ليس من الواضح ما إذا كان "فيشنو شارما" شخصا حقيقيا أم انه مجرّد اسم أدبيّ مستعار. ومع ذلك، هناك احتمال أن غالبية القرّاء العرب سبق أن قرءوا، أو على الأقلّ سمعوا عن كتابه المشهور في مرحلة ما من حياتهم.
و"فيشنو شارما" هو مؤلّف كتاب "كليلة ودمنة" الذي تجري أحداثه على ألسنة الحيوانات. والاسم الأصليّ للكتاب هو "البانشاتاترا"، وله اسمان آخران هما "أساطير بيدبا"، و"فيدياباتي" بالسنسكريتية.
ويُعتبر هذا الكتاب من أقدم الآثار المكتوبة في الهند. ويتناول فلسفة الأخلاق والحكم، ومكتوب بلغة هي مزيج من الشعر والنثر.
والحكايات التي يتضمّنها البانشاتاترا قديمة جدّا. ومع مرور الوقت، أصبحت من بين أشهر القصص وأكثرها انتشارا في العالم. ويقال أن مؤلّفه كتبه في كشمير أو في مكان آخر في جنوب الهند.
وهناك من يصنّف الكتاب على انه دراسة في علم السياسة والسلوك الأخلاقيّ، مع شيء من السخرية الاجتماعية. وهو يتحدّث إلى قرّاء كثيرين وعلى مستويات مختلفة.
والبنية الأساسية أو الإطار السرديّ للبانشاتاترا هو عبارة عن سلسلة من الأسئلة والأجوبة بين ملك هنديّ قديم يُدعى دبشليم وفيلسوف يُدعى بيدبا "أو بردوبين". وكلّ قصّة أو حكاية تحيل إلى قصص أخرى ذات مغزى. والراوي، أي بيدبا، يذكر أن الكتاب أُلّف كي يقرأه ثلاثة أمراء حديثي عهد بالسياسة لغرض تبصيرهم بقواعد السلوك الإنسانيّ والحكم الرشيد.
وأوّل ترجمة للبانشاتاترا إلى لغة غير الهندية "أو السنسكريتية" كانت إلى الفارسية "البهلوية" على يد كاتب يُدعى برزويه أثناء حكم الملك الساسانيّ انوشروان.
وطبقا للفردوسيّ مؤلّف الشاهنامة، فإن برزويه الذي كان يعمل طبيبا للملك استأذن منه كي يذهب إلى الهند للبحث عن عشبة جبلية كان قد قرأ أو سمع عن خصائصها السحرية وأن كلّ من يتعاطاها يُكتب له الخلود والحياة الأبدية.
وعندما وصل الطبيب إلى الهند، قابل هناك معلّما حكيما ووجد عنده نسخة من كتاب. ثم أشار عليه الحكيم بأن ينسى أمر تلك العشبة التي جاء باحثا عنها، وأن يكتفي بقراءة ذلك الكتاب إن كان يطمح في اكتساب قدر من الحكمة والاستنارة.
وبعد أن قرأ برزويه الكتاب، أُعجب كثيرا بالحكايات التي يتضمّنها، وقرّر أن يترجمه على الفور إلى الفارسية بمعاونة بعض البراهمة الهنود. وعندما أكمل ترجمته أرسله إلى بلاط انوشروان مع كتب أخرى.
في مقدّمة ترجمته للكتاب، يتحدّث برزويه عن بعض تفاصيل رحلته إلى الهند ويذكر نبذة عن حياته وعن مهنته كطبيب في بلاط الملك. وهو يشير إلى بيدبا على انه مؤلّف الكتاب.
و"فيشنو شارما" هو مؤلّف كتاب "كليلة ودمنة" الذي تجري أحداثه على ألسنة الحيوانات. والاسم الأصليّ للكتاب هو "البانشاتاترا"، وله اسمان آخران هما "أساطير بيدبا"، و"فيدياباتي" بالسنسكريتية.
ويُعتبر هذا الكتاب من أقدم الآثار المكتوبة في الهند. ويتناول فلسفة الأخلاق والحكم، ومكتوب بلغة هي مزيج من الشعر والنثر.
والحكايات التي يتضمّنها البانشاتاترا قديمة جدّا. ومع مرور الوقت، أصبحت من بين أشهر القصص وأكثرها انتشارا في العالم. ويقال أن مؤلّفه كتبه في كشمير أو في مكان آخر في جنوب الهند.
وهناك من يصنّف الكتاب على انه دراسة في علم السياسة والسلوك الأخلاقيّ، مع شيء من السخرية الاجتماعية. وهو يتحدّث إلى قرّاء كثيرين وعلى مستويات مختلفة.
