كثيرة هي القصص التي تتحدّث عن أشخاص عاشوا حياة طويلة وامتدّ بهم العمر أحيانا إلى ما يزيد عن المائة عام.
وفي العالم اليوم، هناك بالفعل مجموعات من البشر يعيش أفرادها أكثر من مائة سنة، وما يزال بعضهم على قيد الحياة ويتمتّعون بكامل قواهم الجسدية والعقلية.
ترى ما هو سرّ أو أسرار الحياة الطويلة والسعيدة؟
في الواقع هناك العديد من القصص عن أشخاص معمرّين. لكن تجاربهم وأساليب عيشهم مختلفة ومتباينة. ولا يمكنك الخروج منها باستنتاجات واضحة أو قاطعة عن سرّ العمر الطويل.
في ايطاليا، مثلا، عاشت امرأة مائة وخمسة عشر عاما. وقالت إن السبب في أنها عمّرت طويلا هو أنها ظلّت عزباء طوال حياتها لأنها "لم تكن ترغب في أن يسيطر عليها احد". وعلى امتداد حياتها الطويلة لم تعانِ من أيّة أمراض، باستثناء فقر الدم الذي عالجته بتناول البيض الطازج يوميّا.
وهناك "مئويّون" آخرون يقولون إن سرّ العمر المديد ربّما يكمن في تناول الحبوب والمكسّرات يوميّا.
وفي الولايات المتحدة، عاشت امرأة في مزرعة أهلها إلى أن جاوز عمرها المائة وعشر سنوات وظلّت محتفظة بلياقتها العالية وكانت لا تأكل إلا ما يُنبتونه في مزرعتهم من فواكه وخضار.
وهناك تحقيقات صحفية عديدة نُشرت على مدى سنوات عن شعب يقال له "الهونزا" يعيش أفراده على سفوح جبال الهمالايا عند تقاطع الحدود بين كشمير والصين والهند وأفغانستان وباكستان.
وهؤلاء لا يصابون بالسرطان ولا بغيره من الأمراض المستعصية ويعمّر الواحد منهم مائة عام أو أكثر.
وما يثير الانتباه في قصّة الهونزا هو أن نسبة التعليم بينهم تتجاوز التسعين بالمائة وكلّ فرد منهم تحصّل على التعليم الثانويّ على الأقلّ.
وعدد أفراد هذه القبيلة يربو على الثلاثين ألفا. والوادي الذي يعيشون فيه يرتفع ثلاثة آلاف متر عن سطح الأرض. كما انه مقطوع تقريبا عن العالم الخارجيّ. ووادي الهونزا موطن لأربعة أعراق وديانتين. لكن غالبيّتهم مسلمون على المذهب الاسماعيليّ.
وهم يعيشون حياة بسيطة جدّا ويُعتبَرون شعبا ودودا ومحبّا للآخرين. ولغتهم هي مزيج من المقدونية القديمة والفارسية.
وتاريخيّا يسود اعتقاد بأن الهونزا تزاوجوا مع جنود من جيش الاسكندر المقدونيّ ممّن قدموا إلى المنطقة من بلاد فارس واستقرّوا فيها حوالي القرن الرابع قبل الميلاد.
وكان للهونزا في الماضي مملكة مستقلّة وملك كان يُلقّب بـ "المير". وعلى مرّ قرون عديدة، شهدت منطقتهم هجرات كثيرة واستوطنتها قبائل وأعراق متعدّدة بسبب جمال طبيعتها وكثرة محاصيلها واعتدال هوائها.
ورغم أن الهونزا ليسوا نتاج أسطورة ولا يقطنون أرضا يوتيوبية، إلا أن الفرد منهم يمكن أن يعيش حتى سنّ العشرين بعد المائة أو أكثر من ذلك. والذين يبلغون منهم سنّ السبعين يبدون كما لو أنهم في الخامسة والأربعين. أما النساء فيمكن، كما قيل، أن يحملن ويلدن حتى بعد بلوغهنّ سنّ الستّين.
والهونزا يكتفون بوجبتي غذاء في اليوم، الأولى في منتصف النهار رغم أنهم يستيقظون عند الخامسة فجرا. وهذا أمر غريب بالنظر إلى أن معظم الأطبّاء يؤكّدون على أهميّة وجبة الفطور. أما الوجبة الثانية فيتناولونها في بدايات المساء.
وغذاؤهم طبيعيّ، أي ممّا يزرعونه في حقولهم من خضار وفاكهة. وهم لا يستخدمون أسمدة أو مخصّبات كيماوية لأن قوانينهم تحظر رشّ النباتات بالمبيدات.
