بخلافة لينين.
كان تروتسكي أقدم منصبا وأطول خدمةً. لكن لم تكن هناك مقارنة على الإطلاق بينه وبين الجورجيّ العنيف والمتعطّش للسلطة، أي ستالين.
في البداية أمر ستالين بنفي تروتسكي إلى كازاخستان مع زوجته. وهناك بدأ الأخير يكتب انتقادات قاسية ضدّ خصمه. لذا اصدر ستالين قرارا آخر بنفيه من الأراضي السوفياتية إلى تركيا. وقد وافق الأتراك على استضافة الرجل وزوجته بعد أن تسلّموا تعهّدا من ستالين بأن ضيفهم لن يتعرّض للأذى على الأراضي التركية.
وأثناء وجوده في تركيا، عكف تروتسكي على تأليف كتابه "تاريخ الثورة الروسية" الذي صوّر فيه لينين على انه بطل وستالين على انه نذل.
قضى تروتسكي وزوجته تسع سنوات في المنفى متنقّلين من تركيا إلى فرنسا وأخيرا إلى النرويج دون أن تقبلهما أيّ دولة كلاجئين دائمَين.
وفي نهاية عام 1936، قرّرت النرويج ترحيل تروتسكي من أراضيها بعد ضغوط من ستالين وبعد أن صدر ضدّه حكم بالإعدام في موسكو.
لكن بعد مرض الأخير، نشب صراع عنيف على السلطة بين ستالين وتروتسكي حول أيّ منهما أحقّ بخلافة لينين.
كان تروتسكي أقدم منصبا وأطول خدمةً. لكن لم تكن هناك مقارنة على الإطلاق بينه وبين الجورجيّ العنيف والمتعطّش للسلطة، أي ستالين.
في البداية أمر ستالين بنفي تروتسكي إلى كازاخستان مع زوجته. وهناك بدأ الأخير يكتب انتقادات قاسية ضدّ خصمه. لذا اصدر ستالين قرارا آخر بنفيه من الأراضي السوفياتية إلى تركيا. وقد وافق الأتراك على استضافة الرجل وزوجته بعد أن تسلّموا تعهّدا من ستالين بأن ضيفهم لن يتعرّض للأذى على الأراضي التركية.
وأثناء وجوده في تركيا، عكف تروتسكي على تأليف كتابه "تاريخ الثورة الروسية" الذي صوّر فيه لينين على انه بطل وستالين على انه نذل.
قضى تروتسكي وزوجته تسع سنوات في المنفى متنقّلين من تركيا إلى فرنسا وأخيرا إلى النرويج دون أن تقبلهما أيّ دولة كلاجئين دائمَين.
وفي نهاية عام 1936، قرّرت النرويج ترحيل تروتسكي من أراضيها بعد ضغوط من ستالين وبعد أن صدر ضدّه حكم بالإعدام في موسكو.
في يناير من عام 1937، وصل تروتسكي مع زوجته ناتاليا سيدوفا إلى المكسيك على متن بارجة حربية نرويجية وتحت حراسة مشدّدة.
وكان دييغو ريفيرا، ذو الميول التروتسكية، قد ضغط على الحكومة المكسيكية كي تَعرض على تروتسكي اللجوء السياسيّ في المكسيك.
ولأن ريفيرا كان في ذلك الوقت مريضا في المستشفى ولا يستطيع الذهاب لاستقبال الرفيق والمنظّر الذي لم يسبق له أن رآه، فقد وكّل زوجته فريدا للقيام بالمهمّة.
وعند وصول الضيف وزوجته صعدت فريدا إلى البارجة للترحيب بهما، وكان برفقتها بعض أعضاء الحزب الشيوعيّ المكسيكيّ.
وقد اصطحبتهما إلى "لا كازا ازول" أو البيت الأزرق الذي تقيم فيه مع دييغو في كويوكوان. وهناك عاش تروتسكي وزوجته ضيفين على فريدا وزوجها لمدّة عامين وتحت حراسة أمنية مكثّفة.
في ذلك الوقت، كانت فريدا ما تزال غاضبة ومحبطة بسبب علاقة زوجها مع شقيقتها. لذا لم تضيّع الوقت وبدأت بالتودّد إلى تروتسكي الذي بدا مسرورا بذلك الاهتمام المفاجئ.
