هذا الكتاب عنوانه (الحافّة البرّية للحزن: طقوس التجدّد وآثار الحزن المقدّس)، ومهمّته، كما يقول مؤلّفه، هي إيقاظ علاقتنا الأزلية بالحيوانات والنباتات والأنهار والتلال والأشجار والغيوم. كما أنه صرخة احتجاج تدعونا للعودة إلى حياة التواصل والحميمية والشعور والدهشة. وهو أيضا دعوة لإشعال حيويتنا وإقناعنا بالعودة إلى الحياة من خلال الاهتمام بالحزن.
مؤلّف الكتاب فرانسيس ويللر يقول إن كتابه يحفر في المشاعر التي يدفنها الكثيرون منّا. وهو يعتقد أن معظمنا يحمل قدرا كبيرا من الحزن، أكبر ممّا نسمح لأنفسنا بالاعتراف به. ويشير إلى أنه وضع الكتاب لعدّة أهداف، أهمّها "إعادة النفس إلى عمل الحزن وإعادة الحزن إلى عمل الروح".
والمؤلّف يشعر أن الحزن "أصبح رهينة للعالَم الإكلينيكي والتشخيصات والنظم الصيدلانية". في حين أن الحزن، في معظم الأحيان، ليس مشكلة يجب حلّها أو حالة تحتاج إلى علاج، ولكنّه لقاء عميق مع تجربة أساسية تتعلّق بكوننا بشرا. ولا يصبح الحزن مشكلة إلا عندما تغيب الظروف اللازمة لمساعدتنا على التعامل معه، كأن نضطرّ إلى تحمّل حزننا في عزلة.
والحزن، برأي المؤلّف، يرافقنا دائما بطريقة ما. وهناك أوقات يكون فيها حادّا، كأن يموت الشريك أو يتفكّك الزواج لنجد أنفسنا وحدنا. وهذه الفصول في حياتنا مكثّفة وتتطلّب وقتا طويلا لاستيعاب الحزن بشكل كامل. لكن لا ينبغي أن ننظر الى الحزن على أنه حقيقة محبطة، بل إن فيه نعمة مخفيّة، فهو ينبّهنا الى أننا ما نزال على قيد الحياة وأن كلّ خسارة تفتح الطريق لتجربة جديدة.
ثم يتحدّث الكاتب عن "علم نفس الروح" الذي يستشعر الحيوية في كلّ عاطفة مهما كانت نوعية الحياة التي نعيشها في هذه اللحظة. إذ سيكون لدينا أوقات من السعادة، وهذا سبب للاحتفال، وقد نواجه أيضا أوقاتا من الحزن والشعور بالوحدة. وربّما تأتي علينا أحوال وتقع أحداث تثير فينا الأسى والألم.
ويضيف: لقد نسي المجتمع التكنولوجي الحديث الشعور بالاندماج في ثقافة حيّة وغنيّة بالقصص والتقاليد والطقوس وأنماط التعليم التي تساعدنا على أن نصبح بشرا حقيقيين. إننا نعيش في مجتمع لا يهتمّ كثيراً بأمور الروح. ونتيجة لذلك، نحتاج إلى كتب وورش عمل حول الحزن والعلاقات والجنس واللعب والإبداع وما الى ذلك.
ذات مرّة، كتب الفيلسوف النمساوي لودفيك فيتغنشتاين: ما لا نستطيع التحدّث عنه، نمرّ عليه بصمت". ويعلّق المؤلّف على ذلك بأننا نسينا لغة الحزن الأساسية. ونتيجة لذلك، أصبحت أرض الحزن غير مألوفة وغريبة، وعندما يقترب منّا الحزن نصبح خائفين وتائهين. والصمت المؤلم الذي يتحدّث عنه فيتغنشتاين لا يزال يخيّم على حياتنا كالضباب، ما يضع مجالات واسعة من الخبرة خارج متناول أيدينا.
ويرى يللر أننا خُلقنا لمواجهة هذه الحياة بالدهشة والعجب، وليس بالاستسلام والمكابدة. إن حلم العيش الكريم المتأصّل فينا غالبا ما يُنسى ويُهمل ليحلّ مكانه خيال مجتمعيّ عن الإنتاجية والمكاسب الماديّة وما الى ذلك.
