○ يقدّر الياباني الصمت كثيرا، ويميل الى قياس الكلمات بدقّة، فلا يتكلّم إلا بما هو ضروريّ ومفيد، وبالتالي يحترم قيمة الكلمات وخطورتها. أنت بمجرّد أن تقول شيئا، فإن الكلمات لا تعود ملكك. ويمكن تفسيرها بطرق لم تقصدها. وقد يؤدّي الاندفاع والتحدّث عن المشاعر إلى إيذاء الآخرين ونفسك. قد تتمكّن من الاعتذار أو تصحيح سوء الفهم، لكن الناس يتذكّرون كلماتك بغضّ النظر عن كلّ شيء.
مشكلة الكلام تكمن في كيفية تحوّله إلى مرجعية لقائله. إننا جميعا عالقون في عقولنا، لا ندرك إلا ما نفكّر فيه مباشرة. لا نملك القدرة على الوصول إلى أفكار الآخرين المباشرة. الكلام والكتابة تَواصُل غير مباشر مقارنةً بالتفكير. وبسبب هذه الطبيعة المقيّدة، نميل إلى الإشارة إلى أنفسنا كثيرا في الكلام. فهو في النهاية تعبير عن كيفية فهمنا للواقع.
إذا كنتَ ملِمّا بفلسفة الزِن، فستدرك أن الأنا وهم؛ بُنية عقلية تحاول إثبات ذاتها بانتحال شخصية الشخص، أي هويّته. لذا، فإن الإشارة إلى الذات في الحديث تخاطر بتغذية الأنا والتباهي. وبمجرّد أن تسيطر الأنا على لسانك، تتدفّق الكلمات. والكلمات التي غالبا ما تندم عليها هي تلك التي تؤذي الآخرين ثم تنقلب وتؤذيك.
الصمت يهدّئ العقل مع مرور الوقت. لذا عندما تتكلّم، يجب أن تكون كلماتك أكثر هدوءا ورزانة. العديد من الكتّاب ينصحون بالصمت أيضا لأن الكلمات قاتلة، وهي أيضا مضيعة للحياة المحدودة. في اليابان، كثيرا ما كان الجدل العقيم بين الساموراي يتطوّر إلى مبارزات تنتهي بموت أحدهم. وكما يشير قول حكيم: عندما تضع الموت دائما في ذهنك وتتحدّث وتردّ على ما يقوله الآخرون، فإنك تفهم وزن وأهمية كلّ كلمة كمحارب محترف، لذا لا تنخرط في جدالات عقيمة".
وكثيرا ما يجد بعض الناس أنهم يفكّرون فيما سيقولونه لاحقا أكثر من الإنصات الصادق الى من يحدّثونهم. والسبب أنهم منشغلون بحالتهم الداخلية. فإذا كانت هناك فكرة في ذهنك، فرغم أنك تستمع إلى كلام غيرك، إلا أنك لن تتمكّن من سماعه حقّا، لأن عقلك قد توقّف عند أفكارك. يجب أن تدرّب نفسك على الصمت وعدم الالتفات إلى الذات، والاستماع الى الآخر بدلا من التفكير في ردّك.
ينبغي أن يكون عقلك دائما هادئا وفي حالة سكينة وبعيدا عن أيّ قلق، وأن تكون كلماتك هادئة وقليلة العدد، فلا تتحدّث في أمور لا فائدة منها.
إن تعلّم عدم امتلاك رأي وإخضاع آرائك للتدقيق أثناء التعلّم يساعد على كبح الميل للثرثرة. وعندما تتوقّف عن متابعة نميمة المشاهير والأخبار والسياسة وكلّ ما يتطلّب منك اتخاذ موقف أو رأي، يصبح عقلك أكثر هدوءا. لا شيء من هذه الأشياء مهم على المستوى الشخصي في معظم الحالات. إنها تقع خارج نطاق سيطرتك، فلماذا تضيّع حياتك عليها؟ وينطبق الأمر نفسه على آراء من تتحدّث معهم. فعقولهم تقع خارج قدرتك على التحكّم، فلماذا تسمح لرأيهم أن يزعج هدوئك؟
لا يمكنك إلا أن تتعلّم الدروس وتمضي قدما، وتعمل على تهدئة عقلك، وتتخلّص من الآراء حول ما لا يعنيك، وتعمل على تقليل تأثير غرورك على أسلوبك في الحديث والعيش. م. ناغاواكا
مشكلة الكلام تكمن في كيفية تحوّله إلى مرجعية لقائله. إننا جميعا عالقون في عقولنا، لا ندرك إلا ما نفكّر فيه مباشرة. لا نملك القدرة على الوصول إلى أفكار الآخرين المباشرة. الكلام والكتابة تَواصُل غير مباشر مقارنةً بالتفكير. وبسبب هذه الطبيعة المقيّدة، نميل إلى الإشارة إلى أنفسنا كثيرا في الكلام. فهو في النهاية تعبير عن كيفية فهمنا للواقع.
