منذ البدايات المبكّرة للفنّ والرسّامون يحاولون أن يرسموا ما لا تراه العين، لكنْ تدركه الروح والصّوت الداخليّ.
ومحاولة تصوير الروحانيّ والغامض بوصفه جسرا بين العالم الأدنى والأعلى ظلّ هو الهمّ الأساس لما يُسمّى بالفنّ الرؤيوي. وهو فنّ قديم قدم الروحانية وصور الآلهة القديمة والقدّيسين الذين تعلو رؤؤسهم هالات من نور.
ويمكن إيراد بعض الأمثلة عن هذا النوع من الفنّ مثل رسومات الكهوف التي تصوّر بشرا وحيوانات هجينة، ومثل الفن الشامانيّ القديم والأقنعة الطقوسية التي كانت شائعة في الثقافات البدائية.
تلك الصور وأخرى غيرها كان المراد منها إنتاج رؤية أوسع عن الوعي تتضمّن الروحانيّ والخفيّ أو الغامض.
وإحدى أفكار الفنّ الرؤيوي هي أن تلك الصور يمكن أن تكون رسائل أو وسائل هداية أو نبوءات أو كشوفات توهب للمبدعين بقوّة إلهية أو بفضل حالات الوعي المعدّلة.
إذن من أهمّ غايات الرسم الرؤيوي الكشف عمّا يكمن وراء حدود النظر بإظهار الحالات التي تسمو على الإدراك. وهذا يعني بالنسبة للبعض أن يفقد الإنسان نفسه أثناء عملية الخلق ويرتبط بالقوانين الكونية وبقوّة الإلهام الإلهيّ، كي يتواصل مع تلك الحالات ويجسّدها من خلال الصور.
ويقال أن بدايات هذا الفنّ تعود إلى عصور ما قبل التاريخ عندما رسم الإنسان الأوّل على جدران الكهوف صورا تمثّل تجسّدات أحلامه ورؤاه وتقف كرموز سحرية تستذكر رحلات الصّيد والإمساك بالحيوانات المتوحّشة.
وبعد قرون أصبح هذا الفنّ يتمثّل في الرسومات الدينية المتعدّدة التي تصوّر الأشكال المتخيّلة للملائكة والقدّيسين والتي تحاول، ليس فقط ربط عالمنا بالأفكار الروحانية، بل توفّر للناس صورا مختلفة من العبادة.
وإحدى الأفكار التي ترد كثيرا في الفنّ الرؤيوي هي إعادة خلق الجنّة وغيرها من الرؤى اليوتوبية. وهذا ليس بالمستغرب إذا ما تذكّرنا أن الفنّ كلّه كان إلى ما قبل مائتي عام فقط مرتبطا بالله وبالمقدّس.
وبالنسبة للفنّ الحديث، يمكن اعتبار الرمزية والتجريدية والسوريالية امتدادات للفنّ الرؤيوي. فاللوحات التجريدية المبكّرة والصور الحالمة للسوريالية كانت تصوّر عالما بلا قواعد ويسمح بتجانبات غريبة. وهذه الصور تعزّز المقدّس والغامض وتمنحه مساحة أكثر رحابة.
وهناك أسماء عديدة لفنّانين ارتبطوا بالفنّ الرؤيوي، مثل وليام بليك ونيكولاس روريك وريميديوس فارو وفريدون رسولي، بالإضافة إلى غوستاف مورو أبي الرمزية الفرنسية الذي رسم قصصا دينية وأسطورية ما تزال تثير مخيّلة الناس.
ويمكن أيضا أن ندرج ضمن هذا التصنيف لوحات كاندينسكي وبول كلي وخوان ميرو الذين بحثوا عن الروحانية في الفنّ من خلال الخصائص الرمزية والشعورية للخطوط والألوان والأشكال الهندسية.
ومحاولة تصوير الروحانيّ والغامض بوصفه جسرا بين العالم الأدنى والأعلى ظلّ هو الهمّ الأساس لما يُسمّى بالفنّ الرؤيوي. وهو فنّ قديم قدم الروحانية وصور الآلهة القديمة والقدّيسين الذين تعلو رؤؤسهم هالات من نور.
ويمكن إيراد بعض الأمثلة عن هذا النوع من الفنّ مثل رسومات الكهوف التي تصوّر بشرا وحيوانات هجينة، ومثل الفن الشامانيّ القديم والأقنعة الطقوسية التي كانت شائعة في الثقافات البدائية.
تلك الصور وأخرى غيرها كان المراد منها إنتاج رؤية أوسع عن الوعي تتضمّن الروحانيّ والخفيّ أو الغامض.
وإحدى أفكار الفنّ الرؤيوي هي أن تلك الصور يمكن أن تكون رسائل أو وسائل هداية أو نبوءات أو كشوفات توهب للمبدعين بقوّة إلهية أو بفضل حالات الوعي المعدّلة.
