على مدى قرون، كانت تقام في الصين احتفالات سنوية بذكرى ميلاد كونفوشيوس. لكن تلك الاحتفالات اُلغيت خلال القرن العشرين بسبب موقف الحزب الشيوعي الذي كان يرى أن الكونفوشية تمثّل أفكار الإقطاع الرجعي الذي كان يريد إخضاع الشعب للأرستقراطية وجعلها جزءا من النظام الثقافي للبلاد.
لذا أمر ماو وحزبه بحظر جميع الطقوس والاحتفالات التي تُحيي ذكرى كونفوشيوس وتمجّد أفكاره. لكن بعد موت ماو أعيد الاعتبار للفيلسوف الصيني وعادت الاحتفالات السنوية التي تُحيي ذكراه.
والمفارقة أن العديد من أعضاء الحزب الحاكم الذي سبق أن حاول شطب كونفوشيوس من تاريخ الصين أصبحوا يشاركون في هذه الفعاليات، بل ويؤكّدون على المكانة المركزية للرجل في الثقافة الصينية.
طبقا للسجلات التاريخية، عندما ولد كونفوشيوس كان رأسه "على قمّة الأرض"، وكانت أسنانه مكشوفة خارج شفتيه ومنخراه مواجهين للسماء وأذناه كبيرتين للغاية وعيناه جاحظتين.
ويبدو هذا الوصف غريبا جدّا، وربّما مخيفا. لكن كان من عادة القدماء في كلّ مكان أن يخلعوا على الأشخاص العظام أوصافا شاطحة ومبالغا فيها.
كان كونفوشيوس، أو المعلّم كونغ كما كان يُعرف في زمانه، معاصرا لليونيداس وكورش الكبير وداريوش وغوتاما بوذا ولاو تسو وفيثاغوراس وإسخيليوس. وفي زمانه وقعت معركتا سالاميس وثيرموبيلاي المشهورتان.
وقد اعتبر الناس كونفوشيوس قدّيسا ومفكّرا ومعلّما للأجيال. وكانت له ثلاث هويّات مختلفة: النبيّ والرجل النبيل ومعلّم الإمبراطور. وقد ضُخّمت الصفة الأخيرة من قبل حكّام من سلالات وأجيال مختلفة بحيث حَجبت الهويّتين الأخريين.
وقيل عنه إنه نبيّ، لأنه عرف المبادئ الأخلاقية الأساسية اللازمة لكي يعيش الناس معا بسلام. كان يدرك أن السماء لا تتكلّم، لذلك ثمّة حاجة للأنبياء من ذوي البصيرة الذين يحملون ولاية السماء بإرادة الله للتحدّث نيابةً عنه الى أهل الارض.
وقد تناول في أفكاره السياسة والتعليم والأخلاق، وركّز على أهمية المُسالَمة وحبّ الإنسانية وتقديس الأسلاف وضبط النفس والالتزام بالطقوس واحترام كبار السنّ. أما القاعدة الذهبية التي شدّد عليها في فلسفته فكانت: ما لا تحبّه لنفسك لا تحبّه لغيرك".
كانت وفاة كونفوشيوس عام 479 قبل الميلاد في كوفو بإقليم تشاندونغ عن 72 عاما. ووقت وفاته لم تكن أفكاره قد أثّرت بعد على الثقافة الصينية. لكنها فيما بعد أصبحت الفلسفة الرسمية للصين.
وخلافا لوصيّته بعدم تولي النساء أمور الدولة، حكمت خمس نساء الصين أثناء حكم سلالة تشنغ. وإحدى أشهرهن كانت الامبراطورة تشيجي التي حكمت البلاد وكانت مسئولة ايضا عن السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
من الأفكار المهمّة في الكونفوشية برّ الوالدين والإحسان إليهما. ومنها انبثقت فكرة أخرى أكثر شمولا هي تقديس الأسلاف. وقد اعتقد ماو أن الأجداد هم سبب تخلّف الصين. لذا قرّر من خلال الثورة الثقافية تدمير كلّ ما يذكّر بماضي البلاد.
لذا أمر ماو وحزبه بحظر جميع الطقوس والاحتفالات التي تُحيي ذكرى كونفوشيوس وتمجّد أفكاره. لكن بعد موت ماو أعيد الاعتبار للفيلسوف الصيني وعادت الاحتفالات السنوية التي تُحيي ذكراه.
والمفارقة أن العديد من أعضاء الحزب الحاكم الذي سبق أن حاول شطب كونفوشيوس من تاريخ الصين أصبحوا يشاركون في هذه الفعاليات، بل ويؤكّدون على المكانة المركزية للرجل في الثقافة الصينية.
