تخيّل نفسك جالسا في مكتبة تراثية، تمدّ يدك وتأخذ كتابا قديما، تفتح صفحاته فتنعشك رائحته وتستنشقها بعمق.
بعض الكيميائيين يقولون إن تلك الرائحة هي مزيج من النوتات العشبية: فانيليا فوق طبقة من المسك، بالإضافة إلى موادّ عضوية كالحبر والورق والغراء والنسيج.
وما يحدث هو أن كلّ هذه الأشياء تتفاعل مع الضوء والحرارة والرطوبة، ومع مرور السنوات تطلق مركبّات عضوية تلتقطها أنوفنا بينما تترجمها أدمغتنا إلى روائح.
وإحساسنا بالرائحة قريب جدّا من مركز الذاكرة في الدماغ. ومن هنا الارتباط الوثيق بين الذاكرة والروائح. والعلماء يحاولون، ليس فقط معرفة الآثار الكيماوية للكتب، وإنما أيضا كيف تؤثّر الروائح في الأشخاص الذين يشترونها.
ورائحة الورق تختلف من كتاب لآخر تبعا لاختلاف الموادّ الكيماوية المصنوع منها. لكن يُعتقد أن لرائحة الكتب ثلاثة مصادر: الورق والحبر المستخدم في الطباعة والموادّ اللاصقة المستخدمة في تجليد الكتاب كالغراء والجلد وما في حكمهما.
في بعض الأحيان تتأثّر الكتب بالبيئة المحيطة، وهذا هو السبب في أن لبعضها رائحة التبغ أو القهوة وأحيانا رائحة فراء القطط.
وبعض الروائح يمكن أن تضيف لكتاب ما قيمة مالية وأهميّة تاريخية. مارك توين، مثلا، كان يمتلك قاموسا، وما يزال حتى اليوم ينفث رائحة تبغ مميّزة، والسبب هو أن توين كان مشهورا بتدخينه للسيغار والغليون.
ذات مرّة قال فلاديمير نابوكوف: ما من شيء ينعش ذكريات زمن معيّن مثل رائحة مرتبطة به".
وبالنسبة لالبيرتو مانغويل، فإن لرائحة الكتب دورا مهمّا في العلاقة الحميمة بين الإنسان والكتاب. ويقول انه كان على الدوام ينجذب لرائحة البسكويت الطازجة التي تفوح من صفحات الطبعات الشعبية للكتب.
وإشارة مانغويل لرائحة البسكويت ليست بعيدة عن الواقع. فعلميّا يتألّف البسكويت من عنصرين: الفورفورال أي رائحة الخبز، والفانيللين أو الفانيليا. وهذان هما العنصران المسئولان عن رائحة البسكويت. ووصْف مانغويل يشي بعشق صاحبه للكتب، كما يمكن أن يعني أن الكتاب الذي له هذه الرائحة يمكن أن يكون بحالة تآكل واهتراء.
وبعض الخبراء يقولون إن الكتب المصنوعة قبل عام 1850 لها رائحة مختلفة عن الكتب المصنوعة ما بين عامي 1850 و 1990، لأن معظم طباعة أواخر القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين كانت تهتمّ بتقليل إشباع الورق بالماء كي يمكن الكتابة عليه.
ومن المعروف علميّا أن حياة الكتب، وخاصّة المخطوطات، تؤثّر على رائحتها، وهذا يتضمّن عوامل مختلفة من قبيل المدى الذي سافر إليه كتاب ما وظروف تخزينه في أماكن رطبة أو جافّة. وبعض الكتب كانت تُنقل في خزانات خشبية أو على ظهور الخيول أو على متن سفن أو طائرات. وكلّ هذه العوامل لها تأثيرها على رائحة كتاب ما.
ومعظم زوّار المكتبات القديمة يصفون رائحة الكتب فيها بأنها رائحة خشب أو دخان أو تراب أو فانيليا أو شوكولاتا أو قهوة.
وعندما يتآكل كتاب، فإنه قد يطلق رائحة تشبه رائحة المزارع أو الملابس البالية أو الغرف القديمة. والسبب هو وجود مركّب كيماويّ يُدعى الهكسانول.