إذا كنتَ ملِمّا بفلسفة الزِن، فستدرك أن الأنا وهم؛ بُنية عقلية تحاول إثبات ذاتها بانتحال شخصية الشخص، أي هويّته. لذا، فإن الإشارة إلى الذات في الحديث تخاطر بتغذية الأنا والتباهي. وبمجرّد أن تسيطر الأنا على لسانك، تتدفّق الكلمات. والكلمات التي غالبا ما تندم عليها هي تلك التي تؤذي الآخرين ثم تنقلب وتؤذيك.
الصمت يهدّئ العقل مع مرور الوقت. لذا عندما تتكلّم، يجب أن تكون كلماتك أكثر هدوءا ورزانة. العديد من الكتّاب ينصحون بالصمت أيضا لأن الكلمات قاتلة، وهي أيضا مضيعة للحياة المحدودة. في اليابان، كثيرا ما كان الجدل العقيم بين الساموراي يتطوّر إلى مبارزات تنتهي بموت أحدهم. وكما يشير قول حكيم: عندما تضع الموت دائما في ذهنك وتتحدّث وتردّ على ما يقوله الآخرون، فإنك تفهم وزن وأهمية كلّ كلمة كمحارب محترف، لذا لا تنخرط في جدالات عقيمة".
وكثيرا ما يجد بعض الناس أنهم يفكّرون فيما سيقولونه لاحقا أكثر من الإنصات الصادق الى من يحدّثونهم. والسبب أنهم منشغلون بحالتهم الداخلية. فإذا كانت هناك فكرة في ذهنك، فرغم أنك تستمع إلى كلام غيرك، إلا أنك لن تتمكّن من سماعه حقّا، لأن عقلك قد توقّف عند أفكارك. يجب أن تدرّب نفسك على الصمت وعدم الالتفات إلى الذات، والاستماع الى الآخر بدلا من التفكير في ردّك.
ينبغي أن يكون عقلك دائما هادئا وفي حالة سكينة وبعيدا عن أيّ قلق، وأن تكون كلماتك هادئة وقليلة العدد، فلا تتحدّث في أمور لا فائدة منها.
إن تعلّم عدم امتلاك رأي وإخضاع آرائك للتدقيق أثناء التعلّم يساعد على كبح الميل للثرثرة. وعندما تتوقّف عن متابعة نميمة المشاهير والأخبار والسياسة وكلّ ما يتطلّب منك اتخاذ موقف أو رأي، يصبح عقلك أكثر هدوءا. لا شيء من هذه الأشياء مهم على المستوى الشخصي في معظم الحالات. إنها تقع خارج نطاق سيطرتك، فلماذا تضيّع حياتك عليها؟ وينطبق الأمر نفسه على آراء من تتحدّث معهم. فعقولهم تقع خارج قدرتك على التحكّم، فلماذا تسمح لرأيهم أن يزعج هدوئك؟
لا يمكنك إلا أن تتعلّم الدروس وتمضي قدما، وتعمل على تهدئة عقلك، وتتخلّص من الآراء حول ما لا يعنيك، وتعمل على تقليل تأثير غرورك على أسلوبك في الحديث والعيش. م. ناغاواكا
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
○ "أمريكا هي الدولة الوحيدة التي انتقلت من الهمجية إلى الانحطاط دون أن تمرّ بمرحلة الحضارة". هذه العبارة المشهورة تُنسب إلى أوسكار وايلد. وعلى الأرجح قصدَ من كلامه أن أمريكا انتقلت بسرعة من حالة بدائية إلى حالة من التدهور، دون أن تشهد حضارة حقيقية ودائمة. وغالبا ما يُنظر إلى هذا الاقتباس على أنه نقد لاذع للتقدّم السريع، التكنولوجي والاقتصادي، الذي جاء على حساب الإثراء الثقافي والأخلاقي.
قال وايلد هذه العبارة خلال جولته في أمريكا عام ١٨٨٢. كان في السابعة والعشرين من عمره عند وصوله إليها. ولم يكن قد حقّق شهرة أدبية بعد صدور روايته "صورة دوريان غراي" التي تضمّنت جملتيه المشهورتين: عندما يموت الأمريكيون الطيّبون يذهبون إلى باريس". و"الأمريكيون السيّئون يبقون في أمريكا".
