تحدّث الكثيرون عن كيف أن الطبيعة موجودة في الإنسان وليست خارجه، فالأشجار، بمعنى ما، هي رئاتنا والأنهار أوردتنا. كما أن بين البشر والبيئة ارتباطا عميقا، وما يفعله الإنسان بالطبيعة إنما يفعله بنفسه في النهاية.
وهناك من قال إن الحريّة الحقيقية توجد في البرّية وليست في الحضارة، وأن الإنسان يحتاج للذهاب من وقت لآخر إلى أماكن لم يُعَد ترتيب تفاصيل الطبيعة فيها بأيدي البشر.
وليس شرطا أن تستمتع بمناظر الطبيعة كي تشعر بفوائدها وتأثيرها الايجابي على مزاجك وعلى حياتك بشكل عام. تغريد الطيور وحفيف أوراق الشجر واستنشاق رائحة الأرض، كلّ هذا من شأنه أن ينقّي المشاعر وينشّط العقل المجهد.
وجزء مهم جدّا من تفاصيل الطبيعة يتمثّل في الأشجار. صحيح أنها لا تتكلّم، لكنّها تتواصل معنا من خلال الإفرازات الكيميائية التي اكتشفها العلماء منذ القدم وثبت أن لها تأثيرا مهمّا على خفض الهرمونات التي تولّد القلق والإجهاد.
ولكي يعوّد الإنسان نفسه على النظر إلى الطبيعة والاستمتاع بتفاصيلها، قد يكون من المناسب أن يحاول في البداية أن يسمّي الأشجار والأزهار التي يعرفها، ثم يحضر منظارا مكبّرا ويحاول أن يتعرّف على عدد الطيور التي يمكنه رؤيتها في السماء أو في الجوار.
ثم عليه أيضا أن يحاول تناول طعامه خارج المنزل كلّما سمحت الفرصة، وفي نفس الوقت أن يطلق طائرة ورقية أو يرسم منظرا طبيعيّا. هذه الحيل الصغيرة والبسيطة يمكن أن تخلق علاقة حميمة بين الإنسان والبيئة تستمرّ وتتعزّز إلى ما لا نهاية. وهي مفيدة أيضا للأطفال الذين يكبرون ويكبر معهم حبّهم للطبيعة.
عند اليابانيين تقليد قديم يسمّونه "الشينرين يوكو"، ويعني المشي في هواء الغابات أو بين الأشجار للاسترخاء والترفيه عن النفس. وهذا التقليد عرفه أهل تلك البلاد منذ مئات السنين. والغرض منه أن تعيش في الهواء الطلق وتجدّد نفسك وتقوّي علاقتك مع الطبيعة وتتغلّب على عوامل التوتّر والإجهاد التي جلبتها الحضارة الحديثة.
وبعض العلماء ابتكروا مصطلحا خاصّا لهذه الحالة هو البايوفيليا، أي حبّ الطبيعة والتناغم معها. وقد أثبت العلم من خلال الدراسات والتجارب أن هناك علاقة قويّة بين الإنسان وعالم الطبيعة من نباتات وحيوانات، وأن الطبيعة يمكن أن تغيّر حياتنا إلى الأفضل.
وأحد الأسباب في أن الكثير من الناس يحبّون السفر هو توقهم للاستمتاع بمناظر الطبيعة، حيث لا يمكنك رؤية شيء غير ما خلقه الله.
الخالق العظيم منح البشر المحيطات والشواطئ والجبال والمطر والثلج وشروق الشمس وغروبها والقمر الجميل والنباتات والحيوانات الرائعة. ولو توقّفت قليلا لتفكّر في المنظر الرائع الذي كان عليه العالم بعد أن خلقه الله مباشرة وعندما لم يكن قد تلوّث بعدُ بالبشر وبمنتجات الحضارة لاكتشفت الكثير من الأشياء التي قد تثير اهتمامك.
وغالبا ما ننسى كيف كان جمال الأرض في ذلك الوقت، أي عندما لم تكن هناك بيوت كثيرة وأبنية شاهقة وسيّارات وتلوّث يحيط بنا في كلّ مكان. لذا فإن قضاء وقت بسيط في رحاب الطبيعة قد يكون هو كلّ نحتاجه لنتذكّر نعم الله الكثيرة علينا.
أن تكون محاطا ببيئة طبيعية من الأشجار والخضرة هو أمر ايجابيّ جدّا، لأنك تركّز بعقلك في شيء أكثر صفاءً ونقاءً، ما ينعكس بالتالي على روحك ومشاعرك.
ومن المعروف أن الطبيعة تحفّز إنتاج الاندروفين في الدماغ، والذي يؤثر إيجابا على المزاج، ومع زيادته تحسّ بالهدوء وصفاء الذهن. كما أن في الطبيعة "أكسجين" أكثر، وهذا بدوره يؤثّر في الشهية والمزاج والذاكرة.