بعض الكيميائيين يقولون إن تلك الرائحة هي مزيج من النوتات العشبية: فانيليا فوق طبقة من المسك، بالإضافة إلى موادّ عضوية كالحبر والورق والغراء والنسيج.
وما يحدث هو أن كلّ هذه الأشياء تتفاعل مع الضوء والحرارة والرطوبة، ومع مرور السنوات تطلق مركبّات عضوية تلتقطها أنوفنا بينما تترجمها أدمغتنا إلى روائح.
وإحساسنا بالرائحة قريب جدّا من مركز الذاكرة في الدماغ. ومن هنا الارتباط الوثيق بين الذاكرة والروائح. والعلماء يحاولون، ليس فقط معرفة الآثار الكيماوية للكتب، وإنما أيضا كيف تؤثّر الروائح في الأشخاص الذين يشترونها.
ورائحة الورق تختلف من كتاب لآخر تبعا لاختلاف الموادّ الكيماوية المصنوع منها. لكن يُعتقد أن لرائحة الكتب ثلاثة مصادر: الورق والحبر المستخدم في الطباعة والموادّ اللاصقة المستخدمة في تجليد الكتاب كالغراء والجلد وما في حكمهما.
في بعض الأحيان تتأثّر الكتب بالبيئة المحيطة، وهذا هو السبب في أن لبعضها رائحة التبغ أو القهوة وأحيانا رائحة فراء القطط.
وبعض الروائح يمكن أن تضيف لكتاب ما قيمة مالية وأهميّة تاريخية. مارك توين، مثلا، كان يمتلك قاموسا، وما يزال حتى اليوم ينفث رائحة تبغ مميّزة، والسبب هو أن توين كان مشهورا بتدخينه للسيغار والغليون.
ذات مرّة قال فلاديمير نابوكوف: ما من شيء ينعش ذكريات زمن معيّن مثل رائحة مرتبطة به".
وبالنسبة لالبيرتو مانغويل، فإن لرائحة الكتب دورا مهمّا في العلاقة الحميمة بين الإنسان والكتاب. ويقول انه كان على الدوام ينجذب لرائحة البسكويت الطازجة التي تفوح من صفحات الطبعات الشعبية للكتب.
وإشارة مانغويل لرائحة البسكويت ليست بعيدة عن الواقع. فعلميّا يتألّف البسكويت من عنصرين: الفورفورال أي رائحة الخبز، والفانيللين أو الفانيليا. وهذان هما العنصران المسئولان عن رائحة البسكويت. ووصْف مانغويل يشي بعشق صاحبه للكتب، كما يمكن أن يعني أن الكتاب الذي له هذه الرائحة يمكن أن يكون بحالة تآكل واهتراء.
وبعض الخبراء يقولون إن الكتب المصنوعة قبل عام 1850 لها رائحة مختلفة عن الكتب المصنوعة ما بين عامي 1850 و 1990، لأن معظم طباعة أواخر القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين كانت تهتمّ بتقليل إشباع الورق بالماء كي يمكن الكتابة عليه.
ومن المعروف علميّا أن حياة الكتب، وخاصّة المخطوطات، تؤثّر على رائحتها، وهذا يتضمّن عوامل مختلفة من قبيل المدى الذي سافر إليه كتاب ما وظروف تخزينه في أماكن رطبة أو جافّة. وبعض الكتب كانت تُنقل في خزانات خشبية أو على ظهور الخيول أو على متن سفن أو طائرات. وكلّ هذه العوامل لها تأثيرها على رائحة كتاب ما.
ومعظم زوّار المكتبات القديمة يصفون رائحة الكتب فيها بأنها رائحة خشب أو دخان أو تراب أو فانيليا أو شوكولاتا أو قهوة.
وعندما يتآكل كتاب، فإنه قد يطلق رائحة تشبه رائحة المزارع أو الملابس البالية أو الغرف القديمة. والسبب هو وجود مركّب كيماويّ يُدعى الهكسانول.
