عمر طريق الحرير أكثر من ألف عام. وبحسب بعض المؤرّخين، بدأ ذلك الطريق كتجربة رائدة في حرّية التجارة، لكن كان مقدّرا له أن يزول بعد أن تحوّل إلى ما يشبه الإقطاعية التي يديرها ويتحكّم بها ملوك قراصنة.
الشهرة العالمية التي حقّقها طريق الحرير كانت بفضل أشخاص مثل الاسكندر المقدوني وماركوبولو وابن بطوطة وغيرهم ممّن عبروا الممالك والمدن الواقعة على جانبيه.
ومع ذلك فإن أعظم الرحلات الاستكشافية في تلك المنطقة قام بها أشخاص مجهولون، بينهم صيّادون ومهاجرون وجنود وتجّار ومغامرون وغير ذلك.
هؤلاء هم الأرواح المتجوّلة التي استطاعت أن تتجاوز في رحلاتها حدود الخرائط المعروفة آنذاك. لكن الزمن محا أسماءهم. وقصص رحلاتهم الأسطورية تنام اليوم في أرفف المكتبات المظلمة أو بين جدران الغرف الخاصّة.
أحد هؤلاء الرحّالة المجهولين كان المستشرق المجريّ ارمينيوس فامبري المولود في بودابست عام 1832 لعائلة فقيرة. كان فامبري لغويا بارعا ومتخصّصا في اللغات الإثنية. كما كان، مثل الكثيرين، مفتونا بالشرق الغرائبيّ والغامض. وكان أيضا رجلا شجاعا لدرجة التهوّر.
ورغم انه كان مصابا بالعرَج في إحدى قدميه، إلا انه سافر في سنّ العشرين إلى القسطنطينية كي يدرس اللغات الشرقية. وكان وقتها يتحدّث الألمانية والانجليزية والفرنسية والايطالية والروسية، بالإضافة إلى لغته الأمّ.
في القسطنطينية، غمر فامبري نفسه في المكتبات والمدارس التركية. ثم حفظ الكثير من آيات القرآن الكريم وقدّم نفسه كدرويش وعارف كي ينضمّ إلى مجموعة من الحجّاج العائدين إلى خيوا، إحدى أشهر مدن آسيا الوسطى القاسية والوعرة.
في ذلك الوقت، كانت معظم مناطق آسيا الوسطى تُعتبر وجهات خطيرة للأجانب. كانت مقفلة أمام العالم الخارجيّ وأيضا عنيفة وغير مستقرّة، وكانت تسيطر عليها مجموعة من الخانيّات الإسلامية المتصارعة.
مدن المنطقة الرئيسية، مثل سمرقند وكوكند وغيرهما، كانت عبارة عن بقايا مندثرة من القرون الوسطى تحيط بها الأسوار العالية وتزدهر فيها تجارة رقيق نشطة يتنازعها الخانات الأصوليون الذين كانوا يحكمون بعقلية السيف والنطع.
كان فامبري من بين أوائل الرحّالة الأوربيين الذين اجتازوا تلك البقايا المتلاشية من طريق الحرير منذ مغامرات ماركوبولو. وقد كتب في مذكّراته يقول: عندما قرّرت الرحيل إلى هناك، لقيت معارضة شديدة وقيل لي أنني شخص مجنون يريد الذهاب إلى مكان لم يعد منه إلا القليلون ممّن سبقوني إلى هناك".
لكنه كان مغامرا جسورا وذا عزيمة لا تلين. وقد أسمى نفسه حجّي رشيد. وكان يدوّن بكلّ دقّة كلّ ما يراه ويخفي مذكّراته في باطن جيب معطفه الرثّ. خطواته في صحارى غرب أوزبكستان عمرها اليوم أكثر من مائة وخمسين عاما.
