الشعبية الكبيرة التي اكتسبها في أوربّا السجّاد الشرقيّ المنسوج في العالم الإسلاميّ ابتداءً من القرن الرابع عشر فصاعدا تعكسها التصاوير المتكرّرة لهذا السجّاد في لوحات الرسم الأوربّي.
وتُعتبر تلك اللوحات مصدرا أساسيّا للخبرة في السجّاد الشرقيّ المبكّر. وهناك مجموعات عديدة من السجاجيد الإسلامية من الشرق الأوسط تُسمّى اليوم بأسماء الرسّامين الأوربّيين الذين رسموها وضمّنوها في لوحاتهم، مثل لورنزو لوتو وهانز هولبين ودومينيكو غيرلاندايو وكارلو كريفيللي وهانز ميملينغ .
وهؤلاء الرسّامون تُستخدم أسماؤهم اليوم لتصف مجموعات معيّنة من السجّاد المنسوج في تركيا العثمانية على وجه الخصوص.
منذ عصور المسيحية المبكّرة أصبح امتلاك سجّاد من قماش نفيس من الشرق مرتبطا بالثروة والقداسة. وعندما رسم الفنّان الايطالي دوتشيو قصّة الأشخاص الذين فرشوا سجاجيدهم تحت أقدام المسيح، فإنه إنّما كان ببساطة يجدّد مفهوما ثقافيّا قديما.
وهناك لوحة من القرن الخامس عشر رسمها جيوفاني دي باولو بعنوان المادونا والطفل مع ملاكين تصوّر سجّادا قديما ونادرا من تركيا مفروشا تحت قدمي العذراء. وتكرّرت صورة ذلك السجّاد كثيرا في ايطاليا من خلال بعض الصور التي كانت تتضمّن موتيفات لحيوانات مصوّرة بدقّة.
وبحلول القرن السادس عشر، أصبح السجّاد يُرسم في البورتريهات كرمز للبراعة والتعليم والمكانة الاجتماعية والاقتصادية العالية.
وهناك بورتريه رسمه موريتو دي بريشيا يظهر في أسفله إطار صغير من السجّاد الأناضوليّ المعاصر من تركيا العثمانية. أما تصميم بقيّة البورتريه فقد ظلّ لغزا.
وبحلول القرن السابع عشر، باتت صور السجّاد في اللوحات الفنّية منظرا مألوفا في جميع أرجاء أوربّا. وهناك عدد من الأمثلة عن "سجّادة لوتو"، وأقدمها تذكّر بالخطّ الكوفيّ.
وفي أعمال أخرى مثل لوحة يان بريغل وروبنز بعنوان حفل اخيليوس ، نرى قصّة من كتاب التحوّلات لـ أوفيد مرسومة كوليمة معاصرة مع سجّادة جميلة تظهر على قماش مائدة في يمين اللوحة، وهي من تصميم الرسّام لوتو وتصوّر ارابيسك احمر واصفر من وسط تركيا.
ومثل هذا النمط كان مفضّلا في أوربّا. ففنّان القرن السابع عشر نيكولاس مايس، مثلا، رسم امرأة تقشّر التفاح وتجلس إلى جوار طاولة مغطّاة بسجّادة لوتو فارهة.
السجّاد المنسوج في سوريا كان نادرا جدّا في أوربّا. لكن هناك لوحة لغابرييل ميتسو عنوانها حفلة موسيقية تُظهر موسيقيَّين، رجلا وامرأة، يجلسان أمام طاولة مغطّاة بسجّاد ذي زخارف هندسية الأشكال من سوريا في بدايات القرن السابع عشر. أما لوحة ميتسو الأخرى بعنوان شابّ يكتب رسالة فتظهر فيها سجّادة ميداليون كبيرة تطلّ من طرف طاولة.