هذا الكتاب يمكن أيضا اعتباره بمثابة صلاة وتوسّل من أجل كوكب الأرض. وبحسب الكاتب فإن أحد أسباب الإحساس العميق بالفقد هو ظهور علامات مستمرّة من التوتّر والتدهور على نظم الحياة في كوكبنا.
ويوضّح ذلك بقوله: ليس من المفترض أن نعيش حياة ضحلة مليئة بالروتين الذي لا معنى له. فنحن ورثة سلالة مذهلة مليئة بذكريات الحياة التي عاشها أسلافنا بشكل وثيق ومتناغم مع الغزال والجاموس والغراب وسمك السلمون والعقاب والفراشات الملكية ومع سماء الليل.
وبهذا المعنى فإن الكتاب يوقظ علاقتنا الأزلية بالحيوانات والنباتات والأنهار والتلال والأشجار والغيوم والطيور. كما أنه دعوة للعودة إلى حياة التواصل والحميمية والشعور بالدهشة. وكل هذا برأي المؤلّف لا يتأتّى إلا من خلال العناية بالحزن.
مؤلّف الكتاب فرانسيس ويللر يقول إن كتابه يحفر في المشاعر التي يدفنها الكثيرون منّا. وهو يعتقد أن معظمنا يحمل قدرا كبيرا من الحزن، أكبر ممّا نسمح لأنفسنا بالاعتراف به. ويشير إلى أنه وضع الكتاب لعدّة أهداف، أهمّها "إعادة النفس إلى عمل الحزن وإعادة الحزن إلى عمل الروح".
والمؤلّف يشعر أن الحزن "أصبح رهينة للعالَم الإكلينيكي والتشخيصات والنظم الصيدلانية". في حين أن الحزن، في معظم الأحيان، ليس مشكلة يجب حلّها أو حالة تحتاج إلى علاج، ولكنّه لقاء عميق مع تجربة أساسية تتعلّق بكوننا بشرا. ولا يصبح الحزن مشكلة إلا عندما تغيب الظروف اللازمة لمساعدتنا على التعامل معه، كأن نضطرّ إلى تحمّل حزننا في عزلة.
والحزن، برأي المؤلّف، يرافقنا دائما بطريقة ما. وهناك أوقات يكون فيها حادّا، كأن يموت الشريك أو يتفكّك الزواج لنجد أنفسنا وحدنا. وهذه الفصول في حياتنا مكثّفة وتتطلّب وقتا طويلا لاستيعاب الحزن بشكل كامل. لكن لا ينبغي أن ننظر الى الحزن على أنه حقيقة محبطة، بل إن فيه نعمة مخفيّة، فهو ينبّهنا الى أننا ما نزال على قيد الحياة وأن كلّ خسارة تفتح الطريق لتجربة جديدة.
ثم يتحدّث الكاتب عن "علم نفس الروح" الذي يستشعر الحيوية في كلّ عاطفة مهما كانت نوعية الحياة التي نعيشها في هذه اللحظة. إذ سيكون لدينا أوقات من السعادة، وهذا سبب للاحتفال، وقد نواجه أيضا أوقاتا من الحزن والشعور بالوحدة. وربّما تأتي علينا أحوال وتقع أحداث تثير فينا الأسى والألم.
ويضيف: لقد نسي المجتمع التكنولوجي الحديث الشعور بالاندماج في ثقافة حيّة وغنيّة بالقصص والتقاليد والطقوس وأنماط التعليم التي تساعدنا على أن نصبح بشرا حقيقيين. إننا نعيش في مجتمع لا يهتمّ كثيراً بأمور الروح. ونتيجة لذلك، نحتاج إلى كتب وورش عمل حول الحزن والعلاقات والجنس واللعب والإبداع وما الى ذلك.
ذات مرّة، كتب الفيلسوف النمساوي لودفيك فيتغنشتاين: ما لا نستطيع التحدّث عنه، نمرّ عليه بصمت". ويعلّق المؤلّف على ذلك بأننا نسينا لغة الحزن الأساسية. ونتيجة لذلك، أصبحت أرض الحزن غير مألوفة وغريبة، وعندما يقترب منّا الحزن نصبح خائفين وتائهين. والصمت المؤلم الذي يتحدّث عنه فيتغنشتاين لا يزال يخيّم على حياتنا كالضباب، ما يضع مجالات واسعة من الخبرة خارج متناول أيدينا.
