من الأشياء اللافتة أن اللغتين العربية والانجليزية تشتركان في استخدام بعض الصيغ والعبارات التي تصف حالات ومواقف معيّنة من باب الاستعارة والمجاز.
ومثل هذا أن يقول احدهم: لن اترك حجرا إلا قلبته (I will leave no stone unturned). ومعناها انه لن يدّخر جهدا لحلّ إشكال أو انجاز هدف ما.
ومثله أيضا قول شخص لآخر: يجب أن تقطع ميلا إضافيّا (You should go the extra mile). ومعناها انه يجب أن يبذل جهدا خاصّا وإضافيّا لفعل شيء أو تحقيق غرض ما.
وأيضا هناك العبارة التي تصف مكانا أو أمرا ما بأنه على مرمى حجر (A Stone's throw). ومعناها أن المكان قريب جدّا أو أن الهدف أصبح سهل التحقّق.
ثم هناك العبارة التي ترد كثيرا على ألسنة الناس كأن يقول احدهم لآخر: لا تحاول أن تلوي ذراعي (Do not twist my arm). والمعنى لا تحاول إجباري على شيء لا ارغب في فعله.
من ناحية أخرى، هناك في الانجليزية الكثير من العبارات الجميلة والدالّة الأخرى التي تُستخدم عادة في لغة الخطاب اليوميّ لتصف بعض المواقف والحالات، وهي أيضا تُستخدم من باب المجاز ولا تؤخذ بحرفيّتها.
هنا بعضها..
تخيّل، مثلا، مجموعة من الأشخاص وهم يناقشون مسألة ما. وأحدهم يسأل عن موقف زميل غائب من تلك المسألة فيردّ آخر: فلان ما يزال جالسا على السياج (He is still sitting on the fence). ومعناها أن ذلك الشخص غير مستعدّ بعد، أو لا يريد الآن أن يتّخذ قرارا أو موقفا من المسألة لسبب أو لآخر.
أحدهم يقابل صديقا قديما لم يره منذ سنوات، فيسأله عن أحواله ويجيبه بحزن: الحال ليست على ما يرام، فقدتُ وظيفتي مؤخّرا وأعباء الحياة أصبحت ثقيلة ومرهقة.
فيقول له صاحبه مواسياً: لا تقلق، فلكلّ سحابة بطانة من فضّة (Every cloud has a silver lining). ومعناها انك لا يجب أن تشعر باليأس، فالأوقات الصعبة يعقبها غالبا أيّام أفضل، وكلّ شدّة أو ابتلاء ينطوي على بوادر انفراج. وإذا كنت قد فقدت وظيفتك أو خسرت تجارتك فسيعوّضك الله بفرص أفضل.
وأصل هذه العبارة مأخوذ من طبيعة الغيوم الداكنة التي تمرّ في السماء وترمز إلى متاعب الحياة. لكن إذا نظرت عن قرب إلى حوافّ تلك الغيوم، فسترى خيوط ضوء الشمس وهي تتسرّب من خلالها كبطانة فضّيّة.
وبالنتيجة فإن الأيّام الصعبة تشبه الغيوم التي تعبر في السماء وتحجب الشمس، لكن ما يزال بالإمكان رؤية بعض الضوء الذي يتخلّلها كرمز للأمل والتفاؤل.
وهذه العبارة تُنسب إلى الكاتب الانجليزيّ وليام غيلبيرت الذي قالها حوالي عام 1885. وأصبحت تقال لكلّ من يواجه مصاعب في الحياة ولا يرى منها مخرجا. وأفضل مرادف لها بالعربية الآية الكريمة: إن مع العسر يسرا".
هناك أيضا العبارة التي تقول: لا تحكم على كتاب من عنوانه (Do not judge a book by its cover). والمعنى هو انك لا يجب أن تحكم على إنسان أو شيء من مظهره الخارجيّ أو بناءً على انطباع سريع أو عابر.
وهناك عبارة ترد كثيرا في كتب الأدب وفي الصحافة ونشرات الأخبار وتُستخدم في العربية والانجليزية في نفس الوقت، وهي تلك التي تتحدّث عن القشّة التي قصمت ظهر البعير (The straw that broke the camel's back). وهذه العبارة تصف ما يبدو وكأنه فعل صغير وروتينيّ، لكنّه يتسبّب في نتائج مفاجئة وكبيرة وغير متوقّعة، بسبب الأثر التراكميّ للأفعال الصغيرة التي سبقته.
والعبارة لها أصل في كلام منسوب إلى الفيلسوف الرومانيّ سينيكا عندما قال: إن الموت لا يأتي إلينا بغتةً بل نسير نحن باتجاهه بخطى قصيرة". أي أننا نموت كلّ يوم، وعندما تأتي اللحظة الأخيرة، نكون قد وصلنا إلى نهاية الطريق الذي كنّا نمشيه لفترة طويلة.