في السنوات الأخيرة، تمّ إدراج خيوا، العاصمة القديمة لخانيّة خوارزم، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وكانت هذه المدينة في الماضي مركزا للعلم والمعرفة، وإليها ينتسب علماء مشهورون مثل أبي عليّ بن سينا والخوارزمي وأبي الريحان البيرونيّ وغيرهم. وقد أصبحت خيوا اليوم مقصدا للسياح من كلّ مكان. ويمكن رؤيتهم وهم يجوبون شوارعها ويتنقّلون بين مبانٍ ذات بلاط ازرق ويلتقطون لأنفسهم الصور التذكارية.
في زمن فامبري، كان سوق المدينة المركزيّ معرضا للرؤوس المقطوعة لأعداء الخان من البدو. وكان بإمكان أيّ شخص أن يحصل على أربعين رأسا مقابل بضعة معاطف جميلة من الحرير.
وقد شاهد فامبري جلادا ينتزع عيون مجموعة من الأسرى القبليين الذين كانوا قد أغاروا على بعض القوافل. وعلّق على ذلك بقوله: بعد كلّ عملية، كان الجلاد يمسح سكّينه التي يقطر منها الدم في اللحية البيضاء للمحكوم". وقد دفعه هذا المنظر لمغادرة المدينة على الفور.
الشهرة العالمية التي حقّقها طريق الحرير كانت بفضل أشخاص مثل الاسكندر المقدوني وماركوبولو وابن بطوطة وغيرهم ممّن عبروا الممالك والمدن الواقعة على جانبيه.
ومع ذلك فإن أعظم الرحلات الاستكشافية في تلك المنطقة قام بها أشخاص مجهولون، بينهم صيّادون ومهاجرون وجنود وتجّار ومغامرون وغير ذلك.
هؤلاء هم الأرواح المتجوّلة التي استطاعت أن تتجاوز في رحلاتها حدود الخرائط المعروفة آنذاك. لكن الزمن محا أسماءهم. وقصص رحلاتهم الأسطورية تنام اليوم في أرفف المكتبات المظلمة أو بين جدران الغرف الخاصّة.
أحد هؤلاء الرحّالة المجهولين كان المستشرق المجريّ ارمينيوس فامبري المولود في بودابست عام 1832 لعائلة فقيرة. كان فامبري لغويا بارعا ومتخصّصا في اللغات الإثنية. كما كان، مثل الكثيرين، مفتونا بالشرق الغرائبيّ والغامض. وكان أيضا رجلا شجاعا لدرجة التهوّر.
ورغم انه كان مصابا بالعرَج في إحدى قدميه، إلا انه سافر في سنّ العشرين إلى القسطنطينية كي يدرس اللغات الشرقية. وكان وقتها يتحدّث الألمانية والانجليزية والفرنسية والايطالية والروسية، بالإضافة إلى لغته الأمّ.
في القسطنطينية، غمر فامبري نفسه في المكتبات والمدارس التركية. ثم حفظ الكثير من آيات القرآن الكريم وقدّم نفسه كدرويش وعارف كي ينضمّ إلى مجموعة من الحجّاج العائدين إلى خيوا، إحدى أشهر مدن آسيا الوسطى القاسية والوعرة.
في ذلك الوقت، كانت معظم مناطق آسيا الوسطى تُعتبر وجهات خطيرة للأجانب. كانت مقفلة أمام العالم الخارجيّ وأيضا عنيفة وغير مستقرّة، وكانت تسيطر عليها مجموعة من الخانيّات الإسلامية المتصارعة.
مدن المنطقة الرئيسية، مثل سمرقند وكوكند وغيرهما، كانت عبارة عن بقايا مندثرة من القرون الوسطى تحيط بها الأسوار العالية وتزدهر فيها تجارة رقيق نشطة يتنازعها الخانات الأصوليون الذين كانوا يحكمون بعقلية السيف والنطع.
كان فامبري من بين أوائل الرحّالة الأوربيين الذين اجتازوا تلك البقايا المتلاشية من طريق الحرير منذ مغامرات ماركوبولو. وقد كتب في مذكّراته يقول: عندما قرّرت الرحيل إلى هناك، لقيت معارضة شديدة وقيل لي أنني شخص مجنون يريد الذهاب إلى مكان لم يعد منه إلا القليلون ممّن سبقوني إلى هناك".
