اسم هيرات يثير في الذهن صورة لمدينة تاريخية وثقافية بامتياز. وهي تشبه من بعض الوجوه سمرقند. ومثل الأخيرة، هناك سمة رومانسية تطبع تاريخ هيرات، مع أن تاريخها أكثر اضطرابا من تاريخ سمرقند.
عمر هيرات أزيد من ثلاثة آلاف عام. وقد وصفها هيرودوت بأنها سلّة خبز آسيا الوسطى. بينما وصفها العالمان الجغرافيّان المسلمان ابن حوقل والاصطخري بأنها مدينة مترفة ومتعدّدة الأديان، إذ تضمّ عددا من المساجد والكنائس والمعابد الزرادشتية.
وبدءاً من القرن العاشر الميلادي، توالى على حكم هيرات العديد من الأقوام، كالساسانيين والغزنويين والعرب والسلاجقة وغيرهم. وتعايشت فيها بسلام قوميات مختلفة، كالطاجيك والأوزبك والهزارا والهندوس والأرمن واليهود وغيرهم.
وأيّام طريق الحرير القديم الذي كان يربط أسيا بأوربّا، كانت هيرات محطّة تجارية مهمّة. وبسبب موقعها الجغرافي، اجتذبت العديد من التجّار والفاتحين في فترات مختلفة من التاريخ. فقد غزاها المغول ودمّروها بالكامل وذبحوا سكّانها وتركوها خرابة، بناءً على أمر من جنكيز خان.
وفي مرحلة تالية، اتّخذها التيموريون عاصمة لمملكتهم المزدهرة. وما تزال المدينة إلى اليوم تضمّ بقايا حضارات من فارس وتركيا واليونان وغيرها.
وتتميّز هيرات بتراثها الفنّي والثقافي الكبير. ففيها أكثر من ثمانمائة موقع اثري وتاريخي. كما أنها مسقط رأس العديد من الشعراء والكتّاب المشهورين، كالرسّام كمال الدين بهزاد والعالم التفتزاني والشاعر الفارسي نور الدين جامي والفيلسوف أبي بكر الرازي والرسّام محمّد الهيراوي، بالإضافة إلى الرسّامين رضا عبّاسي ودوست محمّد وغيرهم.
في حوالي عام 320 قبل الميلاد، انتزع الاسكندر المقدوني هيرات من الفرس الإخمينيين وأسّس فيها قلعة باسمه. لكن القلعة تعرّضت للدمار مرارا بسبب الحروب المستمرّة، إلى أن أُعيد ترميمها مؤخّرا.
وكانت القلعة تُستخدم في الماضي كإقامة ملكية وكمخزن للسلاح. وأدّت قرون من الصراع والإهمال إلى تدهورها، لكنها ظلّت معلما سياحيا مهمّا حتى السبعينات.
المسجد المعروف بمسجد الجمعة هو أعجوبة هيرات الدينية والثقافية. ويُعتبر أجمل مسجد، ليس فقط في هيرات، بل في عموم وسط وجنوب آسيا. وقد بناه السلطان غياث الدين الغوري عام 1200. وطوال ثمانمائة عام، كان عرضة لآثار الحروب والزلازل. وكان معروفا بموزاييكه البديع الألوان والذي تلاشى على مرّ القرون إلى أن أُعيد ترميمه حديثا.
ومن أشهر معالم هيرات الأخرى المنارات التيمورية الخمس وضريح الشاعر الصوفي عبدالله أنصاري المتوفّى عام 1098. وقد أمر ببناء الضريح شاه روك ابن تيمورلنك. كان أنصاري يُلقب بحكيم هيرات، وكان معروفا ببلاغته وبمعرفته الواسعة بالقرآن الكريم وعلوم الدين.
في القرن الخامس عشر، أُعيد بناء هيرات كعاصمة لآسيا الوسطى. وكانت قبل ذلك محكومة من شمس الدين كرت الذي ازدهرت في عهده العلوم والفنون، وأصبحت هيرات آنذاك تُعرف بلؤلؤة خراسان.
