عرفتُ مجلّة ناشيونال جيوغرافيك لأوّل مرّة قبل أكثر من عشرين عاما عند بعض الزملاء ممّن لهم اهتمامات بيئية وعلمية. وكانت تُرسل لهم أعداد المجلّة مطلع كلّ شهر من خلال الاشتراك.
كانت المجلّة تتميّز بإخراجها الأنيق وورقها المصقول وصورها اللامعة التي تشي بقدر كبير من الإتقان والاحترافية. أما من ناحية المضمون فكان واضحا نأي المجلّة بنفسها عن السياسة وتركيزها على كلّ ما له علاقة بالآثار والسفر والتاريخ والطبيعة وما إلى ذلك.
لكن كيف ظهرت فكرة الناشيونال جيوغرافيك؟
في عام 1888، عُقد في واشنطن اجتماع ضمّ ثلاثة وثلاثين شخصا بينهم مستكشفون ومعلّمون ومؤرّخون ومحامون ورحّالة ورسّامو خرائط وعلماء آثار. وكان ما يجمع هؤلاء هو اهتمامهم بالمعرفة العلمية والجغرافية، وكذلك اقتناعهم بأن الأمريكيين وبقيّة شعوب العالم توّاقون لمعرفة المزيد عن أحوال العالم من حولهم في زمن الاكتشافات والتغييرات الكثيرة.
ولم يكن في مخيّلة أولئك المجتمعين انه بموافقتهم على تأسيس الجمعية الجغرافية الأمريكية فإنهم كانوا يضعون البذرة الأولى لمشروع ثقافيّ طموح سيكون مصدر إلهام للأجيال التالية وعلى مدى أكثر من قرن.
وبعد تسعة أشهر من تأسيس الجمعية، وُلدت مجلّة ناشيونال جيوغرافيك، المعروفة اختصار بـ "نات جيو"، والتي أصبحت مع مرور الزمن احد أكثر الأسماء شهرة في عالم الصحافة. وتكرّست صورة المجلّة أكثر بسبب أسلوب معالجتها المبسّط لأعقد المواضيع العلمية والجغرافية والتاريخية والثقافية من خلال توظيف الصور والخرائط والرسوم التوضيحية.
وعلى امتداد عقود طويلة، عرف القرّاء هذه المطبوعة بتحقيقاتها المعمّقة وصورها المثيرة، وقبل هذا وبعده بشعارها الأيقونيّ الذي يأخذ شكل إطار صورة اصفر اللون يظهر على الهوامش المحيطة بغلاف المجلّة. وقد رأت هيئة التحرير اختيار هذا الشعار المميّز لأنه يحثّ الناس على الاهتمام بكوكب الأرض، كما أن هذا اللون يرتبط منذ القدم بالمعرفة والحكمة.
كان الغرض من إنشاء الجمعية والمجلّة هو زيادة المعرفة الجغرافية لدى شعوب الأرض. لكن الناشيونال جيوغرافيك أصبحت تتناول القضايا البيئية ومشاكل التصحّر والتلوّث الكيميائيّ والتسخين الحراريّ والكائنات المهدّدة بالانقراض وما إلى ذلك من قضايا. ومن وقت لآخر، كانت المجلّة تخصّص احد أعدادها لبلد معيّن أو لحضارة قديمة أو لمصدر طبيعيّ يتعرّض مستقبله للخطر.
وفي إحدى الفترات، رأسَ الجمعية التي تُصدِر المجلّة "الكسندر غريهام بيل" مكتشف التليفون. وفي عهده أصبح التصوير يحظى بأهميّة فائقة في المجلّة، على الرغم من معارضة زملائه الذين كانوا يرون أن وفرة الصور هي مؤشّر على المفهوم غير العلميّ للجغرافيا. لكن وجهة نظره رجحت في النهاية وأصبحت الصور علامة فارقة ومميّزة للناشيونال جيوغرافيك.
وبدأت المجلّة تعرض الصور الملوّنة ابتداءً من منتصف ثلاثينات القرن الماضي عندما كان التصوير بالألوان ما يزال في مراحله الجنينية. ومن بين أشهر الصور التي ظهرت في المجلّة صورة أيقونية لتاج محلّ بالهند يعود تاريخها إلى عدد شهر مارس من عام 1921.