والبنية الأساسية أو الإطار السرديّ للبانشاتاترا هو عبارة عن سلسلة من الأسئلة والأجوبة بين ملك هنديّ قديم يُدعى دبشليم وفيلسوف يُدعى بيدبا "أو بردوبين". وكلّ قصّة أو حكاية تحيل إلى قصص أخرى ذات مغزى. والراوي، أي بيدبا، يذكر أن الكتاب أُلّف كي يقرأه ثلاثة أمراء حديثي عهد بالسياسة لغرض تبصيرهم بقواعد السلوك الإنسانيّ والحكم الرشيد.
وأوّل ترجمة للبانشاتاترا إلى لغة غير الهندية "أو السنسكريتية" كانت إلى الفارسية "البهلوية" على يد كاتب يُدعى برزويه أثناء حكم الملك الساسانيّ انوشروان.
وطبقا للفردوسيّ مؤلّف الشاهنامة، فإن برزويه الذي كان يعمل طبيبا للملك استأذن منه كي يذهب إلى الهند للبحث عن عشبة جبلية كان قد قرأ أو سمع عن خصائصها السحرية وأن كلّ من يتعاطاها يُكتب له الخلود والحياة الأبدية.
وعندما وصل الطبيب إلى الهند، قابل هناك معلّما حكيما ووجد عنده نسخة من كتاب. ثم أشار عليه الحكيم بأن ينسى أمر تلك العشبة التي جاء باحثا عنها، وأن يكتفي بقراءة ذلك الكتاب إن كان يطمح في اكتساب قدر من الحكمة والاستنارة.
وبعد أن قرأ برزويه الكتاب، أُعجب كثيرا بالحكايات التي يتضمّنها، وقرّر أن يترجمه على الفور إلى الفارسية بمعاونة بعض البراهمة الهنود. وعندما أكمل ترجمته أرسله إلى بلاط انوشروان مع كتب أخرى.
في مقدّمة ترجمته للكتاب، يتحدّث برزويه عن بعض تفاصيل رحلته إلى الهند ويذكر نبذة عن حياته وعن مهنته كطبيب في بلاط الملك. وهو يشير إلى بيدبا على انه مؤلّف الكتاب.
ليس واضحا ما إذا كان برزويه هو نفسه الكاتب الفارسيّ المشهور برزجمهر. وهناك رأي يذهب إلى أنهما كاتبان مختلفان، بينما يشير رأي آخر إلى أن اسم برزويه قد يكون اختزالا لاسم الأوّل. برزويه نفسه يقال أنه كان شخصا باحثا عن الحقيقة ومتشكّكا في الأديان، لكنه في أخريات حياته صار إنسانا تقيّا ومتقشّفا.
وبحسب بعض النقّاد الغربيين، فإن ترجمة عبدالله بن المقفّع للكتاب إلى العربية في القرن الثامن هي الترجمة الأشهر، بل والأساس الذي تُرجم عليه الكتاب إلى لغات أخرى.
وبفضل هذه الترجمة بالذات، أصبح "كليلة ودمنة" واحدا من أكثر الكتب مبيعا ورواجا طوال ألف عام، إذ تُرجم إلى أكثر من خمسين لغة وما يزال يُقرأ باستمتاع في الكثير من أرجاء العالم.
وقد حمل العرب الكتاب معهم إلى اسبانيا في القرن الثالث عشر. كما كان من بين أوائل الكتب التي ظهرت في ايطاليا بعد اختراع الطباعة.
أبطال "كليلة ودمنة" هم مجموعة من الحيوانات، لكن معظم الحكايات فيه ترد على لسان اثنين من أبناء آوى، هما كليلة ودمنة، أو "كاريراك وداماناك" بحسب الترجمة الفارسية.
وكلّ حيوان في الكتاب يقدّم شخصية يمكن أن يتماهى معها الإنسان. والمؤلّف يوظّف الحيوانات والطيور لتشير إلى سمات البشر. فالغزال، مثلا، يقدَّم كرمز للشخصية البريئة والمسالمة، وهو هدف للذين يبحثون عن فريسة يسهل استغلالها. بينما يقدَّم التمساح كرمز للأشخاص الذين يُخفون نوايا شرّيرة.
بعد ترجمته إلى العربية، أصبح "كليلة ودمنة" إحدى التحف الكبيرة في النثر العربيّ. ويقال أن ابن المقفّع، الذي كان مستعربا فارسيّا وعالما ضليعا في العربية وآدابها، كان يحاول من خلال الكتاب، وعبر توظيف الرمز والاستعارة، التعبير عن وجهات نظر سياسية معارضة للحكم العباسيّ. ومن الأمور ذات الدلالة أن نعرف أن الرجل قُتل بعد بضع سنوات فقط من ترجمته لهذا الكتاب.
