من أهمّ الرموز الثقافية عند شعب الأويغور الشاعر الراحل روزي سعيد الذي تعكس أشعاره نضال الفلاحين من أبناء قومه. وقد فهم هذا الشاعر، ربّما أكثر من أيّ مثقّف اويغوري آخر، طبيعة الحياة القاسية للفلاحين الذين كانوا يعملون في مزارع الدولة الصينية في ستّينات القرن الماضي.
كان سعيد شاعرا مشهورا وإنسانا محافظا وملتزما بالقيم الريفية. وفي إحدى قصائده المعروفة، يشير إلى ما يعتقد انه الدور الذي يليق بشعبه أن يلعبه، مؤكّدا على التمسّك بالجذور والأصالة.
يقول في قصيدته: ليس إنسانا من يتنكّر لأصله. وليس إنسانا من يشعر بالخزي من صديقه. القيمة الحقيقية لإنسانية المرء تكمن في حفظه لوعوده. ومن يتنكّر لوعده ليس إنسانا. لا تربط مصيرك بكذّاب، ولا تسافر مع شخص يشعر بالأنفة منك. هذا العالم الجميل يشبه الجنّة بالنسبة للناس الطيّبين، لأن أفعال الأخيار هي التي صنعته. من يظلم الناس ليس إنسانا. وليس إنسانا أيضا من يتباهى بطائفيّته وجهله".
ومن الشخصيات المعاصرة الأخرى التي يحترمها الأويغور طاهر حمود، وهو شاعر ومخرج سينمائيّ وأستاذ للفنون.
في بعض قصائده، يعبّر حمود عن ارتباطه بالأماكن التي أتى منها، مثل مدينة كشغر التاريخية والتقاليد المنسية لجنوب شينجيانغ.
وبعض أشعاره تتضمّن صورا عن العزلة وعن تبدّد أحلام الشباب. كما أنها تمتلئ بصور الحجارة المتجمّدة والسموات المنخفضة والأشجار والحكايات القديمة.
ومنذ عشرة أعوام، حوّل حمود اهتمامه إلى السينما وخاض عدّة تجارب في تصوير الشعر الغنائيّ سينمائيّا وفي إعداد وتصوير بعض البرامج الوثائقية السردية.
ومن أجمل أفلامه القصيرة فيلم بعنوان العاشق الجميل. وقصّته بسيطة ومألوفة، لكنه مصنوع بطريقة شاعرية. والشاعر يريد أن يثبت من خلاله أن مشاعر الحاضر ليست سوى امتداد للأفكار القديمة عن الفقر والاستقلال والرغبة.
يعرض الفيلم لرحلة شابّ قرويّ فقير إلى المدينة. وهو يظهر في بداية الفيلم مارّا بجوار برج للمراقبة في مدينة اويغورية تُدعى كوشا. والمدينة نفسها شُيّدت قبل بناء هذا المعلم القديم الذي يعود إلى زمن حكم سلالة يوان الصينية.
ثم يظهر في الفيلم سوق البلدة الذي تصطفّ على جانبيه محلات بيع الأواني والخزف والأقمشة وما إلى ذلك. يتجوّل الشاب في السوق، ثم يجد له عملا عند صاحب احد المخابز. ثم لا يلبث أن يقع في حبّ فتاة جميلة اعتادت على أن تأتي إلى المحلّ لشراء الخبز.
لكنّ ذلك الحبّ سرعان ما ينهار عندما يتقدّم رجل اكبر سنّا وأكثر ثراءً فيتزوّج الفتاة. وعلى وقع أغنية حزينة تتحدّث كلماتها عن الوحدة والخيبة، يكتشف الشاب الحقيقة المرّة.
وفي نهاية الفيلم، نراه وهو يمشي مبتعدا عن المدينة وعن الفتاة التي أحبّها وعن حلم آخر تمّ إجهاضه. وفي ابتعاده يمرّ من جوار البرج بينما تغرب الشمس وراء أفق تكلّله غيوم أرجوانية.
وحال هذا الشابّ البسيط يشبه حال الكثير من المهاجرين إلى المدينة، إذ لا يمكن أن يبقى فيها المرء إلا لفترة بسيطة قبل أن يبدأ ترحاله من جديد إلى وجهة أخرى مجهولة.
وحمود طاهر يستدعي في أفلامه مثل هذه القصص التراثية البسيطة ويُلبِسها طابعا عصريّا كي يبثّ فيها الحياة ثانيةً، وذلك بتحويلها إلى شكل بصريّ وشاعريّ.
وهو في هذا الفيلم وفي سواه، يحاول أن يُضفي على الفقر طابعا من الجمال وينبّه إلى قيمة العمل الجادّ، وفي نفس الوقت يصوّر معاناة الأويغور في محاولتهم تلمّس طريقهم في عالم جديد محكوم بالتحوّلات السريعة وحالات انعدام اليقين.