كانت المجلّة تتميّز بإخراجها الأنيق وورقها المصقول وصورها اللامعة التي تشي بقدر كبير من الإتقان والاحترافية. أما من ناحية المضمون فكان واضحا نأي المجلّة بنفسها عن السياسة وتركيزها على كلّ ما له علاقة بالآثار والسفر والتاريخ والطبيعة وما إلى ذلك.
لكن كيف ظهرت فكرة الناشيونال جيوغرافيك؟
في عام 1888، عُقد في واشنطن اجتماع ضمّ ثلاثة وثلاثين شخصا بينهم مستكشفون ومعلّمون ومؤرّخون ومحامون ورحّالة ورسّامو خرائط وعلماء آثار. وكان ما يجمع هؤلاء هو اهتمامهم بالمعرفة العلمية والجغرافية، وكذلك اقتناعهم بأن الأمريكيين وبقيّة شعوب العالم توّاقون لمعرفة المزيد عن أحوال العالم من حولهم في زمن الاكتشافات والتغييرات الكثيرة.
ولم يكن في مخيّلة أولئك المجتمعين انه بموافقتهم على تأسيس الجمعية الجغرافية الأمريكية فإنهم كانوا يضعون البذرة الأولى لمشروع ثقافيّ طموح سيكون مصدر إلهام للأجيال التالية وعلى مدى أكثر من قرن.
وبعد تسعة أشهر من تأسيس الجمعية، وُلدت مجلّة ناشيونال جيوغرافيك، المعروفة اختصار بـ "نات جيو"، والتي أصبحت مع مرور الزمن احد أكثر الأسماء شهرة في عالم الصحافة. وتكرّست صورة المجلّة أكثر بسبب أسلوب معالجتها المبسّط لأعقد المواضيع العلمية والجغرافية والتاريخية والثقافية من خلال توظيف الصور والخرائط والرسوم التوضيحية.
وعلى امتداد عقود طويلة، عرف القرّاء هذه المطبوعة بتحقيقاتها المعمّقة وصورها المثيرة، وقبل هذا وبعده بشعارها الأيقونيّ الذي يأخذ شكل إطار صورة اصفر اللون يظهر على الهوامش المحيطة بغلاف المجلّة. وقد رأت هيئة التحرير اختيار هذا الشعار المميّز لأنه يحثّ الناس على الاهتمام بكوكب الأرض، كما أن هذا اللون يرتبط منذ القدم بالمعرفة والحكمة.
كان الغرض من إنشاء الجمعية والمجلّة هو زيادة المعرفة الجغرافية لدى شعوب الأرض. لكن الناشيونال جيوغرافيك أصبحت تتناول القضايا البيئية ومشاكل التصحّر والتلوّث الكيميائيّ والتسخين الحراريّ والكائنات المهدّدة بالانقراض وما إلى ذلك من قضايا. ومن وقت لآخر، كانت المجلّة تخصّص احد أعدادها لبلد معيّن أو لحضارة قديمة أو لمصدر طبيعيّ يتعرّض مستقبله للخطر.
وفي إحدى الفترات، رأسَ الجمعية التي تُصدِر المجلّة "الكسندر غريهام بيل" مكتشف التليفون. وفي عهده أصبح التصوير يحظى بأهميّة فائقة في المجلّة، على الرغم من معارضة زملائه الذين كانوا يرون أن وفرة الصور هي مؤشّر على المفهوم غير العلميّ للجغرافيا. لكن وجهة نظره رجحت في النهاية وأصبحت الصور علامة فارقة ومميّزة للناشيونال جيوغرافيك.
وبدأت المجلّة تعرض الصور الملوّنة ابتداءً من منتصف ثلاثينات القرن الماضي عندما كان التصوير بالألوان ما يزال في مراحله الجنينية. ومن بين أشهر الصور التي ظهرت في المجلّة صورة أيقونية لتاج محلّ بالهند يعود تاريخها إلى عدد شهر مارس من عام 1921.