لكنّ لبعض النقّاد مؤاخذاتهم على الكتاب. فهم يرون أن مؤلّفه شخص ميكيافيليّ، لأن بعض قصصه تمجّد الدهاء والخداع والمراوغة، سواءً في الحياة العامّة أو في شئون الحكم والسياسة. غير أن هناك من لا يرى هذا الرأي بالضرورة. وهذا النوع من الجدل يؤكّد ولا شكّ غموض وثراء هذا النصّ.
في بعض قصص كليلة ودمنة، ينتصر الشرّ على الخير. وتحسبّا من أن يُغضِب هذا القرّاء المتديّنين، عمد ابن المقفّع إلى إدخال دمنة السجن وتركه يموت هناك في محاولة لاسترضاء هذه الشريحة من القرّاء.
شيئا فشيئا أصبحت حكايات "كليلة ودمنة" رائجة في الثقافات الشعبية للعالم. ومن عباءة هذا الكتاب خرجت كتب أخرى مماثلة، مثل ألف ليلة وليلة وحكايات كانتربري وأساطير ايسوب وقصص لافونتين عن الحيوانات.
ويبدو أن السرّ في نجاح الكتاب وانتشاره الواسع يعود إلى حقيقة أن حكاياته قديمة ومعاصرة في آن. وطوال أكثر من ألفي عام، ظلّ هذا النصّ يوائم نفسه باستمرار مع سياقات الأماكن والأزمنة المتغيّرة.
وبحسب بعض النقّاد الغربيين، فإن ترجمة عبدالله بن المقفّع للكتاب إلى العربية في القرن الثامن هي الترجمة الأشهر، بل والأساس الذي تُرجم عليه الكتاب إلى لغات أخرى.
وبفضل هذه الترجمة بالذات، أصبح "كليلة ودمنة" واحدا من أكثر الكتب مبيعا ورواجا طوال ألف عام، إذ تُرجم إلى أكثر من خمسين لغة وما يزال يُقرأ باستمتاع في الكثير من أرجاء العالم.
وقد حمل العرب الكتاب معهم إلى اسبانيا في القرن الثالث عشر. كما كان من بين أوائل الكتب التي ظهرت في ايطاليا بعد اختراع الطباعة.
أبطال "كليلة ودمنة" هم مجموعة من الحيوانات، لكن معظم الحكايات فيه ترد على لسان اثنين من أبناء آوى، هما كليلة ودمنة، أو "كاريراك وداماناك" بحسب الترجمة الفارسية.
وكلّ حيوان في الكتاب يقدّم شخصية يمكن أن يتماهى معها الإنسان. والمؤلّف يوظّف الحيوانات والطيور لتشير إلى سمات البشر. فالغزال، مثلا، يقدَّم كرمز للشخصية البريئة والمسالمة، وهو هدف للذين يبحثون عن فريسة يسهل استغلالها. بينما يقدَّم التمساح كرمز للأشخاص الذين يُخفون نوايا شرّيرة.
بعد ترجمته إلى العربية، أصبح "كليلة ودمنة" إحدى التحف الكبيرة في النثر العربيّ. ويقال أن ابن المقفّع، الذي كان مستعربا فارسيّا وعالما ضليعا في العربية وآدابها، كان يحاول من خلال الكتاب، وعبر توظيف الرمز والاستعارة، التعبير عن وجهات نظر سياسية معارضة للحكم العباسيّ. ومن الأمور ذات الدلالة أن نعرف أن الرجل قُتل بعد بضع سنوات فقط من ترجمته لهذا الكتاب.
لكنّ لبعض النقّاد مؤاخذاتهم على الكتاب. فهم يرون أن مؤلّفه شخص ميكيافيليّ، لأن بعض قصصه تمجّد الدهاء والخداع والمراوغة، سواءً في الحياة العامّة أو في شئون الحكم والسياسة. غير أن هناك من لا يرى هذا الرأي بالضرورة. وهذا النوع من الجدل يؤكّد ولا شكّ غموض وثراء هذا النصّ.
في بعض قصص كليلة ودمنة، ينتصر الشرّ على الخير. وتحسبّا من أن يُغضِب هذا القرّاء المتديّنين، عمد ابن المقفّع إلى إدخال دمنة السجن وتركه يموت هناك في محاولة لاسترضاء هذه الشريحة من القرّاء.
شيئا فشيئا أصبحت حكايات "كليلة ودمنة" رائجة في الثقافات الشعبية للعالم. ومن عباءة هذا الكتاب خرجت كتب أخرى مماثلة، مثل ألف ليلة وليلة وحكايات كانتربري وأساطير ايسوب وقصص لافونتين عن الحيوانات.
ويبدو أن السرّ في نجاح الكتاب وانتشاره الواسع يعود إلى حقيقة أن حكاياته قديمة ومعاصرة في آن. وطوال أكثر من ألفي عام، ظلّ هذا النصّ يوائم نفسه باستمرار مع سياقات الأماكن والأزمنة المتغيّرة.
Credits
scroll.in
scroll.in