في اللوحة التي فوق، يصوّر الفنّان الروسي ڤاسيلي ڤيريشاغين جمال وعظمة "تاج محل" وانعكاساته في المياه الهادئة، مركّزا بشكل خاصّ على هندسته المعمارية الرائعة التي تثير شعورا بالسكينة والهدوء والتأمّل.
كان ڤيريشاغين قد انطلق في أواخر عام ١٨٧٤ مع زوجته في جولة واسعة في جبال الهيمالايا والهند والتبت استغرقت أكثر من عامين. وتضمّنت تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر جولات شاقّة على ظهور الخيول والجمال، وأحيانا المشي على الأقدام. وبالإضافة إلى درجات البرودة الشديدة، واجه الرسّام حيوانات مفترسة وقطّاع طرق ونجا من غرق شبه مؤكّد.
في ذلك الوقت كان التنافس بين روسيا وإنغلترا على مناطق النفوذ على أشدّه. ورغم أن فيريشاغين كان رسّاما عسكريّا، إلا أن الحكومة البريطانية سمحت له بالدخول الى الهند والسفر فيها بحرّية. لكن الإنغليز استاءوا فيما بعد من لوحة أخرى للرسّام عن حرب الاستقلال الهندية، تُظِهر جنودا هنودا يُعدَمون بربطهم بفوّهات البنادق. وكانت تلك أوّل صورة تصوّر وحشية الحكم البريطاني للهند.
أثناء رحلته الهندية، وجد فيريشاغين إلهاما كبيرا في الألوان الزاهية والتضاريس المتنوّعة لتلك الأرض الغريبة. وتضمّنت سلسلة لوحاته عن الهند دراسات للممرّات الجبلية والسكّان والمعابد والحياة الثقافية والعمارة. وقد نفذّها جميعا بواقعية شديدة مع عناية فائقة بالتفاصيل.
يقال ان شاه جيهان لما رأى "تاج محل" بعد اكتماله مباشرة قال: لو لجأ مذنب إلى هنا لتحرّرَ من ذنوبه وغُفر له. ولو شقّ خاطئ طريقه نحو هذا الضريح لمُحيت جميع زلّاته ومعاصيه. إن منظر هذا القصر يثير تنهّدات حزينة في هذا العالم، وقد بُني ليُظهر مجد الخالق."
البعض يصف وثائق الهند المغولية بأنها أشبه ما تكون بحديقة خصبة وزاهية الألوان. فهناك العديد من المنمنمات التي تجسّد حياة الأباطرة وحاشيتهم. في الواقع، هناك الكثير منها، وهي في غاية الجمال، لدرجة أنه يمكن من خلالها إعادة إنتاج مشهد الهند خلال القرن السابع عشر بأصالة عالية.
كما أن المعلومات عن "تاج محل" بالذات متوفّرة ومتاحة. إذ يُعرف الكثير عن حياة الإمبراطور المغولي شاه جهان والأسباب التي دفعته إلى بناء هذا الضريح المدهش. كما تتوفّر الكثير من البيانات والمعلومات عن المباني والموادّ المستخدمة وأسماء العديد من الأشخاص الذين عملوا فيها.
ومع ذلك، لا يّعرف اسم مصمّم "تاج محل"، أو اسم المهندس المعماري الذي تولّى مسؤولية المشروع بأكمله، وإن كان يشار أحيانا الى مهندس يُدعى أحمد لاهوري. لكن عملية البناء بشكل عام أوكِلت إلى فرق من المهندسين المعماريين اختارهم شاه جهان نفسه. وكان بعضهم خبيرا في بناء القباب والبعض الآخر في الأساسات. أي أن أعمالا مختلفةٌ أُسندت إلى متخصّصين مختلفين جُمعوا في فِرَق.
كان شاه جهان يتبع تقليدا مغوليّا بعدم ترك الزوجات وحدهنّ أثناء الحروب. لذا اصطحب معه زوجته ممتاز محل، التي يعني اسمها "جوهرة القصر"، في إحدى غزواته. وقد توفّيت أثناء تلك الحملة وهي تضع مولودها الرابع عشر بعد مخاض طويل دام 30 ساعة. حدث هذا عام 1631 وكان عمرها آنذاك يناهز الأربعين عاما فقط. وقيل إن الإمبراطور "صُدم بشدّة بموت زوجته، لدرجة أن شعر رأسه ولحيته تحوّلا الى لون أبيض في غضون أشهر قليلة".
