المؤلّف الموسيقيّ الايطاليّ لودوفيكو اينودي يبدو منشغلا بتأمّل قطرات الندى على بتلات زهرة أو بمراقبة النجوم وحركة الغيم فوق جبل، أو هذا على الأقلّ ما توحي به أجواء بعض معزوفاته.
اينودي، كما يقول احد النقّاد، يخلق موسيقى تذكّر بلوحات توماس كينكيد: فانتازيا بعيدة ومنفصلة عن الواقع وليس لها علاقة بالطريقة التي نعيش بها حياتنا".
لكن نقّادا آخرين يرون بأن جمال موسيقى اينودي كامن فيها وأيضا في حقيقة أنها منفصلة عن الواقع ولا تعبّر عن مشاكل الحياة.
في احد الفيديوهات على اليوتيوب، وبعدد مشاهدين يزيدون على الثلاثة ملايين، يظهر اينودي وهو يعزف على البيانو وسط ثلوج القارّة القطبية.
الموسيقى التي يؤدّيها عنوانها "مرثيّة للقارّة القطبية"، وقد كلّفته بتصويرها جماعة السلام الأخضر، والغرض من التصوير في ذلك المكان هو جذب الاهتمام العالميّ إلى مشكلة الانبعاث الحراريّ.
يقول اينودي واصفا تلك التجربة: كان الجوّ باردا جدّا، ورغم أنني كنت أرتدي طبقات متعدّدة من الملابس بالإضافة إلى سترة للنجاة، إلا أنني وأثناء التصوير كنت اضطرّ للتوقّف عن العزف كلّ بضع دقائق لأدفيء يديّ".
ويضيف: استمتعت بالعزف هناك، مع أن الطقس المتجمّد لم يكن مثاليّا. كانت مفاتيح البيانو باردة جدّا. لكن من الرائع أن تكون هناك لوحدك بينما الثلوج تتساقط من حولك والأنهار الجليدية تذوب بالقرب منك. كان الأمر أشبه ما يكون بأن تعزف لحنا للسماء".
وعمّا إذا كان يعتبر موسيقاه جسرا لنوع جديد من الموسيقى الكلاسيكية يقول اينودي: فكرة الجسر أو عبور الحدود مثيرة للاهتمام في الفنون. سترافنسكي تجاوز الحدود، كان يتبنّى الموسيقى الفولكلورية الروسية. وموزارت كان يعمل في مسرح ويكتب أغانيه لشركة تشبه السيرك تقريبا. وفي تلك الشركة كتب الناي السحري".
ويضيف: موسيقاي تأتي من خلفيّتي الموسيقية. عندما أؤلّف ابحث عن نفسي، أستفيد من ذكرياتي ومن تجاربي ومن حياتي وعليّ أن أشعر بذلك. لا أفكّر في كسر الحواجز، لكن بطريقة ما وبعد أن أؤلّف قطعة، استطيع أن احلّلها وأتعرّف على الأشياء وأتحدّث عن شيء ما يأتي من داخلي".
عمر اينودي اثنان وستّون عاما، وهو احد أكثر الموسيقيين شعبيةً في العالم اليوم. متابعوه على موقع سبوتيفاي أكثر من متابعي موزارت وبيتهوفن.
وموسيقاه يمكن وصفها بأنها تقليلية، كما أن فيها حداثة وتسامياً. لكنه لا يحبّ تصنيف موسيقاه. "التصنيفات مقيّدة إلى حدّ ما. أنواع الموسيقى، الألوان التي تثيرها تختلف من شخص لآخر. ونفس الشيء ينطبق على بيتهوفن وموزارت. كانا يعبّران عن اتجاهين مختلفين تماما من الموسيقى. وإذا سألتني اليوم ما إذا كانت موسيقاي تقليلية أو كلاسيكية أو معاصرة، فإنني أجيب بنعم أو لا، لكن هذا في النهاية لا يفسّر عملي".
والد اينودي، واسمه جيوليو، كان صاحب دار نشر مشهورة في ايطاليا وكان جزءا لا يتجزّأ من حلقات اليسار الايطالي، وكان على علاقة مع كتّاب مثل ايتالو كالفينو وبريمو ليفي. أما جدّه لويجي اينودي فقد كان رئيسا لإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية.
