○ عندما توفّي "لي باي"، كان قد أصبح شاعرا عظيما، وأطلق عليه معجبوه لقب "الخالد المنفيّ". ويشير هذا اللقب إلى أنه قد أرسل إلى الأرض كعقاب له على سوء سلوكه في السماء. وعلى مدار الإثني عشر قرنا منذ وفاته، بُجّل في الصين باعتباره شاعرا خالدا. ولإدمانه على الكحول، أُطلق عليه أيضا اسم "الخالد كالنبيذ". ولا يزال من الشائع اليوم أن يقطع أتباع شعره مئات الأميال، متّبعين بعض مسارات تجواله كنوع من الحجّ. وتحمل العديد من المشروبات الكحولية والنبيذ اسم لي باي. بل إن اسمه علامة تجارية شائعة تُعرض في الفنادق والمطاعم والمعابد وحتى المصانع في الصين.
في يناير عام 764، أصدر إمبراطور الصين الذي تولّى العرش حديثا مرسوما باستدعاء لي باي للعمل مستشارا في البلاط. ولم يكن لهذا المنصب سلطة فعلية، على الرغم من مسمّاه الرنّان. ومع ذلك، كان هذا التعيين تشريفا كبيرا ودليلا على التكريم الإمبراطوري.
وفي حالة لي باي، كان بمثابة استعادة لبعض المكانة الرفيعة التي كان يتمتّع بها في البلاط. لكن عندما وصل المرسوم الملكي إلى مقاطعة دانغتو حيث كان من المفترض أن يكون لي باي موجودا، ارتبك المسؤولون المحليون ولم يتمكّنوا من العثور عليه. وسرعان ما اكتشفوا أنه توفّي قبل ذلك بأكثر من عام.
ولمئات السنين، زعم البعض أن لي باي لم يمت قط وأنهم يقابلونه بين الحين والآخر. وفي الحقيقة، لا أحد يعرف تاريخ وفاته ولا سببها. ولم يكن موته الغامض مقبولا لأولئك الذين كانوا يعتزّون بشعره. فبدأوا في تقديم روايات مختلفة عن وفاته وقصص نُسجت، إما لتناسب الصورة الرومانسية لشخصيته الشعرية أو لتقديم خاتمة مناسبة لحياته المضطربة.
في إحدى تلك الروايات، قيل إنه مات بسبب التسمّم بالكحول، وهذا يتماشى مع انغماسه في الشراب طوال حياته. ويزعم آخرون أنه مات بسبب مرض رئوي. كان شُرب لي باي وفقره في سنواته الأخيرة قد أدّيا إلى تفاقم حالة رئتيه. لكن النسخة الثالثة من قصّة وفاته كانت ممعنة في الخيال، إذ تذكر أنه غرق وهو يطارد انعكاس القمر على النهر وهو في حالة سُكر، ثم قفز من قاربه لالتقاط القرص المتحرّك على سطح الماء.
ومع أن هذا السيناريو يوحي بشعور انتحاري، وربّما يكون رومانسيّا لدرجة يصعب تصديقها، إلا أنه النسخة التي لاقت استحسانا واسعا من الناس. ويعود ذلك جزئيا إلى أن لي باي، كما يظهر من قصائده، كان مولعا بالقمر. حتى في طفولته المبكّرة، كان مهووسا به. في قصيدة له بعنوان "رحلة ليلية في غولانغ" كتب يقول: عندما كنت طفلا صغيرا، لم أكن أعرف ما القمر. كنت أسمّيه صفيحة اليشم البيضاء. ثم تساءلت إن كان مرآة في شرفة طارت وحطّت فوق غيوم خضراء".
في الشعر الصيني، كان لي باي أوّل من استخدم صورة القمر بكثرة، احتفالا بسموّه ونقائه وثباته. وقد تخيّل القمر كمنظر طبيعي هادئ به مساكن علوية للخالدين الذين غالبا ما يكونون محاطين بالحيوانات والنباتات الإلهية وحيواناتهم الأليفة. ولم تكن معتقدات الصينيين القدماء تفصل الألوهية عن الإنسانية. كان فضاؤهم السماوي المتخيّل يشبه عالم البشر، بمناظر طبيعية ومعمار ومخلوقات مماثلة. وكانت السماء مأهولة بالكائنات التي كانت إلى حدّ ما مثل البشر الخارقين، قويّة وخالدة.
