لا يوجد من الكتّاب من ينافس فولتير في كثرة العبارات والاقتباسات التي يتداولها الناس نقلا عن كتاباته وخُطَبه.
قد لا أتّفق معك في الرأي، لكنّي سأقاتل حتى الموت دفاعا عن حقّك في أن تقول ما تؤمن به.
اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسّيس.
الذين يجعلونك تؤمن بما هو مخالف للعقل قادرون على جعلك ترتكب أبشع الجرائم.
النزاع الطويل بين طرفين يعني أن كليهما على خطأ.
من الخطير أن تكون على حقّ عندما تكون الحكومة على خطأ.
المكان الوحيد الذي استطيع أن اسند عليه رأسي وأنام مرتاحا مطمئنّا هو حِجر أمّي.
من الصعب تحرير العبيد من الأغلال التي ألفوها وأحبّوها.
لدينا ما يكفي من الدِّين كي نكره ونظلم، لكن ليس لدينا منه سوى القليل كي نحبّ ونتعاطف.
اسعد حياة يمكن أن تعيشها هي أن تعيش مشغولا في عزلتك.
كان فولتير احد أعمدة عصر التنوير وواحدا من أشهر مفكّري القرن الثامن عشر. ملاحظاته الجريئة والمستفزّة والمثيرة للجدل عن الدين والحرّية والسياسة والأخلاق خلقت له الكثير من الأعداء والأصدقاء.
ولد باسم فرانسوا ماري آرويه، لكنّه عُرف في العالم باسمه المستعار. واسم فولتير غير معروف مصدره ولا معناه. لكن قيل إنه كان على علاقة خصومة مع والده الذي كان يرفض قيمه وأفكاره. لذا أسقط اسم عائلته وتبنّى اسم فولتير. وهو لم يفسّر أبدا سبب أو سرّ اختياره لهذا الاسم.
عُرف فولتير بذكائه الشديد وبحسّه الأخلاقيّ العالي. كان يقضي ثمان عشرة ساعة يوميّا في الكتابة. وكان متعدّد الاهتمامات، فكتب في السياسة والتاريخ والمسرح والفلسفة والعلوم. وهو لم يتزوّج أبدا، وبالتالي لم ينجب أطفالا.
كان فولتير صريحا في دفاعه عن الحرّيات المدنية، وكان يجد نفسه في حالة صدام مستمرّ مع السلطة. وقد كرهه الأقوياء بمثل ما أحبّه الفقراء والمهمّشون.
ذات مرّة، كتب قصيدة أغضبت الملك، فحُكم عليه بالسجن في الباستيل لمدّة عام. ثم مُنعت بعض أشهر كتبه وأمرت السلطات بإحراق بعضها الآخر. روايته المشهورة "كانديد" كتبها باسم مستعار هو "د. رالف". وقد تبرّأ من تلك الرواية لسنوات كي يتجنّب غضب المؤسّستين السياسية والدينية.
ولأنه كان عنيدا جدّا، وخوفا من أن يتعرّض للسجن ثانية، فضّل الذهاب إلى المنفى الطوعيّ في انجلترا. ومعظم سنواته الأخيرة قضاها منفيّاً في سويسرا.
لكن في عام 1778، أي بعد حوالي خمسين عاما قضاها في الخارج، سمح له المناخ السياسيّ في فرنسا بالعودة. وقد لقي الكثير من مظاهر الحفاوة والتكريم عندما عاد. لكن اكبر مفارقة حدثت في يوم عودته، إذ مات في نفس ذلك اليوم.
وفي اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاته، زاره مندوبون عن الكنيسة على أمل أن يقنعوه بالعدول عن بعض أرائه والإدلاء باعترافاته وهو على سرير الموت. لكنه لم يفعل ولم يزد على أن قال للكهنة: أرجوكم دعوني أمت بسلام". وعندما طلبوا منه أن يتبرّأ من الشيطان وأن يلعنه قال: ليس هذا هو الوقت المناسب لصنع أعداء جدد"!
وكان موقف فولتير الرافض ذاك يعني حرمانه رسميّا من الدفن حسب الأعراف المسيحية. لكن عائلته وأصدقاءه المقرّبين نظّموا له جنازة سرّية على الرغم من قرار المنع.
وبعد وفاته، ولأنه كان قد صار مقبولا أخيرا من القصر والنخبة الحاكمة، فقد مُنح تكريما خاصّا وذلك بتحنيط دماغه وقلبه كي يُحفظا للأجيال القادمة.
قد يبدو هذا الأمر غريبا، لكن هذا ما حدث فعلا.
كان ذلك التقليد شائعا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عندما وجد الناس أن إعادة قلوب الجنود الذين يُقتلون في المعارك إلى أهلهم كان حلا أكثر يسرا وجدوى من إعادة جثامينهم كاملة.
لكن المثير في قصّة فولتير هو ما حدث تالياً. فقد انتهى قلب الفيلسوف في يد ماركيز يُدعى "دي فيليه" الذي وضع القلب في صندوق معدنيّ في غرفة بقصره وكتب عليه عبارة: روحه في كلّ مكان وقلبه هنا".
لكن بسبب الظروف السياسية، نُقل القلب من عهدة الماركيز إلى عهدة الحكومة الوطنية. ثم نُقل بعد ذلك ووُضع في قاعدة تمثال للفيلسوف في متحف شخصيات فرنسا حيث ما يزال بالإمكان رؤيته إلى اليوم.
