"إعرف نفسك" عبارة مشهورة وفي نفس الوقت مثيرة للجدل لأكثر من سبب. أوّلا لأنه جرى تفسيرها بطرق مختلفة. وثانيا لأنه لا يُعرف على وجه اليقين من قالها، وإن كانت تُنسب غالبا لسقراط. وثالثا لأنه ما يزال يُستشهَد بها منذ أكثر من عشرين قرنا. ورابعا لأنها أصبحت، وبمعنى ما، تختصر العقل الغربيّ كلّه.
لكن برأي الكثيرين، فإن هذه العبارة حُمّلت في تاريخ الفلسفة بأكثر مما تحتمل.
في البداية، هناك اتفاق على أن عبارة "إعرف نفسك" كانت جزءا من عبارة أطول كانت منقوشة على مدخل معبد ابوللو في ديلفي في اليونان القديمة قبل أكثر من ألفين وثلاثمائة عام. لكن المعبد أصبح اليوم أطلالا. كما أن الحجر الذي كانت العبارة منقوشة عليه اختفى هو أيضا منذ زمن بعيد.
ولأن ذلك المعبد كان محجّاً للناس في ذلك الوقت، فإن بعض المؤرّخين يرجّحون أن العبارة كُتبت لتنبيه المؤمنين إلى أن الله هو الذي يقرّر أقدارهم ومصائرهم، وبالتالي يتعيّن عليهم أن يعرفوا مكانهم الطبيعيّ والمتواضع في نظام الأشياء وخطّة الخلق.
وهناك أيضا من ذهب إلى أن العبارة وردت على لسان الإله ابوللو مخاطبا الإنسان، ومِن ثَمّ يُحتمل أنها وردت في سياق كهذا: أنا الإله المتحكّم في كلّ شيء، أما أنت أيّها الإنسان فمخلوق فانٍ يدخل معبد الربّ خاشعا متذلّلا، لذا كن متواضعا واعرف نفسك". أي إلزم حدودك واعرف قدرك وتذكّر من أنت جيّدا.
والعبارة بهذا المعنى ليست دعوة للإنسان للبحث عن المعرفة، ومنها معرفة نفسه، كما هو المعنى الشائع اليوم، وإنّما تذكير له بهشاشته وضعفه وقلّة حيلته في هذا الوجود.
لكن سقراط وآخرين مثل فيثاغوراس وأفلاطون واسخيليوس تبنّوا معنى مغايرا للعبارة عندما اعتبروها دعوة للإنسان كي يعرف نفسه، أي يعرف أيّ نوع من الناس هو وما هي مواطن ضعفه وقوّته وماذا يريد وماذا يحبّ أن يكون .. إلى آخره.
كان سقراط ورفاقه يستخدمون هذه العبارة كثيرا في حواراتهم ومجادلاتهم. وقد قال ذات مرّة أن من المضحك أن يحاول الناس معرفة أشياء غامضة قبل أن يحاولوا معرفة أنفسهم جيّدا.
لكن بين هذين التفسيرين المتضادّين للعبارة، راجت في بعض الأوقات تفسيرات أخرى، منها واحد يقول أن المُراد من عبارة "إعرف نفسك" هو أن تعرف انك نفحة من روح الله، وبالتالي فأنت - كإنسان – ذو طبيعة مقدّسة.
وهناك تفسير آخر لا يبتعد كثيرا عن السابق يقول: إن أردت أن تعرف شيئا من أسرار الله والكون، فاعرف نفسك. أي انظر عميقا في نفسك كي تعرف الله الذي يحيا فيك كما في سائر الكون.
لكن برغم كلّ هذا التباين والاختلاف في تفسير العبارة، إلا أن هناك قاسما مشتركا بين جميع هذه التفسيرات. فهي كلّها تتّفق على أن معرفة النفس هي ما نحتاجه كي نصبح بشرا أفضل، بصرف النظر عمّا نعنيه بكلمة "أفضل".
لكن لسوء الحظ فإن معرفة النفس هي من بين أصعب المهامّ وأعقدها. وهي أحيانا متعذّرة، لأن معظم معارفنا نكتسبها من أقاربنا وأصدقائنا ومن البيت والمدرسة والعمل والتلفزيون والانترنت وغيرها من المصادر. والكثير من هذه المعرفة هي مجرّد معلومات ومعطيات وتجارب، لكنها ليست "نحن" في النهاية.
ذات مرّة قال احد الحكماء: إن مأساة الإنسان هي انه يظنّ انه يعرف". وقال آخر: كلما ازدادت معرفتنا، كلّما انكشف جهلنا". وقال ثالث: الحكمة الحقيقية الوحيدة في هذا العالم هي أن تعرف انك لا تعرف شيئا".