القمر في شعر لي باي يرتبط أيضا بالبيت والموطن الأصلي، وهو يصوّره كمنارة مشتركة بين البشر في كلّ مكان. "أرفع رأسي لأرى القمر الساطع، وأخفضه فأفكّر في البيت". وتشير أسطورة محاولته احتضان القمر إلى تحقيق نهائي لأمنيته ورؤيته. وقد اعتقد بعض معاصريه أنه كان نجما في حياته السابقة، وبالتالي بإمساكه القمر في الماء، عاد إلى الفضاء السماوي حيث كان يسكن ذات يوم.
الشعراء الذين جاؤوا بعده استمرّوا في الاحتفال بوفاته المقمرة. ورغم علمهم بأنها قد لا تكون حقيقية، إلا أنهم أشادوا في أشعارهم عبر القرون بتلك اللحظة المشرقة. وحتى اليوم، لا يزال عشّاق شعر لي باي منغمسين في تلك الأسطورة. يقول باحث معاصر أن لي باي "ركب حوتا يطفو مع الأمواج نحو القمر". وتُصوّر هذه الرحلة السماوية لي باي الثمل وكأنه يعود إلى مكانته الإلهية الأصلية.
وتُظهر هذه الروايات الرومانسية طبيعة الدراسات التي تتناول الشاعر، والتي تستند غالبا إلى الأساطير والخرافات. ولأن الناس يتمنّون له نهاية مجيدة، فقد حرصوا على تخليد أسطورة مطاردته للقمر. لكن رغم كلّ المحاولات الخيالية لتمجيد لي باي، كان هناك صوت واحد واضح تحدّث عن حالته ببصيرة، عندما كان الشاعر لا يزال حيّا وفي المنفى. فقد رثاه صديقه المخلص الشاعر دو فو في قصيدته "أحلم بـ لي باي" بقوله:
"العاصمة مليئة بالعربات والملابس الفاخرة
لكنك وحيد، نحيل وشاحب رغم موهبتك.
من ذا الذي يدّعي أن طريق الجنّة آمن دائما؟
في شيخوختك لم تقدَّر لك النجاة من الأذى.
سيصبح لك شأن بعد رحيلك.
وسيدوم اسمك عشرة آلاف عام". هـ. جين
في يناير عام 764، أصدر إمبراطور الصين الذي تولّى العرش حديثا مرسوما باستدعاء لي باي للعمل مستشارا في البلاط. ولم يكن لهذا المنصب سلطة فعلية، على الرغم من مسمّاه الرنّان. ومع ذلك، كان هذا التعيين تشريفا كبيرا ودليلا على التكريم الإمبراطوري.
وفي حالة لي باي، كان بمثابة استعادة لبعض المكانة الرفيعة التي كان يتمتّع بها في البلاط. لكن عندما وصل المرسوم الملكي إلى مقاطعة دانغتو حيث كان من المفترض أن يكون لي باي موجودا، ارتبك المسؤولون المحليون ولم يتمكّنوا من العثور عليه. وسرعان ما اكتشفوا أنه توفّي قبل ذلك بأكثر من عام.
ولمئات السنين، زعم البعض أن لي باي لم يمت قط وأنهم يقابلونه بين الحين والآخر. وفي الحقيقة، لا أحد يعرف تاريخ وفاته ولا سببها. ولم يكن موته الغامض مقبولا لأولئك الذين كانوا يعتزّون بشعره. فبدأوا في تقديم روايات مختلفة عن وفاته وقصص نُسجت، إما لتناسب الصورة الرومانسية لشخصيته الشعرية أو لتقديم خاتمة مناسبة لحياته المضطربة.