لكنه كان مغامرا جسورا وذا عزيمة لا تلين. وقد أسمى نفسه حجّي رشيد. وكان يدوّن بكلّ دقّة كلّ ما يراه ويخفي مذكّراته في باطن جيب معطفه الرثّ. خطواته في صحارى غرب أوزبكستان عمرها اليوم أكثر من مائة وخمسين عاما.
في السنوات الأخيرة، تمّ إدراج خيوا، العاصمة القديمة لخانيّة خوارزم، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وكانت هذه المدينة في الماضي مركزا للعلم والمعرفة، وإليها ينتسب علماء مشهورون مثل أبي عليّ بن سينا والخوارزمي وأبي الريحان البيرونيّ وغيرهم. وقد أصبحت خيوا اليوم مقصدا للسياح من كلّ مكان. ويمكن رؤيتهم وهم يجوبون شوارعها ويتنقّلون بين مبانٍ ذات بلاط ازرق ويلتقطون لأنفسهم الصور التذكارية.
في زمن فامبري، كان سوق المدينة المركزيّ معرضا للرؤوس المقطوعة لأعداء الخان من البدو. وكان بإمكان أيّ شخص أن يحصل على أربعين رأسا مقابل بضعة معاطف جميلة من الحرير.
وقد شاهد فامبري جلادا ينتزع عيون مجموعة من الأسرى القبليين الذين كانوا قد أغاروا على بعض القوافل. وعلّق على ذلك بقوله: بعد كلّ عملية، كان الجلاد يمسح سكّينه التي يقطر منها الدم في اللحية البيضاء للمحكوم". وقد دفعه هذا المنظر لمغادرة المدينة على الفور.
كان فامبري احد الشهود المهمّين على ذلك العصر. ويبدو انه لم يكن يعرف انه كان يكتب عن عالم كان يوشك على الاندثار.
ذات يوم، ركب بغلا عبر غابة بدائية برفقة دليله المحليّ، وطوال الرحلة كان غذاؤهما الوحيد ثمار أشجار التوت البرّي. الغابة التي كانت تقع على ضفّة نهر واسع اختفت الآن وحلّ مكانها آلاف الأميال المربّعة من المصانع التي تعتمد منتجاتها على الزراعة. واليوم تعتبر اوزبكستان واحدة من الدول الرئيسية المنتجة للقطن في العالم وسلّة فواكه آسيا الوسطى.
قضى فامبري بعض الليالي في محطّات القوافل التي التقى فيها بعض الدراويش المتصوّفة الذين نذروا أنفسهم لحياة الفقر والاكتفاء بالعيش على صدقات المحسنين.
يقول في مذكّراته: وجدنا هنا بضعة دراويش نصف عراة. كانوا على وشك أن يتعاطوا جرعة منتصف النهار من الأفيون. وقد قدّموا لنا بعضا منه، لكنّهم اندهشوا عندما رفضته، ثم اعدّوا لي شايا، وبينما كنت اشربه تناولوا جرعتهم من الأفيون السامّ، وبعد نصف ساعة كانوا قد انتقلوا إلى عوالم أخرى".
كان فامبري يتجوّل في أراضي ممالك إسلامية بعيدة كانت شمسها تؤذن بالغروب، وقريبا ستنهار تلك الممالك أمام زحف امبراطورية روسية آخذة في التوسّع والهيمنة. وخلال بضع سنوات بعد سفره، أصبحت الخانيّات مستعمرات قيصرية، ثمّ - ولحوالي سبعة عقود - أجزاءً من الاتحاد السوفياتي.
صحراء "كازيل كوم" التي مشى فيها فامبري ما تزال تحتفظ إلى اليوم بوحشتها الرهيبة. وقد كتب عن رحلته في تلك الصحراء يقول: لا يمكنك رؤية طائر في السماء، ولا دودة ولا خنفساء تدبّ فوق الأرض. لا يوجد هنا سوى آثار العدم وانطفاء الحياة. العظام المبيضّة لإنسان أو حيوان هالك يجمعها كلّ من يمرّ من هنا في أكداس كي تُستخدم كعلامات على الطريق يهتدي بها المسافرون الذين يعبرون الصحراء".