وكما لو أن المسألة ليست صعبة وغامضة بما يكفي، فقد أضاف إليها الفيلسوف الصينيّ لاو تسو صعوبة أخرى عندما قال: الذين يعرفون لا يتكلّمون، والذين يتكلّمون لا يعرفون".
لكن برأي الكثيرين، فإن هذه العبارة حُمّلت في تاريخ الفلسفة بأكثر مما تحتمل.
في البداية، هناك اتفاق على أن عبارة "إعرف نفسك" كانت جزءا من عبارة أطول كانت منقوشة على مدخل معبد ابوللو في ديلفي في اليونان القديمة قبل أكثر من ألفين وثلاثمائة عام. لكن المعبد أصبح اليوم أطلالا. كما أن الحجر الذي كانت العبارة منقوشة عليه اختفى هو أيضا منذ زمن بعيد.
ولأن ذلك المعبد كان محجّاً للناس في ذلك الوقت، فإن بعض المؤرّخين يرجّحون أن العبارة كُتبت لتنبيه المؤمنين إلى أن الله هو الذي يقرّر أقدارهم ومصائرهم، وبالتالي يتعيّن عليهم أن يعرفوا مكانهم الطبيعيّ والمتواضع في نظام الأشياء وخطّة الخلق.
وهناك أيضا من ذهب إلى أن العبارة وردت على لسان الإله ابوللو مخاطبا الإنسان، ومِن ثَمّ يُحتمل أنها وردت في سياق كهذا: أنا الإله المتحكّم في كلّ شيء، أما أنت أيّها الإنسان فمخلوق فانٍ يدخل معبد الربّ خاشعا متذلّلا، لذا كن متواضعا واعرف نفسك". أي إلزم حدودك واعرف قدرك وتذكّر من أنت جيّدا.
والعبارة بهذا المعنى ليست دعوة للإنسان للبحث عن المعرفة، ومنها معرفة نفسه، كما هو المعنى الشائع اليوم، وإنّما تذكير له بهشاشته وضعفه وقلّة حيلته في هذا الوجود.
لكن سقراط وآخرين مثل فيثاغوراس وأفلاطون واسخيليوس تبنّوا معنى مغايرا للعبارة عندما اعتبروها دعوة للإنسان كي يعرف نفسه، أي يعرف أيّ نوع من الناس هو وما هي مواطن ضعفه وقوّته وماذا يريد وماذا يحبّ أن يكون .. إلى آخره.
كان سقراط ورفاقه يستخدمون هذه العبارة كثيرا في حواراتهم ومجادلاتهم. وقد قال ذات مرّة أن من المضحك أن يحاول الناس معرفة أشياء غامضة قبل أن يحاولوا معرفة أنفسهم جيّدا.
لكن بين هذين التفسيرين المتضادّين للعبارة، راجت في بعض الأوقات تفسيرات أخرى، منها واحد يقول أن المُراد من عبارة "إعرف نفسك" هو أن تعرف انك نفحة من روح الله، وبالتالي فأنت - كإنسان – ذو طبيعة مقدّسة.
وهناك تفسير آخر لا يبتعد كثيرا عن السابق يقول: إن أردت أن تعرف شيئا من أسرار الله والكون، فاعرف نفسك. أي انظر عميقا في نفسك كي تعرف الله الذي يحيا فيك كما في سائر الكون.
لكن برغم كلّ هذا التباين والاختلاف في تفسير العبارة، إلا أن هناك قاسما مشتركا بين جميع هذه التفسيرات. فهي كلّها تتّفق على أن معرفة النفس هي ما نحتاجه كي نصبح بشرا أفضل، بصرف النظر عمّا نعنيه بكلمة "أفضل".
لكن لسوء الحظ فإن معرفة النفس هي من بين أصعب المهامّ وأعقدها. وهي أحيانا متعذّرة، لأن معظم معارفنا نكتسبها من أقاربنا وأصدقائنا ومن البيت والمدرسة والعمل والتلفزيون والانترنت وغيرها من المصادر. والكثير من هذه المعرفة هي مجرّد معلومات ومعطيات وتجارب، لكنها ليست "نحن" في النهاية.
ذات مرّة قال احد الحكماء: إن مأساة الإنسان هي انه يظنّ انه يعرف". وقال آخر: كلما ازدادت معرفتنا، كلّما انكشف جهلنا". وقال ثالث: الحكمة الحقيقية الوحيدة في هذا العالم هي أن تعرف انك لا تعرف شيئا".
وكما لو أن المسألة ليست صعبة وغامضة بما يكفي، فقد أضاف إليها الفيلسوف الصينيّ لاو تسو صعوبة أخرى عندما قال: الذين يعرفون لا يتكلّمون، والذين يتكلّمون لا يعرفون".
Credits
the-philosophy.com
the-philosophy.com