كانت تريد أن تردّ الصاع صاعين، كما يقال، لدييغو عقابا له على خياناته المتعدّدة. لكن كان اختيارها للضيف الجديد غريبا. صحيح انه أكثر وسامة من دييغو، لكنه كان يكبرها سنّا بكثير، كما انه كان رجلا متزوّجا وزوجته تعيش معها في نفس البيت.
تروتسكي نفسه كان مشهورا باجتذابه للنساء، ويبدو أن فريدا كانت معجبة بصورته ومكانته العالمية وبتقدير زوجها الكبير له.
وبعض لقاءاتهما السرّيّة كانت تتمّ في نفس المنزل الذي كان دييغو قد اشتراه لشقيقتها وقام بتأثيثه كي يكون عشّ الغرام.
كانت فريدا وتروتسكي يتحدّثان الانجليزية أمام دييغو وناتاليا زوجة تروتسكي اللذين يجهلان تماما تلك اللغة. وكان من عادة تروتسكي أن يدسّ رسائل حبّ إلى فريدا بين صفحات الكتب التي كان يعيرها لها.
كانت هي تناديه بـ "التيس الصغير" بسبب لحيته البيضاء الصغيرة، وأحيانا بـ "العجوز" حيث كان وقتها في التاسعة والخمسين وهي في الثلاثين من عمرها.
دييغو وناتاليا اكتشفا أخيرا القصّة. والغريب أن دييغو سمح لضيفه بأن يستمرّ في العيش معهم في البيت بدلا من أن يطارده ببندقية. كان هناك ما يكفي من الخلافات بين الرجلين، ليس بسبب الخيانة الزوجية وتنكّر الضيف لمقتضيات الضيافة، وإنما بسبب أفكار تروتسكي السياسية التي أصبحت أكثر إثارةً للجدل.
وكان دييغو ريفيرا، ذو الميول التروتسكية، قد ضغط على الحكومة المكسيكية كي تَعرض على تروتسكي اللجوء السياسيّ في المكسيك.
ولأن ريفيرا كان في ذلك الوقت مريضا في المستشفى ولا يستطيع الذهاب لاستقبال الرفيق والمنظّر الذي لم يسبق له أن رآه، فقد وكّل زوجته فريدا للقيام بالمهمّة.
وعند وصول الضيف وزوجته صعدت فريدا إلى البارجة للترحيب بهما، وكان برفقتها بعض أعضاء الحزب الشيوعيّ المكسيكيّ.
وقد اصطحبتهما إلى "لا كازا ازول" أو البيت الأزرق الذي تقيم فيه مع دييغو في كويوكوان. وهناك عاش تروتسكي وزوجته ضيفين على فريدا وزوجها لمدّة عامين وتحت حراسة أمنية مكثّفة.
في ذلك الوقت، كانت فريدا ما تزال غاضبة ومحبطة بسبب علاقة زوجها مع شقيقتها. لذا لم تضيّع الوقت وبدأت بالتودّد إلى تروتسكي الذي بدا مسرورا بذلك الاهتمام المفاجئ.
كانت تريد أن تردّ الصاع صاعين، كما يقال، لدييغو عقابا له على خياناته المتعدّدة. لكن كان اختيارها للضيف الجديد غريبا. صحيح انه أكثر وسامة من دييغو، لكنه كان يكبرها سنّا بكثير، كما انه كان رجلا متزوّجا وزوجته تعيش معها في نفس البيت.
تروتسكي نفسه كان مشهورا باجتذابه للنساء، ويبدو أن فريدا كانت معجبة بصورته ومكانته العالمية وبتقدير زوجها الكبير له.
وبعض لقاءاتهما السرّيّة كانت تتمّ في نفس المنزل الذي كان دييغو قد اشتراه لشقيقتها وقام بتأثيثه كي يكون عشّ الغرام.
كانت فريدا وتروتسكي يتحدّثان الانجليزية أمام دييغو وناتاليا زوجة تروتسكي اللذين يجهلان تماما تلك اللغة. وكان من عادة تروتسكي أن يدسّ رسائل حبّ إلى فريدا بين صفحات الكتب التي كان يعيرها لها.
كانت هي تناديه بـ "التيس الصغير" بسبب لحيته البيضاء الصغيرة، وأحيانا بـ "العجوز" حيث كان وقتها في التاسعة والخمسين وهي في الثلاثين من عمرها.