هذا المكان الموحش والنائي كاد يقتله. فقد لحق به في أعماق الصحراء أفراد من قبائل التركمان. كانت قافلته قد نفذ منها الماء، فانهارت الجمال، ومات أحد الرجال عطشا، بينما امسك الباقون بحصصهم الشحيحة من الماء ومنعوها عن الآخرين".
كان فامبري نفسه على وشك الموت من العطش، لكنه نجا عندما أسعفه رعاة من عبيد فارس دلقوا في جوفه بعض حليب الماعز.
صحراء كازيل كوم يعني اسمها بالتركية الرمال الحمراء. ومساحتها تقارب الثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، وهي تغطّي أراضي ثلاث دول هي اوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان. لكن الجزء الأكبر منها يقع داخل الأراضي الاوزبكية.
هذه الصحراء تبدو قاحلة وبلا حياة. لكن في فصل الربيع تتزيّن الرمال ببساط من أزهار الخشخاش والزنابق النادرة مع الكثير من الأفاعي والسحالي والسلاحف. وضمن حدود هذه الصحراء يقع بحر الارال، بالإضافة إلى عدد من البحيرات المالحة والقلاع القديمة.
وبعض القرى الواقعة على أطراف كازيل كوم تبدو اليوم أشبه ما تكون بمدن الأشباح بفعل زحف الرمال، رغم أنها ذات زمن لم تكن تخلو من بشر وحياة.
بعد سنوات من تجواله في تلك النواحي، أصبح فامبري مرهقا من حياة الترحال والتنكّر. وفي النهاية، ربط نسخة من المصحف الشريف حول رقبته. كان قلقا من احتمال أن يكتشف احد انه كافر أو غريب. وغادر إلى أوربّا كي يلتحق بأصدقائه القدامى، ثم نشر كتابه المنسيّ تقريبا اليوم "رحلات في آسيا الوسطى".
ولم يكن مستغربا أن تكشف الوثائق السرّية البريطانية المفرج عنها مؤخّرا عن انه كان يتجسّس لمصلحة انجلترا أثناء ما عُرف بـ "اللعبة الكبرى"، أي فترة الصراع الخفيّ في القرن التاسع عشر بين سانت بطرسبورغ ولندن على مناطق النفوذ في آسيا الوسطى.
النعي الذي كتبته عنه الصحف عام 1913 يقدّمه على انه "مستشرق ورحّالة وصديق للملوك وعاشق لإنجلترا وكاره لروسيا".
ويقال أن ارمينيوس فامبري هو الذي أوحى لبرام ستوكر كتابة روايته المشهورة عن الأمير دراكيولا عندما التقى الاثنان في لندن عام 1890، وأن شخصية الأستاذ العنيد "فان هلسنغ" صائد مصّاص الدماء في الرواية ليست سوى شخصية فامبري نفسه.
ذات يوم، ركب بغلا عبر غابة بدائية برفقة دليله المحليّ، وطوال الرحلة كان غذاؤهما الوحيد ثمار أشجار التوت البرّي. الغابة التي كانت تقع على ضفّة نهر واسع اختفت الآن وحلّ مكانها آلاف الأميال المربّعة من المصانع التي تعتمد منتجاتها على الزراعة. واليوم تعتبر اوزبكستان واحدة من الدول الرئيسية المنتجة للقطن في العالم وسلّة فواكه آسيا الوسطى.
قضى فامبري بعض الليالي في محطّات القوافل التي التقى فيها بعض الدراويش المتصوّفة الذين نذروا أنفسهم لحياة الفقر والاكتفاء بالعيش على صدقات المحسنين.
يقول في مذكّراته: وجدنا هنا بضعة دراويش نصف عراة. كانوا على وشك أن يتعاطوا جرعة منتصف النهار من الأفيون. وقد قدّموا لنا بعضا منه، لكنّهم اندهشوا عندما رفضته، ثم اعدّوا لي شايا، وبينما كنت اشربه تناولوا جرعتهم من الأفيون السامّ، وبعد نصف ساعة كانوا قد انتقلوا إلى عوالم أخرى".