ويرى يللر أننا خُلقنا لمواجهة هذه الحياة بالدهشة والعجب، وليس بالاستسلام والمكابدة. إن حلم العيش الكريم المتأصّل فينا غالبا ما يُنسى ويُهمل ليحلّ مكانه خيال مجتمعيّ عن الإنتاجية والمكاسب الماديّة وما الى ذلك.
هذا الكتاب يمكن أيضا اعتباره بمثابة صلاة وتوسّل من أجل كوكب الأرض. وبحسب الكاتب فإن أحد أسباب الإحساس العميق بالفقد هو ظهور علامات مستمرّة من التوتّر والتدهور على نظم الحياة في كوكبنا.
ويوضّح ذلك بقوله: ليس من المفترض أن نعيش حياة ضحلة مليئة بالروتين الذي لا معنى له. فنحن ورثة سلالة مذهلة مليئة بذكريات الحياة التي عاشها أسلافنا بشكل وثيق ومتناغم مع الغزال والجاموس والغراب وسمك السلمون والعقاب والفراشات الملكية ومع سماء الليل.
وبهذا المعنى فإن الكتاب يوقظ علاقتنا الأزلية بالحيوانات والنباتات والأنهار والتلال والأشجار والغيوم والطيور. كما أنه دعوة للعودة إلى حياة التواصل والحميمية والشعور بالدهشة. وكل هذا برأي المؤلّف لا يتأتّى إلا من خلال العناية بالحزن.
والكتاب يقدّم خريطة لما يسمّيه أبواب الحزن الخمسة. وأوّل هذه الأبواب تختصره عبارة "كلّ ما نحبّه، سوف نخسره". والثاني هو الأماكن التي لم تعرف الحبّ، ويقصد بها تلك المشاعر والأجزاء في أنفسنا التي أغلقناها ودفعناها بعيدا، أي الأماكن المرتبطة بالعيب والصدمة أو ما يسمّيه الكاتب "فقدان الروح".
والباب الثالث هو أحزان العالم. ويفسّر هذه الأحزان باقتباس منسوب الى طبيب نفساني وَصَف البشر بأنهم "أطفال العصر الحجريّ". ويشرح المؤلّف ذلك بالقول إن تركيبتنا النفسية والجسدية والعاطفية والروحية بأكملها قد تشكّلت أثناء التكوين التطوّري الطويل لجنسنا البشري. ومعنى هذا أن ميراثنا يشتمل على تبادل حميم وقويّ مع العالم الفطري، وهذا ما تتوقّعه عقولنا وأجسادنا".
الباب الرابع للحزن هو كلّ شيء توقّعناه ولم يتحقّق. وهذا يتضمّن "توقنا للانتماء ورغبتنا في الشعور بالتوحّد مع الناس ومع كلّ أشكال الحياة". ويسرد الكاتب قصّة ذات دلالة عن قرية أفريقية يجتمع الناس فيها كلّ ليلة ليتشاركوا همومهم. أما الأطفال فينخرطون في أحاديث مع بعضهم ويلعبون حتى يستلقوا ويناموا. ويعلّق بقوله: تخيّل مدى عمق تأثير ذلك على كلّ فرد، إذا علم أنه مرحّب به في أيّ منزل يذهب اليه.
أما الباب الخامس فهو حزن الأجداد، ويفسّره الكاتب بأن معظمنا يحمل أنواعا عديدة من الصدمات توارثناها من الأجيال التي سبقتنا، والتي نادرا ما كان لديها الوقت والمهارات اللازمة لحلّها. وهذا هو الوزن الزائد الذي يحمله الكثيرون منّا، والاعتراف به هو الخطوة الأولى للتخلّص منه.
