الحبّ والحكمة والإلهام أشياء يَجهد كلّ إنسان في العثور عليها في هذه الحياة. وهي لا تتأتّى في الغالب إلا عندما توسّع حدود ذاتك وترتاد مناطق مجهولة، وعندها فقط يمكن أن تتحوّل إلى شخص آخر.
في كتابها "دليل ميدانيّ للضياع"، تذكر الكاتبة الأمريكية ريبيكا سولنيت أنها قضت حياتها كلّها ضائعة. "أن لا تضيع يعني أن لا تعيش".
والمؤلّفة تعطيك خارطة ثم تطلب منك أن تتجاهلها كي تتعلّم كيف تعيش في حالات انعدام اليقين. "أن تكون ضائعا أو تشعر بالضياع أمر يدفعك لأن تخطّط مسبقا، لأن تتوقّع، وأن تسيطر على أحداث الحياة بأيّ ثمن. لكن الضياع أحيانا يمكن أن يكون الطريقة الوحيدة لتحقيق الذات والانجاز".
وسولنيت تأخذ القارئ عبر طبقات متعدّدة من المعاني والاستعارات والأفكار والقصص المشوّقة التي تتلاقى وتتقاطع كالأعشاب على ضفّتي نهر.
وكتابها يتناول أسئلة الهويّة والوعي، انطلاقا من الشعار القائل: كي تجد طريقك ينبغي أن تضيع أوّلا وتستسلم للصُّدف".
والكاتبة في سردها تنسج قماشا متعدّد الألوان والأنماط، تستكشف من خلاله ذكريات سنواتها المبكّرة وتعلّق على الكتب واللوحات والأفلام والشخصيات التي شكّلت نظرتها إلى العالم.
آراء المؤلّفة في هذا الكتاب هي عن الحرّية وعن أن تتصرّف بشجاعة كشخص حرّ في عالم يحاول تكبيلك كي تكون جزءا من عملية اسر جماعيّ. "القفز في الفراغ لا يعني بالضرورة السقوط الحرّ، بل قد يكون الخطوة المطلوبة كي تلامس السماء".
وهي تشير إلى أن حرص الإنسان على أن يسيطر على كلّ شيء يمكن أن يكون عبئا ثقيلا عليه. وتضيف أن هناك أشياء معيّنة لا يمكن تقريرها أو البتّ فيها، لذا من الأفضل أن تفكّر مثل قارب في البحر وأن تذهب مع التيّار في بعض أمور حياتك. "أن لا تكون مسيطرا على الأشياء أمر يبدو مخيفا أحيانا. لكن ما هو أكثر إنسانية وجدوى هو أن تترك نفسك لكي تكتشف أشياء جديدة عن ذاتك وعن العالم".
لهذا الكتاب من عنوانه نصيب. فأنت تضيع في تأمّلات وأفكار الكاتبة عن كلّ شيء، عن الأصدقاء والأحلام والصحراء والذاكرة والحبّ والتاريخ والفنّ والموت وعن تجاربها الشخصية مع الأمكنة.
في البداية تتحدّث المؤلّفة عن معنى مفردة "الضياع"، فتقول إنها مشتقّة من لغات شمال أوربّا القديمة، وهي تعني تجريد جيش من سلاحه، لكن من بين اشتقاقاتها الأخرى فكرة أن تعقد هدنة مع العالم الواسع.
والكاتبة شغوفة كثيرا بعالم الطبيعة ومفتونة بالمسافات الشاسعة لصحارى الغرب الأمريكيّ أو ما تسمّيه وفرة الغياب. "في مكان ما من الأرض المجهولة تكمن حياة الاستكشاف والمعرفة".
ولهذا السبب تركت الحياة الاجتماعية في المدينة وسافرت إلى الأماكن البرّية وعاشت مع الدببة والأفاعي وفي الجبال والغابات، حيث حركة واحدة خاطئة قد تعني كارثة أو موتا محقّقا. وأثناء ذلك تستذكر أضواء الصيف في مشاويرها في الجبال ورائحة أشجار الصنوبر بعد المطر.
