جمع الكتب لغرض بناء مكتبة خاصّة هو حلم الكثير من الناس، لأن الكتب - والقراءة استطرادا - تثري العقل وتربط البشر بعضهم ببعض وتتناول قصصا صاغت مسيرة الإنسانية على مرّ قرون.
والمكتبة الخاصّة تحكي عادةً قصّة صاحبها ونوعية الكتب التي يقرؤها، ويمكن أن تقول عنه أشياءً قد لا يكشفها حديث طويل معه. كما أننا من خلال الكتب نسافر وتتغيّر هيئاتنا ونعثر على طبيعتنا الحقيقية.
في بيتنا خزانة كتب صغيرة تحتوي على حوالي ثلاثمائة كتاب، وهو رقم متواضع جدّا ولا يرقى لوصفه بالمكتبة الخاصّة. لكن عدد الكتب ليس ثابتا، بل يزيد حينا وينقص أحيانا. والسبب يعود إلى طبيعتي، فأنا لا أمانع في أن يستعير احد منّي كتابا أو أكثر، مع أنني افهم أن الكتاب المستعار نادرا ما يُردّ.
وكثيرا ما أهديتُ كتبا لصديق أو قريب، لأنني لا أؤمن بجدوى أن احتفظ بكتاب بعد أن أكون قد قرأته، والأفضل أن تهديه لغيرك كي يقرأه ويستفيد منه، وبذا تسهم في نشر وتعميم المعرفة.
والحقيقة أنني لا أتذكّر أنني قرأت كتابا فأعجبني إلا وأهديته إلى صديق أو زميل فور انتهائي من قراءته. ويندر أن اقرأ كتابا أكثر من مرّة رغم ما يقال أحيانا عن فوائد القراءة الثانية (لكن هذا حديث آخر).
هناك شيء فاتن على نحو ما في المكتبات الخاصّة وما يمكن أن تقوله عن أصحابها، خاصّة إن كانوا من المشاهير. الكاتب الأرجنتيني بورخيس تحدّث عن هذه الجزئية ذات مرّة في كتابه المشهور "مكتبة بابل". كما تناولتها الكاتبة آذر نفيسي في كتابها "أن تقرأ لوليتا في طهران". وتحدّث عنها أيضا البيرتو مانغويل في جميع كتبه وخاصّة في "المكتبة في الليل".
ومثل هذه النوعية من الكتب تقول لك الكثير عن حياة بعض القرّاء المشهورين ومتى يقرؤون أو يكتبون وما معنى أن تكون قارئا في المقام الأوّل.
وهناك اليوم اتجاه جديد ومتصاعد يتمثّل في حديث نجوم المجتمع عن الكتب التي يقرؤونها. ربّما كان هذا الأمر موجودا من قبل لكنه كان غير منظور، وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتكشف عنه أكثر.
وأصبح من المألوف هذه الأيّام أن يظهر بعض المشاهير على التلفزيون ليتحدّثوا من أمام مكتباتهم المنزلية. ومن هؤلاء الأمير الإنغليزي تشارلز الذي ظهر مؤخّرا وهو يقرأ كتابا عن حياة وفنّ جورج ستبس رسّام الخيول المشهور في القرن الثامن عشر.
أن يكون لديك مكتبة خاصّة فكرة روّج لها المجتمع بحجج عديدة، منها أن حبّ الكتب والقراءة مسألة أخلاقية، بينما في الحقيقة لا علاقة حتمية للأخلاق بالقراءة، لأن القراءة لا تنتج أشخاصا طيّبين أو صالحين بالضرورة.
ولو حدث وقابلت شخصا جاهلا أو متغطرسا ولديه نظرة سلبية ومؤذية عن العالم فإن أوّل ما ستفترضه انه لا يقرأ. غير أن هذا ليس معيارا سليما دائما لتقييم طبائع الناس. فهناك أشخاص يقرؤون كثيرا وهم أذكياء ولكنهم بلا أخلاق.