وهناك صورة أخرى مشهورة جدّا ظهرت على غلاف عدد يونيو 1985 من الناشيونال جيوغرافيك لصبيّة أفغانية تُدعى شربات غولا (12 سنة) التقطها مصوّر المجلّة ستيفن ماكوري. وقد أصبحت غولا تُعرف بـ "الفتاة الأفغانية" وظهرت على الغلاف وهي ترتدي وشاحا احمر اللون وتحدّق في الكاميرا.
وبعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان عام 2002، ذهب المصوّر ماكوري إلى كابول كي يبحث عن الفتاة التي كان قد التقط صورتها قبل سبعة عشر عاما من ذلك التاريخ في معسكر للاجئين الأفغان في باكستان. واكتشف أن الفتاة عادت إلى قريتها في جبال تورا بورا أثناء هدنة بين المتحاربين وأنها تنتمي لقبيلة الباشتون القويّة. وقد وقفت أمامه ليصوّرها مرّة أخرى بعد موافقة زوجها.
في البلدان الإسلامية المحافظة، كماليزيا والسعودية وإيران وباكستان وغيرها، جرت العادة على أن تُطمس صور المجلّة التي تَعرض مناظر عارية أو أشخاصا متخفّفين من ملابسهم، كما هو الحال في صور الناشيونال جيوغرافيك لمجتمعات القبائل البدائية في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وما من شكّ في أن مثل هذا الإجراء كان يقلّل من القيمة الفنّية للصور، وهي ميزة اشتُهرت بها هذه المطبوعة عالميّا.
في سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين، التزمت الناشيونال جيوغرافيك بتقديم تغطية متوازنة عن الجغرافيا الطبيعية والبشرية للدول الواقعة خلف الستار الحديديّ، كألمانيا الشرقية والصين والاتحاد السوفياتيّ. وكانت مقالاتها وتحقيقاتها تتجنّب الخوض في شئون السياسة وتركّز على الثقافة والعلوم والتاريخ.
أوّل أعداد المجلّة الصادر في سبتمبر من عام 1888 طُبع منه مائة وستّون نسخة، واليوم تصل الناشيونال جيوغرافيك إلى أكثر من سبعمائة مليون شخص حول العالم كلّ شهر. وهذا الرقم يتضمّن قرّاء النسخ المطبوعة من المجلّة بلغاتها المختلفة، وأيضا مشاهدي قنواتها التلفزيونية التي تبثّ هي أيضا بلغات متعدّدة من بينها العربية. والمجلّة اليوم تصدر في سبع وثلاثين لغة، من بينها العربية والفارسية والصينية والهولندية والرومانية والروسية وغيرها.
وقد وصل دخل قناة الناشيونال جيوغرافيك التلفزيونية التي أُطلقت في يناير 2001 إلى مائتين وخمسة وثمانين مليون دولار، بينما وصل ريع الإعلانات إلى أكثر من مائة وخمسة وستّين مليون دولار. وفي عام 2010، أطلقت الجمعية المالكة للمجلّة قناة تلفزيونية جديدة عن الحياة الفطرية باسم (NatGeo Wild) وأرادت من وراء هذه الخطوة مجاراة منافستها الرئيسية، أي قناة التاريخ (History Channel).
وفي عام 2015، وقّعت الجمعية الجغرافية اتفاقية شراكة مع شركة فوكس القرن الحادي والعشرين امتلكت الأخيرة بموجبها ثلاثة وسبعين بالمائة من أسهم الجمعية. وفي عام 2017، أعلنت شركة ديزني عن شرائها شركة فوكس، بما في ذلك أسهم الجمعية الجغرافية.
الجدير بالذكر أن الجمعية الجغرافية الأمريكية موّلت منذ تأسيسها أكثر من مائة بعثة استكشافية لارتياد الأطراف القصيّة من الكوكب، من القطب الشماليّ إلى القطب الجنوبيّ ومن أعلى قمّة جبل إلى أعمق نقطة في المحيط.
وقد أصبحت الناشيونال جيوغرافيك اكبر من الأرض عندما حمل رائد الفضاء الأمريكيّ نيل ارمسترونغ علم المجلّة في يوليو عام 1969 عندما أصبح أوّل إنسان يمشي على سطح القمر.