لغة الكاتبة شاعرية وأفكارها تتدفّق بسهولة مذهلة وخبراتها الغريبة مضيئة وجميلة. وقد اعتادت على أن تترك بابها مفتوحا أمام المجهول. والظلام هو طريقها في العيش على حافّة الأشياء وحالات الوعي. "بعض الأحلام مصنوعة من الضباب، وبعضها الآخر من الدانتيل أو الرصاص".
في كتابها "دليل ميدانيّ للضياع"، تذكر الكاتبة الأمريكية ريبيكا سولنيت أنها قضت حياتها كلّها ضائعة. "أن لا تضيع يعني أن لا تعيش".
والمؤلّفة تعطيك خارطة ثم تطلب منك أن تتجاهلها كي تتعلّم كيف تعيش في حالات انعدام اليقين. "أن تكون ضائعا أو تشعر بالضياع أمر يدفعك لأن تخطّط مسبقا، لأن تتوقّع، وأن تسيطر على أحداث الحياة بأيّ ثمن. لكن الضياع أحيانا يمكن أن يكون الطريقة الوحيدة لتحقيق الذات والانجاز".
وسولنيت تأخذ القارئ عبر طبقات متعدّدة من المعاني والاستعارات والأفكار والقصص المشوّقة التي تتلاقى وتتقاطع كالأعشاب على ضفّتي نهر.
وكتابها يتناول أسئلة الهويّة والوعي، انطلاقا من الشعار القائل: كي تجد طريقك ينبغي أن تضيع أوّلا وتستسلم للصُّدف".
والكاتبة في سردها تنسج قماشا متعدّد الألوان والأنماط، تستكشف من خلاله ذكريات سنواتها المبكّرة وتعلّق على الكتب واللوحات والأفلام والشخصيات التي شكّلت نظرتها إلى العالم.
آراء المؤلّفة في هذا الكتاب هي عن الحرّية وعن أن تتصرّف بشجاعة كشخص حرّ في عالم يحاول تكبيلك كي تكون جزءا من عملية اسر جماعيّ. "القفز في الفراغ لا يعني بالضرورة السقوط الحرّ، بل قد يكون الخطوة المطلوبة كي تلامس السماء".
وهي تشير إلى أن حرص الإنسان على أن يسيطر على كلّ شيء يمكن أن يكون عبئا ثقيلا عليه. وتضيف أن هناك أشياء معيّنة لا يمكن تقريرها أو البتّ فيها، لذا من الأفضل أن تفكّر مثل قارب في البحر وأن تذهب مع التيّار في بعض أمور حياتك. "أن لا تكون مسيطرا على الأشياء أمر يبدو مخيفا أحيانا. لكن ما هو أكثر إنسانية وجدوى هو أن تترك نفسك لكي تكتشف أشياء جديدة عن ذاتك وعن العالم".
لهذا الكتاب من عنوانه نصيب. فأنت تضيع في تأمّلات وأفكار الكاتبة عن كلّ شيء، عن الأصدقاء والأحلام والصحراء والذاكرة والحبّ والتاريخ والفنّ والموت وعن تجاربها الشخصية مع الأمكنة.
في البداية تتحدّث المؤلّفة عن معنى مفردة "الضياع"، فتقول إنها مشتقّة من لغات شمال أوربّا القديمة، وهي تعني تجريد جيش من سلاحه، لكن من بين اشتقاقاتها الأخرى فكرة أن تعقد هدنة مع العالم الواسع.
والكاتبة شغوفة كثيرا بعالم الطبيعة ومفتونة بالمسافات الشاسعة لصحارى الغرب الأمريكيّ أو ما تسمّيه وفرة الغياب. "في مكان ما من الأرض المجهولة تكمن حياة الاستكشاف والمعرفة".