في إحدى تلك الروايات، قيل إنه مات بسبب التسمّم بالكحول، وهذا يتماشى مع انغماسه في الشراب طوال حياته. ويزعم آخرون أنه مات بسبب مرض رئوي. كان شُرب لي باي وفقره في سنواته الأخيرة قد أدّيا إلى تفاقم حالة رئتيه. لكن النسخة الثالثة من قصّة وفاته كانت ممعنة في الخيال، إذ تذكر أنه غرق وهو يطارد انعكاس القمر على النهر وهو في حالة سُكر، ثم قفز من قاربه لالتقاط القرص المتحرّك على سطح الماء.
ومع أن هذا السيناريو يوحي بشعور انتحاري، وربّما يكون رومانسيّا لدرجة يصعب تصديقها، إلا أنه النسخة التي لاقت استحسانا واسعا من الناس. ويعود ذلك جزئيا إلى أن لي باي، كما يظهر من قصائده، كان مولعا بالقمر. حتى في طفولته المبكّرة، كان مهووسا به. في قصيدة له بعنوان "رحلة ليلية في غولانغ" كتب يقول: عندما كنت طفلا صغيرا، لم أكن أعرف ما القمر. كنت أسمّيه صفيحة اليشم البيضاء. ثم تساءلت إن كان مرآة في شرفة طارت وحطّت فوق غيوم خضراء".
في الشعر الصيني، كان لي باي أوّل من استخدم صورة القمر بكثرة، احتفالا بسموّه ونقائه وثباته. وقد تخيّل القمر كمنظر طبيعي هادئ به مساكن علوية للخالدين الذين غالبا ما يكونون محاطين بالحيوانات والنباتات الإلهية وحيواناتهم الأليفة. ولم تكن معتقدات الصينيين القدماء تفصل الألوهية عن الإنسانية. كان فضاؤهم السماوي المتخيّل يشبه عالم البشر، بمناظر طبيعية ومعمار ومخلوقات مماثلة. وكانت السماء مأهولة بالكائنات التي كانت إلى حدّ ما مثل البشر الخارقين، قويّة وخالدة.
القمر في شعر لي باي يرتبط أيضا بالبيت والموطن الأصلي، وهو يصوّره كمنارة مشتركة بين البشر في كلّ مكان. "أرفع رأسي لأرى القمر الساطع، وأخفضه فأفكّر في البيت". وتشير أسطورة محاولته احتضان القمر إلى تحقيق نهائي لأمنيته ورؤيته. وقد اعتقد بعض معاصريه أنه كان نجما في حياته السابقة، وبالتالي بإمساكه القمر في الماء، عاد إلى الفضاء السماوي حيث كان يسكن ذات يوم.
الشعراء الذين جاؤوا بعده استمرّوا في الاحتفال بوفاته المقمرة. ورغم علمهم بأنها قد لا تكون حقيقية، إلا أنهم أشادوا في أشعارهم عبر القرون بتلك اللحظة المشرقة. وحتى اليوم، لا يزال عشّاق شعر لي باي منغمسين في تلك الأسطورة. يقول باحث معاصر أن لي باي "ركب حوتا يطفو مع الأمواج نحو القمر". وتُصوّر هذه الرحلة السماوية لي باي الثمل وكأنه يعود إلى مكانته الإلهية الأصلية.
وتُظهر هذه الروايات الرومانسية طبيعة الدراسات التي تتناول الشاعر، والتي تستند غالبا إلى الأساطير والخرافات. ولأن الناس يتمنّون له نهاية مجيدة، فقد حرصوا على تخليد أسطورة مطاردته للقمر. لكن رغم كلّ المحاولات الخيالية لتمجيد لي باي، كان هناك صوت واحد واضح تحدّث عن حالته ببصيرة، عندما كان الشاعر لا يزال حيّا وفي المنفى. فقد رثاه صديقه المخلص الشاعر دو فو في قصيدته "أحلم بـ لي باي" بقوله:
"العاصمة مليئة بالعربات والملابس الفاخرة
لكنك وحيد، نحيل وشاحب رغم موهبتك.