ومن يوم وفاتها، تخلّى شاه جهان عن الاستماع إلى الموسيقى وارتداء الملابس الفاخرة والعطور لفترة. وبلغ القلق بأحد أعمامه حدّا دفعه للكتابة اليه قائلا: إذا استسلمت للحزن والحداد، فقد تفكّر ممتاز في التخلّي عن متع الجنّة والعودة إلى هذه الأرض البائسة".
ولتكريم ذكراها، قرّر شاه جهان بناء ضريح يكون قريب الشبه ببيتها الذي تخيّله في الجنّة. ورُوعي في تصميمه أن يضمّ مسجدا وبيت ضيافة وحدائق. وبدأ البناء عام 1632 على الضفّة الجنوبية لنهر يامونا في أغرا، واكتمل حوالي عام 1653. وقد شارك في بناء المجمّع أكثر من عشرين ألف عامل، من بنّائين ورسّامين وحدّادين وفنّانين، عملوا ليل نهار لمدّة اثنين وعشرين عاما.
و"تاج محل" يُعدّ مثالا بارزا للهندسة المعمارية المغولية التي تجمع عناصر من الأساليب المعمارية الإسلامية والفارسية والعثمانية والتركية والهندية. وقد صُنع هيكل المبنى بشكل أساسي من الرخام الأبيض المستورد من راجستان والصين وأفغانستان والتبت، ورُصّع الرخام بأحجار شبه ثمينة، ونُقلت الموادّ المستخدمة في البناء بواسطة ما يقرب من ألف فيل.
كان ڤيريشاغين قد انطلق في أواخر عام ١٨٧٤ مع زوجته في جولة واسعة في جبال الهيمالايا والهند والتبت استغرقت أكثر من عامين. وتضمّنت تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر جولات شاقّة على ظهور الخيول والجمال، وأحيانا المشي على الأقدام. وبالإضافة إلى درجات البرودة الشديدة، واجه الرسّام حيوانات مفترسة وقطّاع طرق ونجا من غرق شبه مؤكّد.
في ذلك الوقت كان التنافس بين روسيا وإنغلترا على مناطق النفوذ على أشدّه. ورغم أن فيريشاغين كان رسّاما عسكريّا، إلا أن الحكومة البريطانية سمحت له بالدخول الى الهند والسفر فيها بحرّية. لكن الإنغليز استاءوا فيما بعد من لوحة أخرى للرسّام عن حرب الاستقلال الهندية، تُظِهر جنودا هنودا يُعدَمون بربطهم بفوّهات البنادق. وكانت تلك أوّل صورة تصوّر وحشية الحكم البريطاني للهند.
أثناء رحلته الهندية، وجد فيريشاغين إلهاما كبيرا في الألوان الزاهية والتضاريس المتنوّعة لتلك الأرض الغريبة. وتضمّنت سلسلة لوحاته عن الهند دراسات للممرّات الجبلية والسكّان والمعابد والحياة الثقافية والعمارة. وقد نفذّها جميعا بواقعية شديدة مع عناية فائقة بالتفاصيل.
يقال ان شاه جيهان لما رأى "تاج محل" بعد اكتماله مباشرة قال: لو لجأ مذنب إلى هنا لتحرّرَ من ذنوبه وغُفر له. ولو شقّ خاطئ طريقه نحو هذا الضريح لمُحيت جميع زلّاته ومعاصيه. إن منظر هذا القصر يثير تنهّدات حزينة في هذا العالم، وقد بُني ليُظهر مجد الخالق."
البعض يصف وثائق الهند المغولية بأنها أشبه ما تكون بحديقة خصبة وزاهية الألوان. فهناك العديد من المنمنمات التي تجسّد حياة الأباطرة وحاشيتهم. في الواقع، هناك الكثير منها، وهي في غاية الجمال، لدرجة أنه يمكن من خلالها إعادة إنتاج مشهد الهند خلال القرن السابع عشر بأصالة عالية.
كما أن المعلومات عن "تاج محل" بالذات متوفّرة ومتاحة. إذ يُعرف الكثير عن حياة الإمبراطور المغولي شاه جهان والأسباب التي دفعته إلى بناء هذا الضريح المدهش. كما تتوفّر الكثير من البيانات والمعلومات عن المباني والموادّ المستخدمة وأسماء العديد من الأشخاص الذين عملوا فيها.