ألبوم اينودي الموسوم "العناصر" احتلّ قائمة الموسيقى الأكثر مبيعا في عدّة بلدان من العالم. وكان محصّلة ساعات طويلة قضاها الموسيقيّ في مكتبات ايطاليا وقرأ خلالها الفلسفة اليونانية وكاندنسكي. كما قرأ عن لوحات بول كلي وغوستاف كليمت وعن هندسة اقليدس ومسألة الصوت واللون.
و"العناصر" هو محاولة المؤلّف للعثور على خطوط متوازنة بين ما يبدو وكأنه مزيج مشوّش من الصور والأفكار والمشاعر، ثم البحث عن خيط مشترك يربط كلّ الأشياء في هذا العالم بحيث تتشارك وتتناغم وتتفاعل مع بعضها البعض. "كنت أحاول تبيّن حدود جديدة بين ما كنت اعرفه وبين عالم اعرفه ولطالما حاولت استكشافه أكثر، كقصص الخلق ونظريات الهندسة ونموّ العشب البريّ فوق مرج وأشكال الطبيعة المختلفة".
ألبوم "العناصر" يأخذ إلهامه من عناصر الطبيعة، حيث تبدأ كلّ معزوفة من حركة أو موتيف بسيط لتستثير رحلة عبر أفكار ومشاعر متباينة. والمؤلّف يجمع بين كلّ عناصر الطبيعة والعلم والهندسة والموسيقى معا ليخرج بمفهوم واحد.
المعزوفات تثير بعض الحزن أحيانا، لكن فيها مسارات تضجّ بالتفاؤل. وقد اختار اينودي لها عناوين شاعرية وموحية، مثل الليل ، قطرة، أربعة أبعاد، دوّامات هوائية، العناصر ، الجبل .
يقول اينودي مفسّرا سرّ انجذاب الشباب لموسيقاه رغم طابعها الكلاسيكيّ: قد يكون السبب أنني ضمّنت أعمالي نفس مشاعر السرور والفقد والرغبة والإحباط التي يمكن أن تجدها في معظم الأغاني الشعبية. هذه هي الموسيقى التي تتواصل مع مشاعر الناس هذه الأيّام أكثر من الموسيقى الكلاسيكية. ثم لا تنسَ القيمة التأمّلية في موسيقاي والتي يمكن أن يتناغم معها الشباب.
اينودي، كما يقول احد النقّاد، يخلق موسيقى تذكّر بلوحات توماس كينكيد: فانتازيا بعيدة ومنفصلة عن الواقع وليس لها علاقة بالطريقة التي نعيش بها حياتنا".
لكن نقّادا آخرين يرون بأن جمال موسيقى اينودي كامن فيها وأيضا في حقيقة أنها منفصلة عن الواقع ولا تعبّر عن مشاكل الحياة.
في احد الفيديوهات على اليوتيوب، وبعدد مشاهدين يزيدون على الثلاثة ملايين، يظهر اينودي وهو يعزف على البيانو وسط ثلوج القارّة القطبية.
الموسيقى التي يؤدّيها عنوانها "مرثيّة للقارّة القطبية"، وقد كلّفته بتصويرها جماعة السلام الأخضر، والغرض من التصوير في ذلك المكان هو جذب الاهتمام العالميّ إلى مشكلة الانبعاث الحراريّ.
يقول اينودي واصفا تلك التجربة: كان الجوّ باردا جدّا، ورغم أنني كنت أرتدي طبقات متعدّدة من الملابس بالإضافة إلى سترة للنجاة، إلا أنني وأثناء التصوير كنت اضطرّ للتوقّف عن العزف كلّ بضع دقائق لأدفيء يديّ".
ويضيف: استمتعت بالعزف هناك، مع أن الطقس المتجمّد لم يكن مثاليّا. كانت مفاتيح البيانو باردة جدّا. لكن من الرائع أن تكون هناك لوحدك بينما الثلوج تتساقط من حولك والأنهار الجليدية تذوب بالقرب منك. كان الأمر أشبه ما يكون بأن تعزف لحنا للسماء".
وعمّا إذا كان يعتبر موسيقاه جسرا لنوع جديد من الموسيقى الكلاسيكية يقول اينودي: فكرة الجسر أو عبور الحدود مثيرة للاهتمام في الفنون. سترافنسكي تجاوز الحدود، كان يتبنّى الموسيقى الفولكلورية الروسية. وموزارت كان يعمل في مسرح ويكتب أغانيه لشركة تشبه السيرك تقريبا. وفي تلك الشركة كتب الناي السحري".