وفي العالم اليوم، هناك بالفعل مجموعات من البشر يعيش أفرادها أكثر من مائة سنة، وما يزال بعضهم على قيد الحياة ويتمتّعون بكامل قواهم الجسدية والعقلية.
ترى ما هو سرّ أو أسرار الحياة الطويلة والسعيدة؟
في الواقع هناك العديد من القصص عن أشخاص معمرّين. لكن تجاربهم وأساليب عيشهم مختلفة ومتباينة. ولا يمكنك الخروج منها باستنتاجات واضحة أو قاطعة عن سرّ العمر الطويل.
في ايطاليا، مثلا، عاشت امرأة مائة وخمسة عشر عاما. وقالت إن السبب في أنها عمّرت طويلا هو أنها ظلّت عزباء طوال حياتها لأنها "لم تكن ترغب في أن يسيطر عليها احد". وعلى امتداد حياتها الطويلة لم تعانِ من أيّة أمراض، باستثناء فقر الدم الذي عالجته بتناول البيض الطازج يوميّا.
وهناك "مئويّون" آخرون يقولون إن سرّ العمر المديد ربّما يكمن في تناول الحبوب والمكسّرات يوميّا.
وفي الولايات المتحدة، عاشت امرأة في مزرعة أهلها إلى أن جاوز عمرها المائة وعشر سنوات وظلّت محتفظة بلياقتها العالية وكانت لا تأكل إلا ما يُنبتونه في مزرعتهم من فواكه وخضار.
وهناك تحقيقات صحفية عديدة نُشرت على مدى سنوات عن شعب يقال له "الهونزا" يعيش أفراده على سفوح جبال الهمالايا عند تقاطع الحدود بين كشمير والصين والهند وأفغانستان وباكستان.
وهؤلاء لا يصابون بالسرطان ولا بغيره من الأمراض المستعصية ويعمّر الواحد منهم مائة عام أو أكثر.
وما يثير الانتباه في قصّة الهونزا هو أن نسبة التعليم بينهم تتجاوز التسعين بالمائة وكلّ فرد منهم تحصّل على التعليم الثانويّ على الأقلّ.
وعدد أفراد هذه القبيلة يربو على الثلاثين ألفا. والوادي الذي يعيشون فيه يرتفع ثلاثة آلاف متر عن سطح الأرض. كما انه مقطوع تقريبا عن العالم الخارجيّ. ووادي الهونزا موطن لأربعة أعراق وديانتين. لكن غالبيّتهم مسلمون على المذهب الاسماعيليّ.
وهم يعيشون حياة بسيطة جدّا ويُعتبَرون شعبا ودودا ومحبّا للآخرين. ولغتهم هي مزيج من المقدونية القديمة والفارسية.
وتاريخيّا يسود اعتقاد بأن الهونزا تزاوجوا مع جنود من جيش الاسكندر المقدونيّ ممّن قدموا إلى المنطقة من بلاد فارس واستقرّوا فيها حوالي القرن الرابع قبل الميلاد.
وكان للهونزا في الماضي مملكة مستقلّة وملك كان يُلقّب بـ "المير". وعلى مرّ قرون عديدة، شهدت منطقتهم هجرات كثيرة واستوطنتها قبائل وأعراق متعدّدة بسبب جمال طبيعتها وكثرة محاصيلها واعتدال هوائها.
ورغم أن الهونزا ليسوا نتاج أسطورة ولا يقطنون أرضا يوتيوبية، إلا أن الفرد منهم يمكن أن يعيش حتى سنّ العشرين بعد المائة أو أكثر من ذلك. والذين يبلغون منهم سنّ السبعين يبدون كما لو أنهم في الخامسة والأربعين. أما النساء فيمكن، كما قيل، أن يحملن ويلدن حتى بعد بلوغهنّ سنّ الستّين.
والهونزا يكتفون بوجبتي غذاء في اليوم، الأولى في منتصف النهار رغم أنهم يستيقظون عند الخامسة فجرا. وهذا أمر غريب بالنظر إلى أن معظم الأطبّاء يؤكّدون على أهميّة وجبة الفطور. أما الوجبة الثانية فيتناولونها في بدايات المساء.
وغذاؤهم طبيعيّ، أي ممّا يزرعونه في حقولهم من خضار وفاكهة. وهم لا يستخدمون أسمدة أو مخصّبات كيماوية لأن قوانينهم تحظر رشّ النباتات بالمبيدات.
يقول رينيه تيلر مؤلّف كتاب اسمه "أسرار الصحّة عند الهونزا" إن حكومة باكستان أمرتهم برشّ مزارعهم بالكيماويات لاتقاء خطر الجراد. وقد رفضوا ذلك واكتفوا برشّها بالماء الممزوج بالرّماد لأنه يحمي الأشجار ولا يسمّم النباتات أو البيئة.