ومع ذلك، لا يّعرف اسم مصمّم "تاج محل"، أو اسم المهندس المعماري الذي تولّى مسؤولية المشروع بأكمله، وإن كان يشار أحيانا الى مهندس يُدعى أحمد لاهوري. لكن عملية البناء بشكل عام أوكِلت إلى فرق من المهندسين المعماريين اختارهم شاه جهان نفسه. وكان بعضهم خبيرا في بناء القباب والبعض الآخر في الأساسات. أي أن أعمالا مختلفةٌ أُسندت إلى متخصّصين مختلفين جُمعوا في فِرَق.
كان شاه جهان يتبع تقليدا مغوليّا بعدم ترك الزوجات وحدهنّ أثناء الحروب. لذا اصطحب معه زوجته ممتاز محل، التي يعني اسمها "جوهرة القصر"، في إحدى غزواته. وقد توفّيت أثناء تلك الحملة وهي تضع مولودها الرابع عشر بعد مخاض طويل دام 30 ساعة. حدث هذا عام 1631 وكان عمرها آنذاك يناهز الأربعين عاما فقط. وقيل إن الإمبراطور "صُدم بشدّة بموت زوجته، لدرجة أن شعر رأسه ولحيته تحوّلا الى لون أبيض في غضون أشهر قليلة".
ومن يوم وفاتها، تخلّى شاه جهان عن الاستماع إلى الموسيقى وارتداء الملابس الفاخرة والعطور لفترة. وبلغ القلق بأحد أعمامه حدّا دفعه للكتابة اليه قائلا: إذا استسلمت للحزن والحداد، فقد تفكّر ممتاز في التخلّي عن متع الجنّة والعودة إلى هذه الأرض البائسة".
ولتكريم ذكراها، قرّر شاه جهان بناء ضريح يكون قريب الشبه ببيتها الذي تخيّله في الجنّة. ورُوعي في تصميمه أن يضمّ مسجدا وبيت ضيافة وحدائق. وبدأ البناء عام 1632 على الضفّة الجنوبية لنهر يامونا في أغرا، واكتمل حوالي عام 1653. وقد شارك في بناء المجمّع أكثر من عشرين ألف عامل، من بنّائين ورسّامين وحدّادين وفنّانين، عملوا ليل نهار لمدّة اثنين وعشرين عاما.
و"تاج محل" يُعدّ مثالا بارزا للهندسة المعمارية المغولية التي تجمع عناصر من الأساليب المعمارية الإسلامية والفارسية والعثمانية والتركية والهندية. وقد صُنع هيكل المبنى بشكل أساسي من الرخام الأبيض المستورد من راجستان والصين وأفغانستان والتبت، ورُصّع الرخام بأحجار شبه ثمينة، ونُقلت الموادّ المستخدمة في البناء بواسطة ما يقرب من ألف فيل.
لأن الإسمنت لم يُبتكر إلا عام ١٨٢٤، فقد شُيّد "تاج محل" باستخدام الجير والحجر الأحمر والحجر الرملي والرخام. ومن الملاحَظ أن المآذن الأربع أُقيمت خارج القاعدة قليلا لكي تسقط بعيدا وليس على الهيكل الرئيسي في حال تعرّضه للدمار.
والميزة المعمارية الأبرز هي القبّة البيضاء في قمّة الضريح، وتسمّى أحيانا "القبّة البصلية"، ويبلغ ارتفاعها حوالي ٣٥ مترا وتحيط بها أربع قباب أخرى. واتُّبع في "تاج محل" أسلوب إضاءة مبتكر، بحيث تتغيّر ألوانه طوال اليوم، فيظهر باللون الوردي في الصباح والأبيض عند الظهيرة والذهبي تحت ضوء القمر.
لسوء الحظ ولأسباب تتعلّق بتنافس أبنائه على الحكم، وُضع شاه جهان تحت الإقامة الجبرية عام ١٦٥٨ من قبل ابنه أورانغزيب. ولم يتمكّن من رؤية "تاج محل" إلا عبر نافذة قصره خلال السنوات الثمان الأخيرة من حياته. وبعد وفاته، دُفن بداخل الضريح بجوار زوجته.
وقبل ذلك انتشرت شائعات بأن شاه جهان أمر بقطع أيدي جميع المهندسين الذين عملوا في الضريح حتى لا يتمكّن أحد من بناء شيء يشبهه. لكن يبدو أن تلك كانت مجرّد تكهّنات غير مُثبتة.