ولم يكن قلب فولتير فقط هو الذي حُفظ، بل لقد أُزيل دماغه أيضا وتمّ تحنيطه. وفي وقت ما من القرن التاسع عشر، نشأ خلاف بين ورثته والحكومة الفرنسية نتج عنه بيع الدماغ في مزاد للأثاث بعد أن اُسقط من عهدة الحكومة.
لكن لا أحد يعرف حتى اليوم مكان وجوده.
كان فولتير احد أعمدة عصر التنوير وواحدا من أشهر مفكّري القرن الثامن عشر. ملاحظاته الجريئة والمستفزّة والمثيرة للجدل عن الدين والحرّية والسياسة والأخلاق خلقت له الكثير من الأعداء والأصدقاء.
ولد باسم فرانسوا ماري آرويه، لكنّه عُرف في العالم باسمه المستعار. واسم فولتير غير معروف مصدره ولا معناه. لكن قيل إنه كان على علاقة خصومة مع والده الذي كان يرفض قيمه وأفكاره. لذا أسقط اسم عائلته وتبنّى اسم فولتير. وهو لم يفسّر أبدا سبب أو سرّ اختياره لهذا الاسم.
عُرف فولتير بذكائه الشديد وبحسّه الأخلاقيّ العالي. كان يقضي ثمان عشرة ساعة يوميّا في الكتابة. وكان متعدّد الاهتمامات، فكتب في السياسة والتاريخ والمسرح والفلسفة والعلوم. وهو لم يتزوّج أبدا، وبالتالي لم ينجب أطفالا.
كان فولتير صريحا في دفاعه عن الحرّيات المدنية، وكان يجد نفسه في حالة صدام مستمرّ مع السلطة. وقد كرهه الأقوياء بمثل ما أحبّه الفقراء والمهمّشون.
ذات مرّة، كتب قصيدة أغضبت الملك، فحُكم عليه بالسجن في الباستيل لمدّة عام. ثم مُنعت بعض أشهر كتبه وأمرت السلطات بإحراق بعضها الآخر. روايته المشهورة "كانديد" كتبها باسم مستعار هو "د. رالف". وقد تبرّأ من تلك الرواية لسنوات كي يتجنّب غضب المؤسّستين السياسية والدينية.
ولأنه كان عنيدا جدّا، وخوفا من أن يتعرّض للسجن ثانية، فضّل الذهاب إلى المنفى الطوعيّ في انجلترا. ومعظم سنواته الأخيرة قضاها منفيّاً في سويسرا.
لكن في عام 1778، أي بعد حوالي خمسين عاما قضاها في الخارج، سمح له المناخ السياسيّ في فرنسا بالعودة. وقد لقي الكثير من مظاهر الحفاوة والتكريم عندما عاد. لكن اكبر مفارقة حدثت في يوم عودته، إذ مات في نفس ذلك اليوم.
وفي اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاته، زاره مندوبون عن الكنيسة على أمل أن يقنعوه بالعدول عن بعض أرائه والإدلاء باعترافاته وهو على سرير الموت. لكنه لم يفعل ولم يزد على أن قال للكهنة: أرجوكم دعوني أمت بسلام". وعندما طلبوا منه أن يتبرّأ من الشيطان وأن يلعنه قال: ليس هذا هو الوقت المناسب لصنع أعداء جدد"!
وكان موقف فولتير الرافض ذاك يعني حرمانه رسميّا من الدفن حسب الأعراف المسيحية. لكن عائلته وأصدقاءه المقرّبين نظّموا له جنازة سرّية على الرغم من قرار المنع.
وبعد وفاته، ولأنه كان قد صار مقبولا أخيرا من القصر والنخبة الحاكمة، فقد مُنح تكريما خاصّا وذلك بتحنيط دماغه وقلبه كي يُحفظا للأجيال القادمة.
قد يبدو هذا الأمر غريبا، لكن هذا ما حدث فعلا.
كان ذلك التقليد شائعا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عندما وجد الناس أن إعادة قلوب الجنود الذين يُقتلون في المعارك إلى أهلهم كان حلا أكثر يسرا وجدوى من إعادة جثامينهم كاملة.
لكن المثير في قصّة فولتير هو ما حدث تالياً. فقد انتهى قلب الفيلسوف في يد ماركيز يُدعى "دي فيليه" الذي وضع القلب في صندوق معدنيّ في غرفة بقصره وكتب عليه عبارة: روحه في كلّ مكان وقلبه هنا".
لكن بسبب الظروف السياسية، نُقل القلب من عهدة الماركيز إلى عهدة الحكومة الوطنية. ثم نُقل بعد ذلك ووُضع في قاعدة تمثال للفيلسوف في متحف شخصيات فرنسا حيث ما يزال بالإمكان رؤيته إلى اليوم.
ولم يكن قلب فولتير فقط هو الذي حُفظ، بل لقد أُزيل دماغه أيضا وتمّ تحنيطه. وفي وقت ما من القرن التاسع عشر، نشأ خلاف بين ورثته والحكومة الفرنسية نتج عنه بيع الدماغ في مزاد للأثاث بعد أن اُسقط من عهدة الحكومة.
لكن لا أحد يعرف حتى اليوم مكان وجوده.
Credits
voltaire.ox.ac.uk
voltaire.ox.ac.uk