ولهذا السبب تركت الحياة الاجتماعية في المدينة وسافرت إلى الأماكن البرّية وعاشت مع الدببة والأفاعي وفي الجبال والغابات، حيث حركة واحدة خاطئة قد تعني كارثة أو موتا محقّقا. وأثناء ذلك تستذكر أضواء الصيف في مشاويرها في الجبال ورائحة أشجار الصنوبر بعد المطر.
لغة الكاتبة شاعرية وأفكارها تتدفّق بسهولة مذهلة وخبراتها الغريبة مضيئة وجميلة. وقد اعتادت على أن تترك بابها مفتوحا أمام المجهول. والظلام هو طريقها في العيش على حافّة الأشياء وحالات الوعي. "بعض الأحلام مصنوعة من الضباب، وبعضها الآخر من الدانتيل أو الرصاص".
يمكن أن توصف ريبيكا سولنيت بأنها بدويّة مثقّفة بسبب عشقها للسفر والترحال. "البدو، خلافا للمخيّلة الشعبية السائدة، يحتفظون بدوائر ثابتة وعلاقات مستقرّة بالأمكنة، وهم بعيدون كلّ البعد عن كونهم مترحّلين أو متجوّلين كما تشير إلى ذلك دلالة الكلمة اليوم".
والمؤلّفة تشير إلى أن إحدى مميّزات أن يجد الإنسان نفسه ضائعا تتمثّل في ما يمكن أن يجده بشكل غير متوقّع. لكن للضياع مخاطره أيضا من قبيل القصّة التي ترويها عن مجموعة من الرحّالة الأمريكيين من القرن التاسع عشر.
كان هؤلاء قد سافروا بحثا عن الذهب واختاروا أن يتبعوا احدهم، رغم أن خرائطه لم تكن دقيقة تماما. وأثناء ترحالهم انقطعت بهم السبل في صحراء كالمتاهة أسموها في ما بعد بوادي الموت. وبعد أن قطعوا مئات الأميال اكتشفوا أن حكاية الذهب لم تكون سوى ضرب من السراب.
احد هؤلاء عرض نصف ثروته على أيّ شخص يتبرّع بحملها. لكن لا احد وافق. وفي النهاية دفنها في احد الأمكنة. وعندما عاد ليبحث عنها بعد سنوات لم يجد لها أثرا.
ثم تتحدّث سولنيت عن الرحلة الوجودية للمستكشف والمغامر الاسبانيّ دي فاكا الذي ضاع في دلتا الميسيسيبي إلى أن عثر عليه بعض السكّان الأصليين فأسروه واستعبدوه. وأثناء ذلك تَعلّم عددا من اللغات ثم هرب ومشى باتجاه الغرب.
وبعد عشر سنوات وجد نفسه في نيومكسيكو وانضمّ إلى من كان يعتبرهم ذات مرّة من مواطنيه. واستغرق الأمر منه أيّاما كي يستعيد عاداته القديمة. وكان دي فاكا أوّل شخص يعود من رحلة الضياع تلك ويتكلّم عن قصص الأوربّيين الأوائل الذين ضاعوا في الأمريكتين. "أن تضيع معناه أن تقبل التغيير، الأشياء التي نريدها تتغيّر، ونحن لا نعلم عن طبيعة التغيير الذي ينتظرنا على الطرف الآخر".
ومن الأفكار الجميلة التي تتناولها المؤلّفة ما تذكره عن الفراشات وتحوّلاتها. فالأشخاص الذين يجدون أنفسهم فجأة داخل ثقافة غريبة، يمرّون بما يمكن تسميته بكرب الفراشة التي ينبغي أن يتحلّل جسدها ثم يُرمّم أكثر من مرّة أثناء دورة حياتها.