ويَعتبر ويللر الطقوس عنصرا حيويّا في معالجة الحزن، ويقدّم أمثلة جيّدة عن كيفية استخدامها بطرق مختلفة في المجتمعات القبلية، وكيف يمكننا استخدامها في عصرنا الحديث. ويرى أن الديناميكيات المهمّة في الطقوس هي توفير الاحتواء والتحرّر وجعل المكبوت مرئيّا.
كتب أوسكار وايلد ذات مرّة يقول: حيث يوجد الحزن، توجد أرض مقدّسة". وهذا الكتاب هو دعوة للدخول إلى أرض الحزن المقدّسة وتجربة الطرق التي تمكنّنا من السير في هذا العالم، مع ما قد يصاحبه من حقائق قاسية عن الفقد والموت.
ويشير المؤلّف الى أن الحزن يهزّنا ويفتحنا على أعماق روحية لم نكن نتخيّلها. كما أنه يُنضجنا ويستخرج من أعماق نفوسنا ما هو أكثر أصالة في كينونتنا. وفي الحقيقة، فإن القلب المنكسر، القلب الذي يعرف الحزن، هو القادر على الحبّ الحقيقي.
لكن الاهتمام بحزننا في غياب المجتمع أمر صعب. فالحزن الذي يُحمل سرّا يظلّ باقيا في الروح ويسحبنا ببطء إلى ما تحت سطح الحياة وإلى تضاريس الموت.
ويرى ويللر أن الحزن كان دائما جماعيّا ومشتركا. لكن في العصر الحديث، أصبح حزننا خاصّا ويحمل عباءة غير مرئيّة من العيب، ما يجبرنا على إخفائه عن العيون التي من شأنها أن تقدّم الشفاء.
ويقول أيضا إن الحزن جزء من الدورات العظيمة للأرض، فهو يتدفّق في الليل مثل الهواء البارد الذي يغرق في مجرى النهر. ويضيف إن الكثير من الحزن الذي نحمله ليس شخصيّا، ولا ينشأ من تاريخنا أو تجاربنا، بل يدور حولنا قادما إلينا من فسحة أوسع، ويصل على متن تيّارات غير مرئيّة تمسّ نفوسنا.
وبينما عانى الكثيرون منا بشدّة بسبب التربية غير الواعية، يجب أن نتذكّر أن آباءنا كانوا مشاركين في مجتمع فشل في تقديم ما يحتاجونه كي يصبحوا أفرادا أقوياء وأباءً وأمّهات جيّدين. لقد كان البشر، منذ آلاف السنين قبل ظهور الحضارة، يتلقّون الرعاية والدعم في قرية منذ ولادتهم، وليس في أسرة نووية. وكان هذا "تحوّلا كارثيّا ويدعو للحزن".
إن ارتباطاتنا المتأصّلة ثقافيّا بالمقدّس تحيل عادةً إلى السماء والنور. ونحن نحبّ فكرة الصعود؛ صعود الأشياء وحركتها نحو النور، ونشعر بعدم الارتياح عندما ننزلق ونسقط لنجد أنفسنا ننحدر إلى الظلام. ولكن عندما نحصر المقدّس في شريط السماء الضيّق، فإنّنا نُنكر القداسة الساكنة في الظلام، في جذور الأرض، في الظلال الكامنة داخل أجسادنا التي هي رحم بداياتنا.
والباب الثالث هو أحزان العالم. ويفسّر هذه الأحزان باقتباس منسوب الى طبيب نفساني وَصَف البشر بأنهم "أطفال العصر الحجريّ". ويشرح المؤلّف ذلك بالقول إن تركيبتنا النفسية والجسدية والعاطفية والروحية بأكملها قد تشكّلت أثناء التكوين التطوّري الطويل لجنسنا البشري. ومعنى هذا أن ميراثنا يشتمل على تبادل حميم وقويّ مع العالم الفطري، وهذا ما تتوقّعه عقولنا وأجسادنا".
الباب الرابع للحزن هو كلّ شيء توقّعناه ولم يتحقّق. وهذا يتضمّن "توقنا للانتماء ورغبتنا في الشعور بالتوحّد مع الناس ومع كلّ أشكال الحياة". ويسرد الكاتب قصّة ذات دلالة عن قرية أفريقية يجتمع الناس فيها كلّ ليلة ليتشاركوا همومهم. أما الأطفال فينخرطون في أحاديث مع بعضهم ويلعبون حتى يستلقوا ويناموا. ويعلّق بقوله: تخيّل مدى عمق تأثير ذلك على كلّ فرد، إذا علم أنه مرحّب به في أيّ منزل يذهب اليه.