إذن من أهمّ غايات الرسم الرؤيوي الكشف عمّا يكمن وراء حدود النظر بإظهار الحالات التي تسمو على الإدراك. وهذا يعني بالنسبة للبعض أن يفقد الإنسان نفسه أثناء عملية الخلق ويرتبط بالقوانين الكونية وبقوّة الإلهام الإلهيّ، كي يتواصل مع تلك الحالات ويجسّدها من خلال الصور.
ويقال أن بدايات هذا الفنّ تعود إلى عصور ما قبل التاريخ عندما رسم الإنسان الأوّل على جدران الكهوف صورا تمثّل تجسّدات أحلامه ورؤاه وتقف كرموز سحرية تستذكر رحلات الصّيد والإمساك بالحيوانات المتوحّشة.
وبعد قرون أصبح هذا الفنّ يتمثّل في الرسومات الدينية المتعدّدة التي تصوّر الأشكال المتخيّلة للملائكة والقدّيسين والتي تحاول، ليس فقط ربط عالمنا بالأفكار الروحانية، بل توفّر للناس صورا مختلفة من العبادة.
وإحدى الأفكار التي ترد كثيرا في الفنّ الرؤيوي هي إعادة خلق الجنّة وغيرها من الرؤى اليوتوبية. وهذا ليس بالمستغرب إذا ما تذكّرنا أن الفنّ كلّه كان إلى ما قبل مائتي عام فقط مرتبطا بالله وبالمقدّس.
وبالنسبة للفنّ الحديث، يمكن اعتبار الرمزية والتجريدية والسوريالية امتدادات للفنّ الرؤيوي. فاللوحات التجريدية المبكّرة والصور الحالمة للسوريالية كانت تصوّر عالما بلا قواعد ويسمح بتجانبات غريبة. وهذه الصور تعزّز المقدّس والغامض وتمنحه مساحة أكثر رحابة.
وهناك أسماء عديدة لفنّانين ارتبطوا بالفنّ الرؤيوي، مثل وليام بليك ونيكولاس روريك وريميديوس فارو وفريدون رسولي، بالإضافة إلى غوستاف مورو أبي الرمزية الفرنسية الذي رسم قصصا دينية وأسطورية ما تزال تثير مخيّلة الناس.
ويمكن أيضا أن ندرج ضمن هذا التصنيف لوحات كاندينسكي وبول كلي وخوان ميرو الذين بحثوا عن الروحانية في الفنّ من خلال الخصائص الرمزية والشعورية للخطوط والألوان والأشكال الهندسية.
ولا ننسى أيضا كتابات بيت موندريان الفلسفية والعميقة عن الفنّ وصور سلفادور دالي وماكس ارنست التي تمزج عالم الأحلام والذكريات وتجارب الطفولة. ويمكن كذلك الإشارة إلى رسومات بعض فنّاني القرن العشرين من غوغان إلى بولوك إلى اوكيف وغيرهم.
والذي يجمع بين هؤلاء هو الموهبة والقدرة على تقديم أنواع من الأبعاد الرؤيوية للعقل.
يقال أحيانا أنّ الفنّ يصبح في أفضل حالاته عندما لا يكون له اسم، أي عندما يستمع الفنّان إلى صوته الخاص، لا إلى أصوات غيره ولا يتّبع التقاليد الفنّية. وفي الواقع من المهمّ أن لا يغمر الفنّان نفسه في النظم والقواعد المكبّلة التي يمكن أن تحرمه من محاولة رؤية الأشياء التي لا تُرى عادة.
وغالبا فإن من ينتج هذا الفنّ هم أفراد علّموا أنفسهم بأنفسهم، أي لم يتلقّوا تعليما منهجيّا، وأعمالهم في الغالب هي تعبير عن رؤية فردية وذاتيّة. وهؤلاء بارعون عادة في اكتشاف الامكانيات التي لا يراها ولا يلاحظها الآخرون.
وهناك من يربط الفنّ الرؤيوي بحالات الوعي المتغيّرة وبالتجارب النفسية والهندسة المقدّسة والشامانية والعوالم الخفيّة وبظاهرة تزامن الحواسّ والثيوصوفية والخيمياء والسحر واليوغا وغيرها.
ومن الملاحَظ أن الفنّ الرؤيوي المعاصر مملوء بالأنوثة التي تعكسها ألوان ناعمة وأعماق أثيرية وخطوط متحوّلة، كما انه يتضمّن غالبا شكل "آلهة" بالمعنى المجازيّ للكلمة.
والتركيز على البعد الأنثويّ في هذا الفنّ مبعثه فكرة تقول أن عالمنا الحديث يتّسم بالأطراف الحادّة والخطوط المستقيمة والقواعد الصارمة، وكلّها عناصر ذكورية.