دييغو وناتاليا اكتشفا أخيرا القصّة. والغريب أن دييغو سمح لضيفه بأن يستمرّ في العيش معهم في البيت بدلا من أن يطارده ببندقية. كان هناك ما يكفي من الخلافات بين الرجلين، ليس بسبب الخيانة الزوجية وتنكّر الضيف لمقتضيات الضيافة، وإنما بسبب أفكار تروتسكي السياسية التي أصبحت أكثر إثارةً للجدل.
عندما لاحظ تروتسكي علامات الإعراض والجفاء التي أصبح دييغو يعامله بها، فضّل أن ينتقل هو وزوجته إلى منزل مجاور حفظا لماء الوجه وإنقاذا لما يمكن إنقاذه من علاقتهما.
وقد ترك وراءه البورتريه الذي رسمته فريدا لنفسها وأهدته إيّاه. وفيه تبدو بملابس أنيقة وبشعر تزيّنه ورود حمراء بينما تمسك بيدها باقة أزهار ورسالة إهداء إلى تروتسكي مكتوبا عليها: مع خالص محبّتي أهدي هذا البورتريه إلى ليون تروتسكي، 7 نوفمبر 1937". وكان ذلك اليوم هو يوم ميلاده.
لكن لأنه لا يبقى الكثير من العاطفة بين المحبّين غير المتكافئين، فقد طلب تروتسكي من فريدا عند انتهاء علاقتهما أن تعيد إليه جميع رسائله الخاصّة التي كتبها لها كي يحرقها.
استقرّ تروتسكي وزوجته أخيرا في المنزل الجديد الذي استأجره لهما بعض كوادر الحزب الشيوعيّ المكسيكيّ وقاموا بتأثيثه ووفرّوا له فيه عددا من الموظفين والسكرتاريا لكي يقوموا على خدمته.
وقد عاش تروتسكي وزوجته في ذلك المنزل بضعة أشهر. وكان يُمضي أيّامه في قراءة الأخبار ومتابعة تطوّرات الأحداث في بلاده ويكتب مقالات في الصحف ينتقد فيها ستالين ونظام حكمه.
لكن في الساعات الأولى من احد أيّام أغسطس من عام 1940، وبينما كان تروتسكي منكبّا على قراءة بعض أوراقه كعادته كلّ صباح، دخل عليه في مكتبه شخص يخفي بين ملابسه فأساً، ثم عاجله بضربة قويّة على مؤخّرة رأسه هشّمت جمجمته وأسقطته عن كرسيّه وتركته يتخبّط في دمائه.
وهرع موظّفو مكتبه على صوت صراخه المكتوم ونقلوه إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه في اليوم التالي عن عمر ناهز الستّين.
ويوم الاغتيال اتصلت فريدا بزوجها دييغو ريفيرا الذي كان في مهمّة عمل في سان فرانسيسكو لتنقل إليه الخبر الحزين وقالت له: الأغبياء، لقد قتلوا العجوز المسكين تروتسكي، لقد قُتل بسببك، لماذا أحضرته"؟!
ولأن فريدا تعرف القاتل وسبق أن رأته في اسبانيا أثناء إحدى زياراتها، فقد استُدعيت للتحقيق معها واحتُجزت من قبل الشرطة، قبل أن يُخلى سبيلها بعد يومين لانتفاء أيّ شبهة لها بالجريمة.
بعض المؤرّخين وصفوا مقتل تروتسكي بأنه الاغتيال الأكثر مشهديةً منذ مقتل الارشيدوق فرانز فرديناند الذي أطلق شرارة الحرب العالمية الأولى عام 1914م.
أما القاتل فكان ستالينيّا متعصّبا من أصول اسبانية يُدعى رامون ميركادير، وكان هذا الشخص قد تمكّن من الحصول على وظيفة في مكتب تروتسكي قبل أيّام من الاغتيال.
وقد اعترف في ما بعد بأنه ارتكب الجريمة بناءً على أوامر شخصية من ستالين. ثم حُكم عليه بالسجن عشرين عاما. وبعد الإفراج عنه عام 1960، سافر إلى موسكو حيث قُلد هناك وسام الشرف ونوديَ به بطلا للاتّحاد السوفياتّي.