طبقا للسجلات التاريخية، عندما ولد كونفوشيوس كان رأسه "على قمّة الأرض"، وكانت أسنانه مكشوفة خارج شفتيه ومنخراه مواجهين للسماء وأذناه كبيرتين للغاية وعيناه جاحظتين.
ويبدو هذا الوصف غريبا جدّا، وربّما مخيفا. لكن كان من عادة القدماء في كلّ مكان أن يخلعوا على الأشخاص العظام أوصافا شاطحة ومبالغا فيها.
كان كونفوشيوس، أو المعلّم كونغ كما كان يُعرف في زمانه، معاصرا لليونيداس وكورش الكبير وداريوش وغوتاما بوذا ولاو تسو وفيثاغوراس وإسخيليوس. وفي زمانه وقعت معركتا سالاميس وثيرموبيلاي المشهورتان.
وقد اعتبر الناس كونفوشيوس قدّيسا ومفكّرا ومعلّما للأجيال. وكانت له ثلاث هويّات مختلفة: النبيّ والرجل النبيل ومعلّم الإمبراطور. وقد ضُخّمت الصفة الأخيرة من قبل حكّام من سلالات وأجيال مختلفة بحيث حَجبت الهويّتين الأخريين.
وقيل عنه إنه نبيّ، لأنه عرف المبادئ الأخلاقية الأساسية اللازمة لكي يعيش الناس معا بسلام. كان يدرك أن السماء لا تتكلّم، لذلك ثمّة حاجة للأنبياء من ذوي البصيرة الذين يحملون ولاية السماء بإرادة الله للتحدّث نيابةً عنه الى أهل الارض.
وقد تناول في أفكاره السياسة والتعليم والأخلاق، وركّز على أهمية المُسالَمة وحبّ الإنسانية وتقديس الأسلاف وضبط النفس والالتزام بالطقوس واحترام كبار السنّ. أما القاعدة الذهبية التي شدّد عليها في فلسفته فكانت: ما لا تحبّه لنفسك لا تحبّه لغيرك".
كانت وفاة كونفوشيوس عام 479 قبل الميلاد في كوفو بإقليم تشاندونغ عن 72 عاما. ووقت وفاته لم تكن أفكاره قد أثّرت بعد على الثقافة الصينية. لكنها فيما بعد أصبحت الفلسفة الرسمية للصين.
وخلافا لوصيّته بعدم تولي النساء أمور الدولة، حكمت خمس نساء الصين أثناء حكم سلالة تشنغ. وإحدى أشهرهن كانت الامبراطورة تشيجي التي حكمت البلاد وكانت مسئولة ايضا عن السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
من الأفكار المهمّة في الكونفوشية برّ الوالدين والإحسان إليهما. ومنها انبثقت فكرة أخرى أكثر شمولا هي تقديس الأسلاف. وقد اعتقد ماو أن الأجداد هم سبب تخلّف الصين. لذا قرّر من خلال الثورة الثقافية تدمير كلّ ما يذكّر بماضي البلاد.
ورغم انه قطع شوطا في ذلك، إلا أن ثورته فشلت في النهاية لأسباب موضوعية، إذ لم يكن من السهل إلغاء تقاليد وأفكار تجذّرت في ذاكرة ووعي الناس لأكثر من 3 آلاف عام. كما لم يكن معظم الصينيين ينظرون بعين الرضا للنموذج البديل الذي كان ماو يبشّر به والمستند الى عبادة الشخص وتوحّش الدولة.
وبعد وفاة ماو عاد كونفوشيوس والكونفوشية بقوّة إلى الواجهة، بينما لم يعد أحد يذكر اسم ماو تسي تونغ هذه الأيّام الا بالكاد.
وبالمناسبة يقال إن أطول شجرة عائلة في العالم هي شجرة عائلة كونفوشيوس، وأن الجيل الحالي هو الـ 83 للعائلة منذ موت الفيلسوف. ويبلغ عدد أحفاده المعروفين والمسجّلين اليوم أكثر من مليوني شخص في الصين وحدها.
وفي كوريا يوجد أكثر من ثلاثين ألفا من أفراد السلالة الذين هاجروا إلى هناك بدءا من القرن الرابع عشر. كما أن العديد من أحفاد كونفوشيوس هم من المسلمين. وأوائل هؤلاء كانوا ثمرة زواج امرأة صينية مسلمة من أحد أفراد الجيل التاسع من أحفاد كونفوشيوس عام 1480. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تزوّج المزيد من أولئك الأحفاد من نساء مسلمات ينتمين غالبا إلى إقليمي غوانتسو ويونان.