ومع أن في كلّ إنسان طاقة ذكورية وأنثوية معا، إلا أننا أسّسنا مجتمعات ذات ملامح ذكورية خالصة تجسّدها الخرسانة الصلبة والمباني المنتصبة والحروب المشتعلة في كلّ مكان.
وما حدث هو أننا مكنّا الطاقة الذكورية في دواخلنا وسمحنا لها بتحديد الاتجاه الذي شُيّد عليه الواقع الماديّ والاجتماعيّ كلّه. وفي نفس الوقت قمعنا طاقة الأنثى التي بداخلنا وقلّلنا من أهميّة سمات المرأة في واقعنا وفي حياتنا.
وهناك من يرى أن العالم كما نعرفه سيتغيّر دراماتيكيا عندما نبدأ في الاستماع إلى الصوت الداخليّ للمرأة، فنتبنّى الناعم والسهل والمرن في مقابل الحادّ والصارم والخشن.
والفنّ الرؤيوي اليوم هو دليل على التحوّل الذي يقوم به كثيرون باتجاه تعبير أكثر توازنا عن الطاقة الذكورية والأنثوية معا.
ومن خلال محاولتنا فهم المعاني المخبوءة في بعض نتاجات هذا الفنّ، فإننا نمنح أنفسنا الفرصة لاستيعاب السمات الأنثوية التي تقع في قلب العملية الفنّية، ومن ثم إعادة صياغة الكيفية التي نرى بها أنفسنا ومجتمعاتنا والعالم من حولنا.
والذي يجمع بين هؤلاء هو الموهبة والقدرة على تقديم أنواع من الأبعاد الرؤيوية للعقل.
يقال أحيانا أنّ الفنّ يصبح في أفضل حالاته عندما لا يكون له اسم، أي عندما يستمع الفنّان إلى صوته الخاص، لا إلى أصوات غيره ولا يتّبع التقاليد الفنّية. وفي الواقع من المهمّ أن لا يغمر الفنّان نفسه في النظم والقواعد المكبّلة التي يمكن أن تحرمه من محاولة رؤية الأشياء التي لا تُرى عادة.
وغالبا فإن من ينتج هذا الفنّ هم أفراد علّموا أنفسهم بأنفسهم، أي لم يتلقّوا تعليما منهجيّا، وأعمالهم في الغالب هي تعبير عن رؤية فردية وذاتيّة. وهؤلاء بارعون عادة في اكتشاف الامكانيات التي لا يراها ولا يلاحظها الآخرون.
وهناك من يربط الفنّ الرؤيوي بحالات الوعي المتغيّرة وبالتجارب النفسية والهندسة المقدّسة والشامانية والعوالم الخفيّة وبظاهرة تزامن الحواسّ والثيوصوفية والخيمياء والسحر واليوغا وغيرها.
ومن الملاحَظ أن الفنّ الرؤيوي المعاصر مملوء بالأنوثة التي تعكسها ألوان ناعمة وأعماق أثيرية وخطوط متحوّلة، كما انه يتضمّن غالبا شكل "آلهة" بالمعنى المجازيّ للكلمة.
والتركيز على البعد الأنثويّ في هذا الفنّ مبعثه فكرة تقول أن عالمنا الحديث يتّسم بالأطراف الحادّة والخطوط المستقيمة والقواعد الصارمة، وكلّها عناصر ذكورية.
ومع أن في كلّ إنسان طاقة ذكورية وأنثوية معا، إلا أننا أسّسنا مجتمعات ذات ملامح ذكورية خالصة تجسّدها الخرسانة الصلبة والمباني المنتصبة والحروب المشتعلة في كلّ مكان.
وما حدث هو أننا مكنّا الطاقة الذكورية في دواخلنا وسمحنا لها بتحديد الاتجاه الذي شُيّد عليه الواقع الماديّ والاجتماعيّ كلّه. وفي نفس الوقت قمعنا طاقة الأنثى التي بداخلنا وقلّلنا من أهميّة سمات المرأة في واقعنا وفي حياتنا.
وهناك من يرى أن العالم كما نعرفه سيتغيّر دراماتيكيا عندما نبدأ في الاستماع إلى الصوت الداخليّ للمرأة، فنتبنّى الناعم والسهل والمرن في مقابل الحادّ والصارم والخشن.
والفنّ الرؤيوي اليوم هو دليل على التحوّل الذي يقوم به كثيرون باتجاه تعبير أكثر توازنا عن الطاقة الذكورية والأنثوية معا.
ومن خلال محاولتنا فهم المعاني المخبوءة في بعض نتاجات هذا الفنّ، فإننا نمنح أنفسنا الفرصة لاستيعاب السمات الأنثوية التي تقع في قلب العملية الفنّية، ومن ثم إعادة صياغة الكيفية التي نرى بها أنفسنا ومجتمعاتنا والعالم من حولنا.
Credits
arthistoryarchive.com
arthistoryarchive.com