في روايتها القصيرة "ليديا كاسات تقرأ جريدة الصباح"، تأخذ الكاتبة والأكاديمية هارييت سكوت تشيسمان القارئ إلى ركن صغير وغير منظور من تاريخ الفنّ.
والرواية تؤرّخ لأفكار ومشاعر ليديا كاسات عندما كانت تجلس أمام شقيقتها الرسّامة ميري كاسات لترسمها في باريس في نهايات القرن التاسع عشر.
الرواية المسمّاة على اسم إحدى لوحات ميري لشقيقتها تبدأ في العام 1878. عائلة كاسات، الغنيّة والقادمة من ولاية بنسلفانيا الأمريكية للعيش بشكل دائم في باريس، تتألّف من الأب والأمّ والبنتين ميري الرسّامة وليديا المصابة بمرض مزمن في الكلى. وليديا تجلس الآن أمام ميري لترسم لها بورتريها سيُعرف في ما بعد باسم "امرأة تقرأ".
كانت ليديا إحدى أشهر النساء الصامتات في تاريخ الفنّ. وعندما توفّيت عام 1882 متأثّرة بمضاعفات مرضها لم تترك وراءها أيّة رسائل أو مذكّرات.
إرثها الوحيد كان صورها التي رسمتها لها شقيقتها الفنّانة والتي تبدو فيها بملامح نضرة وشعر أشقر مائل للحمرة. وليديا التي توفّيت في الأربعينات من عمرها لم تتزوّج أبدا. الرجل الوحيد الذي أحبّته قُتل في الحرب الأهلية الأمريكية.
كانت ليديا نموذجا للعذراء المضحّية في العصر الفيكتوري، تهتمّ بالآخرين وتبذل نفسها بسخاء لكلّ من حولها، فترعى المرضى وتصل الأقارب وتدبّر أمور المنزل.
وتشيسمان التي تمنح ليديا صوتا في روايتها تتخيّل أفكارها الداخلية وهي تجلس ساكنة أمام أختها لترسمها بينما صحّتها تتدهور يوما بعد آخر.
الكثير من هذه الرواية متخيّل، رغم أن أحداثها تتوافق مع ذلك العصر ومع ما هو معروف عن ميري وليديا، وبالأخصّ إخلاص ميري العظيم لشقيقتها.
تقول المؤلّفة: هناك حيوات كثيرة في هذا العالم لا تُسجّل ولا يعرف عنها الناس شيئا. وقصّة ليديا كاسات تشبه أن تمنح حياتها صوتا كي تقول أشياء أكثر عن نفسها وعن عصرها".
ميري التي تكبر ليديا بسبع سنوات كانت واحدة من بضعة رسّامين أمريكيين وصلوا إلى باريس في بدايات تشكّل الحركة الانطباعية، وبدءوا عرض أعمالهم جنبا إلى جنب مع رسّامين مثل ديغا ورينوار وبيسارو ومونيه وغيرهم.
تتألّف الرواية من خمسة فصول، يتمحور كلّ منها حول واحدة من لوحات ميري التي رسمتها لشقيقتها، وكلّ فصل يحمل اسم اللوحة. وأحداث الرواية ترد على لسان ليديا التي تتأمّل عالمها بشجاعة وهي تنتظر موتها الوشيك، وفي نفس الوقت تطرح أسئلة مهمّة عن الحبّ وقدرة الفنّ على التذكّر.
والكاتبة تعطي أهمّية خاصّة للمكان، وكما لو أن ميري تتواصل مع أختها عاطفيا ووجدانيا من خلال الرسم.
غير أن الرواية تتضمّن حبكة فرعية تتناول علاقة ميري بالرسّام ادغار ديغا الذي كان يرعاها ويشجّع عملها. وليديا في الرواية تعبّر عن صدمتها عندما تعرف أن ميري جلست أمامه ليرسمها .
والرواية تؤرّخ لأفكار ومشاعر ليديا كاسات عندما كانت تجلس أمام شقيقتها الرسّامة ميري كاسات لترسمها في باريس في نهايات القرن التاسع عشر.
الرواية المسمّاة على اسم إحدى لوحات ميري لشقيقتها تبدأ في العام 1878. عائلة كاسات، الغنيّة والقادمة من ولاية بنسلفانيا الأمريكية للعيش بشكل دائم في باريس، تتألّف من الأب والأمّ والبنتين ميري الرسّامة وليديا المصابة بمرض مزمن في الكلى. وليديا تجلس الآن أمام ميري لترسم لها بورتريها سيُعرف في ما بعد باسم "امرأة تقرأ".
كانت ليديا إحدى أشهر النساء الصامتات في تاريخ الفنّ. وعندما توفّيت عام 1882 متأثّرة بمضاعفات مرضها لم تترك وراءها أيّة رسائل أو مذكّرات.
إرثها الوحيد كان صورها التي رسمتها لها شقيقتها الفنّانة والتي تبدو فيها بملامح نضرة وشعر أشقر مائل للحمرة. وليديا التي توفّيت في الأربعينات من عمرها لم تتزوّج أبدا. الرجل الوحيد الذي أحبّته قُتل في الحرب الأهلية الأمريكية.