ويقال أحيانا انه لكي تستحقّ أن يُطلق عليك لقب جامع كتب، يجب أن يكون لديك مائة ألف كتاب على الأقلّ.
والمكتبة الخاصّة تحكي عادةً قصّة صاحبها ونوعية الكتب التي يقرؤها، ويمكن أن تقول عنه أشياءً قد لا يكشفها حديث طويل معه. كما أننا من خلال الكتب نسافر وتتغيّر هيئاتنا ونعثر على طبيعتنا الحقيقية.
في بيتنا خزانة كتب صغيرة تحتوي على حوالي ثلاثمائة كتاب، وهو رقم متواضع جدّا ولا يرقى لوصفه بالمكتبة الخاصّة. لكن عدد الكتب ليس ثابتا، بل يزيد حينا وينقص أحيانا. والسبب يعود إلى طبيعتي، فأنا لا أمانع في أن يستعير احد منّي كتابا أو أكثر، مع أنني افهم أن الكتاب المستعار نادرا ما يُردّ.
وكثيرا ما أهديتُ كتبا لصديق أو قريب، لأنني لا أؤمن بجدوى أن احتفظ بكتاب بعد أن أكون قد قرأته، والأفضل أن تهديه لغيرك كي يقرأه ويستفيد منه، وبذا تسهم في نشر وتعميم المعرفة.
والحقيقة أنني لا أتذكّر أنني قرأت كتابا فأعجبني إلا وأهديته إلى صديق أو زميل فور انتهائي من قراءته. ويندر أن اقرأ كتابا أكثر من مرّة رغم ما يقال أحيانا عن فوائد القراءة الثانية (لكن هذا حديث آخر).
هناك شيء فاتن على نحو ما في المكتبات الخاصّة وما يمكن أن تقوله عن أصحابها، خاصّة إن كانوا من المشاهير. الكاتب الأرجنتيني بورخيس تحدّث عن هذه الجزئية ذات مرّة في كتابه المشهور "مكتبة بابل". كما تناولتها الكاتبة آذر نفيسي في كتابها "أن تقرأ لوليتا في طهران". وتحدّث عنها أيضا البيرتو مانغويل في جميع كتبه وخاصّة في "المكتبة في الليل".
ومثل هذه النوعية من الكتب تقول لك الكثير عن حياة بعض القرّاء المشهورين ومتى يقرؤون أو يكتبون وما معنى أن تكون قارئا في المقام الأوّل.
وهناك اليوم اتجاه جديد ومتصاعد يتمثّل في حديث نجوم المجتمع عن الكتب التي يقرؤونها. ربّما كان هذا الأمر موجودا من قبل لكنه كان غير منظور، وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتكشف عنه أكثر.
وأصبح من المألوف هذه الأيّام أن يظهر بعض المشاهير على التلفزيون ليتحدّثوا من أمام مكتباتهم المنزلية. ومن هؤلاء الأمير الإنغليزي تشارلز الذي ظهر مؤخّرا وهو يقرأ كتابا عن حياة وفنّ جورج ستبس رسّام الخيول المشهور في القرن الثامن عشر.
أن يكون لديك مكتبة خاصّة فكرة روّج لها المجتمع بحجج عديدة، منها أن حبّ الكتب والقراءة مسألة أخلاقية، بينما في الحقيقة لا علاقة حتمية للأخلاق بالقراءة، لأن القراءة لا تنتج أشخاصا طيّبين أو صالحين بالضرورة.
ولو حدث وقابلت شخصا جاهلا أو متغطرسا ولديه نظرة سلبية ومؤذية عن العالم فإن أوّل ما ستفترضه انه لا يقرأ. غير أن هذا ليس معيارا سليما دائما لتقييم طبائع الناس. فهناك أشخاص يقرؤون كثيرا وهم أذكياء ولكنهم بلا أخلاق.