وقد غادر وايلد، المولود في آيرلندا، أمريكا بانطباع مختلف، لكنه حافظ على سخريّته المعهودة، مثل قوله "إن أمريكا لم تسامح أوروبّا أبدا على أنها اكتُشفت قبلها". ومثل قوله "إن الهنود هم من أنقذوا الأوروبيين ناكري الجميل من الجوع في أوّل شتاء وصلوا فيه. لقد ساعدوهم على الزراعة والبقاء على قيد الحياة في أرضهم. فكيف كُوفئوا؟ لقد قُتلوا واغتُصبوا وأُسيئت معاملتهم وأجبروا على مغادرة أرضهم، وفي النهاية سُرقت منهم أمريكا بأكملها".
ومع ذلك ظلّ أوسكار وايلد منبهرا بالإمكانيات التي وجدها في كلّ مكان زاره في أمريكا. هـ. كولمان
قال وايلد هذه العبارة خلال جولته في أمريكا عام ١٨٨٢. كان في السابعة والعشرين من عمره عند وصوله إليها. ولم يكن قد حقّق شهرة أدبية بعد صدور روايته "صورة دوريان غراي" التي تضمّنت جملتيه المشهورتين: عندما يموت الأمريكيون الطيّبون يذهبون إلى باريس". و"الأمريكيون السيّئون يبقون في أمريكا".
وقد غادر وايلد، المولود في آيرلندا، أمريكا بانطباع مختلف، لكنه حافظ على سخريّته المعهودة، مثل قوله "إن أمريكا لم تسامح أوروبّا أبدا على أنها اكتُشفت قبلها". ومثل قوله "إن الهنود هم من أنقذوا الأوروبيين ناكري الجميل من الجوع في أوّل شتاء وصلوا فيه. لقد ساعدوهم على الزراعة والبقاء على قيد الحياة في أرضهم. فكيف كُوفئوا؟ لقد قُتلوا واغتُصبوا وأُسيئت معاملتهم وأجبروا على مغادرة أرضهم، وفي النهاية سُرقت منهم أمريكا بأكملها".
ومع ذلك ظلّ أوسكار وايلد منبهرا بالإمكانيات التي وجدها في كلّ مكان زاره في أمريكا. هـ. كولمان
❉ ❉ ❉
○ لا ينبغي للإنسان أن يرى وجهه، إذ لا شيء أكثر شرّا منه. لقد منحته الطبيعة نعمة عدم رؤيته، وعدم القدرة على التحديق في عينيه. ولم يكن بإمكانه النظر إلى وجهه إلا في مياه الأنهار والبِرك. ووضعية النظر التي كان عليه اتخاذها كانت رمزية. كان عليه أن ينحني وينحنى ليرتكب عار رؤية نفسه. لقد سمّم مخترع المرآة قلب الإنسان. فرناندو بيسوا
❉ ❉ ❉
○ في الصحراء الغربية، يطير جوادي نحو الغرب، يكاد يلامس أطراف السماء. ودّعتُ أهلي
ورأيت القمر بدرا مرّتين، الرمال تنبسط على مدى النظر، بلا شبح لإنسان ولا خيط من دخان.
قمّة الجبل تنفث ضبابا بنفسجيّا، وتحت أشعة الشمس من بعيد، يلوح شلّال معلّق، سيل ينقضُّ من ارتفاع ثلاثة آلاف ذراع. يخيّل إليّ أن نهر المجرّة ينصبّ من السماء التاسعة. دو فو
❉ ❉ ❉
○ الفنّ ليس بديلا عن الدين، إنه دين بالمعنى الحقيقي للكلمة، أي الربط بالمجهول، بالعقل وبالوجود المتعالي. الفنّ هو التجسيد الخالص للشعور الديني والقدرة على الإيمان والشوق إلى الله. القدرة على الإيمان هي صفتنا الأسمى، والفنّ وحده هو الذي يترجمها إلى واقع. ولكن عندما نُشبع حاجتنا إلى الإيمان بأيديولوجيا، فإننا نجلب الكارثة.
والحديث عن الرسم ليس صعبا فحسب، بل ربّما يكون غير مُجدٍ أيضا. لا يمكنك التعبير بالكلمات إلا عمّا تستطيع الكلمات التعبير عنه وما تستطيع اللغة توصيله. والرسم لا علاقة له بذلك. الرسم شكل آخر من أشكال التفكير. عندما أنظر من النافذة، تكون الحقيقة بالنسبة لي هي الطريقة التي تظهر بها الطبيعة بتنوّع درجات ألوانها ونسبها. هذه حقيقة، ولها صوابها الخاص. هذه القطعة الصغيرة من الطبيعة تمثّل لي تحدّيا مستمرّا، وهي نموذج للوحاتي. أنا بطبعي متشكّك. لا أجرؤ على اعتبار لوحاتي رائعة. لا أفهم غطرسة من يقول: لقد أبدعت عملا فنّيا عظيما ومهمّا". أرفض هذا السلوك البائس وفكرة الفنّان البطل.