عمر هيرات أزيد من ثلاثة آلاف عام. وقد وصفها هيرودوت بأنها سلّة خبز آسيا الوسطى. بينما وصفها العالمان الجغرافيّان المسلمان ابن حوقل والاصطخري بأنها مدينة مترفة ومتعدّدة الأديان، إذ تضمّ عددا من المساجد والكنائس والمعابد الزرادشتية.
وبدءاً من القرن العاشر الميلادي، توالى على حكم هيرات العديد من الأقوام، كالساسانيين والغزنويين والعرب والسلاجقة وغيرهم. وتعايشت فيها بسلام قوميات مختلفة، كالطاجيك والأوزبك والهزارا والهندوس والأرمن واليهود وغيرهم.
وأيّام طريق الحرير القديم الذي كان يربط أسيا بأوربّا، كانت هيرات محطّة تجارية مهمّة. وبسبب موقعها الجغرافي، اجتذبت العديد من التجّار والفاتحين في فترات مختلفة من التاريخ. فقد غزاها المغول ودمّروها بالكامل وذبحوا سكّانها وتركوها خرابة، بناءً على أمر من جنكيز خان.
وفي مرحلة تالية، اتّخذها التيموريون عاصمة لمملكتهم المزدهرة. وما تزال المدينة إلى اليوم تضمّ بقايا حضارات من فارس وتركيا واليونان وغيرها.
وتتميّز هيرات بتراثها الفنّي والثقافي الكبير. ففيها أكثر من ثمانمائة موقع اثري وتاريخي. كما أنها مسقط رأس العديد من الشعراء والكتّاب المشهورين، كالرسّام كمال الدين بهزاد والعالم التفتزاني والشاعر الفارسي نور الدين جامي والفيلسوف أبي بكر الرازي والرسّام محمّد الهيراوي، بالإضافة إلى الرسّامين رضا عبّاسي ودوست محمّد وغيرهم.
في حوالي عام 320 قبل الميلاد، انتزع الاسكندر المقدوني هيرات من الفرس الإخمينيين وأسّس فيها قلعة باسمه. لكن القلعة تعرّضت للدمار مرارا بسبب الحروب المستمرّة، إلى أن أُعيد ترميمها مؤخّرا.
وكانت القلعة تُستخدم في الماضي كإقامة ملكية وكمخزن للسلاح. وأدّت قرون من الصراع والإهمال إلى تدهورها، لكنها ظلّت معلما سياحيا مهمّا حتى السبعينات.
المسجد المعروف بمسجد الجمعة هو أعجوبة هيرات الدينية والثقافية. ويُعتبر أجمل مسجد، ليس فقط في هيرات، بل في عموم وسط وجنوب آسيا. وقد بناه السلطان غياث الدين الغوري عام 1200. وطوال ثمانمائة عام، كان عرضة لآثار الحروب والزلازل. وكان معروفا بموزاييكه البديع الألوان والذي تلاشى على مرّ القرون إلى أن أُعيد ترميمه حديثا.
ومن أشهر معالم هيرات الأخرى المنارات التيمورية الخمس وضريح الشاعر الصوفي عبدالله أنصاري المتوفّى عام 1098. وقد أمر ببناء الضريح شاه روك ابن تيمورلنك. كان أنصاري يُلقب بحكيم هيرات، وكان معروفا ببلاغته وبمعرفته الواسعة بالقرآن الكريم وعلوم الدين.
في القرن الخامس عشر، أُعيد بناء هيرات كعاصمة لآسيا الوسطى. وكانت قبل ذلك محكومة من شمس الدين كرت الذي ازدهرت في عهده العلوم والفنون، وأصبحت هيرات آنذاك تُعرف بلؤلؤة خراسان.