ويضيف: موسيقاي تأتي من خلفيّتي الموسيقية. عندما أؤلّف ابحث عن نفسي، أستفيد من ذكرياتي ومن تجاربي ومن حياتي وعليّ أن أشعر بذلك. لا أفكّر في كسر الحواجز، لكن بطريقة ما وبعد أن أؤلّف قطعة، استطيع أن احلّلها وأتعرّف على الأشياء وأتحدّث عن شيء ما يأتي من داخلي".
عمر اينودي اثنان وستّون عاما، وهو احد أكثر الموسيقيين شعبيةً في العالم اليوم. متابعوه على موقع سبوتيفاي أكثر من متابعي موزارت وبيتهوفن.
وموسيقاه يمكن وصفها بأنها تقليلية، كما أن فيها حداثة وتسامياً. لكنه لا يحبّ تصنيف موسيقاه. "التصنيفات مقيّدة إلى حدّ ما. أنواع الموسيقى، الألوان التي تثيرها تختلف من شخص لآخر. ونفس الشيء ينطبق على بيتهوفن وموزارت. كانا يعبّران عن اتجاهين مختلفين تماما من الموسيقى. وإذا سألتني اليوم ما إذا كانت موسيقاي تقليلية أو كلاسيكية أو معاصرة، فإنني أجيب بنعم أو لا، لكن هذا في النهاية لا يفسّر عملي".
والد اينودي، واسمه جيوليو، كان صاحب دار نشر مشهورة في ايطاليا وكان جزءا لا يتجزّأ من حلقات اليسار الايطالي، وكان على علاقة مع كتّاب مثل ايتالو كالفينو وبريمو ليفي. أما جدّه لويجي اينودي فقد كان رئيسا لإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية.
ألبوم اينودي الموسوم "العناصر" احتلّ قائمة الموسيقى الأكثر مبيعا في عدّة بلدان من العالم. وكان محصّلة ساعات طويلة قضاها الموسيقيّ في مكتبات ايطاليا وقرأ خلالها الفلسفة اليونانية وكاندنسكي. كما قرأ عن لوحات بول كلي وغوستاف كليمت وعن هندسة اقليدس ومسألة الصوت واللون.
و"العناصر" هو محاولة المؤلّف للعثور على خطوط متوازنة بين ما يبدو وكأنه مزيج مشوّش من الصور والأفكار والمشاعر، ثم البحث عن خيط مشترك يربط كلّ الأشياء في هذا العالم بحيث تتشارك وتتناغم وتتفاعل مع بعضها البعض. "كنت أحاول تبيّن حدود جديدة بين ما كنت اعرفه وبين عالم اعرفه ولطالما حاولت استكشافه أكثر، كقصص الخلق ونظريات الهندسة ونموّ العشب البريّ فوق مرج وأشكال الطبيعة المختلفة".
ألبوم "العناصر" يأخذ إلهامه من عناصر الطبيعة، حيث تبدأ كلّ معزوفة من حركة أو موتيف بسيط لتستثير رحلة عبر أفكار ومشاعر متباينة. والمؤلّف يجمع بين كلّ عناصر الطبيعة والعلم والهندسة والموسيقى معا ليخرج بمفهوم واحد.
المعزوفات تثير بعض الحزن أحيانا، لكن فيها مسارات تضجّ بالتفاؤل. وقد اختار اينودي لها عناوين شاعرية وموحية، مثل الليل ، قطرة، أربعة أبعاد، دوّامات هوائية، العناصر ، الجبل .
يقول اينودي مفسّرا سرّ انجذاب الشباب لموسيقاه رغم طابعها الكلاسيكيّ: قد يكون السبب أنني ضمّنت أعمالي نفس مشاعر السرور والفقد والرغبة والإحباط التي يمكن أن تجدها في معظم الأغاني الشعبية. هذه هي الموسيقى التي تتواصل مع مشاعر الناس هذه الأيّام أكثر من الموسيقى الكلاسيكية. ثم لا تنسَ القيمة التأمّلية في موسيقاي والتي يمكن أن يتناغم معها الشباب.
Credits
ludovicoeinaudi.com
ludovicoeinaudi.com