يقال أحيانا انه لا يمكن الحكم على كتاب من غلافه. لكن الباحثين يعتقدون أننا يمكن أن نتعلّم الكثير من رائحة كتاب. وقد أصبح بالإمكان اليوم تحديد حالة وعمر أيّ كتاب باستخدام معدّات شمّ خاصّة تحلّل مزيج الموادّ المصنوع منها.
ومثل هذه الطريقة يمكن أن تساعد المكتبات والمتاحف على تقييم ومراقبة سلامة مجموعاتهم من الكتب والاهتمام بخزنها والعناية بها.
الكتب القديمة تحتوي عادةً على قدر اكبر من مركّب نسيج الخشب، وهذا هو السبب في أنها تميل إلى الاصفرار مع مرور السنوات بسبب التفاعلات الكيماوية التي تؤدّي إلى تدهور حالة الورق.
ولتلافي هذه المشكلة أصبحت دور الطباعة اليوم تعمد إلى تقليل استخدام هذا المركّب للمحافظة على سلامة الورق لأطول فترة ممكنة.
لكن أكثر ما يميّز الكتب القديمة هي رائحة الفانيليا التي تُستخدم بكثرة في صناعة الكعك والشوكولاتا والايسكريم. لذا يمكن القول إن رائحة الكتب القديمة تذكّرنا بالطعام.
وبالنسبة للكتب التي تُطبع هذه الأيام، فإن الروائح الغالبة فيها مصدرها الموادّ الكيماوية مثل الايثيلين وبيروكسايد الهيدروجين. لذا ليس من المؤكّد ما إذا كانت هذه الكتب سيكون لها رائحة بعد خمسين أو مائة عام من الآن.
وممّا لا شكّ فيه أن الشغف بالقراءة هو ما يقود الإنسان إلى الإمساك برائحة الكتب والمكتبات. ذات مرّة، كان احد الكتّاب يتجوّل داخل مكتبة قديمة. وقد كتب عن تلك التجربة يقول: شعرت بحنين لم اشعر به منذ فترة طويلة. رائحة الورق والحبر يمكن أن تثير ذكريات عن يوم صيفيّ على الشاطئ، أو عن ظهيرة خريفية في مقهى، أو عن جلسة على كرسيّ وثير بجانب المدفأة بينما ينهمر المطر على زجاج النافذة".
ووسط هذا التأمّل الصامت، اخذ يفكّر في مزايا أجهزة القراءة الاليكترونية مثل كيندل وايباد وغيرهما. وتذكّر وظيفة البحث السهل وسهولة النقل من مكان لآخر والقدرة على مشاركة أصدقائه في الفقرات المفضّلة من كتاب.
ثم غادر المكتبة دون أن يشتري شيئا، على الرغم من اعترافه بأن مزايا القراءة الاليكترونية لا يمكن أن تعوّض متعة تصفّح كتاب ورقيّ.
وقال كاتب آخر واصفا الكتب الاليكترونية: هذه ليست كتبا لأنها لا تصدر رائحة. والكتاب ينبغي أن تكون له رائحة".
وربّما لهذا السبب ابتكر بعض المصمّمين مجموعة من العطور والكولونيا والشموع المعطّرة التي تساعد على استثارة رائحة الورق القديم لدى القارئ. فإذا كنت مثلا تفضّل قراءة الكتب الاليكترونية، لكنّك ما تزال تريد رائحة تذكّرك بالورق، فيمكنك استخدام بعض هذه العطور التي تحاكي روائح الكتب القديمة.
وأشهرها عطر اسمه كتّاب ميّتون (Dead Writers)، وهو مزيج من نكهات الشاي والمسك والفانيليا والتبغ. وتقول عنه الشركة المصنّعة انه يثير شعورا بالجلوس في مكتبة قديمة وتقليب صفحات صفراء من كتاب لهمنغواي أو شكسبير أو فيتزجيرالد.
وهناك أيضا عطر اسمه في المكتبة (In The Library)، وثالث اسمه الشغف بالورق (Paper Passion)، ورابع باسم طبعة شعبيّة (Paperback). والأخير يوصف بأن له رائحة ورق قديم مع نفحات بنفسج ومسك وأوراق ورد مجفّفة.
