قال كاتب ذات مرّة إن الأفكار الجيّدة هي أكثر من الكلمات وأكثر من اللغة. ولكي تقول فكرة رائعة، ينبغي أن تكون قد فهمت أشياء كثيرة عن الحياة وأصبح لك موقف تجاهها ووجدت طريقة للتعبير عن تلك الأشياء بشكل يحوّل تجاربك إلى فنّ.
والعثور على فكرة جيّدة يشبه البحث عن معدن نفيس في منجم. في البداية، لا بدّ من استخراج أطنان من الأتربة والحجارة من باطن الأرض، ثم تنقيتها وغربلتها للعثور على حجر مختلف يُقطع بعد ذلك ويصاغ على هيئة جوهرة ثمينة بأيدي خبراء مهرة.
ومن عادة الناس اليوم أن يتداولوا الأفكار والأقوال المأثورة التي تصف الحالة الإنسانية بعبارات موجزة، لكنها بليغة ومليئة بالمعاني العميقة.
ومن العبارات التي تتكرّر دائما والتي لا بدّ وأن تكون قد قرأتها إمّا في مواقع الأدب أو في وسائل التواصل الاجتماعيّ عبارة تقول: إنني نادم، ليس على الأشياء التي فعلتها، وإنّما على الأشياء التي لم افعلها".
هذه العبارة يبدو أنها تعبّر عن رأي الكثيرين ممّن يرون أنها يمكن أن تنطبق على أحوالهم وظروف حياتهم. لكن غالبا فإن مثل هذه المأثورات الشائعة كثيرا ما تُنسب إلى أكثر من شخص، وأحيانا إلى أشخاص مجهولين.
والعبارة أعلاه ليس واضحا من أين أتت ولا من قالها. قد تكون وردت في قصّة أو في كتاب أو على لسان شخصية في فيلم سينمائي مثلا.
لكنها أحيانا تُنسب إلى الكاتب الأمريكيّ مارك توين. غير انه حتى في المواقع التي تتحدّث عن أشهر أقواله لن تجد لهذه العبارة أثرا. لكن يُفترض أن توين قال بالنصّ: بعد عشرين عاما من الآن، ستندم على الأشياء التي لم تفعلها أكثر من الأشياء التي فعلتها. لذا أبحر بعيدا عن الموانئ الآمنة ومارس الاستكشاف والحلم".
وأحيانا تُنسب نفس العبارة إلى شخص يُدعى روي كوكران، أو إلى هوميروس، أو إلى كاتب يُدعى انون، وفي بعض الأحيان إلى اينشتاين.
وثمّة من يقول أنها لكاتب اسمه لوسيل بول، لكنه قالها بطريقة مختلفة: أفضّل أن اندم على الأشياء التي فعلتها أكثر من الأشياء التي لم افعلها".
وقيل إن أصل العبارة منسوب إلى امرأة عاشت طويلا وكانت تتذكّر حياتها الماضية وتعبّر عن ندمها لأنها كانت ترغب في فعل أشياء كثيرة كي تسعد نفسها، لكنها لم تفعل لأنها لم تكن تريد إغضاب والديها.
وهناك قصّة قصيرة عن حوار بين طفل ووالده. الطفل يسأل الأب عن معنى الندم فيجيبه عن سؤاله ثم يقول في سياق كلامه: من الأفضل أن تندم على شيء فعلته أكثر من أن تندم على شيء لم تفعله".
لكن بصرف النظر عمّن قال تلك العبارة، فإنها أصبحت مشهورة ومتداولة على نطاق واسع رغم اختلاف الناس حول مدى مصداقيّتها أو انطباقها على ظروفهم.
والحقيقة أننا جميعا نندم على أشياء كثيرة فعلناها وعلى أشياء كثيرة لم نفعلها. لكنّنا نندم أكثر على ما لم نفعله، بدليل انه لو واتتنا الفرصة لفعله الآن لفعلناه.
والأشياء التي فعلناها وندمنا عليها يمكن أن يتجاوزها الزمن ويُنسى تأثيرها مع مرور الوقت. لكن في كثير من الأحيان يكون ندمنا على الأشياء التي لم نفعلها اكبر، وهو ندم لا يمكن أحيانا إصلاحه أو تجاوز آثاره.
وهناك عبارة أخرى مشهورة ومتداولة كثيرا وتُنسب غالبا إلى اينشتاين تقول: لا اعرف بأيّ أنواع الأسلحة ستُخاض الحرب العالمية الثالثة، لكن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالعصيّ والحجارة".
وهذا الاقتباس يشبه هذا القول المنسوب إلى اللورد مونتباتن: إذا خيضت الحرب العالمية الثالثة بالأسلحة النووية، فإن الحرب الرابعة ستُخاض بالسهام والرماح".
ونفس هذا القول يُنسب أيضا إلى اومار برادلي، وأحيانا إلى صحفيّ يُدعى والتر وينتشيل، والإشارة إلى هذا الأخير تعود إلى عام 1947، بينما نُقلت العبارة عن اينشتاين بعد ذلك بثلاث سنوات. وعلى الأرجح كان الأخير يردّد بشكل مختلف ما سمعه أو قرأه في مكان آخر، أي أن وينتشيل هو على الأرجح من قال هذه العبارة.