ذكريات هيرات كعاصمة للتيموريين في آخر أيّامهم ما تزال حيّة في الأذهان. وكان من أشهر أمرائهم الذين حكموا المدينة غياث الدين بيسونغور، الذي عُرف بكونه راعيا للفنون والآداب وخطّاطا بارعا وجامعا للكتب.
وهناك أيضا حسين ميرزا بايكارا آخر سلاطين هذه السلالة والذي كان هو أيضا محبّا للعلم والمعرفة.
ومنذ منتصف القرن الثامن عشر، أي بعد اغتيال نادر شاه عام 1747، أصبحت هيرات مركز تَنافس إقليمي وصراع على السلطة دام مائة عام. ولم ينتهِ ذلك الصراع إلا عندما أعلن الفرس القاجار سيادتهم على المدينة عام 1857.
وقد التزم ملوك القاجار الأوّلون بالمحافظة على هيرات كجزء ممّا كانوا يسمّونه "ممالك إيران المحروسة" وتعاملوا معها كمنطقة حدودية ينبغي حمايتها.
وقد اتخذ الصفويون من هيرات عاصمة ثانية لهم وأسموها دار السلطان. لكن قبضتهم على أطراف الإمبراطورية سرعان ما تراخت، ما وفّر فرصة مواتية لقبيلة عبدالعلي الأفغانية للسيطرة على المدينة اعتبارا من القرن الثامن عشر.
ومع تحلّل الإمبراطورية الصفوية، بدأت حرب قبائل في المنطقة، أُلحقت هيرات خلالها بالمناطق التي حولها، إلى أن استولى عليها احمد شاه دُرّاني وضمّها إلى البلد الذي أسّسه حديثا، أي أفغانستان. لكن بسبب الصراعات التي نشأت داخل عشيرة دُرّاني، احتفظ القاجار بسيطرتهم الهشّة على هيرات.
في القرن التاسع عشر، كان عدد سكان هيرات حوالي مائة ألف يتشكّلون من ناطقين بالفارسية من مجموعات إثنية متعدّدة. وفي ذلك الوقت، وبفضل بازاراتها الكبيرة وقاعدتها الصناعية، أصبحت مركزا تجاريّا مهمّا بين الهند وكشمير وكابول وبخارى ويزد وخراسان.
في عصور هيرات الذهبية، لعبت النساء أدوارا مهمّة في الثقافة والفنّ. وهناك مدارس وأماكن كثيرة فيها سُمّيت على أسماء كاتبات وشاعرات، مثل مهري الهيراوي ونادية انجومان وغيرهما.
لكن أشهر امرأة في تاريخ هيرات هي جوهرشاد بيغوم التي عاشت في القرن الخامس عشر. كانت زوجة للإمبراطور التيموري شاه روك، وعُرف عنها شغفها بالفنون والآداب، كما كانت مستشارة عظيمة لزوجها ومعاونة له في شئون الحكم والدولة.
رغم تاريخها الطويل والمضطرب، ظلّت هيرات كالجوهرة الثمينة. لكنّها تغيّرت كثيرا في السنوات الأخيرة، فحلّت مباني الخرسانة محلّ البيوت الطينية البسيطة. لكن أهلها ظلّوا مضيافين وكرماء.
وأرض هيرات تنتج أكثر من خمسين نوعا من العنب الذي يُصدّر معظمه للخارج. وفي الماضي، كانت المدينة مشهورة بنبيذها المميّز. وهناك لوحة للرسّام بهزاد تُصوّر حفلة في حديقة يُقدّم فيها النبيذ.
ويجري في أرض هيرات نهر يُسمّى هاريرود، أي مياه الحرير، وهو يسهم إلى حدّ كبير في تخضير المدينة. كما تشتهر بينابيعها الطبيعية وبكونها مركزا مهمّا لإنتاج نوعية عالية من القماش المسمّى بالكشمير.
Credits
Yama Karimi & Aziz Ahmad Photography
Yama Karimi & Aziz Ahmad Photography