ويقال أحيانا انه لكي تستحقّ أن يُطلق عليك لقب جامع كتب، يجب أن يكون لديك مائة ألف كتاب على الأقلّ.
كارل لاغرفيلد، الاسم المشهور في عالم الموضة والأزياء، قيل انه كان مدمنا على القراءة وكان يمتلك في مكتبته المنزلية أكثر من ثلاثمائة ألف كتاب. وقبل خمس سنوات قال انه لم يعد مهتمّا سوى بجمع الكتب وأنه لم يبقَ في بيته فراغ يسع المزيد منه.
ومكتبة لاغرفيلد تضمّ كتبا بالفرنسية والألمانية والإنغليزية. ولكي يوفّر فراغا إضافيّا في بيته، قام برصّ الكتب بطريقة تجانبية، أي أفقيّا وليس عموديّا.
والحقيقة أن جمع الكتب لا يقتصر على فئة اجتماعية دون غيرها. فحتّى الفنّانين والفنّانات يقرؤون ويجمعون الكتب.
المغنّي مايكل جاكسون الذي كان يُلقب بملك البوب كان خلال حياته ملكا للكتب أيضا ومحبّا للقراءة وزبونا دائما للمكتبات. وكان يحتفظ في مكتبته بعشرة آلاف كتاب.
كان كاتبه المفضّل رالف ايمرسون. ولو زرت مكتبة جاكسون اليوم لرأيت الأماكن التي كان يفضّل الجلوس فيها في بيته، ولوجدت في مكتبته كتبا ما تزال علامات القراءة بين صفحاتها.
وهناك اليوم فنّانون كثر يزوّدون متابعيهم في شبكات التواصل بمعلومات منتظمة عن مكتباتهم الشخصيّة المليئة بالكتب، وينشرون على حساباتهم من وقت لآخر صورا للكتب التي يقرؤونها والأماكن التي يقرؤون فيها في منازلهم.
المخرج السينمائي جورج لوكاس أسّس في نهاية الثمانينات مكتبة تحتوي على سبعة وعشرين ألف فيلم وكتاب وصورة ودوريّة. ومكتبته ليست مفتوحة لعامّة الناس، بل للبعض فقط. وقد زارها من قبل كاري غرانت وهيتشكوك وكلينت ايستوود وغيرهم.
والمفكّرة الألمانية هانّا آرندت كان في شقّتها في نيويورك، حيث عاشت إلى حين وفاتها عام 1975، حوالي أربعمائة كتاب. كانت قراءاتها أدبية في الغالب. ومثل هذا العدد الذي قد يبدو متواضعا كان في مكتبة فرجينيا وولف أيضا.
ذات مرّة، قال توماس جيفرسون: لا استطيع أن أعيش بلا كتبِ". وطبقا لمكتبة الكونغرس فإنه عندما احرق الإنغليز العاصمة واشنطن عام 1814، كان جيفرسون قد بنى اكبر مكتبة شخصية في أمريكا.
وكانت مكتبته تحتوي على أكثر من ستّة آلاف كتاب. وقد باعها إلى الكونغرس مقابل خمسة وعشرين ألف دولار. ثم بدأ جمع الكتب من جديد. وباع المجموعة الجديدة عام 1829 لكي يسدّد بثمنها ديونه.
في السنوات الأخيرة، شاعت عادة تأليف بعض المشاهير لكتب أو مذكرات شخصية يتحدّثون فيها عن حياتهم وانجازاتهم وأفكارهم. ويقال انه كثيرا ما يلجأ الشخص المشهور إلى كاتب مستعار كي يؤلّف كتابه ويكتبه بالنيابة عنه.