وبالمناسبة، يقال أن اينشتاين كان مرعوبا من نتائج الحرب العالمية الأولى. وقد قضى وقتا طويلا يتأمّلها ويفكّر فيها بعمق. ثم ذهب إلى مؤتمر في جينيف. وكان يظنّ أن المجتمعين هناك سيناقشون وسائل نزع السلاح والتخلّص من كلّ أدوات الحرب.
لكنه فوجئ بأن ممثّلي الدول المشاركة يناقشون أيّ الأسلحة يجب أن تُستخدم وأيّها ينبغي أن تُحظر. وقد صرّح للصحفيين بعد المؤتمر انه كان مذهولا ممّا سمعه، وقال إن الحرب لا يمكن أنسنتها، كما أنها لا تصبح اقلّ احتمالا بوضع قواعد للصراع. والشيء الوحيد المقبول والمجدي هو منع الحروب نهائيا.
لكن أيّا يكن قائل تلك العبارة، فإنها لا تخلو من بلاغة في التصوير. ويُرجّح أنها قيلت لاكتساب حجّة سياسية أو أخلاقية لغرض حَشد الناس لقضايا السلم والتحذير من أخطار الحرب.
لكن هل يصمد مضمون العبارة أمام التحليل العلميّ؟
بعض المحلّلين يقولون انه لن تكون هناك حرب عالمية رابعة، ربّما لآلاف السنين. فحرب ثالثة من شأنها أن تبيد كافّة أشكال الحضارة على الأرض وتعيد البشر للعصر الحجريّ. وبعد ذلك ستنشب حروب قبلية وطائفية وقومية صغيرة تناسب العصر الحجريّ.
والحرب النووية قد تُفني البشر وتُبقي على التكنولوجيا. ولو بقي بعد الحرب بشر قليلون فلن يعودوا بالضرورة إلى حال البشرية قبل ثلاثين ألف عام. وستظلّ بحوزة الناجين أسلحة وذخيرة بما يكفي لأن يبيد بعضهم بعضا.
لكن هناك وجهة نظر أخرى تقول بأن الحرب العالمية القادمة لن تخاض بالأسلحة النووية الفتّاكة، وإنّما بأسلحة فضائية وبطائرات من دون بشر، أي بتكنولوجيا فائقة التطوّر.
وعلى الأرجح لن تنشب مثل هذه الحرب في المستقبل المنظور، وإنّما بعد أن يكون البشر قد شيّدوا لهم مستعمرات على المرّيخ وغيره من الكواكب وأصبح بإمكانهم تسيير رحلات منتظمة بين الأرض وتلك العوالم البعيدة.
والعثور على فكرة جيّدة يشبه البحث عن معدن نفيس في منجم. في البداية، لا بدّ من استخراج أطنان من الأتربة والحجارة من باطن الأرض، ثم تنقيتها وغربلتها للعثور على حجر مختلف يُقطع بعد ذلك ويصاغ على هيئة جوهرة ثمينة بأيدي خبراء مهرة.
ومن عادة الناس اليوم أن يتداولوا الأفكار والأقوال المأثورة التي تصف الحالة الإنسانية بعبارات موجزة، لكنها بليغة ومليئة بالمعاني العميقة.
ومن العبارات التي تتكرّر دائما والتي لا بدّ وأن تكون قد قرأتها إمّا في مواقع الأدب أو في وسائل التواصل الاجتماعيّ عبارة تقول: إنني نادم، ليس على الأشياء التي فعلتها، وإنّما على الأشياء التي لم افعلها".
هذه العبارة يبدو أنها تعبّر عن رأي الكثيرين ممّن يرون أنها يمكن أن تنطبق على أحوالهم وظروف حياتهم. لكن غالبا فإن مثل هذه المأثورات الشائعة كثيرا ما تُنسب إلى أكثر من شخص، وأحيانا إلى أشخاص مجهولين.
والعبارة أعلاه ليس واضحا من أين أتت ولا من قالها. قد تكون وردت في قصّة أو في كتاب أو على لسان شخصية في فيلم سينمائي مثلا.
لكنها أحيانا تُنسب إلى الكاتب الأمريكيّ مارك توين. غير انه حتى في المواقع التي تتحدّث عن أشهر أقواله لن تجد لهذه العبارة أثرا. لكن يُفترض أن توين قال بالنصّ: بعد عشرين عاما من الآن، ستندم على الأشياء التي لم تفعلها أكثر من الأشياء التي فعلتها. لذا أبحر بعيدا عن الموانئ الآمنة ومارس الاستكشاف والحلم".
وأحيانا تُنسب نفس العبارة إلى شخص يُدعى روي كوكران، أو إلى هوميروس، أو إلى كاتب يُدعى انون، وفي بعض الأحيان إلى اينشتاين.
وثمّة من يقول أنها لكاتب اسمه لوسيل بول، لكنه قالها بطريقة مختلفة: أفضّل أن اندم على الأشياء التي فعلتها أكثر من الأشياء التي لم افعلها".