كانت ليديا نموذجا للعذراء المضحّية في العصر الفيكتوري، تهتمّ بالآخرين وتبذل نفسها بسخاء لكلّ من حولها، فترعى المرضى وتصل الأقارب وتدبّر أمور المنزل.
وتشيسمان التي تمنح ليديا صوتا في روايتها تتخيّل أفكارها الداخلية وهي تجلس ساكنة أمام أختها لترسمها بينما صحّتها تتدهور يوما بعد آخر.
الكثير من هذه الرواية متخيّل، رغم أن أحداثها تتوافق مع ذلك العصر ومع ما هو معروف عن ميري وليديا، وبالأخصّ إخلاص ميري العظيم لشقيقتها.
تقول المؤلّفة: هناك حيوات كثيرة في هذا العالم لا تُسجّل ولا يعرف عنها الناس شيئا. وقصّة ليديا كاسات تشبه أن تمنح حياتها صوتا كي تقول أشياء أكثر عن نفسها وعن عصرها".
ميري التي تكبر ليديا بسبع سنوات كانت واحدة من بضعة رسّامين أمريكيين وصلوا إلى باريس في بدايات تشكّل الحركة الانطباعية، وبدءوا عرض أعمالهم جنبا إلى جنب مع رسّامين مثل ديغا ورينوار وبيسارو ومونيه وغيرهم.
تتألّف الرواية من خمسة فصول، يتمحور كلّ منها حول واحدة من لوحات ميري التي رسمتها لشقيقتها، وكلّ فصل يحمل اسم اللوحة. وأحداث الرواية ترد على لسان ليديا التي تتأمّل عالمها بشجاعة وهي تنتظر موتها الوشيك، وفي نفس الوقت تطرح أسئلة مهمّة عن الحبّ وقدرة الفنّ على التذكّر.
والكاتبة تعطي أهمّية خاصّة للمكان، وكما لو أن ميري تتواصل مع أختها عاطفيا ووجدانيا من خلال الرسم.
غير أن الرواية تتضمّن حبكة فرعية تتناول علاقة ميري بالرسّام ادغار ديغا الذي كان يرعاها ويشجّع عملها. وليديا في الرواية تعبّر عن صدمتها عندما تعرف أن ميري جلست أمامه ليرسمها .
كان ديغا برأي ليديا رجلا صعبا ومزاجيا وذا نظرات قاسية ولسان سليط. كما انه كان يرسم مواضيع غير لائقة كالراقصات وبنات الهوى.
وليديا تصفه بالكلب لأنه "اعتاد على أن يقضم المواضيع قضما ويهاجم هذا الرسّام أو ذاك، ويصوّب نظراته الحادّة على الأشياء في شقّتنا: طاقم الشاي والمزهريات اليابانية وأنا".
في ما بعد، تجد ليديا كلا من ميري وديغا في منزل العائلة الريفيّ وتشكّ أن بينهما علاقة ما. لكن الكاتبة تنفي ذلك على اعتبار أن ديغا كان معروفا بكراهيّته للنساء وكانت له ملاحظات تسيء إلى صديقته ميري وتحطّ من قدرها. ومع ذلك، تقول تشيسمان أن ميري أحرقت جميع رسائل ديغا إليها، وبالتالي يصعب نفي أو إثبات شيء.
مع تطوّر الرواية تزداد صحّة ليديا سوءا، ثم نصل إلى الفصل الرابع الذي تزيّنه لوحة ميري كاسات غير العاديّة بعنوان مشوار بالعربة .
وفيها نرى ليديا الشاحبة وهي تقود عربة يجرّها حصان، بينما تحدّق في شيء أمامها، وإلى جوارها تجلس طفلة صغيرة، وفي الخلف يجلس شخص غامض يرتدي ملابس داكنة. اللوحة مليئة بالإشارات الصامتة وكأننا أمام رحلة إلى العالم السفليّ.
تقول المؤلّفة: هذه واحدة من اللوحات الأكثر إثارة للحزن التي رسمتها ميري لأختها. لكنها أيضا تتضمّن شيئا جميلا، فليديا تبدو فيها ذات عزيمة قويّة وهي تمسك بلجام الحصان بينما تمرّ من أمام الناظر بسرعة".
هذا الفصل من الرواية يتضمّن مواجهة بين ليديا وديغا. تقول له: سأموت. فيردّ: اعرف ذلك. فتقول له: لم افعل شيئا في حياتي، ولا شيء لديّ اتركه ورائي". وفي لحظة تعاطف نادرة، يواسيها ديغا بالقول إنها ستترك منحة ثمينة هي صور ميري لها. ثم يضيف: لقد أحبّتك ميري كما لم تحبّ إنسانا آخر ولن تحبّ إنسانا بعدك أبدا".