وقضاء وقت في الطبيعة مع تأدية بعض الأنشطة البسيطة يمكن أن يحارب الإجهاد والتعب ويزيد معدّل "فيتامين د" من خلال التعرّض لضوء الشمس، ما يقوّي جهاز المناعة ويوفّر للإنسان الحماية من عدد من الأمراض الخطيرة كالاكتئاب والسرطان وغيرهما.
ومجرّد أن ينظر الإنسان إلى منظر طبيعيّ، هذا لوحده يكفي لتنشيط ذلك الجزء من الدماغ المسئول عن السلامة والتوازن. وقد أثبتت دراسات أجريت مؤخّرا أن إضافة أشجار إلى أحياء المدن من شانها أن تحسّن صحّة الناس نفسيّا وجسديّا وتجعلهم يشعرون بأنهم اصغر عمراً.
هناك وقت كثير نصرفه هذه الأيّام في الجلوس أمام أجهزة اللاب توب أو الجوّال والتلفاز والألعاب وغير ذلك. وإحدى الدراسات تقول إن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثامنة عشرة يقضون ثمان ساعات يوميّا أمام التلفاز والأجهزة الاليكترونية. وهذا ليس سلوكا صحيّا أو سليما.
لذا ينصح الأطباء بالانقطاع عن كافّة أشكال التقنية الحديثة وقضاء أربعة أيّام من كلّ شهر على الأقل في طبيعة تخلو من هذه الملهيات وتتيح للإنسان التفرّغ للتأمّل والمشي.
وفوائد مثل هذه الخطوة كثيرة، فهي تجلي الهموم وتجدّد المزاج وتعين الإنسان على استجماع طاقته وتجعله أكثر قابلية للإنتاج والعمل. وهناك شيء آخر لا يقلّ أهميّة، وهو أن الطبيعة تجعل الإنسان أكثر لطفا وتهذيبا وحبّا للسلام واحتراما للآخرين.
ثمّة أيضا ارتباط بين الأرض والنواحي الروحية، وهذا الشيء يمكن أن تلمسه عندما تجلس مثلا على شاطئ بحر أو ضفّة بحيرة ساكنة أو تمشي في طريق جبليّ. أن تتواجد في الطبيعة من وقت لآخر، هذا أمر مهمّ جدّا لراحتك الجسدية والنفسية، كما انه يعزّز شعورك بالانطلاق وحبّ المغامرة والاستكشاف.
وهناك من قال إن الحريّة الحقيقية توجد في البرّية وليست في الحضارة، وأن الإنسان يحتاج للذهاب من وقت لآخر إلى أماكن لم يُعَد ترتيب تفاصيل الطبيعة فيها بأيدي البشر.
وليس شرطا أن تستمتع بمناظر الطبيعة كي تشعر بفوائدها وتأثيرها الايجابي على مزاجك وعلى حياتك بشكل عام. تغريد الطيور وحفيف أوراق الشجر واستنشاق رائحة الأرض، كلّ هذا من شأنه أن ينقّي المشاعر وينشّط العقل المجهد.
وجزء مهم جدّا من تفاصيل الطبيعة يتمثّل في الأشجار. صحيح أنها لا تتكلّم، لكنّها تتواصل معنا من خلال الإفرازات الكيميائية التي اكتشفها العلماء منذ القدم وثبت أن لها تأثيرا مهمّا على خفض الهرمونات التي تولّد القلق والإجهاد.
ولكي يعوّد الإنسان نفسه على النظر إلى الطبيعة والاستمتاع بتفاصيلها، قد يكون من المناسب أن يحاول في البداية أن يسمّي الأشجار والأزهار التي يعرفها، ثم يحضر منظارا مكبّرا ويحاول أن يتعرّف على عدد الطيور التي يمكنه رؤيتها في السماء أو في الجوار.
ثم عليه أيضا أن يحاول تناول طعامه خارج المنزل كلّما سمحت الفرصة، وفي نفس الوقت أن يطلق طائرة ورقية أو يرسم منظرا طبيعيّا. هذه الحيل الصغيرة والبسيطة يمكن أن تخلق علاقة حميمة بين الإنسان والبيئة تستمرّ وتتعزّز إلى ما لا نهاية. وهي مفيدة أيضا للأطفال الذين يكبرون ويكبر معهم حبّهم للطبيعة.
عند اليابانيين تقليد قديم يسمّونه "الشينرين يوكو"، ويعني المشي في هواء الغابات أو بين الأشجار للاسترخاء والترفيه عن النفس. وهذا التقليد عرفه أهل تلك البلاد منذ مئات السنين. والغرض منه أن تعيش في الهواء الطلق وتجدّد نفسك وتقوّي علاقتك مع الطبيعة وتتغلّب على عوامل التوتّر والإجهاد التي جلبتها الحضارة الحديثة.
