الماء، بتموضعه في المكان الصحيح، يتدفّق بشكل طبيعي إلى أدنى نقطة في المنطقة المجاورة له مباشرة. ويمكن أن يكون هذا استعارة عن الشخص المتواضع، لأن المغرور هو عكسه تماما في بحثه دائما عن أعلى نقطة مرئيّة. وبالتالي يمكننا القول أن الماء يجسّد التواضع. وهو تواضع طبيعي لا يحتاج أبدا إلى تزييف أو تصنّع، وهذا هو بالضبط ما نحتاج إلى تنميته في أنفسنا بعمق كبير.
والأشخاص الفضلاء حقّا يشبهون برَك المياه العميقة، فأنت لا تعرف كلّ شيء عنهم من الوهلة الأولى، فهم يمتلكون عمقا في الشخصية لدرجة أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى نعرفهم حقّا، فهم مثل الكنوز الغارقة في أعماق المحيط. قد لا تدرك ذلك في البداية، ولكن إذا تأمّلت صداقتك معهم، فسوف تكتشف الكنوز بنفسك، وقد تدرك أيضا أنك ترغب في تنمية نفس العمق في شخصيّتك.
والنهر بتدفّقه عبر الأرض يغذّي جميع الكائنات الحيّة التي يصادفها. وجميع النباتات والحيوانات تستفيد من مياه النهر بمجرّد أن يقوم بعمله. ويتحرّك الماء دون انتظار اعتراف أو ثناء. قارن هذا بعادة الناس في كثير من الأحيان بألا يعطوا إلا بشروط، متوقّعين نوعا من الاستحسان.
أي أن الماء يقدّم جميع الفوائد للجميع وعلى قدم المساواة، ويستفيد الجميع من الماء بغضّ النظر عمّن يكونون، لأن الماء لا يُصدر حكما على أحد ولا يختار بناءً على أفكار مسبقة.
أيضا الماء يأتي من تنوّع كبير. وبينما يتدفّق نحو وجهته، يتعامل مع جميع العقبات بأكبر قدر من السهولة، إذ يمكن أن يتدفّق إلى اليسار أو اليمين، فوق أو تحت، دون تباطؤ أو توقّف. كما أن الماء لا يقتصر على شكله السائل، بل يمكن أيضا أن يكون بخارا أو جليدا. وبالمثل، علينا أن نتعامل مع كلّ شخص نقابله بنفس المستوى من المجاملة والمرونة.
يتمتّع الماء بإحساس سماويّ بالتوقيت الذي يظهر بشكل مختلف وفقا للمواسم، وبالتالي لا تسقط أمطار الصيف أبدا في الشتاء، ولا تسقط ثلوج الشتاء في الصيف. وهذا يوضّح أن هناك وقتا لكلّ شيء، وكلّ شيء يمكن أن يحدث في وقته الخاصّ. ونحن أيضا كبشر يجب أن نحاكي ذلك ونصبح على وعي تامّ باتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب.
الخلاصة: لا تثبت على شكل واحد، قم بتكييف وبناء شكلك الخاصّ، ودعه ينمو ليكون مثل الماء. ضع الماء في كوب، يصبح هو الكوب. وضعه في زجاجة، يصبح هو الزجاجة. وضعه في إبريق الشاي، يصبح هو الإبريق . أفرغ عقلك، كن ماءً يا صديقي، كن بلا شكل كالماء.
*عندما تكون واثقا من نفسك، فإن هذا يظهر عليك. وسيلاحظه الناس من اللحظة التي تدخل فيها مكانا. ألم ترَ شخصا ما دخل غرفة وكلّ شيء يضيء ما حوله، وكيف يعامله الجميع وينجذبون إليه؟ كن أنت ذلك الشخص. لكن سيكون هناك دائما شخص ما يحاول بدافع الحسد أو الحقد قطع جناحيك ويجعلك تشعر بأنك أقلّ ممّا أنت عليه. إمض في طريقك وتجاهله.
*الحزن غير ضروري وغير مفيد. أحبّاؤنا لا يتركوننا إذ يرحلون، ليس حقّا. إنهم يتحوّلون فقط من شكلهم المادّي الى شكل آخر. وأرواحهم ستعيش إلى الأبد في مكان أفضل من هذا المكان. لذا يجب أن نكون سعداء بذلك.
*الخوف مثل السمّ في العقل، لذا ينبغي محاربته ومقاومته. يجب ألا تدع الخوف يحاصرك لأنه سيدمّر ببطء كلّ شيء عزيز عليك. يمكن أن تتغيّر ثقتك وسلوكك وحياتك الشخصية للأسوأ، فقط بسبب الخوف. ألم تكن تريد شيئا من قبل ولكنك كنت خائفا جدّا من ملاحقته وتحقيقه؟ ما الذي حدث بعد ذلك؟ انتهى بك الأمر إلى ندم. والندم يؤدي الى الحزن والحزن يؤدي الى الاكنئاب.