سجاجيد الميداليون المنسوجة في اوشاك بوسط غرب تركيا كانت أيضا تُرسم بشكل متكرّر في اللوحات الأوربية. في اللوحة الجذّابة لجيرارد بورش الابن بعنوان امرأة تعزف اللوت "أو العود" ، تظهر سجّادة ميداليون صغيرة من غرب الأناضول بتصميم غير مألوف على الطاولة أمام العازفين.
ورغم أن نتاج الرسّام الهولندي يوهان فيرمير من اللوحات قليل، إلا أن جزءا من أعماله يحتوي على رسومات شرقية. وأشهرها اثنتان، الأولى خادمة نائمة وتتضمّن نوعين مختلفين من السجّاد التركيّ المصنوع في القرن التاسع عشر. بينما تظهر في اللوحة الثانية وهي امرأة مع إبريق ماء سجّادة فارسية ناعمة وذات نسيج سميك فوق الطاولة مع تصميم ارابيسك زهريّ على خلفية حمراء.
تقليد إظهار سجّاد على طاولات في منازل الطبقة الرفيعة استمرّ حتى القرن الثامن عشر. في لوحة الرسّام الايطالي بييترو لونغي بعنوان حفل موسيقيّ ، نرى قطعة سجّاد من غرب الأناضول موضوعة فوق طاولة في ديكور ايطاليّ جميل.
وعندما أصبح السجّاد في أوربّا اقلّ تكلفة، تمّ استيراد كميّات كبيرة منه لاستخدامه في تغطية الأرضيّات. الرسّام فرانسيس ويتلي في لوحته عائلة سيثويت يصوّر زوجين ارستقراطيين انجليزيين مع ابنتهما على قطعة فخمة من السجّاد مصنوعة في اوشاك في القرن الثامن عشر.
وفي فرنسا، في بدايات القرن التاسع عشر، رسم جان دومينيك اوغست آنغر، المعجب بفنّ عصر النهضة، لوحة بعنوان بورتريه جاك لابلانك ، وفيه تظهر طاولة مغطاة بالسجّاد مع كتب ورسالة أو مخطوط مكتوب باليد.
وهذه التفاصيل تشير إلى تقليد في الرسم الأوربّي يرتبط فيه السجّاد، ليس فقط بالحالة الاقتصادية والاجتماعية، وإنّما أيضا بالعلم والمعرفة. السجّادة الصغيرة الموضوعة على الطاولة مصنوعة في الأناضول وتعود إلى القرن الثامن عشر.
سجّاد الرسّام لوتو ذو الأنماط والمنسوج باليد أنتج أساسا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر على طول شاطئ ايجه بالأناضول. لكنه كان يُستنسخ في أجزاء أخرى من أوربّا. ويميّزه ارابيسك مزخرف بأرضية صفراء وحمراء وتفاصيل زرقاء عادة.
وسجّاد لوتو يُقصد به تضمين السجّاد في اللوحات أنماطا متميّزة كان أوّل من ابتكرها رسّام فينيسيا في القرن السادس عشر لورنزو لوتو.
ويقال أن لوتو كان يمتلك سجّادة كبيرة رغم أن أنماطها غير معروفة. وكانت تلك السجّادة تبدو مختلفة عن سجّاد الرسّام هولبين. لكن يمكن القول أنها تطوير لذلك النوع، إذ يظهر على أطراف الموتيفات فيها أرابيسك يتألّف من نباتات في نهاياتها أغصان.
وهذا النوع كان شائعا قديما ويُعرف بـ ارابيسك اوشاك . وما يزال بالإمكان رؤيته في لوحات الرسّامَين الاسبانيَّين موريللو وزورباران من القرن السابع عشر وكذلك في بعض اللوحات الهولندية.
رسومات السجّاد الشرقيّ في اللوحات الأوربّية والأمريكية استمرّت حتى القرن العشرين من خلال لوحات هنري ماتيس والأمريكيّ غلاكينز.