الجدير بالذكر أن "تاج محل" عاصرَ أحداثا عالمية مهمّة. فبحلول أواخر القرن التاسع عشر، تعرّض للتشويه على أيدي الجنود البريطانيين الذين انتزعوا الكثير من الأحجار الثمينة من جدرانه أثناء تمرّد محلّي. ثم أمر المندوب السامي البريطاني في الهند بترميم الضريح وأهدى مصباحا كبيرا ليُعلّق في إحدى غرفه الداخلية.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، وفي محاولة لتضليل القاذفات اليابانية، غُطّي الضريح بسقالة ضخمة لجعله يبدو وكأنه مستودع مبنيّ من الخيزران. كما نُصبت السقالات مرّة أخرى أثناء الحرب بين الهند وباكستان في عامي 1965 و1971 وذلك لتضليل الطيّارين.
واعترافا بأهميّته الثقافية وجماله المعماري، صُنّف "تاج محل" من قبل اليونيسكو كموقع للتراث العالمي عام 1983. وهو واحد من أكثر مناطق الجذب السياحي زيارةً في العالم، حيث يجتذب ملايين السيّاح كلّ عام، ويزوره يوميّا حوالي ١٢ ألف شخص من جميع أنحاء العالم. وبسبب تزايد التلوّث والتدهور البيئي، بدأت ألوان الضريح تبهت، ما دفع المسئولين الى إغلاق محطّات الوقود القريبة منه، في محاولة للحفاظ عليه وحماية سلامته.
كثيرا ما أُضفيت على "تاج محل" مسحة رومانسية حزينة واعتبر رمزا للوفاء والحبّ النادر الذي ربط بين زوجين. وسبق للشاعر رابندراناث طاغور الحائز على جائزة نوبل في الأدب أن وصف الضريح بأنه "دمعة على خدّ الزمن".
لكن بعض الكتّاب الهنود اليوم يشكّكون في هذه الفكرة، ويجادلون بأنه لو كان شاه جهان يحبّ زوجته حقّا لما أثقل عليها بكثرة الحمل والولادة، ما أدّى الى تدهور صحّتها ومرضها. ثم إنه بعد وفاتها بفترة قصيرة تزوّج من أختها الصغرى ثم من امرأتين أخريين وأنجب منهن بضعة أطفال آخرين قبل أن يأمر ببناء الضريح تكريما لممتاز زوجته السابقة.
ويقول الروائي البريطاني من أصل هندي ڤيديادار نيپول: "تاج محل" صرح بديع استغرق بناؤه 22 عاما. لكنه في الهند ليس أكثر من مبنى أُهدرت عليه أموال طائلة بلا فائدة. إنه مجرّد نصب تذكاري لامرأة ليست هندية كانت تنجب طفلا كلّ عام لمدّة خمسة عشر عاما. وسيخبرك الدليل السياحي كم كلّف من ملايين".
في عام ٢٠٠٠، ادّعى كاتب هندي أن "تاج محل" كان في الواقع معبدا للإلهة شيفا، وقدّم التماسا إلى المحكمة العليا في الهند للتنقيب في الموقع بحثا عن أدلّة. لكن المحكمة رفضت التماسه.
وفي عام ٢٠٠٨، بنى مليونير بنغالي نسخة طبق الأصل من "تاج محل" بتكلفة أكثر من خمسين مليون دولار أمريكي، ليتمكّن فقراء بنغلاديش من الاستمتاع بهذا المعلم التاريخي دون أن يضطرّوا للسفر إلى الهند. واستغرقت عملية الاستنساخ تلك خمس سنوات باستخدام أحدث المعدّات.
ويجري حاليا في دبي بناء فندق ومجمّع تسوّق فاخر مستوحى من تصميم تاج محل. وقيل إن حجم النسخة المقلّدة، التي تحمل اسم "تاج أريبيا"، سيبلغ أربعة أضعاف حجم النسخة الأصلية وبتكلفة قدرها حوالي مليار دولار أمريكي .
والميزة المعمارية الأبرز هي القبّة البيضاء في قمّة الضريح، وتسمّى أحيانا "القبّة البصلية"، ويبلغ ارتفاعها حوالي ٣٥ مترا وتحيط بها أربع قباب أخرى. واتُّبع في "تاج محل" أسلوب إضاءة مبتكر، بحيث تتغيّر ألوانه طوال اليوم، فيظهر باللون الوردي في الصباح والأبيض عند الظهيرة والذهبي تحت ضوء القمر.
لسوء الحظ ولأسباب تتعلّق بتنافس أبنائه على الحكم، وُضع شاه جهان تحت الإقامة الجبرية عام ١٦٥٨ من قبل ابنه أورانغزيب. ولم يتمكّن من رؤية "تاج محل" إلا عبر نافذة قصره خلال السنوات الثمان الأخيرة من حياته. وبعد وفاته، دُفن بداخل الضريح بجوار زوجته.
