الفلكيّ اليوناني بونتيكوس الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد هو أوّل من جاء بالفكرة الثورية القائلة بأن الأرض هي أيضا تدور وتتفاعل مع حركة الشمس والنجوم. وقد اكتشف تتبّع العلماء للنجوم أن مجرّتنا "درب التبّانة" مغمورة في صدفة عملاقة من المادّة، مثل سفينة في زجاجة. وبعض مناطق المجرّة مخفية، ليس في المكان وإنما في الزمان.
وعلى مدى عمر الإنسان، فإن هيكل المجرّة لم يتغيّر. ولكن كلّ نجمة في السماء، بما في ذلك الشمس، تدور حول مركز المجرّة مرّة واحدة كل 240 مليون سنة بسرعة 137 ميلا في الثانية الواحدة. وحتى مع هذه السرعة الفائقة جدّا، فإننا نكون قد أكملنا بالكاد 20 دورة منذ ولادة كوكبنا.
❉ ❉ ❉
وأوّل إشارة إلى السنطور وردت في كتاب "مروج الذهب" للمؤرّخ المسعودي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي. وقد ذكره في معرض حديثه عن الموسيقى الفارسية وعن آلاتها المختلفة خلال حكم الدولة الساسانية. كما ورد ذكر السنطور في قصيدة للشاعر الفارسي مانوشير من القرن الحادي عشر الميلادي.
وعلى الرغم من أن الموسيقيّ الفارسي عبد القادر المراغي من القرن الثالث عشر تحدّث في كتاباته عن آلة موسيقية تُسمّى الياتوفان والتي تشبه كثيرا السنطور، إلا أن آلة السنطور التي نعرفها اليوم كانت غائبة عن تاريخ الموسيقى حتى القرن التاسع عشر. ومع ذلك فإن آلة القانون التي تشبهها كثيرا كانت موجودة في إيران طوال قرون قبل ذلك. وقد أورد الفيلسوف والموسيقيّ الفارابي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي وصفا مصوّرا للقانون في مؤلّفه "كتاب الموسيقى الكبير". وتظهر هذه الآلة في اللوحات والمنمنمات التي تعود للقرن السادس عشر.
ومع ذلك، فإن آلة السنطور لا تشبه القانون سوى في الشكل. ومعظم المؤرّخين يعتقدون أن أصل الآلة يعود إلى إيران. غير أنها موجودة، مع بعض الاختلافات في الشكل، في أنحاء مختلفة من العالم كالصين والهند وبعض البلدان الغربية. وقد ارتبط السنطور بأسماء العديد من العازفين، من أشهرهم فارامارز بيوار ومشكاتيان ومجيد كياني وغيرهم.
❉ ❉ ❉
وفي بورتريهاته تبرز قمّة نضجه الفنّي وبراعته في استخدام الألوان ومزجها بالمشاعر المرهفة والتنفيذ المتقن. هذا البورتريه بعنوان "رسالة حبّ" استخدم غاريتا في تنفيذه ضربات الفرشاة الفضفاضة والسمات الزخرفية. في ذلك الوقت كان الرسّام قد انتقل من باريس إلى نيويورك حيث عمل هناك لبعض الوقت.
أعمال غاريتا المبكّرة تتّسم بمسحة أكاديمية واضحة. وبعد أن جرّب الرسم الأكاديمي لبعض الوقت، تحوّل إلى الرسم الزخرفي. كما أن في أسلوبه شيئا من الروكوكو ومن الأساليب اليابانية. وقد أهّلته مقدرته الفنّية لأن يكون رسّام بورتريه ناجحا بأسلوب الصالون. وكان يتقاضى مبالغ طائلة مقابل عمله.
كان الرسّام كثير الترحال مع علاقات واسعة ومتنوّعة. وكان صديقا للرسّام الايطالي جوسيبي دي نيتيس. كما كان جهده ملموسا في الترويج لباريس كعاصمة للفنّ في مطلع القرن الماضي. وقد أضاف غاريتا لمسة أناقة شخصية إلى البورتريه الفرنسي. اليوم يمكنك أن تجد لوحاته في العديد من المتاحف، كالمتروبوليتان وبرادو والأورسيه. ومن أشهر لوحاته الأخرى المعروفة "باقة الورد" و"بورتريه سيّدة" و"الغجرية" وغيرها.