من ذا الذي يدّعي أن طريق الجنّة آمن دائما؟
في شيخوختك لم تقدَّر لك النجاة من الأذى.
سيصبح لك شأن بعد رحيلك.
وسيدوم اسمك عشرة آلاف عام". هـ. جين
❉ ❉ ❉
○ تحوّلت رواية "العرّاب" للكاتب الأمريكي من أصل إيطالي ماريو بوزو الى الكتاب الأكثر مبيعا في عام صدورها، أي 1969. وقد تمكّنتُ من الفوز بحقوق تحويل الرواية الى عمل سينمائي. لكن كانت هناك مشكلة واحدة، وهي أن جميع المخرجين رفضوا إخراج العمل واحدا تلو الآخر.
قلت في نفسي: ها أنا ذا أتحكّم بأحد أهمّ الكتب في العالم، والجميع يهنّئونني على نجاحي، لكني لا أجد مُخرجا واحدا يوافق على تحويل الكتاب الى فيلم. رفض ريتشارد بروكس وكوستا غافراس وإيليا كازان وآرثر بن العمل. وكان رأيهم أنه ليس من الأخلاق في شيء إضفاء طابع رومانسي على جرائم المافيا". قلت: غير أخلاقي؟! ماذا عن عملائكم؟ أنتم تتعاملون معهم كلّ يوم".
شعرت كأنني طفل التقط حجرا من الشارع ثم اكتشف أنه ثمين، لكن لا يمكنه بيعه لأن لونه غير جذّاب. ثم ذكر لي صديق اسم فرانسيس كوبولا. لكن كوبولا لم يكن راغبا أو متحمّسا للقيام بالمهمّة. كانت لديه هو الآخر قناعات راسخة بضرورة عدم تخليد ذكرى العائلات التي شوّهت تراثه الإيطالي.
ولم يكن الوقت في صالحنا. فبدون مخرج إيطالي، قد نخسر الصفقة. ورحت أتوسّل لكوبولا الذي أنتج حتى ذلك الحين ثلاثة أفلام، جميعها فاشلة، أن يغيّر موقفه. وبعد ثلاثة أيّام من المناقشات، جاء إليّ صديق في مكتبي. وقال: وافق كوبولا على إخراج الفيلم بشرط واحد، وهو ألا يكون فيلما عن عصابات منظّمة، بل قصّة عائلية، أي استعارة للرأسمالية في أمريكا. قلت: تبّاً له وللحصان الذي ركبه. هل هو مجنون؟ لا يهم، إنه إيطالي". وفي أقلّ من 48 ساعة أُعلن عن كوبولا باعتباره المخرج الذي اختير لفيلم "العرّاب". كما اختير كلّ من مارلون براندو وآل باتشينو للقيام بالدورين الرئيسيين في الفيلم، وأُسندت مهمّة إعداد موسيقى الفيلم الى نينو روتا. .
لم يكن رودان، الذي كان يُشكِّل الطين بيديه، يتمتّع بخفّة عقل كوبولا في الإغواء، سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني. روبرت إيفانز
قلت في نفسي: ها أنا ذا أتحكّم بأحد أهمّ الكتب في العالم، والجميع يهنّئونني على نجاحي، لكني لا أجد مُخرجا واحدا يوافق على تحويل الكتاب الى فيلم. رفض ريتشارد بروكس وكوستا غافراس وإيليا كازان وآرثر بن العمل. وكان رأيهم أنه ليس من الأخلاق في شيء إضفاء طابع رومانسي على جرائم المافيا". قلت: غير أخلاقي؟! ماذا عن عملائكم؟ أنتم تتعاملون معهم كلّ يوم".
شعرت كأنني طفل التقط حجرا من الشارع ثم اكتشف أنه ثمين، لكن لا يمكنه بيعه لأن لونه غير جذّاب. ثم ذكر لي صديق اسم فرانسيس كوبولا. لكن كوبولا لم يكن راغبا أو متحمّسا للقيام بالمهمّة. كانت لديه هو الآخر قناعات راسخة بضرورة عدم تخليد ذكرى العائلات التي شوّهت تراثه الإيطالي.