عندما توفّيت فريدا كالو عام 1954، كتب دييغو ريفيرا يرثيها قائلا: لقد أدركت أن الجزء الأهمّ والأروع في حياتي كان حبّي لفريدا".
وبعد ثلاث سنوات، توفّي ريفيرا في محترفه في سان آنخيل عن عمر ناهز السبعين بعد إصابته بأزمة قلبية.
وقد ترك وراءه البورتريه الذي رسمته فريدا لنفسها وأهدته إيّاه. وفيه تبدو بملابس أنيقة وبشعر تزيّنه ورود حمراء بينما تمسك بيدها باقة أزهار ورسالة إهداء إلى تروتسكي مكتوبا عليها: مع خالص محبّتي أهدي هذا البورتريه إلى ليون تروتسكي، 7 نوفمبر 1937". وكان ذلك اليوم هو يوم ميلاده.
لكن لأنه لا يبقى الكثير من العاطفة بين المحبّين غير المتكافئين، فقد طلب تروتسكي من فريدا عند انتهاء علاقتهما أن تعيد إليه جميع رسائله الخاصّة التي كتبها لها كي يحرقها.
استقرّ تروتسكي وزوجته أخيرا في المنزل الجديد الذي استأجره لهما بعض كوادر الحزب الشيوعيّ المكسيكيّ وقاموا بتأثيثه ووفرّوا له فيه عددا من الموظفين والسكرتاريا لكي يقوموا على خدمته.
وقد عاش تروتسكي وزوجته في ذلك المنزل بضعة أشهر. وكان يُمضي أيّامه في قراءة الأخبار ومتابعة تطوّرات الأحداث في بلاده ويكتب مقالات في الصحف ينتقد فيها ستالين ونظام حكمه.
لكن في الساعات الأولى من احد أيّام أغسطس من عام 1940، وبينما كان تروتسكي منكبّا على قراءة بعض أوراقه كعادته كلّ صباح، دخل عليه في مكتبه شخص يخفي بين ملابسه فأساً، ثم عاجله بضربة قويّة على مؤخّرة رأسه هشّمت جمجمته وأسقطته عن كرسيّه وتركته يتخبّط في دمائه.
وهرع موظّفو مكتبه على صوت صراخه المكتوم ونقلوه إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه في اليوم التالي عن عمر ناهز الستّين.
ويوم الاغتيال اتصلت فريدا بزوجها دييغو ريفيرا الذي كان في مهمّة عمل في سان فرانسيسكو لتنقل إليه الخبر الحزين وقالت له: الأغبياء، لقد قتلوا العجوز المسكين تروتسكي، لقد قُتل بسببك، لماذا أحضرته"؟!
ولأن فريدا تعرف القاتل وسبق أن رأته في اسبانيا أثناء إحدى زياراتها، فقد استُدعيت للتحقيق معها واحتُجزت من قبل الشرطة، قبل أن يُخلى سبيلها بعد يومين لانتفاء أيّ شبهة لها بالجريمة.
بعض المؤرّخين وصفوا مقتل تروتسكي بأنه الاغتيال الأكثر مشهديةً منذ مقتل الارشيدوق فرانز فرديناند الذي أطلق شرارة الحرب العالمية الأولى عام 1914م.
أما القاتل فكان ستالينيّا متعصّبا من أصول اسبانية يُدعى رامون ميركادير، وكان هذا الشخص قد تمكّن من الحصول على وظيفة في مكتب تروتسكي قبل أيّام من الاغتيال.
وقد اعترف في ما بعد بأنه ارتكب الجريمة بناءً على أوامر شخصية من ستالين. ثم حُكم عليه بالسجن عشرين عاما. وبعد الإفراج عنه عام 1960، سافر إلى موسكو حيث قُلد هناك وسام الشرف ونوديَ به بطلا للاتّحاد السوفياتّي.
عندما توفّيت فريدا كالو عام 1954، كتب دييغو ريفيرا يرثيها قائلا: لقد أدركت أن الجزء الأهمّ والأروع في حياتي كان حبّي لفريدا".
وبعد ثلاث سنوات، توفّي ريفيرا في محترفه في سان آنخيل عن عمر ناهز السبعين بعد إصابته بأزمة قلبية.
Credits
historytoday.com
historytoday.com