ومثل هذه الكتب تبيع جيّدا على ما يبدو ويُقبل الناس على قراءتها بداعي الفضول والرغبة في معرفة التفاصيل المجهولة والحياة الداخلية للنجم، مع أن بعضها في واقع الأمر قد لا تستحقّ ثمنها ولا الوقت الذي يمكن أن يُهدر في قراءتها. لكن هذا لا ينفي أن من المشاهير من لا تعوزهم القدرة ولا المعرفة لتأليف كتب عظيمة وملهِمة.
ومكتبة لاغرفيلد تضمّ كتبا بالفرنسية والألمانية والإنغليزية. ولكي يوفّر فراغا إضافيّا في بيته، قام برصّ الكتب بطريقة تجانبية، أي أفقيّا وليس عموديّا.
والحقيقة أن جمع الكتب لا يقتصر على فئة اجتماعية دون غيرها. فحتّى الفنّانين والفنّانات يقرؤون ويجمعون الكتب.
المغنّي مايكل جاكسون الذي كان يُلقب بملك البوب كان خلال حياته ملكا للكتب أيضا ومحبّا للقراءة وزبونا دائما للمكتبات. وكان يحتفظ في مكتبته بعشرة آلاف كتاب.
كان كاتبه المفضّل رالف ايمرسون. ولو زرت مكتبة جاكسون اليوم لرأيت الأماكن التي كان يفضّل الجلوس فيها في بيته، ولوجدت في مكتبته كتبا ما تزال علامات القراءة بين صفحاتها.
وهناك اليوم فنّانون كثر يزوّدون متابعيهم في شبكات التواصل بمعلومات منتظمة عن مكتباتهم الشخصيّة المليئة بالكتب، وينشرون على حساباتهم من وقت لآخر صورا للكتب التي يقرؤونها والأماكن التي يقرؤون فيها في منازلهم.
المخرج السينمائي جورج لوكاس أسّس في نهاية الثمانينات مكتبة تحتوي على سبعة وعشرين ألف فيلم وكتاب وصورة ودوريّة. ومكتبته ليست مفتوحة لعامّة الناس، بل للبعض فقط. وقد زارها من قبل كاري غرانت وهيتشكوك وكلينت ايستوود وغيرهم.
والمفكّرة الألمانية هانّا آرندت كان في شقّتها في نيويورك، حيث عاشت إلى حين وفاتها عام 1975، حوالي أربعمائة كتاب. كانت قراءاتها أدبية في الغالب. ومثل هذا العدد الذي قد يبدو متواضعا كان في مكتبة فرجينيا وولف أيضا.
ذات مرّة، قال توماس جيفرسون: لا استطيع أن أعيش بلا كتبِ". وطبقا لمكتبة الكونغرس فإنه عندما احرق الإنغليز العاصمة واشنطن عام 1814، كان جيفرسون قد بنى اكبر مكتبة شخصية في أمريكا.
وكانت مكتبته تحتوي على أكثر من ستّة آلاف كتاب. وقد باعها إلى الكونغرس مقابل خمسة وعشرين ألف دولار. ثم بدأ جمع الكتب من جديد. وباع المجموعة الجديدة عام 1829 لكي يسدّد بثمنها ديونه.
في السنوات الأخيرة، شاعت عادة تأليف بعض المشاهير لكتب أو مذكرات شخصية يتحدّثون فيها عن حياتهم وانجازاتهم وأفكارهم. ويقال انه كثيرا ما يلجأ الشخص المشهور إلى كاتب مستعار كي يؤلّف كتابه ويكتبه بالنيابة عنه.
ومثل هذه الكتب تبيع جيّدا على ما يبدو ويُقبل الناس على قراءتها بداعي الفضول والرغبة في معرفة التفاصيل المجهولة والحياة الداخلية للنجم، مع أن بعضها في واقع الأمر قد لا تستحقّ ثمنها ولا الوقت الذي يمكن أن يُهدر في قراءتها. لكن هذا لا ينفي أن من المشاهير من لا تعوزهم القدرة ولا المعرفة لتأليف كتب عظيمة وملهِمة.
Credits
bookriot.com
bookriot.com