وطعام الهونزا متقشّف للغاية ويتألّف غالبا من الحبوب والخضار والفاكهة، كالبطاطس والفاصوليا والجزر والسبانخ والعدس والتفّاح والمشمش والخوخ والكرز واللوز والكستناء.
وهم لا يأكلون اللحم إلا في المناسبات الاجتماعية كالزواج والختان ونحوهما. والدجاج هو المصدر الطبيعيّ لحاجتهم من البروتينات.
أما مياه الشرب فيحصلون عليها من الأنهار الجليدية في أعالي الجبال، حيث الماء طبيعيّ وعذب ومنشّط. ومن عادتهم أن يُحدثوا حُفَرا وسط أنهار الجليد المتجمّدة ويعوموا تحت الثلج لما في ذلك من فوائد على الصحّة والمزاج.
وكان عالم أمريكيّ قد ذهب إلى مناطقهم وقضى معهم سنوات في محاولة للتعرّف على سرّ شبابهم الدائم وفي أنهم يعمّرون طويلا. وقام بتحليل المياه في الجبال ووجد أنها تحتوي على كميّات كبيرة من الهيدروجين وعناصر أخرى. ويقال إن سمات هذا الماء لا تتوافر إلا في أماكن قليلة من العالم، مثل ينابيع جبال القوقاز وبعض مناطق الصين والانديز.
وبحسب أطبّاء أجانب زاروا أرض الهونزا في فترات مختلفة، فإنه لم تُسجّل بين الأهالي حالات لمشاكل القلب أو الضغط أو السكّر أو الكولسترول.
وقيل إن احد الأسباب يمكن أن يُعزى إلى كثرة تناول ثمار المشمش، المجفّف خاصّة، المزروع هناك بكثرة. والهونزا لا يأكلون الأغذية المعلّبة ويكتفون بالفواكه الطبيعية. وهم يعملون في الحقول من شروق الشمس حتى غروبها.
ممّا سبق، يمكن أن نستنتج أن التعليم عامل مهمّ وسبب من أسباب الحياة الطويلة. فالإنسان بحاجة إلى تعليم جيّد يحفّزه على القراءة والتفكير. ومن المثير للانتباه أن الهونزا كلّهم متعلّمون، والحياة الصحّية تحتاج لعقل سليم وقابل للتطوّر. كما أن التعليم الذاتيّ والتأمّل يمكن أن يساعد الإنسان على تفهّم رغباته واحتياجاته.
كما يبدو أن لا صحّة لما يقال أحيانا عن أن كون الإنسان أعزب أو متزوّجا له دور في طول الحياة أو قصرها. فالمهمّ في نهاية الأمر هو العلاقات الصحّية وأسلوب العيش السليم.
وبعض الأطبّاء يؤكّدون على أهمّية أن يعبّر الإنسان عن مشاعره بلا قيود وألا يكبتها ويرون أن ذلك شرط أساسيّ لحياة سعيدة وخالية من الهموم. وفي كلّ الأحوال، على الإنسان أن يدرك أن ما يهمّ حقّا هو حياته وحياة الأشخاص القريبين منه والذين يحبّهم.
ومن محفّزات الحياة المديدة أن يتجنّب الإنسان كلّ ما يؤدّي إلى التوتّر والإجهاد الذهنيّ وأن يظلّ على تماسّ مع الطبيعة وأن يختار مكانا هادئا للعيش.
ودائما يجب أن تحرص على أن تتناول طعاما طبيعيّا، وإذا لم تجده فازرعه. وشعب الهونزا يزرعون طعامهم بأنفسهم ولا يعرفون البيتزا والوجبات الجاهزة والسريعة، لذا يندر أن يصابوا بالسرطان أو بأمراض القلب القاتلة.
كما أنهم يحرصون على أن يستمتعوا بمنظر شروق الشمس وغروبها كلّ يوم. وعندما يموتون فإنهم يموتون كبارا وسعداء ويرون من الحياة أكثر ممّا يرى الآخرون.
أيضا لوحظ أنهم يقضون ساعات طويلة في العمل بمزارعهم. صحيح انه عمل جادّ ومتعب أحيانا، لكنه يحافظ على قوةّ ومرونة العضلات ويمدّ الإنسان بالطاقة والحيوية اللازمة.
النشاط الجسديّ وتمارين المشي المنتظمة مهمّة جدّا للجسد والذهن معا. ومن الخطأ إهمال الرياضة أو التغافل عن أهميّتها، أخذا بقاعدة "العقل السليم في الجسم السليم".
وفي الختام أتمنّى للجميع الصحّة والعافية والعمر المديد.