❉ ❉ ❉
والدها كان رجلا غنيّا. وربّما لهذا السبب كان طالبو يدها للزواج كثيرين، خاصّة بعد أن عرض الأب مهرا مغريا على أيّ شخص يصلح لأن يكون صهرا مقبولا ومناسبا. وكما يقال أحيانا، لا شيء يجذب كثرة الخُطّاب مثل خصر ضيّق وحضن واسع ومبلغ مغرٍ من المال. وفي النهاية، قرّرت ميري أن تختار من بين هؤلاء جميعا شخصا يُدعى هنري، وهو سليل عائلة ارستقراطية من اسكتلندا.
وقد وافق والد ميري على اختيارها للرجل ورحّب به في منزل العائلة كخطيب لابنته. ولم يكن هناك سوى مشكل واحد صغير يقف حائلا في طريق السعادة المستقبلية للفتاة. كان ذلك التفصيل الصغير والتافه يتمثّل في كون الخطيب متزوّجا من امرأة أخرى تقيم في اسكتلندا وله منها طفل. وعلى الرغم من تأكيدات هنري أن زواجه من تلك المرأة كان غير رسمي، إلا أن والد ميري سحب على الفور موافقته على الزواج وركل الرجل خارج منزله.
ميري، العالقة في الحبّ، لم تستطع تحمّل قرار والدها واستمرّت في اقترانها بالرجل الذي بدأ ينسج خيوط مؤامرة مستترة نوعا ما ومجنونة بعض الشيء. بدأ يرسل لميري "مسحوق الغفران"، وهو وصفة يقال إن مصدرها نساء اسكتلندا العجائز. واقترح هنري على ميري أن تدسّ بعض ذلك المسحوق في عشاء أبيها على أمل أن يُليّن قلبه على نسيبه ويعيده في نهاية المطاف إلى رشده.
ولم يكن ذلك مسحوق غفران من أيّ نوع، بل كان الزرنيخ. وبعد بضعة أشهر، كان والد ميري قد مات. واتُهمت ابنته بقتله، بينما تمكّن خطيبها من الهرب إلى باريس. وأثناء محاكمتها، اعترفت ميري بدسّ المسحوق لوالدها. وفي احد أيّام ابريل من عام 1752 نُفّذ فيها حكم الإعدام شنقا خارج قلعة أكسفورد بعد أن أدينت رسميّا بقتل والدها.
وكان طلبها الأخير أن لا تكون المشنقة عالية مراعاة لحشمتها، كما قالت. ولم يكن يهمّها أنها قتلت والدها أو أنها ستُعدم على الملأ. ولكن هل كانت ميري هي الملومة حقّا على وفاة أبيها؟ قالت للمحكمة أنها وضعت المسحوق في طعامه بعد أن أكّد لها زوجها انه سيجعله يحبّه ولم تعرف انه سيقتله. لكن المحلّفين لم يصدّقوا مزاعمها.
قد يكون الجاني الحقيقيّ هو العمى المؤلم الذي يسبّبه الحبّ الممنوع. وقد يكون كيد الزوج ونهمه للمال وبحثه عن المكسب من خلال الخداع والجمع بين زوجتين. وقد يكون قسوة المجتمع الذي لم يوفّر للمرأة سوى القليل من الفرص والخيارات. قد يكون الجاني كلّ هذه الأشياء مجتمعة. ولكن في الغالب كان دسّ السمّ من قبل ميري في أكل والدها هو السبب في موته. ولزمن طويل، اعتقد الناس أن شبح ميري ما يزال يحوم حول منزلهم على ضفّة النهر ويظهر في الحانات المجاورة ومن وراء النوافذ المواربة. ربّما كانت تبحث عن السعادة في الحبّ التي افتقدتها أثناء حياتها. والبعض الآخر الأكثر عقلانية يقولون إن قصّة الأشباح تلك مجرّد تخيّلات.
Credits
santur.com
archive.org
santur.com
archive.org