ويقال أن أصل العبارة عربيّ، إذ يُحكى أن جملا أثقله صاحبه بكميّة من القشّ بأكثر مما يستطيع تحمّله. ومع ذلك لم يكن راضيا عن الحمولة الثقيلة، فأضاف قشّة أخيرة انهار على إثرها الجمل وكُسر ظهره. والقشّة الأخيرة لم تكن السبب في انهيار الحيوان، بل القشّ الذي تراكم على ظهره لدرجة انه ما عاد بإمكانه تحمّل المزيد.
ومثله قولنا أن فلانا كان مجهدا عندما رسب في الامتحان ونال درجة سيّئة. لكن حادث السيّارة الذي وقع له بعد ذلك كان القشّة التي قصمت ظهر البعير.
وهناك عبارة تتردّد كثيرا في تصريحات السّاسة عندما يقول أحدهم: سنمنح فلانا فائدة الشكّ (We will give him the benefit of doubt). والمعنى هو أننا سنأخذ كلامه على محمل الجدّ والصدق من باب التجاوز، حتى عندما لا يكون هناك برهان أكيد لتصديقه. وتشبه هذه العبارة القول العربيّ الدارج: إلحق الكذّاب إلى باب بيته.
ومثل هذا أن يقول احدهم: لن اترك حجرا إلا قلبته (I will leave no stone unturned). ومعناها انه لن يدّخر جهدا لحلّ إشكال أو انجاز هدف ما.
ومثله أيضا قول شخص لآخر: يجب أن تقطع ميلا إضافيّا (You should go the extra mile). ومعناها انه يجب أن يبذل جهدا خاصّا وإضافيّا لفعل شيء أو تحقيق غرض ما.
وأيضا هناك العبارة التي تصف مكانا أو أمرا ما بأنه على مرمى حجر (A Stone's throw). ومعناها أن المكان قريب جدّا أو أن الهدف أصبح سهل التحقّق.
ثم هناك العبارة التي ترد كثيرا على ألسنة الناس كأن يقول احدهم لآخر: لا تحاول أن تلوي ذراعي (Do not twist my arm). والمعنى لا تحاول إجباري على شيء لا ارغب في فعله.
من ناحية أخرى، هناك في الانجليزية الكثير من العبارات الجميلة والدالّة الأخرى التي تُستخدم عادة في لغة الخطاب اليوميّ لتصف بعض المواقف والحالات، وهي أيضا تُستخدم من باب المجاز ولا تؤخذ بحرفيّتها.
هنا بعضها..
فيقول له صاحبه مواسياً: لا تقلق، فلكلّ سحابة بطانة من فضّة (Every cloud has a silver lining). ومعناها انك لا يجب أن تشعر باليأس، فالأوقات الصعبة يعقبها غالبا أيّام أفضل، وكلّ شدّة أو ابتلاء ينطوي على بوادر انفراج. وإذا كنت قد فقدت وظيفتك أو خسرت تجارتك فسيعوّضك الله بفرص أفضل.
وأصل هذه العبارة مأخوذ من طبيعة الغيوم الداكنة التي تمرّ في السماء وترمز إلى متاعب الحياة. لكن إذا نظرت عن قرب إلى حوافّ تلك الغيوم، فسترى خيوط ضوء الشمس وهي تتسرّب من خلالها كبطانة فضّيّة.
وبالنتيجة فإن الأيّام الصعبة تشبه الغيوم التي تعبر في السماء وتحجب الشمس، لكن ما يزال بالإمكان رؤية بعض الضوء الذي يتخلّلها كرمز للأمل والتفاؤل.
وهذه العبارة تُنسب إلى الكاتب الانجليزيّ وليام غيلبيرت الذي قالها حوالي عام 1885. وأصبحت تقال لكلّ من يواجه مصاعب في الحياة ولا يرى منها مخرجا. وأفضل مرادف لها بالعربية الآية الكريمة: إن مع العسر يسرا".
والعبارة لها أصل في كلام منسوب إلى الفيلسوف الرومانيّ سينيكا عندما قال: إن الموت لا يأتي إلينا بغتةً بل نسير نحن باتجاهه بخطى قصيرة". أي أننا نموت كلّ يوم، وعندما تأتي اللحظة الأخيرة، نكون قد وصلنا إلى نهاية الطريق الذي كنّا نمشيه لفترة طويلة.
ويقال أن أصل العبارة عربيّ، إذ يُحكى أن جملا أثقله صاحبه بكميّة من القشّ بأكثر مما يستطيع تحمّله. ومع ذلك لم يكن راضيا عن الحمولة الثقيلة، فأضاف قشّة أخيرة انهار على إثرها الجمل وكُسر ظهره. والقشّة الأخيرة لم تكن السبب في انهيار الحيوان، بل القشّ الذي تراكم على ظهره لدرجة انه ما عاد بإمكانه تحمّل المزيد.
ومثله قولنا أن فلانا كان مجهدا عندما رسب في الامتحان ونال درجة سيّئة. لكن حادث السيّارة الذي وقع له بعد ذلك كان القشّة التي قصمت ظهر البعير.