وبعض العلماء ابتكروا مصطلحا خاصّا لهذه الحالة هو البايوفيليا، أي حبّ الطبيعة والتناغم معها. وقد أثبت العلم من خلال الدراسات والتجارب أن هناك علاقة قويّة بين الإنسان وعالم الطبيعة من نباتات وحيوانات، وأن الطبيعة يمكن أن تغيّر حياتنا إلى الأفضل.
وأحد الأسباب في أن الكثير من الناس يحبّون السفر هو توقهم للاستمتاع بمناظر الطبيعة، حيث لا يمكنك رؤية شيء غير ما خلقه الله.
الخالق العظيم منح البشر المحيطات والشواطئ والجبال والمطر والثلج وشروق الشمس وغروبها والقمر الجميل والنباتات والحيوانات الرائعة. ولو توقّفت قليلا لتفكّر في المنظر الرائع الذي كان عليه العالم بعد أن خلقه الله مباشرة وعندما لم يكن قد تلوّث بعدُ بالبشر وبمنتجات الحضارة لاكتشفت الكثير من الأشياء التي قد تثير اهتمامك.
وغالبا ما ننسى كيف كان جمال الأرض في ذلك الوقت، أي عندما لم تكن هناك بيوت كثيرة وأبنية شاهقة وسيّارات وتلوّث يحيط بنا في كلّ مكان. لذا فإن قضاء وقت بسيط في رحاب الطبيعة قد يكون هو كلّ نحتاجه لنتذكّر نعم الله الكثيرة علينا.
أن تكون محاطا ببيئة طبيعية من الأشجار والخضرة هو أمر ايجابيّ جدّا، لأنك تركّز بعقلك في شيء أكثر صفاءً ونقاءً، ما ينعكس بالتالي على روحك ومشاعرك.
ومن المعروف أن الطبيعة تحفّز إنتاج الاندروفين في الدماغ، والذي يؤثر إيجابا على المزاج، ومع زيادته تحسّ بالهدوء وصفاء الذهن. كما أن في الطبيعة "أكسجين" أكثر، وهذا بدوره يؤثّر في الشهية والمزاج والذاكرة.
وقضاء وقت في الطبيعة مع تأدية بعض الأنشطة البسيطة يمكن أن يحارب الإجهاد والتعب ويزيد معدّل "فيتامين د" من خلال التعرّض لضوء الشمس، ما يقوّي جهاز المناعة ويوفّر للإنسان الحماية من عدد من الأمراض الخطيرة كالاكتئاب والسرطان وغيرهما.
ومجرّد أن ينظر الإنسان إلى منظر طبيعيّ، هذا لوحده يكفي لتنشيط ذلك الجزء من الدماغ المسئول عن السلامة والتوازن. وقد أثبتت دراسات أجريت مؤخّرا أن إضافة أشجار إلى أحياء المدن من شانها أن تحسّن صحّة الناس نفسيّا وجسديّا وتجعلهم يشعرون بأنهم اصغر عمراً.
هناك وقت كثير نصرفه هذه الأيّام في الجلوس أمام أجهزة اللاب توب أو الجوّال والتلفاز والألعاب وغير ذلك. وإحدى الدراسات تقول إن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثامنة عشرة يقضون ثمان ساعات يوميّا أمام التلفاز والأجهزة الاليكترونية. وهذا ليس سلوكا صحيّا أو سليما.
لذا ينصح الأطباء بالانقطاع عن كافّة أشكال التقنية الحديثة وقضاء أربعة أيّام من كلّ شهر على الأقل في طبيعة تخلو من هذه الملهيات وتتيح للإنسان التفرّغ للتأمّل والمشي.
وفوائد مثل هذه الخطوة كثيرة، فهي تجلي الهموم وتجدّد المزاج وتعين الإنسان على استجماع طاقته وتجعله أكثر قابلية للإنتاج والعمل. وهناك شيء آخر لا يقلّ أهميّة، وهو أن الطبيعة تجعل الإنسان أكثر لطفا وتهذيبا وحبّا للسلام واحتراما للآخرين.
ثمّة أيضا ارتباط بين الأرض والنواحي الروحية، وهذا الشيء يمكن أن تلمسه عندما تجلس مثلا على شاطئ بحر أو ضفّة بحيرة ساكنة أو تمشي في طريق جبليّ. أن تتواجد في الطبيعة من وقت لآخر، هذا أمر مهمّ جدّا لراحتك الجسدية والنفسية، كما انه يعزّز شعورك بالانطلاق وحبّ المغامرة والاستكشاف.
Credits
shinrin-yoku.org
shinrin-yoku.org