وفي الذكرى المائة والثلاثين لتأسيسها، أصدرت الناشيونال جيوغرافيك شريط فيديو يتضمّن عرضا سريعا لجميع أغلفتها ، منذ إنشائها وحتى اليوم.
وبعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان عام 2002، ذهب المصوّر ماكوري إلى كابول كي يبحث عن الفتاة التي كان قد التقط صورتها قبل سبعة عشر عاما من ذلك التاريخ في معسكر للاجئين الأفغان في باكستان. واكتشف أن الفتاة عادت إلى قريتها في جبال تورا بورا أثناء هدنة بين المتحاربين وأنها تنتمي لقبيلة الباشتون القويّة. وقد وقفت أمامه ليصوّرها مرّة أخرى بعد موافقة زوجها.
في البلدان الإسلامية المحافظة، كماليزيا والسعودية وإيران وباكستان وغيرها، جرت العادة على أن تُطمس صور المجلّة التي تَعرض مناظر عارية أو أشخاصا متخفّفين من ملابسهم، كما هو الحال في صور الناشيونال جيوغرافيك لمجتمعات القبائل البدائية في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وما من شكّ في أن مثل هذا الإجراء كان يقلّل من القيمة الفنّية للصور، وهي ميزة اشتُهرت بها هذه المطبوعة عالميّا.
في سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين، التزمت الناشيونال جيوغرافيك بتقديم تغطية متوازنة عن الجغرافيا الطبيعية والبشرية للدول الواقعة خلف الستار الحديديّ، كألمانيا الشرقية والصين والاتحاد السوفياتيّ. وكانت مقالاتها وتحقيقاتها تتجنّب الخوض في شئون السياسة وتركّز على الثقافة والعلوم والتاريخ.
أوّل أعداد المجلّة الصادر في سبتمبر من عام 1888 طُبع منه مائة وستّون نسخة، واليوم تصل الناشيونال جيوغرافيك إلى أكثر من سبعمائة مليون شخص حول العالم كلّ شهر. وهذا الرقم يتضمّن قرّاء النسخ المطبوعة من المجلّة بلغاتها المختلفة، وأيضا مشاهدي قنواتها التلفزيونية التي تبثّ هي أيضا بلغات متعدّدة من بينها العربية. والمجلّة اليوم تصدر في سبع وثلاثين لغة، من بينها العربية والفارسية والصينية والهولندية والرومانية والروسية وغيرها.
وقد وصل دخل قناة الناشيونال جيوغرافيك التلفزيونية التي أُطلقت في يناير 2001 إلى مائتين وخمسة وثمانين مليون دولار، بينما وصل ريع الإعلانات إلى أكثر من مائة وخمسة وستّين مليون دولار. وفي عام 2010، أطلقت الجمعية المالكة للمجلّة قناة تلفزيونية جديدة عن الحياة الفطرية باسم (NatGeo Wild) وأرادت من وراء هذه الخطوة مجاراة منافستها الرئيسية، أي قناة التاريخ (History Channel).
وفي عام 2015، وقّعت الجمعية الجغرافية اتفاقية شراكة مع شركة فوكس القرن الحادي والعشرين امتلكت الأخيرة بموجبها ثلاثة وسبعين بالمائة من أسهم الجمعية. وفي عام 2017، أعلنت شركة ديزني عن شرائها شركة فوكس، بما في ذلك أسهم الجمعية الجغرافية.
الجدير بالذكر أن الجمعية الجغرافية الأمريكية موّلت منذ تأسيسها أكثر من مائة بعثة استكشافية لارتياد الأطراف القصيّة من الكوكب، من القطب الشماليّ إلى القطب الجنوبيّ ومن أعلى قمّة جبل إلى أعمق نقطة في المحيط.
وقد أصبحت الناشيونال جيوغرافيك اكبر من الأرض عندما حمل رائد الفضاء الأمريكيّ نيل ارمسترونغ علم المجلّة في يوليو عام 1969 عندما أصبح أوّل إنسان يمشي على سطح القمر.
وفي الذكرى المائة والثلاثين لتأسيسها، أصدرت الناشيونال جيوغرافيك شريط فيديو يتضمّن عرضا سريعا لجميع أغلفتها ، منذ إنشائها وحتى اليوم.
Credits
history.com
history.com