وطعام الهونزا متقشّف للغاية ويتألّف غالبا من الحبوب والخضار والفاكهة، كالبطاطس والفاصوليا والجزر والسبانخ والعدس والتفّاح والمشمش والخوخ والكرز واللوز والكستناء.
وهم لا يأكلون اللحم إلا في المناسبات الاجتماعية كالزواج والختان ونحوهما. والدجاج هو المصدر الطبيعيّ لحاجتهم من البروتينات.
أما مياه الشرب فيحصلون عليها من الأنهار الجليدية في أعالي الجبال، حيث الماء طبيعيّ وعذب ومنشّط. ومن عادتهم أن يُحدثوا حُفَرا وسط أنهار الجليد المتجمّدة ويعوموا تحت الثلج لما في ذلك من فوائد على الصحّة والمزاج.
وكان عالم أمريكيّ قد ذهب إلى مناطقهم وقضى معهم سنوات في محاولة للتعرّف على سرّ شبابهم الدائم وفي أنهم يعمّرون طويلا. وقام بتحليل المياه في الجبال ووجد أنها تحتوي على كميّات كبيرة من الهيدروجين وعناصر أخرى. ويقال إن سمات هذا الماء لا تتوافر إلا في أماكن قليلة من العالم، مثل ينابيع جبال القوقاز وبعض مناطق الصين والانديز.
وبحسب أطبّاء أجانب زاروا أرض الهونزا في فترات مختلفة، فإنه لم تُسجّل بين الأهالي حالات لمشاكل القلب أو الضغط أو السكّر أو الكولسترول.
وقيل إن احد الأسباب يمكن أن يُعزى إلى كثرة تناول ثمار المشمش، المجفّف خاصّة، المزروع هناك بكثرة. والهونزا لا يأكلون الأغذية المعلّبة ويكتفون بالفواكه الطبيعية. وهم يعملون في الحقول من شروق الشمس حتى غروبها.
ممّا سبق، يمكن أن نستنتج أن التعليم عامل مهمّ وسبب من أسباب الحياة الطويلة. فالإنسان بحاجة إلى تعليم جيّد يحفّزه على القراءة والتفكير. ومن المثير للانتباه أن الهونزا كلّهم متعلّمون، والحياة الصحّية تحتاج لعقل سليم وقابل للتطوّر. كما أن التعليم الذاتيّ والتأمّل يمكن أن يساعد الإنسان على تفهّم رغباته واحتياجاته.
كما يبدو أن لا صحّة لما يقال أحيانا عن أن كون الإنسان أعزب أو متزوّجا له دور في طول الحياة أو قصرها. فالمهمّ في نهاية الأمر هو العلاقات الصحّية وأسلوب العيش السليم.
وبعض الأطبّاء يؤكّدون على أهمّية أن يعبّر الإنسان عن مشاعره بلا قيود وألا يكبتها ويرون أن ذلك شرط أساسيّ لحياة سعيدة وخالية من الهموم. وفي كلّ الأحوال، على الإنسان أن يدرك أن ما يهمّ حقّا هو حياته وحياة الأشخاص القريبين منه والذين يحبّهم.
ومن محفّزات الحياة المديدة أن يتجنّب الإنسان كلّ ما يؤدّي إلى التوتّر والإجهاد الذهنيّ وأن يظلّ على تماسّ مع الطبيعة وأن يختار مكانا هادئا للعيش.
ودائما يجب أن تحرص على أن تتناول طعاما طبيعيّا، وإذا لم تجده فازرعه. وشعب الهونزا يزرعون طعامهم بأنفسهم ولا يعرفون البيتزا والوجبات الجاهزة والسريعة، لذا يندر أن يصابوا بالسرطان أو بأمراض القلب القاتلة.
كما أنهم يحرصون على أن يستمتعوا بمنظر شروق الشمس وغروبها كلّ يوم. وعندما يموتون فإنهم يموتون كبارا وسعداء ويرون من الحياة أكثر ممّا يرى الآخرون.
أيضا لوحظ أنهم يقضون ساعات طويلة في العمل بمزارعهم. صحيح انه عمل جادّ ومتعب أحيانا، لكنه يحافظ على قوةّ ومرونة العضلات ويمدّ الإنسان بالطاقة والحيوية اللازمة.
النشاط الجسديّ وتمارين المشي المنتظمة مهمّة جدّا للجسد والذهن معا. ومن الخطأ إهمال الرياضة أو التغافل عن أهميّتها، أخذا بقاعدة "العقل السليم في الجسم السليم".
وفي الختام أتمنّى للجميع الصحّة والعافية والعمر المديد.
Credits
independent.co.uk
independent.co.uk