كلّ شيء كان يتألّق في جنوب المحيط الهادئ: النباتات، والطيور، وحتى البشر. كان اللون مُسكرا، وكلّ درجة لون تفتن. ولا عجب أن الفنّان الفرنسي بول جاكوليه أحبّ تلك الارض. كان قد ولد في فرنسا عام 1896، وكان عمره 3 سنوات فقط عندما انتقل إلى طوكيو، حيث كان والده يزاول التدريس.
وعلى عكس معظم المغتربين الغربيين الآخرين، تلقى تعليمه بالكامل تقريبا في النظام الياباني. وهكذا كان يتحدّث اللغة المحليّة ويقرأها ويكتبها بشكل مثالي. وفي عشرينيات القرن الماضي، عمل لبضع سنوات مترجما فوريّا في السفارة الفرنسية. وأثناء الحرب العالمية الثانية، انتقل إلى كارويزاوا، حيث عاش في الريف على زراعة الخضروات وتربية الدواجن.
كان يرسم ويرسم ويستوعب كلّ ما في وسعه من المناطق الاستوائية الخصبة. ولم تغادره الذكريات أبداً. كان اللون هو المفتاح، وكان جاكوليه يحبّ وضع الأصباغ النقيّة جنباً إلى جنب ليعزّز المظهر البصريّ لعمله. كان فنّانا ناجحاً خلال حياته. وبعد وفاته عام 1960 غاب في غياهب النسيان. وحتى اليوم، لا تزال أعماله غير معروفة الى حدّ ما.
كانت لدى جاكوليه رؤية فريدة من نوعها، ولم يدّخر جهداً لتحقيقها. وقد صوّر الرجال والنساء من جميع الأعمار، من اليابان وكوريا وجنوب المحيط الهادئ وخارجها، بألوان مشرقة وحيوية لا مثيل لها.
وكان هو شخصية مثيرة للاهتمام، فقد كان أجنبيّا اختار حياة فنّان ياباني، ورجلا ذا ميول غامضة ويرتدي ملابس مغايرة أحيانا في مجتمع محافظ. وكان فانتازيّا يدّعي أن فنّه لم يكن نتاج خياله، بل انعكاس حقيقيّ للعالم كما كان. كان شخصا غريب الأطوار، ولو كان ما يزال حيّا اليوم لكان نجما من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي.
وأثناء الاحتلال، وبناءً على طلب الجنرال دوغلاس ماك آرثر، تمّ تجنيده من قبل القائد تشارلز ماكدويل للعمل في كليّة طوكيو العسكرية. وفي ما بعد سيصبح ماك آرثر، بالإضافة الى غريتا غاربو والبابا بايوس الثاني عشر والملكة إليزابيث الثانية، من ابرز جامعي أعمال جاكوليه.
أظهر جاكوليه ميلا مبكّرا للفنون، وهو ما شجّعته والدته الحريصة بحماس. كان عمره 11 عاما عندما تلقّى دروسه الأولى مع سيكي كورودا الذي تدرّب في فرنسا ولعب دورا مهمّا في إدخال الفنّ الغربي إلى اليابان. بعد ذلك بعامين، بدأ جاكوليه بدراسة الرسم على الطريقة اليابانية مع تيروكاتا إيكيدا وزوجته، وكلاهما كان لهما تأثير كبير على تطوّره كفنّان. وفي عمر الـ 17، تلقّى دروسا في الرقص الياباني وفي فنّ الخط.
ويعتبر جاكوليه واحدا من الفنّانين الغربيين القلائل الذين أتقنوا فنّ الطباعة على القوالب الخشبية بما يكفي للاعتراف بهم في اليابان. وأعماله كلّها تقريبا بورتريهات لأشخاص. وتُعتبر لوحاته نادرة وغالبا ما تُباع بسعر يتراوح بين خمسة آلاف دولار إلى خمسة وعشرين ألفاً.
لم يكن بول جاكوليه الفنّان الغربيّ الوحيد - في النصف الأوّل من القرن العشرين - الذي أنتج مطبوعات على الطراز الياباني. تشارلز بارتليت، وإليزابيث كيث، وليليان ميلر، على سبيل المثال لا الحصر، فعلوا ذلك أيضا، لكن لم يكن أيّ منهم منغمراً بقوّة في المجتمع الياباني أو مشبعاً بأعرافه وعاداته مثل جاكوليه.
*الحزن غير ضروري وغير مفيد. أحبّاؤنا لا يتركوننا إذ يرحلون، ليس حقّا. إنهم يتحوّلون فقط من شكلهم المادّي الى شكل آخر. وأرواحهم ستعيش إلى الأبد في مكان أفضل من هذا المكان. لذا يجب أن نكون سعداء بذلك.