ولعل أفضل ختام للموضوع هو التذكير ببعض أشهر العبارات المنسوبة إلى كونفوشيوس:
العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول العاديّة تناقش الأحداث، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص.
إذا كنت أذكى شخص في الغرفة، فأنت في الغرفة الخطأ.
لا تأسف على أن أحدا لا يعرفك، بل اعمل لأن تكون جديرا بأن تُعرف.
الجمال موجود في كلّ شيء، لكن ليست كلّ عين تراه.
الحكماء يستمتعون بالمياه والخيّرون يستمتعون بالجبال. الحكماء نشيطون والخيّرون ساكنون. الحكماء سعداء والخيّرون يعيشون طويلا.
الحياة بسيطة حقّا، ولكننا نصر على جعلها معقّدة!
المعرفة الحقيقية هي أن يعرف الإنسان مدى جهله.
إذا كنت تفكّر لعام، فازرع بذرة. وإذا كنت تفكّر لـ 10 أعوام، فازرع أشجارا. وإذا كنت تفكّر لـ 100 عام، فعلّم الناس.
لدينا حياتان. والحياة الثانية لا تبدأ إلا عندما ندرك أننا نملك حياة واحدة فقط.
الموسيقى تنتج نوعا من المتعة التي لا تستطيع الطبيعة البشرية الاستغناء عنها.
عندما يشير الرجل الحكيم إلى القمر، يتفحّص الشخص الأحمق إصبعه.
القصب الأخضر الذي ينحني في الرياح أقوى من شجرة السنديان العظيمة التي تنكسر في العاصفة.
في بلد يُدار جيّدا، يصبح الفقر أمراً مخجلاً. وفي بلد لا يُدار جيّدا، يصبح الثراء أمراً مخجلاً.
عندما نرى أشخاصاً ذوي قيمة، فيجب أن نفكّر كيف نصبح مثلهم. وعندما نرى أشخاصاً ذوي طباع سيّئة، فيجب أن نلتفت إلى دواخلنا ونتفحّص أنفسنا.
قبل أن تبدأ رحلة الانتقام إحفر قبرين!
من لا ينجح معه الافتراء الذي يتسرّب إلى العقل تدريجيّا، ولا الكلام الذي يفاجئنا مثل الجرح في الجسد، يمكننا أن نطلق عليه ذكيّا حقّا.
اختر الوظيفة التي تحبّها، ولن تضطرّ للعمل يوما واحدا في حياتك.
الرجل الذي يحرّك الجبل يبدأ بحمل الحجارة الصغيرة.
أكثر الناس مرحا هم أكثرهم حزنا.
الجهل هو ليل العقل، لكنه ليل بلا قمر ولا نجوم.
لا تأسف على أن أحدا لا يعرفك، بل اعمل لأن تكون جديرا بأن تُعرف.
إذا أردتم سماع اصوات الطيور، فلا تشتروا اقفاصاً بل اغرسوا اشجاراً.
إننا لم نعرف شيئا حتى الآن عن الحياة، فكيف نعرف شيئا عن الموت؟!
مهما بلغت درجة انشغالك فلا بدّ أن تجد وقتاً للقراءة. وإن لم تفعل فقد أسلمت نفسك للجهل بمحض إرادتك.
وبعد وفاة ماو عاد كونفوشيوس والكونفوشية بقوّة إلى الواجهة، بينما لم يعد أحد يذكر اسم ماو تسي تونغ هذه الأيّام الا بالكاد.
وبالمناسبة يقال إن أطول شجرة عائلة في العالم هي شجرة عائلة كونفوشيوس، وأن الجيل الحالي هو الـ 83 للعائلة منذ موت الفيلسوف. ويبلغ عدد أحفاده المعروفين والمسجّلين اليوم أكثر من مليوني شخص في الصين وحدها.
وفي كوريا يوجد أكثر من ثلاثين ألفا من أفراد السلالة الذين هاجروا إلى هناك بدءا من القرن الرابع عشر. كما أن العديد من أحفاد كونفوشيوس هم من المسلمين. وأوائل هؤلاء كانوا ثمرة زواج امرأة صينية مسلمة من أحد أفراد الجيل التاسع من أحفاد كونفوشيوس عام 1480. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تزوّج المزيد من أولئك الأحفاد من نساء مسلمات ينتمين غالبا إلى إقليمي غوانتسو ويونان.
ولعل أفضل ختام للموضوع هو التذكير ببعض أشهر العبارات المنسوبة إلى كونفوشيوس:
Credits
chinaknowledge.de
chinaknowledge.de