الفصل الأخير من الرواية عنوانه ليديا تجلس أمام آلة التطريز ، على اسم إحدى اللوحات الخمس. وهو استعادة لكلّ الأفكار التي سبق أن تناولتها الرواية. وفيه تكتب ليديا رسالة وداع ومواساة إلى ميري تقول فيها: أختي وحبيبتي، اعرف انك ستحزنين كثيرا عندما ارحل، سيتألّم قلبك وتنكسر فرشاتك، لكنّ روحي ستظلّ معك في صوري، وستتذكّرينني وأنا منكبّة في العمل على آلة التطريز في احد أيّام يونيو القائظة في باريس".
كانت ميري وشقيقتها تقضيان معظم وقتهما معا وتحبّان بعضهما بعمق، وكانتا تعرفان أنها ستفترقان قريبا.
ورغم أن ميري كاسات رسمت بعض صور لأمّهات وأطفال قبل موت شقيقتها، إلا أن هذا النوع من الصور أصبح بعد ذلك موضوعها المفضّل والكبير. والمؤلّفة تعتقد أن صور ميري الجميلة لأمّهات يرضعن أطفالهنّ لها علاقة برعايتها لشقيقتها وتعاطفها القويّ معها.
رواية تشيسمان تفتح نافذة على عصر غير عاديّ، وتضيف الكثير إلى فهمنا عن حياة ميري كاسات وفنّها وعصرها. كما أنها في الوقت نفسه محاولة لاستكشاف طبيعة الفنّ والحبّ والذكريات والموت.
وليديا تصفه بالكلب لأنه "اعتاد على أن يقضم المواضيع قضما ويهاجم هذا الرسّام أو ذاك، ويصوّب نظراته الحادّة على الأشياء في شقّتنا: طاقم الشاي والمزهريات اليابانية وأنا".
في ما بعد، تجد ليديا كلا من ميري وديغا في منزل العائلة الريفيّ وتشكّ أن بينهما علاقة ما. لكن الكاتبة تنفي ذلك على اعتبار أن ديغا كان معروفا بكراهيّته للنساء وكانت له ملاحظات تسيء إلى صديقته ميري وتحطّ من قدرها. ومع ذلك، تقول تشيسمان أن ميري أحرقت جميع رسائل ديغا إليها، وبالتالي يصعب نفي أو إثبات شيء.
مع تطوّر الرواية تزداد صحّة ليديا سوءا، ثم نصل إلى الفصل الرابع الذي تزيّنه لوحة ميري كاسات غير العاديّة بعنوان مشوار بالعربة .
وفيها نرى ليديا الشاحبة وهي تقود عربة يجرّها حصان، بينما تحدّق في شيء أمامها، وإلى جوارها تجلس طفلة صغيرة، وفي الخلف يجلس شخص غامض يرتدي ملابس داكنة. اللوحة مليئة بالإشارات الصامتة وكأننا أمام رحلة إلى العالم السفليّ.
تقول المؤلّفة: هذه واحدة من اللوحات الأكثر إثارة للحزن التي رسمتها ميري لأختها. لكنها أيضا تتضمّن شيئا جميلا، فليديا تبدو فيها ذات عزيمة قويّة وهي تمسك بلجام الحصان بينما تمرّ من أمام الناظر بسرعة".
هذا الفصل من الرواية يتضمّن مواجهة بين ليديا وديغا. تقول له: سأموت. فيردّ: اعرف ذلك. فتقول له: لم افعل شيئا في حياتي، ولا شيء لديّ اتركه ورائي". وفي لحظة تعاطف نادرة، يواسيها ديغا بالقول إنها ستترك منحة ثمينة هي صور ميري لها. ثم يضيف: لقد أحبّتك ميري كما لم تحبّ إنسانا آخر ولن تحبّ إنسانا بعدك أبدا".
الفصل الأخير من الرواية عنوانه ليديا تجلس أمام آلة التطريز ، على اسم إحدى اللوحات الخمس. وهو استعادة لكلّ الأفكار التي سبق أن تناولتها الرواية. وفيه تكتب ليديا رسالة وداع ومواساة إلى ميري تقول فيها: أختي وحبيبتي، اعرف انك ستحزنين كثيرا عندما ارحل، سيتألّم قلبك وتنكسر فرشاتك، لكنّ روحي ستظلّ معك في صوري، وستتذكّرينني وأنا منكبّة في العمل على آلة التطريز في احد أيّام يونيو القائظة في باريس".
كانت ميري وشقيقتها تقضيان معظم وقتهما معا وتحبّان بعضهما بعمق، وكانتا تعرفان أنها ستفترقان قريبا.
ورغم أن ميري كاسات رسمت بعض صور لأمّهات وأطفال قبل موت شقيقتها، إلا أن هذا النوع من الصور أصبح بعد ذلك موضوعها المفضّل والكبير. والمؤلّفة تعتقد أن صور ميري الجميلة لأمّهات يرضعن أطفالهنّ لها علاقة برعايتها لشقيقتها وتعاطفها القويّ معها.
رواية تشيسمان تفتح نافذة على عصر غير عاديّ، وتضيف الكثير إلى فهمنا عن حياة ميري كاسات وفنّها وعصرها. كما أنها في الوقت نفسه محاولة لاستكشاف طبيعة الفنّ والحبّ والذكريات والموت.
Credits
harrietchessman.com
nytimes.com
harrietchessman.com
nytimes.com