وما تزال ألوان السجّاد الشرقيّ وأنماطه الفريدة والجميلة تفتن الرسّامين والمصمّمين حتى وقتنا الحاضر.
وتُعتبر تلك اللوحات مصدرا أساسيّا للخبرة في السجّاد الشرقيّ المبكّر. وهناك مجموعات عديدة من السجاجيد الإسلامية من الشرق الأوسط تُسمّى اليوم بأسماء الرسّامين الأوربّيين الذين رسموها وضمّنوها في لوحاتهم، مثل لورنزو لوتو وهانز هولبين ودومينيكو غيرلاندايو وكارلو كريفيللي وهانز ميملينغ .
وهؤلاء الرسّامون تُستخدم أسماؤهم اليوم لتصف مجموعات معيّنة من السجّاد المنسوج في تركيا العثمانية على وجه الخصوص.
منذ عصور المسيحية المبكّرة أصبح امتلاك سجّاد من قماش نفيس من الشرق مرتبطا بالثروة والقداسة. وعندما رسم الفنّان الايطالي دوتشيو قصّة الأشخاص الذين فرشوا سجاجيدهم تحت أقدام المسيح، فإنه إنّما كان ببساطة يجدّد مفهوما ثقافيّا قديما.
وهناك لوحة من القرن الخامس عشر رسمها جيوفاني دي باولو بعنوان المادونا والطفل مع ملاكين تصوّر سجّادا قديما ونادرا من تركيا مفروشا تحت قدمي العذراء. وتكرّرت صورة ذلك السجّاد كثيرا في ايطاليا من خلال بعض الصور التي كانت تتضمّن موتيفات لحيوانات مصوّرة بدقّة.
وبحلول القرن السادس عشر، أصبح السجّاد يُرسم في البورتريهات كرمز للبراعة والتعليم والمكانة الاجتماعية والاقتصادية العالية.
وهناك بورتريه رسمه موريتو دي بريشيا يظهر في أسفله إطار صغير من السجّاد الأناضوليّ المعاصر من تركيا العثمانية. أما تصميم بقيّة البورتريه فقد ظلّ لغزا.
وبحلول القرن السابع عشر، باتت صور السجّاد في اللوحات الفنّية منظرا مألوفا في جميع أرجاء أوربّا. وهناك عدد من الأمثلة عن "سجّادة لوتو"، وأقدمها تذكّر بالخطّ الكوفيّ.
وفي أعمال أخرى مثل لوحة يان بريغل وروبنز بعنوان حفل اخيليوس ، نرى قصّة من كتاب التحوّلات لـ أوفيد مرسومة كوليمة معاصرة مع سجّادة جميلة تظهر على قماش مائدة في يمين اللوحة، وهي من تصميم الرسّام لوتو وتصوّر ارابيسك احمر واصفر من وسط تركيا.
ومثل هذا النمط كان مفضّلا في أوربّا. ففنّان القرن السابع عشر نيكولاس مايس، مثلا، رسم امرأة تقشّر التفاح وتجلس إلى جوار طاولة مغطّاة بسجّادة لوتو فارهة.
السجّاد المنسوج في سوريا كان نادرا جدّا في أوربّا. لكن هناك لوحة لغابرييل ميتسو عنوانها حفلة موسيقية تُظهر موسيقيَّين، رجلا وامرأة، يجلسان أمام طاولة مغطّاة بسجّاد ذي زخارف هندسية الأشكال من سوريا في بدايات القرن السابع عشر. أما لوحة ميتسو الأخرى بعنوان شابّ يكتب رسالة فتظهر فيها سجّادة ميداليون كبيرة تطلّ من طرف طاولة.
سجاجيد الميداليون المنسوجة في اوشاك بوسط غرب تركيا كانت أيضا تُرسم بشكل متكرّر في اللوحات الأوربية. في اللوحة الجذّابة لجيرارد بورش الابن بعنوان امرأة تعزف اللوت "أو العود" ، تظهر سجّادة ميداليون صغيرة من غرب الأناضول بتصميم غير مألوف على الطاولة أمام العازفين.