وكلّ هذه العطورات تتضمّن معنى اكتشاف مغامرة التنوير والمعرفة والتوق إلى التراث القديم من خلال القراءة.
ومثل هذه الطريقة يمكن أن تساعد المكتبات والمتاحف على تقييم ومراقبة سلامة مجموعاتهم من الكتب والاهتمام بخزنها والعناية بها.
الكتب القديمة تحتوي عادةً على قدر اكبر من مركّب نسيج الخشب، وهذا هو السبب في أنها تميل إلى الاصفرار مع مرور السنوات بسبب التفاعلات الكيماوية التي تؤدّي إلى تدهور حالة الورق.
ولتلافي هذه المشكلة أصبحت دور الطباعة اليوم تعمد إلى تقليل استخدام هذا المركّب للمحافظة على سلامة الورق لأطول فترة ممكنة.
لكن أكثر ما يميّز الكتب القديمة هي رائحة الفانيليا التي تُستخدم بكثرة في صناعة الكعك والشوكولاتا والايسكريم. لذا يمكن القول إن رائحة الكتب القديمة تذكّرنا بالطعام.
وبالنسبة للكتب التي تُطبع هذه الأيام، فإن الروائح الغالبة فيها مصدرها الموادّ الكيماوية مثل الايثيلين وبيروكسايد الهيدروجين. لذا ليس من المؤكّد ما إذا كانت هذه الكتب سيكون لها رائحة بعد خمسين أو مائة عام من الآن.
وممّا لا شكّ فيه أن الشغف بالقراءة هو ما يقود الإنسان إلى الإمساك برائحة الكتب والمكتبات. ذات مرّة، كان احد الكتّاب يتجوّل داخل مكتبة قديمة. وقد كتب عن تلك التجربة يقول: شعرت بحنين لم اشعر به منذ فترة طويلة. رائحة الورق والحبر يمكن أن تثير ذكريات عن يوم صيفيّ على الشاطئ، أو عن ظهيرة خريفية في مقهى، أو عن جلسة على كرسيّ وثير بجانب المدفأة بينما ينهمر المطر على زجاج النافذة".
ووسط هذا التأمّل الصامت، اخذ يفكّر في مزايا أجهزة القراءة الاليكترونية مثل كيندل وايباد وغيرهما. وتذكّر وظيفة البحث السهل وسهولة النقل من مكان لآخر والقدرة على مشاركة أصدقائه في الفقرات المفضّلة من كتاب.
ثم غادر المكتبة دون أن يشتري شيئا، على الرغم من اعترافه بأن مزايا القراءة الاليكترونية لا يمكن أن تعوّض متعة تصفّح كتاب ورقيّ.
وقال كاتب آخر واصفا الكتب الاليكترونية: هذه ليست كتبا لأنها لا تصدر رائحة. والكتاب ينبغي أن تكون له رائحة".
وربّما لهذا السبب ابتكر بعض المصمّمين مجموعة من العطور والكولونيا والشموع المعطّرة التي تساعد على استثارة رائحة الورق القديم لدى القارئ. فإذا كنت مثلا تفضّل قراءة الكتب الاليكترونية، لكنّك ما تزال تريد رائحة تذكّرك بالورق، فيمكنك استخدام بعض هذه العطور التي تحاكي روائح الكتب القديمة.
وأشهرها عطر اسمه كتّاب ميّتون (Dead Writers)، وهو مزيج من نكهات الشاي والمسك والفانيليا والتبغ. وتقول عنه الشركة المصنّعة انه يثير شعورا بالجلوس في مكتبة قديمة وتقليب صفحات صفراء من كتاب لهمنغواي أو شكسبير أو فيتزجيرالد.
وهناك أيضا عطر اسمه في المكتبة (In The Library)، وثالث اسمه الشغف بالورق (Paper Passion)، ورابع باسم طبعة شعبيّة (Paperback). والأخير يوصف بأن له رائحة ورق قديم مع نفحات بنفسج ومسك وأوراق ورد مجفّفة.
وكلّ هذه العطورات تتضمّن معنى اكتشاف مغامرة التنوير والمعرفة والتوق إلى التراث القديم من خلال القراءة.
Credits
smithsonianmag.com
smithsonianmag.com