أما الباب الخامس فهو حزن الأجداد، ويفسّره الكاتب بأن معظمنا يحمل أنواعا عديدة من الصدمات توارثناها من الأجيال التي سبقتنا، والتي نادرا ما كان لديها الوقت والمهارات اللازمة لحلّها. وهذا هو الوزن الزائد الذي يحمله الكثيرون منّا، والاعتراف به هو الخطوة الأولى للتخلّص منه.
ويَعتبر ويللر الطقوس عنصرا حيويّا في معالجة الحزن، ويقدّم أمثلة جيّدة عن كيفية استخدامها بطرق مختلفة في المجتمعات القبلية، وكيف يمكننا استخدامها في عصرنا الحديث. ويرى أن الديناميكيات المهمّة في الطقوس هي توفير الاحتواء والتحرّر وجعل المكبوت مرئيّا.
كتب أوسكار وايلد ذات مرّة يقول: حيث يوجد الحزن، توجد أرض مقدّسة". وهذا الكتاب هو دعوة للدخول إلى أرض الحزن المقدّسة وتجربة الطرق التي تمكنّنا من السير في هذا العالم، مع ما قد يصاحبه من حقائق قاسية عن الفقد والموت.
ويشير المؤلّف الى أن الحزن يهزّنا ويفتحنا على أعماق روحية لم نكن نتخيّلها. كما أنه يُنضجنا ويستخرج من أعماق نفوسنا ما هو أكثر أصالة في كينونتنا. وفي الحقيقة، فإن القلب المنكسر، القلب الذي يعرف الحزن، هو القادر على الحبّ الحقيقي.
لكن الاهتمام بحزننا في غياب المجتمع أمر صعب. فالحزن الذي يُحمل سرّا يظلّ باقيا في الروح ويسحبنا ببطء إلى ما تحت سطح الحياة وإلى تضاريس الموت.
ويرى ويللر أن الحزن كان دائما جماعيّا ومشتركا. لكن في العصر الحديث، أصبح حزننا خاصّا ويحمل عباءة غير مرئيّة من العيب، ما يجبرنا على إخفائه عن العيون التي من شأنها أن تقدّم الشفاء.
ويقول أيضا إن الحزن جزء من الدورات العظيمة للأرض، فهو يتدفّق في الليل مثل الهواء البارد الذي يغرق في مجرى النهر. ويضيف إن الكثير من الحزن الذي نحمله ليس شخصيّا، ولا ينشأ من تاريخنا أو تجاربنا، بل يدور حولنا قادما إلينا من فسحة أوسع، ويصل على متن تيّارات غير مرئيّة تمسّ نفوسنا.
وبينما عانى الكثيرون منا بشدّة بسبب التربية غير الواعية، يجب أن نتذكّر أن آباءنا كانوا مشاركين في مجتمع فشل في تقديم ما يحتاجونه كي يصبحوا أفرادا أقوياء وأباءً وأمّهات جيّدين. لقد كان البشر، منذ آلاف السنين قبل ظهور الحضارة، يتلقّون الرعاية والدعم في قرية منذ ولادتهم، وليس في أسرة نووية. وكان هذا "تحوّلا كارثيّا ويدعو للحزن".
إن ارتباطاتنا المتأصّلة ثقافيّا بالمقدّس تحيل عادةً إلى السماء والنور. ونحن نحبّ فكرة الصعود؛ صعود الأشياء وحركتها نحو النور، ونشعر بعدم الارتياح عندما ننزلق ونسقط لنجد أنفسنا ننحدر إلى الظلام. ولكن عندما نحصر المقدّس في شريط السماء الضيّق، فإنّنا نُنكر القداسة الساكنة في الظلام، في جذور الأرض، في الظلال الكامنة داخل أجسادنا التي هي رحم بداياتنا.
Credits
francisweller.net
wisdombridge.net
francisweller.net
wisdombridge.net