كان سعيد شاعرا مشهورا وإنسانا محافظا وملتزما بالقيم الريفية. وفي إحدى قصائده المعروفة، يشير إلى ما يعتقد انه الدور الذي يليق بشعبه أن يلعبه، مؤكّدا على التمسّك بالجذور والأصالة.
يقول في قصيدته: ليس إنسانا من يتنكّر لأصله. وليس إنسانا من يشعر بالخزي من صديقه. القيمة الحقيقية لإنسانية المرء تكمن في حفظه لوعوده. ومن يتنكّر لوعده ليس إنسانا. لا تربط مصيرك بكذّاب، ولا تسافر مع شخص يشعر بالأنفة منك. هذا العالم الجميل يشبه الجنّة بالنسبة للناس الطيّبين، لأن أفعال الأخيار هي التي صنعته. من يظلم الناس ليس إنسانا. وليس إنسانا أيضا من يتباهى بطائفيّته وجهله".
ومن الشخصيات المعاصرة الأخرى التي يحترمها الأويغور طاهر حمود، وهو شاعر ومخرج سينمائيّ وأستاذ للفنون.
في بعض قصائده، يعبّر حمود عن ارتباطه بالأماكن التي أتى منها، مثل مدينة كشغر التاريخية والتقاليد المنسية لجنوب شينجيانغ.
وبعض أشعاره تتضمّن صورا عن العزلة وعن تبدّد أحلام الشباب. كما أنها تمتلئ بصور الحجارة المتجمّدة والسموات المنخفضة والأشجار والحكايات القديمة.
ومنذ عشرة أعوام، حوّل حمود اهتمامه إلى السينما وخاض عدّة تجارب في تصوير الشعر الغنائيّ سينمائيّا وفي إعداد وتصوير بعض البرامج الوثائقية السردية.
ومن أجمل أفلامه القصيرة فيلم بعنوان العاشق الجميل. وقصّته بسيطة ومألوفة، لكنه مصنوع بطريقة شاعرية. والشاعر يريد أن يثبت من خلاله أن مشاعر الحاضر ليست سوى امتداد للأفكار القديمة عن الفقر والاستقلال والرغبة.
يعرض الفيلم لرحلة شابّ قرويّ فقير إلى المدينة. وهو يظهر في بداية الفيلم مارّا بجوار برج للمراقبة في مدينة اويغورية تُدعى كوشا. والمدينة نفسها شُيّدت قبل بناء هذا المعلم القديم الذي يعود إلى زمن حكم سلالة يوان الصينية.
ثم يظهر في الفيلم سوق البلدة الذي تصطفّ على جانبيه محلات بيع الأواني والخزف والأقمشة وما إلى ذلك. يتجوّل الشاب في السوق، ثم يجد له عملا عند صاحب احد المخابز. ثم لا يلبث أن يقع في حبّ فتاة جميلة اعتادت على أن تأتي إلى المحلّ لشراء الخبز.
لكنّ ذلك الحبّ سرعان ما ينهار عندما يتقدّم رجل اكبر سنّا وأكثر ثراءً فيتزوّج الفتاة. وعلى وقع أغنية حزينة تتحدّث كلماتها عن الوحدة والخيبة، يكتشف الشاب الحقيقة المرّة.
وفي نهاية الفيلم، نراه وهو يمشي مبتعدا عن المدينة وعن الفتاة التي أحبّها وعن حلم آخر تمّ إجهاضه. وفي ابتعاده يمرّ من جوار البرج بينما تغرب الشمس وراء أفق تكلّله غيوم أرجوانية.
وحال هذا الشابّ البسيط يشبه حال الكثير من المهاجرين إلى المدينة، إذ لا يمكن أن يبقى فيها المرء إلا لفترة بسيطة قبل أن يبدأ ترحاله من جديد إلى وجهة أخرى مجهولة.
وحمود طاهر يستدعي في أفلامه مثل هذه القصص التراثية البسيطة ويُلبِسها طابعا عصريّا كي يبثّ فيها الحياة ثانيةً، وذلك بتحويلها إلى شكل بصريّ وشاعريّ.
وهو في هذا الفيلم وفي سواه، يحاول أن يُضفي على الفقر طابعا من الجمال وينبّه إلى قيمة العمل الجادّ، وفي نفس الوقت يصوّر معاناة الأويغور في محاولتهم تلمّس طريقهم في عالم جديد محكوم بالتحوّلات السريعة وحالات انعدام اليقين.
Credits
uyghurensemble.co.uk
uyghurensemble.co.uk