وكانت تلك الألواح تحتوي على كلمات مكتوبة بالأحرف المسمارية. ثم تبيّن أنها عبارة عن نوتات لأقدم موسيقى تمّ اكتشافها حتى اليوم وعمرها يتجاوز 3400 عام.
آن كليمر، الأستاذة المتخصّصة في الحضارة واللغة الآشورية نشرت في أوائل السبعينات كتابا عن تلك الألواح السومرية وعن النظرية الموسيقية المكتشفة فيها. ثم كتب علماء آخرون نظريّاتهم وآراءهم الخاصّة عن الموضوع.
الاكتشاف الموسيقيّ أكّد أن السلّم الدياتوني المؤلّف من سبع نغمات كان موجودا قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وهو أمر يدحض آراء بعض علماء الموسيقى الذين ينفون وجود الهارموني في العصور القديمة ويزعمون انه لم يُكتشف إلا زمن الإغريق.
اكتشاف اوغاريت الموسيقيّ غيّر جذريّا المفهوم السائد عن الأصول الأولى للموسيقى في العالم. لكن بصرف النظر عن النقاشات الأكاديمية، يثور سؤال عن طبيعة أو شكل هذه المقطوعة، أي أقدم موسيقى في العالم.
الفيديو "فوق" يعطي فكرة عن هذا التوليف الغريب. والموسيقى يعزفها الملحّن مايكل ليفي على القيثارة، وهي آلة قريبة من الآلة الموسيقية التي عُزفت بها المقطوعة لأوّل مرّة.
كليمر وأحد زملائها نشرا مؤخّرا كتابا مسموعا يضمّ معلومات عن موسيقى الشرق الأدنى القديم وشرحا عن الكيفية التي وصلت بها إلينا هذه الأغنية أو الترنيمة، بالإضافة إلى ترجمة كلماتها.
بين عامي 750 و 400 قبل الميلاد، كان قدماء اليونانيين يؤدون أغانيهم بمصاحبة آلتي القيثارة والمزمار بالإضافة إلى عدد من الآلات النقرية، أي الطبول والدفوف وما في حكمها.
واليوم وبعد مرور ألفي عام، عرف العلماء أخيرا كيف يعيدون بناء تلك الأغاني وكيف يعزفونها بطريقة دقيقة وقريبة جدّا من الطريقة التي كانت تُعزف بها في زمانها.
على هذا الرابط يمكنك سماع ديفيد كريس، الخبير المتخصّص في آداب وفنون اليونان، وهو يعزف أغنية يونانية قديمة مأخوذة كلماتها من نقوش على الحجر ومؤلّفة لآلة قانون من ثمانية أوتار. أمّا اللحن فمنسوب إلى مغنٍّ إغريقي يُدعى سيكيلوس.
في هذا الفيديو ستستمع إلى قراءة من فصل من فصول ملحمة الإلياذة لهوميروس بلغته الأصلية التي كُتب بها. وقارئ النصّ هو ستانلي لومباردو أستاذ الأدب اليونانيّ في جامعة كانساس والذي سبق أن ترجم الاوديسّا والإلياذة من اليونانية إلى الانجليزية.
ولومباردو يعرف الموادّ التي ترجمها جيّدا. وحتى الذين يجهلون اليونانية القديمة يمكنهم أن يشعروا بروح هوميروس وهو يسرد أخبار حرب طروادة وعودة الجند الطويلة إلى وطنهم.
من الواضح أن لومباردو ترجم هذه الملاحم الخالدة بعد أن غمر نفسه بعمق في عوالمها. وصوته يبدو صادقا ومقنعا مثل صوت شاعر ملحميّ قديم. وربّما لو سمعه هوميروس نفسه لسُرّ به وأثنى على أدائه.
لكن اليوم، أي بعد أكثر من ألفي عام، عادت الآكادية إلى الواجهة من جديد بفضل جهود الدكتور مارتن وورثنغتون، الخبير في اللغة البابلية والآشورية، الذي بدأ تسجيل قراءات من الشعر والأساطير ونصوص أخرى بالآكادية، بما في ذلك ملحمة غلغامش.
السؤال: كيف كانت ملحمة غلغامش، احد أقدم الأعمال الأدبية في العالم، تُقرأ بلغتها الأصلية؟
في هذا المقطع ، يؤدّي بيتر برينغل بعضا من أبيات الملحمة بلغتها الأصلية على أنغام آلة القيثارة السومرية القديمة.
Credits
openculture.com
openculture.com