ولم يكن الوقت في صالحنا. فبدون مخرج إيطالي، قد نخسر الصفقة. ورحت أتوسّل لكوبولا الذي أنتج حتى ذلك الحين ثلاثة أفلام، جميعها فاشلة، أن يغيّر موقفه. وبعد ثلاثة أيّام من المناقشات، جاء إليّ صديق في مكتبي. وقال: وافق كوبولا على إخراج الفيلم بشرط واحد، وهو ألا يكون فيلما عن عصابات منظّمة، بل قصّة عائلية، أي استعارة للرأسمالية في أمريكا. قلت: تبّاً له وللحصان الذي ركبه. هل هو مجنون؟ لا يهم، إنه إيطالي". وفي أقلّ من 48 ساعة أُعلن عن كوبولا باعتباره المخرج الذي اختير لفيلم "العرّاب". كما اختير كلّ من مارلون براندو وآل باتشينو للقيام بالدورين الرئيسيين في الفيلم، وأُسندت مهمّة إعداد موسيقى الفيلم الى نينو روتا. .
لم يكن رودان، الذي كان يُشكِّل الطين بيديه، يتمتّع بخفّة عقل كوبولا في الإغواء، سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني. روبرت إيفانز
❉ ❉ ❉
○ فكّر في جميع المتطلّبات التي يتخيّلها الكتّاب لأنفسهم: كوخ في غابة، طاولة خشبية بسيطة، صمت مطبق، قلم مفضّل، حبر مناسب، آلة كاتبة، كمبيوتر محمول، برنامج كتابة مفضّل، دفتر أصفر، سلّة مهملات، بندقية، ضوء الصباح الباكر، القمر في الليل، ظهيرة ممطرة، عاصفة رعدية مع رياح عاتية، أوّل ثلوج الشتاء، فنجان قهوة، كوب من الشاي الأخضر.
عاجلا أم آجلا ستمنعك عن الكتابة حاجتك إلى أيّ من هذه الأشياء التي تعتقد أنك بحاجة إليها لإلهامك أو لتعديل مزاجك كي تكتب. لذا تعلّم الكتابة في أيّ مكان وفي أيّ وقت وتحت أيّ ظرف وبأيّ شيء، بدءا من العدم. كلّ ما تحتاجه حقّا هو رأسك، الشيء الذي لا غنى لك عنه في كل الأحوال. ف. كلينكنبورغ
عاجلا أم آجلا ستمنعك عن الكتابة حاجتك إلى أيّ من هذه الأشياء التي تعتقد أنك بحاجة إليها لإلهامك أو لتعديل مزاجك كي تكتب. لذا تعلّم الكتابة في أيّ مكان وفي أيّ وقت وتحت أيّ ظرف وبأيّ شيء، بدءا من العدم. كلّ ما تحتاجه حقّا هو رأسك، الشيء الذي لا غنى لك عنه في كل الأحوال. ف. كلينكنبورغ
❉ ❉ ❉
○ المرض دعوة عنيفة للتفلسف. يأتي فجأة ويعيث خرابا في حياة كانت مرتّبة ويبدّد الكثير من افتراضاتنا وأفكارنا حول ما يمكن وما ينبغي أن تكون عليه حياتنا. لذا، قد يكون المرض أداة فلسفية فعّالة تُثمر رؤى قيّمة. وقد يستدعي أساليب أكثر جرأة وشخصيةً في الفلسفة. وقد يؤثّر على الاهتمامات الفلسفية للمريض ويحفّزه على التأمّل في محدودية قدرته وفي الإعاقة والمعاناة والظلم. كما يمكنه أن يغيّر من إلحاح وأهمية مواضيع فلسفية معيّنة.