والكاتبة تعتبر أن الفراشة رمز مناسب جدّا لروح الإنسان، حتى أن اسمها بالإغريقية هو "سايكي" الذي يعني الروح. وبرأيها أن ليس هناك ما هو ابلغ من هذه الدلالة كي نقدّر هذه المرحلة من التلاشي والذبول، من الانسحاب والضياع، من هذه النهاية التي تسبق البداية، ومن هذا التحوّل والانسلاخ العنيف الذي هو في واقع الأمر نعمة تشبه تفتّح الأزهار.
تأمّلات سولنيت عن اللون الأزرق هي أيضا ممّا يلفت الانتباه في هذا الكتاب. في البداية تتحدّث عن هذا اللون في لوحات عصر النهضة وفي بعض الصور من القرن التاسع عشر وفي صور المصوّر الفرنسيّ ايف كلين التي يغلب عليها اللون الأزرق.
تقول: العالم ازرق عند حوّافه وفي أعماقه. هذا الأزرق هو اللون الذي ضاع. والضوء في النهاية الزرقاء لألوان الطيف لا يقطع كامل المسافة من الشمس إلينا، وإنما يتبعثر ويضيع بين جزيئات الهواء وفي الماء.
والماء في الأساس لا لون له. والمياه الضحلة تبدو بلون أيّ شيء تحتها. لكن المياه العميقة مليئة بهذا الضوء الضائع. وكلّما كان الماء أنقى، كلّما كان الأزرق أعمق.
وتضيف: السماء زرقاء لهذا السبب. لكن الأزرق في الأفق يبدو حالما وحزينا، الأزرق البعيد الذي نراه في زوايا الأمكنة التي نلمحها على بعد أميال، هذا الضوء الذي لا يلامسنا ولا يسافر كامل المسافة بيننا وبين الشمس، هذا الضوء الضائع هو الذي يمنح هذا العالم جماله، والكثير منه لونه ازرق.
الأزرق هو لون المسافات البعيدة، لون المشاعر والعزلة والرغبة والشوق والتطلّع، لون كلّ شيء بعيد يُرى من مسافة قريبة، لون المكان الذي لستَ فيه ولون المكان الذي لا تستطيع بلوغه أبدا".
كتاب "دليل ميدانيّ للضياع" يمكن اعتبار مضمونه امتدادا لتقاليد كتّاب الطبيعة الأمريكيين الكبار مثل رالف ايمرسون وهنري ثورو ووالت ويتمان وغيرهم. وهو يتضمّن الكثير من الرسائل الايجابية والمثيرة للتأمّل. كما انه يقدّم نصائح قيّمة للكتّاب ولمحبّي الفنون عامّة.
والمؤلّفة تشير إلى أن إحدى مميّزات أن يجد الإنسان نفسه ضائعا تتمثّل في ما يمكن أن يجده بشكل غير متوقّع. لكن للضياع مخاطره أيضا من قبيل القصّة التي ترويها عن مجموعة من الرحّالة الأمريكيين من القرن التاسع عشر.
كان هؤلاء قد سافروا بحثا عن الذهب واختاروا أن يتبعوا احدهم، رغم أن خرائطه لم تكن دقيقة تماما. وأثناء ترحالهم انقطعت بهم السبل في صحراء كالمتاهة أسموها في ما بعد بوادي الموت. وبعد أن قطعوا مئات الأميال اكتشفوا أن حكاية الذهب لم تكون سوى ضرب من السراب.
احد هؤلاء عرض نصف ثروته على أيّ شخص يتبرّع بحملها. لكن لا احد وافق. وفي النهاية دفنها في احد الأمكنة. وعندما عاد ليبحث عنها بعد سنوات لم يجد لها أثرا.
ثم تتحدّث سولنيت عن الرحلة الوجودية للمستكشف والمغامر الاسبانيّ دي فاكا الذي ضاع في دلتا الميسيسيبي إلى أن عثر عليه بعض السكّان الأصليين فأسروه واستعبدوه. وأثناء ذلك تَعلّم عددا من اللغات ثم هرب ومشى باتجاه الغرب.