وقبل ذلك انتشرت شائعات بأن شاه جهان أمر بقطع أيدي جميع المهندسين الذين عملوا في الضريح حتى لا يتمكّن أحد من بناء شيء يشبهه. لكن يبدو أن تلك كانت مجرّد تكهّنات غير مُثبتة.
الجدير بالذكر أن "تاج محل" عاصرَ أحداثا عالمية مهمّة. فبحلول أواخر القرن التاسع عشر، تعرّض للتشويه على أيدي الجنود البريطانيين الذين انتزعوا الكثير من الأحجار الثمينة من جدرانه أثناء تمرّد محلّي. ثم أمر المندوب السامي البريطاني في الهند بترميم الضريح وأهدى مصباحا كبيرا ليُعلّق في إحدى غرفه الداخلية.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، وفي محاولة لتضليل القاذفات اليابانية، غُطّي الضريح بسقالة ضخمة لجعله يبدو وكأنه مستودع مبنيّ من الخيزران. كما نُصبت السقالات مرّة أخرى أثناء الحرب بين الهند وباكستان في عامي 1965 و1971 وذلك لتضليل الطيّارين.
واعترافا بأهميّته الثقافية وجماله المعماري، صُنّف "تاج محل" من قبل اليونيسكو كموقع للتراث العالمي عام 1983. وهو واحد من أكثر مناطق الجذب السياحي زيارةً في العالم، حيث يجتذب ملايين السيّاح كلّ عام، ويزوره يوميّا حوالي ١٢ ألف شخص من جميع أنحاء العالم. وبسبب تزايد التلوّث والتدهور البيئي، بدأت ألوان الضريح تبهت، ما دفع المسئولين الى إغلاق محطّات الوقود القريبة منه، في محاولة للحفاظ عليه وحماية سلامته.
كثيرا ما أُضفيت على "تاج محل" مسحة رومانسية حزينة واعتبر رمزا للوفاء والحبّ النادر الذي ربط بين زوجين. وسبق للشاعر رابندراناث طاغور الحائز على جائزة نوبل في الأدب أن وصف الضريح بأنه "دمعة على خدّ الزمن".
لكن بعض الكتّاب الهنود اليوم يشكّكون في هذه الفكرة، ويجادلون بأنه لو كان شاه جهان يحبّ زوجته حقّا لما أثقل عليها بكثرة الحمل والولادة، ما أدّى الى تدهور صحّتها ومرضها. ثم إنه بعد وفاتها بفترة قصيرة تزوّج من أختها الصغرى ثم من امرأتين أخريين وأنجب منهن بضعة أطفال آخرين قبل أن يأمر ببناء الضريح تكريما لممتاز زوجته السابقة.
ويقول الروائي البريطاني من أصل هندي ڤيديادار نيپول: "تاج محل" صرح بديع استغرق بناؤه 22 عاما. لكنه في الهند ليس أكثر من مبنى أُهدرت عليه أموال طائلة بلا فائدة. إنه مجرّد نصب تذكاري لامرأة ليست هندية كانت تنجب طفلا كلّ عام لمدّة خمسة عشر عاما. وسيخبرك الدليل السياحي كم كلّف من ملايين".
في عام ٢٠٠٠، ادّعى كاتب هندي أن "تاج محل" كان في الواقع معبدا للإلهة شيفا، وقدّم التماسا إلى المحكمة العليا في الهند للتنقيب في الموقع بحثا عن أدلّة. لكن المحكمة رفضت التماسه.
وفي عام ٢٠٠٨، بنى مليونير بنغالي نسخة طبق الأصل من "تاج محل" بتكلفة أكثر من خمسين مليون دولار أمريكي، ليتمكّن فقراء بنغلاديش من الاستمتاع بهذا المعلم التاريخي دون أن يضطرّوا للسفر إلى الهند. واستغرقت عملية الاستنساخ تلك خمس سنوات باستخدام أحدث المعدّات.
ويجري حاليا في دبي بناء فندق ومجمّع تسوّق فاخر مستوحى من تصميم تاج محل. وقيل إن حجم النسخة المقلّدة، التي تحمل اسم "تاج أريبيا"، سيبلغ أربعة أضعاف حجم النسخة الأصلية وبتكلفة قدرها حوالي مليار دولار أمريكي .
Credits
tajmahal.gov.in
whc.unesco.org
tajmahal.gov.in
whc.unesco.org