*الخوف مثل السمّ في العقل، لذا ينبغي محاربته ومقاومته. يجب ألا تدع الخوف يحاصرك لأنه سيدمّر ببطء كلّ شيء عزيز عليك. يمكن أن تتغيّر ثقتك وسلوكك وحياتك الشخصية للأسوأ، فقط بسبب الخوف. ألم تكن تريد شيئا من قبل ولكنك كنت خائفا جدّا من ملاحقته وتحقيقه؟ ما الذي حدث بعد ذلك؟ انتهى بك الأمر إلى ندم. والندم يؤدي الى الحزن والحزن يؤدي الى الاكنئاب.
وعلى عكس معظم المغتربين الغربيين الآخرين، تلقى تعليمه بالكامل تقريبا في النظام الياباني. وهكذا كان يتحدّث اللغة المحليّة ويقرأها ويكتبها بشكل مثالي. وفي عشرينيات القرن الماضي، عمل لبضع سنوات مترجما فوريّا في السفارة الفرنسية. وأثناء الحرب العالمية الثانية، انتقل إلى كارويزاوا، حيث عاش في الريف على زراعة الخضروات وتربية الدواجن.
كان يرسم ويرسم ويستوعب كلّ ما في وسعه من المناطق الاستوائية الخصبة. ولم تغادره الذكريات أبداً. كان اللون هو المفتاح، وكان جاكوليه يحبّ وضع الأصباغ النقيّة جنباً إلى جنب ليعزّز المظهر البصريّ لعمله. كان فنّانا ناجحاً خلال حياته. وبعد وفاته عام 1960 غاب في غياهب النسيان. وحتى اليوم، لا تزال أعماله غير معروفة الى حدّ ما.
كانت لدى جاكوليه رؤية فريدة من نوعها، ولم يدّخر جهداً لتحقيقها. وقد صوّر الرجال والنساء من جميع الأعمار، من اليابان وكوريا وجنوب المحيط الهادئ وخارجها، بألوان مشرقة وحيوية لا مثيل لها.
وكان هو شخصية مثيرة للاهتمام، فقد كان أجنبيّا اختار حياة فنّان ياباني، ورجلا ذا ميول غامضة ويرتدي ملابس مغايرة أحيانا في مجتمع محافظ. وكان فانتازيّا يدّعي أن فنّه لم يكن نتاج خياله، بل انعكاس حقيقيّ للعالم كما كان. كان شخصا غريب الأطوار، ولو كان ما يزال حيّا اليوم لكان نجما من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي.
وأثناء الاحتلال، وبناءً على طلب الجنرال دوغلاس ماك آرثر، تمّ تجنيده من قبل القائد تشارلز ماكدويل للعمل في كليّة طوكيو العسكرية. وفي ما بعد سيصبح ماك آرثر، بالإضافة الى غريتا غاربو والبابا بايوس الثاني عشر والملكة إليزابيث الثانية، من ابرز جامعي أعمال جاكوليه.
أظهر جاكوليه ميلا مبكّرا للفنون، وهو ما شجّعته والدته الحريصة بحماس. كان عمره 11 عاما عندما تلقّى دروسه الأولى مع سيكي كورودا الذي تدرّب في فرنسا ولعب دورا مهمّا في إدخال الفنّ الغربي إلى اليابان. بعد ذلك بعامين، بدأ جاكوليه بدراسة الرسم على الطريقة اليابانية مع تيروكاتا إيكيدا وزوجته، وكلاهما كان لهما تأثير كبير على تطوّره كفنّان. وفي عمر الـ 17، تلقّى دروسا في الرقص الياباني وفي فنّ الخط.
ويعتبر جاكوليه واحدا من الفنّانين الغربيين القلائل الذين أتقنوا فنّ الطباعة على القوالب الخشبية بما يكفي للاعتراف بهم في اليابان. وأعماله كلّها تقريبا بورتريهات لأشخاص. وتُعتبر لوحاته نادرة وغالبا ما تُباع بسعر يتراوح بين خمسة آلاف دولار إلى خمسة وعشرين ألفاً.
لم يكن بول جاكوليه الفنّان الغربيّ الوحيد - في النصف الأوّل من القرن العشرين - الذي أنتج مطبوعات على الطراز الياباني. تشارلز بارتليت، وإليزابيث كيث، وليليان ميلر، على سبيل المثال لا الحصر، فعلوا ذلك أيضا، لكن لم يكن أيّ منهم منغمراً بقوّة في المجتمع الياباني أو مشبعاً بأعرافه وعاداته مثل جاكوليه.
Credits
asianartscollection.com
asianartscollection.com