وقيل إن أصل العبارة منسوب إلى امرأة عاشت طويلا وكانت تتذكّر حياتها الماضية وتعبّر عن ندمها لأنها كانت ترغب في فعل أشياء كثيرة كي تسعد نفسها، لكنها لم تفعل لأنها لم تكن تريد إغضاب والديها.
وهناك قصّة قصيرة عن حوار بين طفل ووالده. الطفل يسأل الأب عن معنى الندم فيجيبه عن سؤاله ثم يقول في سياق كلامه: من الأفضل أن تندم على شيء فعلته أكثر من أن تندم على شيء لم تفعله".
لكن بصرف النظر عمّن قال تلك العبارة، فإنها أصبحت مشهورة ومتداولة على نطاق واسع رغم اختلاف الناس حول مدى مصداقيّتها أو انطباقها على ظروفهم.
والحقيقة أننا جميعا نندم على أشياء كثيرة فعلناها وعلى أشياء كثيرة لم نفعلها. لكنّنا نندم أكثر على ما لم نفعله، بدليل انه لو واتتنا الفرصة لفعله الآن لفعلناه.
والأشياء التي فعلناها وندمنا عليها يمكن أن يتجاوزها الزمن ويُنسى تأثيرها مع مرور الوقت. لكن في كثير من الأحيان يكون ندمنا على الأشياء التي لم نفعلها اكبر، وهو ندم لا يمكن أحيانا إصلاحه أو تجاوز آثاره.
وهناك عبارة أخرى مشهورة ومتداولة كثيرا وتُنسب غالبا إلى اينشتاين تقول: لا اعرف بأيّ أنواع الأسلحة ستُخاض الحرب العالمية الثالثة، لكن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالعصيّ والحجارة".
وهذا الاقتباس يشبه هذا القول المنسوب إلى اللورد مونتباتن: إذا خيضت الحرب العالمية الثالثة بالأسلحة النووية، فإن الحرب الرابعة ستُخاض بالسهام والرماح".
ونفس هذا القول يُنسب أيضا إلى اومار برادلي، وأحيانا إلى صحفيّ يُدعى والتر وينتشيل، والإشارة إلى هذا الأخير تعود إلى عام 1947، بينما نُقلت العبارة عن اينشتاين بعد ذلك بثلاث سنوات. وعلى الأرجح كان الأخير يردّد بشكل مختلف ما سمعه أو قرأه في مكان آخر، أي أن وينتشيل هو على الأرجح من قال هذه العبارة.
وبالمناسبة، يقال أن اينشتاين كان مرعوبا من نتائج الحرب العالمية الأولى. وقد قضى وقتا طويلا يتأمّلها ويفكّر فيها بعمق. ثم ذهب إلى مؤتمر في جينيف. وكان يظنّ أن المجتمعين هناك سيناقشون وسائل نزع السلاح والتخلّص من كلّ أدوات الحرب.
لكنه فوجئ بأن ممثّلي الدول المشاركة يناقشون أيّ الأسلحة يجب أن تُستخدم وأيّها ينبغي أن تُحظر. وقد صرّح للصحفيين بعد المؤتمر انه كان مذهولا ممّا سمعه، وقال إن الحرب لا يمكن أنسنتها، كما أنها لا تصبح اقلّ احتمالا بوضع قواعد للصراع. والشيء الوحيد المقبول والمجدي هو منع الحروب نهائيا.
لكن أيّا يكن قائل تلك العبارة، فإنها لا تخلو من بلاغة في التصوير. ويُرجّح أنها قيلت لاكتساب حجّة سياسية أو أخلاقية لغرض حَشد الناس لقضايا السلم والتحذير من أخطار الحرب.
لكن هل يصمد مضمون العبارة أمام التحليل العلميّ؟
بعض المحلّلين يقولون انه لن تكون هناك حرب عالمية رابعة، ربّما لآلاف السنين. فحرب ثالثة من شأنها أن تبيد كافّة أشكال الحضارة على الأرض وتعيد البشر للعصر الحجريّ. وبعد ذلك ستنشب حروب قبلية وطائفية وقومية صغيرة تناسب العصر الحجريّ.
والحرب النووية قد تُفني البشر وتُبقي على التكنولوجيا. ولو بقي بعد الحرب بشر قليلون فلن يعودوا بالضرورة إلى حال البشرية قبل ثلاثين ألف عام. وستظلّ بحوزة الناجين أسلحة وذخيرة بما يكفي لأن يبيد بعضهم بعضا.
لكن هناك وجهة نظر أخرى تقول بأن الحرب العالمية القادمة لن تخاض بالأسلحة النووية الفتّاكة، وإنّما بأسلحة فضائية وبطائرات من دون بشر، أي بتكنولوجيا فائقة التطوّر.
وعلى الأرجح لن تنشب مثل هذه الحرب في المستقبل المنظور، وإنّما بعد أن يكون البشر قد شيّدوا لهم مستعمرات على المرّيخ وغيره من الكواكب وأصبح بإمكانهم تسيير رحلات منتظمة بين الأرض وتلك العوالم البعيدة.