وبعد عشر سنوات وجد نفسه في نيومكسيكو وانضمّ إلى من كان يعتبرهم ذات مرّة من مواطنيه. واستغرق الأمر منه أيّاما كي يستعيد عاداته القديمة. وكان دي فاكا أوّل شخص يعود من رحلة الضياع تلك ويتكلّم عن قصص الأوربّيين الأوائل الذين ضاعوا في الأمريكتين. "أن تضيع معناه أن تقبل التغيير، الأشياء التي نريدها تتغيّر، ونحن لا نعلم عن طبيعة التغيير الذي ينتظرنا على الطرف الآخر".
ومن الأفكار الجميلة التي تتناولها المؤلّفة ما تذكره عن الفراشات وتحوّلاتها. فالأشخاص الذين يجدون أنفسهم فجأة داخل ثقافة غريبة، يمرّون بما يمكن تسميته بكرب الفراشة التي ينبغي أن يتحلّل جسدها ثم يُرمّم أكثر من مرّة أثناء دورة حياتها.
والكاتبة تعتبر أن الفراشة رمز مناسب جدّا لروح الإنسان، حتى أن اسمها بالإغريقية هو "سايكي" الذي يعني الروح. وبرأيها أن ليس هناك ما هو ابلغ من هذه الدلالة كي نقدّر هذه المرحلة من التلاشي والذبول، من الانسحاب والضياع، من هذه النهاية التي تسبق البداية، ومن هذا التحوّل والانسلاخ العنيف الذي هو في واقع الأمر نعمة تشبه تفتّح الأزهار.
تأمّلات سولنيت عن اللون الأزرق هي أيضا ممّا يلفت الانتباه في هذا الكتاب. في البداية تتحدّث عن هذا اللون في لوحات عصر النهضة وفي بعض الصور من القرن التاسع عشر وفي صور المصوّر الفرنسيّ ايف كلين التي يغلب عليها اللون الأزرق.
تقول: العالم ازرق عند حوّافه وفي أعماقه. هذا الأزرق هو اللون الذي ضاع. والضوء في النهاية الزرقاء لألوان الطيف لا يقطع كامل المسافة من الشمس إلينا، وإنما يتبعثر ويضيع بين جزيئات الهواء وفي الماء.
والماء في الأساس لا لون له. والمياه الضحلة تبدو بلون أيّ شيء تحتها. لكن المياه العميقة مليئة بهذا الضوء الضائع. وكلّما كان الماء أنقى، كلّما كان الأزرق أعمق.
وتضيف: السماء زرقاء لهذا السبب. لكن الأزرق في الأفق يبدو حالما وحزينا، الأزرق البعيد الذي نراه في زوايا الأمكنة التي نلمحها على بعد أميال، هذا الضوء الذي لا يلامسنا ولا يسافر كامل المسافة بيننا وبين الشمس، هذا الضوء الضائع هو الذي يمنح هذا العالم جماله، والكثير منه لونه ازرق.
الأزرق هو لون المسافات البعيدة، لون المشاعر والعزلة والرغبة والشوق والتطلّع، لون كلّ شيء بعيد يُرى من مسافة قريبة، لون المكان الذي لستَ فيه ولون المكان الذي لا تستطيع بلوغه أبدا".
كتاب "دليل ميدانيّ للضياع" يمكن اعتبار مضمونه امتدادا لتقاليد كتّاب الطبيعة الأمريكيين الكبار مثل رالف ايمرسون وهنري ثورو ووالت ويتمان وغيرهم. وهو يتضمّن الكثير من الرسائل الايجابية والمثيرة للتأمّل. كما انه يقدّم نصائح قيّمة للكتّاب ولمحبّي الفنون عامّة.
Credits
rebeccasolnit.net
villagevoice.com
rebeccasolnit.net
villagevoice.com