يذكر المؤرّخ ڤيكتور هانسون في كتابه "حروب الإغريق القدماء" أن ثروة الإسكندر المقدوني التي جمعها من خلال سلسلة من الفتوحات الجريئة، جعلت منه أحد أغنى وأقوى الشخصيات في زمانه.
في سنّ الثلاثين، غزا الإسكندر الإمبراطورية الأكثر قوّة وثراءً آنذاك، أي الإمبراطورية الفارسية التي كانت منجم ذهب حقيقيّا. كان الفرس قد راكموا ثروتهم نتيجة مزيج من الإدارة الذكيّة وشبكات التجارة الواسعة والجزية الضخمة التي فرضوها على الأراضي التي فتحوها. وكانت هذه البلاد الواقعة عند مفترق طرق التجارة الرئيسية، بما في ذلك طريق الحرير الشهير، مركزا مزدحما حيث كانت السلع والذهب والفضّة تتدفّق من جميع أنحاء آسيا والشرق الأدنى.
أضف إلى ذلك الثروات الطبيعية التي كانت تتمتّع بها الإمبراطورية من الأراضي الخصبة والمعادن الثمينة والوفيرة. كان الفرس -بحسب هانسون- بارعين في توحيد جمع الجزية والضرائب، ما ضمِن تدفّقا ثابتا للثروات إلى خزائن الإمبراطورية. لذا عندما أطاح الإسكندر بداريوس الثالث واستولى على العواصم الفارسية مثل سوسا وبابل وبرسيبوليس، لم يكن يوسّع أراضيه فحسب، بل كان يحقّق الفوز بالجائزة الكبرى، أي إمكانية الوصول إلى الموارد الاقتصادية الهائلة التي احتكرها الفرس لقرون.
يقول هانسون: بموازين اليوم يمكن وضع حصيلة الإسكندر من سوسة وحدها على قدم المساواة مع صافي ثروة جيف بيزوس مؤسّس أمازون. أما برسيبوليس فكانت خزانتها لوحدها تحتوي على حوالي أربعة ملايين كيلوغرام من الفضّة. ويمكن ان يبلغ إجمالي قيمة هذه الفضّة بأسعار هذه الأيّام أكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وهانسون يناقش في كتابه كيف أن فتوحات الإسكندر أعادت توزيع الثروة عبر إمبراطورتيه بحيث أن تدفّق السبائك الذهبية والفضّية في التداول يشبه الطريقة التي تعمل بها استثمارات مليارديرات التكنولوجيا على تحفيز النشاط الاقتصادي هذه الايّام.
وبينما لا يقترب هذا المبلغ تماما من ثروة بيزوس، إلا أنه يمكن مقارنته بصافي ثروة أباطرة التكنولوجيا الآخرين مثل مارك زوكربيرغ أو جاك دورسي مؤسّسي فيس بوك وتويتر. والإسكندر، باعتباره صاحب رأس المال الاستثماري الأصلي الذي نشر الثروة في جميع أنحاء الإمبراطورية وعزّز النمو الاقتصادي يمكن مقارنته بإيلون ماسك الذي استثمر في الطاقة المتجدّدة وفي السفر إلى الفضاء.
كان الإسكندر الأكبر هو الملياردير الأصلي الذي جمع ثروة مذهلة حتى بمعايير اليوم. وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية التي قام بها في باكتيريا وسوغديانا، إلى جانب الكنوز التي استولى عليها من الإمبراطورية الفارسية، تبيّن النطاق الهائل لثروته. وكما يؤثّر المليارديرات المعاصرون مثل زوكربيرغ وماسك وبيزوس على عالمنا، أعادت ثروة الإسكندر تشكيل المشهد الاقتصادي للعالم القديم بالكامل.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
وباعتبار اللوحة تركيبة لونية في الأساس، فإنها تبدو جريئة وحيوية في الوقت نفسه. وقد استخدم ماتيس هذه الألوان القويّة لإرضاء العين القادرة على رؤية وتقييم كلّ شيء من مسافة بعيدة. وكان سعيدا تماما بإخضاع الشخصية المرسومة وتحويلها إلى زخرفة أو زينة.
عنوان اللوحة، أي الشريط الأخضر، يشير الى الشريط العمودي أسفل منتصف وجه المرأة والذي يتّسق مع تقنيات وقيم الوحشية. اللوحة حظيت بالثناء والنقد بسبب هذه التقنيات، بالإضافة إلى التمثيل الفنّي المبتكر للشخصية.
❉ ❉ ❉
وسألها السلطان: لماذا سعرك مرتفع هكذا؟ فقالت: لأني أتميّز بالذكاء". تعجّب السلطان من ردّ المرأة وثقتها بنفسها وفكّر للحظات ثم قال لها بفضول: حسنا، سأسألك سؤالاً، فإذا أجبتِ عليه بشكل صحيح فسأهبك حرّيتك، وإن لم تجيبي فسأقتلك". هزّت الجارية رأسها بالموافقة، فسألها: ما أجمل الثياب؟ وما أطيب العطر؟ وما أشهى الطعام؟ وما أنعم الفِراش؟ وما أجمل البلاد؟"
فالتفتت الجارية إلى الحاضرين وقالت: جهّزوا أمتعتي وجوادي، فإني خارجة من هذا القصر الليلة وأنا حرّة". ثم قالت: أجمل الثياب قميص الفقير الذي لا يملك إلا واحداً، فإنه يجده مناسباً للشتاء والصيف. وأطيب العطور هي رائحة الأم، حتى لو كانت مجرّد نافخة نار في كوخ. وأشهى الطعام هو الذي يأكله الإنسان عندما يجوع، لأن الجائع يجد حتى الخبز اليابس لذيذاً. أما أنعم الفِراش فهو الذي تنام عليه مطمئنّ البال، فإن كنت ظالماً فإن الفراش، حتى لو كان مصنوعا من الذهب، سيبدو لك مليئاً بالأشواك."
وما أن أكملت الجارية كلامها حتى توجّهت نحو الباب، فناداها السلطان: لكنكِ لم تجيبي على سؤالي الأخير بعد". فالتفتت اليه وقالت: أجمل بلد هو البلد الحرّ الذي لا يحكمه الجهلاء".
وكان جوابها صحيحا، فحصلت على حرّيتها في الحال.
Credits
open.smk.dk
librarything.com
open.smk.dk
librarything.com