ورغم أن نتاج الرسّام الهولندي يوهان فيرمير من اللوحات قليل، إلا أن جزءا من أعماله يحتوي على رسومات شرقية. وأشهرها اثنتان، الأولى خادمة نائمة وتتضمّن نوعين مختلفين من السجّاد التركيّ المصنوع في القرن التاسع عشر. بينما تظهر في اللوحة الثانية وهي امرأة مع إبريق ماء سجّادة فارسية ناعمة وذات نسيج سميك فوق الطاولة مع تصميم ارابيسك زهريّ على خلفية حمراء.
تقليد إظهار سجّاد على طاولات في منازل الطبقة الرفيعة استمرّ حتى القرن الثامن عشر. في لوحة الرسّام الايطالي بييترو لونغي بعنوان حفل موسيقيّ ، نرى قطعة سجّاد من غرب الأناضول موضوعة فوق طاولة في ديكور ايطاليّ جميل.
وعندما أصبح السجّاد في أوربّا اقلّ تكلفة، تمّ استيراد كميّات كبيرة منه لاستخدامه في تغطية الأرضيّات. الرسّام فرانسيس ويتلي في لوحته عائلة سيثويت يصوّر زوجين ارستقراطيين انجليزيين مع ابنتهما على قطعة فخمة من السجّاد مصنوعة في اوشاك في القرن الثامن عشر.
وفي فرنسا، في بدايات القرن التاسع عشر، رسم جان دومينيك اوغست آنغر، المعجب بفنّ عصر النهضة، لوحة بعنوان بورتريه جاك لابلانك ، وفيه تظهر طاولة مغطاة بالسجّاد مع كتب ورسالة أو مخطوط مكتوب باليد.
وهذه التفاصيل تشير إلى تقليد في الرسم الأوربّي يرتبط فيه السجّاد، ليس فقط بالحالة الاقتصادية والاجتماعية، وإنّما أيضا بالعلم والمعرفة. السجّادة الصغيرة الموضوعة على الطاولة مصنوعة في الأناضول وتعود إلى القرن الثامن عشر.
سجّاد الرسّام لوتو ذو الأنماط والمنسوج باليد أنتج أساسا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر على طول شاطئ ايجه بالأناضول. لكنه كان يُستنسخ في أجزاء أخرى من أوربّا. ويميّزه ارابيسك مزخرف بأرضية صفراء وحمراء وتفاصيل زرقاء عادة.
وسجّاد لوتو يُقصد به تضمين السجّاد في اللوحات أنماطا متميّزة كان أوّل من ابتكرها رسّام فينيسيا في القرن السادس عشر لورنزو لوتو.
ويقال أن لوتو كان يمتلك سجّادة كبيرة رغم أن أنماطها غير معروفة. وكانت تلك السجّادة تبدو مختلفة عن سجّاد الرسّام هولبين. لكن يمكن القول أنها تطوير لذلك النوع، إذ يظهر على أطراف الموتيفات فيها أرابيسك يتألّف من نباتات في نهاياتها أغصان.
وهذا النوع كان شائعا قديما ويُعرف بـ ارابيسك اوشاك . وما يزال بالإمكان رؤيته في لوحات الرسّامَين الاسبانيَّين موريللو وزورباران من القرن السابع عشر وكذلك في بعض اللوحات الهولندية.
رسومات السجّاد الشرقيّ في اللوحات الأوربّية والأمريكية استمرّت حتى القرن العشرين من خلال لوحات هنري ماتيس والأمريكيّ غلاكينز.
وما تزال ألوان السجّاد الشرقيّ وأنماطه الفريدة والجميلة تفتن الرسّامين والمصمّمين حتى وقتنا الحاضر.
Credits
metmuseum.org
metmuseum.org