الأبواب والستائر والصور السطحية وألواح الزجاج وما إلى ذلك ربّما تكون استعارات لليأس، ناجمة عن المعضلة التي تواجهنا، وهي أن حواسّنا البصرية تجعلنا ندرك الأشياء، ولكنها في الوقت نفسه تقيّد وتمنع جزئيا إدراكنا للواقع. أنا لا أشكّ في الواقع الذي لا أعرف عنه شيئا تقريبا. أشكّ في صورة الواقع التي تنقلها لنا حواسّنا، فهي ناقصة ومحدودة. غيرهارد ريشتر
والحديث عن الرسم ليس صعبا فحسب، بل ربّما يكون غير مُجدٍ أيضا. لا يمكنك التعبير بالكلمات إلا عمّا تستطيع الكلمات التعبير عنه وما تستطيع اللغة توصيله. والرسم لا علاقة له بذلك. الرسم شكل آخر من أشكال التفكير. عندما أنظر من النافذة، تكون الحقيقة بالنسبة لي هي الطريقة التي تظهر بها الطبيعة بتنوّع درجات ألوانها ونسبها. هذه حقيقة، ولها صوابها الخاص. هذه القطعة الصغيرة من الطبيعة تمثّل لي تحدّيا مستمرّا، وهي نموذج للوحاتي. أنا بطبعي متشكّك. لا أجرؤ على اعتبار لوحاتي رائعة. لا أفهم غطرسة من يقول: لقد أبدعت عملا فنّيا عظيما ومهمّا". أرفض هذا السلوك البائس وفكرة الفنّان البطل.
الأبواب والستائر والصور السطحية وألواح الزجاج وما إلى ذلك ربّما تكون استعارات لليأس، ناجمة عن المعضلة التي تواجهنا، وهي أن حواسّنا البصرية تجعلنا ندرك الأشياء، ولكنها في الوقت نفسه تقيّد وتمنع جزئيا إدراكنا للواقع. أنا لا أشكّ في الواقع الذي لا أعرف عنه شيئا تقريبا. أشكّ في صورة الواقع التي تنقلها لنا حواسّنا، فهي ناقصة ومحدودة. غيرهارد ريشتر
❉ ❉ ❉
○ تجوّلت عبر أراضي أمريكا منذ بضع سنوات، متتبّعا شيوخ المايا، ومستمعا إلى الإخوة لاكوتا الأقوياء وهم يردّدون أغاني الحداد والفرح ويبنون المجتمع. كنت تابعا لشيروكي أبيض، أنشأنا عشيرة وكنت مدفوعا بتعاليم أنيشينابي وأصبحت ممثّلا لعشيرة "طائر الرعد".
توقّفنا في أماكن مقدّسة مثل تلّ الثعبان وتلال كاهوكيا. ونظرنا لفترة وجيزة من خلال الحجُب، اتّبعت المسار الأحمر واكتشفت في النهاية أنني كنت دائما أتبع ذلك المسار. التقيت بكبار السنّ من الهوبي والنافاهو. صديقتي، حاملة الغليون، صنعت شاياً خاصّا وأهدتني تبغا زُرع من بذور وُجدت في كيس دواء لرجل من العصر الجليدي. وعندما التقيت أخيرا بالإخوة لاكوتا في سيدونا كانت أصواتهم خامّا. وقد شاركتهم الشاي والكثير من السحر في تلك الرحلة. أ. موين
توقّفنا في أماكن مقدّسة مثل تلّ الثعبان وتلال كاهوكيا. ونظرنا لفترة وجيزة من خلال الحجُب، اتّبعت المسار الأحمر واكتشفت في النهاية أنني كنت دائما أتبع ذلك المسار. التقيت بكبار السنّ من الهوبي والنافاهو. صديقتي، حاملة الغليون، صنعت شاياً خاصّا وأهدتني تبغا زُرع من بذور وُجدت في كيس دواء لرجل من العصر الجليدي. وعندما التقيت أخيرا بالإخوة لاكوتا في سيدونا كانت أصواتهم خامّا. وقد شاركتهم الشاي والكثير من السحر في تلك الرحلة. أ. موين
Credits
archive.org
gerhard-richter.com
archive.org
gerhard-richter.com