كان فامبري يتجوّل في أراضي ممالك إسلامية بعيدة كانت شمسها تؤذن بالغروب، وقريبا ستنهار تلك الممالك أمام زحف امبراطورية روسية آخذة في التوسّع والهيمنة. وخلال بضع سنوات بعد سفره، أصبحت الخانيّات مستعمرات قيصرية، ثمّ - ولحوالي سبعة عقود - أجزاءً من الاتحاد السوفياتي.
صحراء "كازيل كوم" التي مشى فيها فامبري ما تزال تحتفظ إلى اليوم بوحشتها الرهيبة. وقد كتب عن رحلته في تلك الصحراء يقول: لا يمكنك رؤية طائر في السماء، ولا دودة ولا خنفساء تدبّ فوق الأرض. لا يوجد هنا سوى آثار العدم وانطفاء الحياة. العظام المبيضّة لإنسان أو حيوان هالك يجمعها كلّ من يمرّ من هنا في أكداس كي تُستخدم كعلامات على الطريق يهتدي بها المسافرون الذين يعبرون الصحراء".
هذا المكان الموحش والنائي كاد يقتله. فقد لحق به في أعماق الصحراء أفراد من قبائل التركمان. كانت قافلته قد نفذ منها الماء، فانهارت الجمال، ومات أحد الرجال عطشا، بينما امسك الباقون بحصصهم الشحيحة من الماء ومنعوها عن الآخرين".
كان فامبري نفسه على وشك الموت من العطش، لكنه نجا عندما أسعفه رعاة من عبيد فارس دلقوا في جوفه بعض حليب الماعز.
صحراء كازيل كوم يعني اسمها بالتركية الرمال الحمراء. ومساحتها تقارب الثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، وهي تغطّي أراضي ثلاث دول هي اوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان. لكن الجزء الأكبر منها يقع داخل الأراضي الاوزبكية.
هذه الصحراء تبدو قاحلة وبلا حياة. لكن في فصل الربيع تتزيّن الرمال ببساط من أزهار الخشخاش والزنابق النادرة مع الكثير من الأفاعي والسحالي والسلاحف. وضمن حدود هذه الصحراء يقع بحر الارال، بالإضافة إلى عدد من البحيرات المالحة والقلاع القديمة.
وبعض القرى الواقعة على أطراف كازيل كوم تبدو اليوم أشبه ما تكون بمدن الأشباح بفعل زحف الرمال، رغم أنها ذات زمن لم تكن تخلو من بشر وحياة.
بعد سنوات من تجواله في تلك النواحي، أصبح فامبري مرهقا من حياة الترحال والتنكّر. وفي النهاية، ربط نسخة من المصحف الشريف حول رقبته. كان قلقا من احتمال أن يكتشف احد انه كافر أو غريب. وغادر إلى أوربّا كي يلتحق بأصدقائه القدامى، ثم نشر كتابه المنسيّ تقريبا اليوم "رحلات في آسيا الوسطى".
ولم يكن مستغربا أن تكشف الوثائق السرّية البريطانية المفرج عنها مؤخّرا عن انه كان يتجسّس لمصلحة انجلترا أثناء ما عُرف بـ "اللعبة الكبرى"، أي فترة الصراع الخفيّ في القرن التاسع عشر بين سانت بطرسبورغ ولندن على مناطق النفوذ في آسيا الوسطى.
النعي الذي كتبته عنه الصحف عام 1913 يقدّمه على انه "مستشرق ورحّالة وصديق للملوك وعاشق لإنجلترا وكاره لروسيا".
ويقال أن ارمينيوس فامبري هو الذي أوحى لبرام ستوكر كتابة روايته المشهورة عن الأمير دراكيولا عندما التقى الاثنان في لندن عام 1890، وأن شخصية الأستاذ العنيد "فان هلسنغ" صائد مصّاص الدماء في الرواية ليست سوى شخصية فامبري نفسه.
Credits
nationalgeographic.com
nationalgeographic.com