بالطبع، لا يُحدِث المرض هذا في كلّ الحالات. فإذا كان مرضا مؤلما أو منهِكا للغاية، فلا مجال للتأمّل. وإذا كان الحزن والصدمة شديدين جدّاً، فلا يمكن أن يكون هناك "نموّ ما بعد الصدمة". ولكن في حالات أخرى، يمكن أن يكون المرض تجربة تحويلية، أي يمكنه أن يغيّر ما نعرفه وما نقدّره بطرق تؤثّر على حياتنا بطريقة جذرية. هافي كاريل
بالطبع، لا يُحدِث المرض هذا في كلّ الحالات. فإذا كان مرضا مؤلما أو منهِكا للغاية، فلا مجال للتأمّل. وإذا كان الحزن والصدمة شديدين جدّاً، فلا يمكن أن يكون هناك "نموّ ما بعد الصدمة". ولكن في حالات أخرى، يمكن أن يكون المرض تجربة تحويلية، أي يمكنه أن يغيّر ما نعرفه وما نقدّره بطرق تؤثّر على حياتنا بطريقة جذرية. هافي كاريل
❉ ❉ ❉
○ الفاشية والنازية هما نتاجان مباشران للحركة الرومانسية. فقد صَوّر الحزب النازي الشعب الألماني على أنه شعب مثالي يتطلّع لإعادة ألمانيا إلى ماضيها المثالي، حيث كان الشعب يتمتّع بالقوّة المطلقة والارتباط بالأرض، لذا يعارض الحداثة والرأسمالية وشرور التصنيع.
وأصول الرومانسية تعود إلى جان جاك روسو الذي آمَنَ بأن الإنسان في حالته الطبيعية خيّر وأن الحكومة، أي الحضارة، تفسد الناس. اعتقد الرومانسيون أن الوثنيين عاشوا في وئام مع الطبيعة، بينما عاش المسيحيون الحداثيون منفصلين عنها. كما جادلوا بأن المسيحية أدّت إلى الثورة الصناعية والرأسمالية التي كان يعارضها الرومانسيون. وفضّل الرومانسيون العاطفة والشعور على المنطق والتحليل، اللذين دعت إليهما الفلسفة الغربية على مدى ألفي عام.
كان ماركس أهمّ أتباع روسو، إذ يَجمع بيانه الشيوعي بين عناصر من "الوحش النبيل" لروسو ونسخة علمانية من هيغل، ليطالب بالعودة إلى حالة الطبيعة حيث تعود البروليتاريا إلى السيادة. ومع أن هتلر لم يكن شيوعيا، إلا أنه تأثّر بالماركسية، لكنه استعار أيضا من نيتشه وداروين وغيرهما. وإذا أزلنا سياسات النازيين العنصرية، فإننا ننقاد إلى النتيجة المنطقية للرومانسية. تانيوس كليم
وأصول الرومانسية تعود إلى جان جاك روسو الذي آمَنَ بأن الإنسان في حالته الطبيعية خيّر وأن الحكومة، أي الحضارة، تفسد الناس. اعتقد الرومانسيون أن الوثنيين عاشوا في وئام مع الطبيعة، بينما عاش المسيحيون الحداثيون منفصلين عنها. كما جادلوا بأن المسيحية أدّت إلى الثورة الصناعية والرأسمالية التي كان يعارضها الرومانسيون. وفضّل الرومانسيون العاطفة والشعور على المنطق والتحليل، اللذين دعت إليهما الفلسفة الغربية على مدى ألفي عام.
كان ماركس أهمّ أتباع روسو، إذ يَجمع بيانه الشيوعي بين عناصر من "الوحش النبيل" لروسو ونسخة علمانية من هيغل، ليطالب بالعودة إلى حالة الطبيعة حيث تعود البروليتاريا إلى السيادة. ومع أن هتلر لم يكن شيوعيا، إلا أنه تأثّر بالماركسية، لكنه استعار أيضا من نيتشه وداروين وغيرهما. وإذا أزلنا سياسات النازيين العنصرية، فإننا ننقاد إلى النتيجة المنطقية للرومانسية. تانيوس كليم
Credits
ink-and-brush.com
arcstudiopro.com
ink-and-brush.com
arcstudiopro.com