السيمفونية السادسة، أو سيمفونية الرُّعاة كما تُسمّى أحيانا، هي إحدى تحف لودفيغ فان بيتهوفن الكبيرة. وفيها يرسم صورة للطبيعة، وفي نفس الوقت يصف مشاعر الإنسان تجاهها.
كان بيتهوفن عاشقا كبيرا للطبيعة، وقد استلهم أجواء هذه السيمفونية من مشاوير مَشيِهِ المنتظمة في الريف المحيط بفيينا. وكان من عادته أن يحمل معه دائما كرّاسا يدوّن فيه كلّ ما يخطر على باله من أفكار ومشاعر أثناء المشي.
وقد كتب ذات مرّة في مفكّرته يقول: كم أشعر بالسعادة وأنا أمشي بين الأشجار والغابات والصخور والأرض العشبية. الغابات والأشجار والجبال تمنح الإنسان الإحساس بالصدى الذي يحتاجه".
وفي الحقيقة، لم يكن بيتهوفن أوّل من صّور الطبيعة بطريقة سيمفونية. فقد كانت فكرة الريف والمراعي موجودة في الموسيقى منذ زمن طويل قبله. وكان هناك العديد من الأعمال الموسيقية التي تصف الرعاة والعواصف وغناء العصافير وغيرها من مظاهر الطبيعة.
وسيمفونية الرُّعاة لا تحكي قصّة فحسب، بل تعكس أيضا مجموعة من الصور للطبيعة والفلاحين الذين يؤدّون أعمالهم بمتعة وفرح، وتعبّر عن مزيج من المشاعر التي يُظهرها الناس عادة عندما يذهبون إلى الريف.
وقبل تقديم السيمفونية للجمهور، كتب بيتهوفن يقول إن الأمر متروك للسامع كي يشكّل انطباعه عنها، وأن أيّ شخص لديه فكرة عن الحياة في الريف لا يحتاج لعناوين أو شروح لتخيّل نوايا المؤلّف".
لكن لكي يقرّب فكرة السيمفونية أكثر من ذهن السامع، كتب على صفحة العنوان عبارة: تذكير بالحياة الريفية". ثم كتب تحتها ملاحظة تقول: هذا العمل هو تعبير عن المشاعر أكثر من كونه تصويرا لها". غير أن سيمفونية الرُّعاة تتضمّن في الحقيقة عددا من صور الطبيعة، كما سيتبيّن في ما بعد.
وقد بدأ بيتهوفن كتابتها عام 1802 وانتهى منها في عام 1808. وأوّل حفل قُدّمت فيه كان أعظم حدث موسيقيّ في حياته. كانت حفلة استثنائية تضمّنت أكثر من أربع ساعات من موسيقى بيتهوفن الجديدة.
فبالإضافة إلى سيمفونية الرُّعاة، عُزفت أيضا السيمفونية الخامسة لأوّل مرّة، بالإضافة إلى كونشيرتو جديد للبيانو. ويُفترَض أن الجمهور وقتها كان في غاية السعادة. لكن الحال لم تكن كذلك تماما. كان الأمر يشبه أن تجد أمامك عددا من الأطباق اللذيذة ثم تحتار في أيّها ينبغي أن تتناول. كما أن المسرح الذي عُزفت فيه هذه الأعمال في فيينا كان متجمّدا من شدّة البرد.
ولأن العازفين لم يتدرّبوا على العزف بما فيه الكفاية، فقد كان أداء الاوركسترا رديئا. لذا يمكن القول أن بداية سيمفونية الرُّعاة لم تكون واعدة، ولم تحظَ بالكثير من ثناء النقّاد بعد حفلها الأوّل. لكن بعد وقت قصير، أصبحت تتمتّع بشعبية جماهيرية واسعة وما تزال كذلك إلى اليوم.
وسيمفونية الرُّعاة كانت النقيض التامّ للسيمفونية الخامسة، فلكلّ منهما شخصيّتها الخاصّة والمختلفة كليّا عن الأخرى. في الأولى أجواء تبعث على التفاؤل والاسترخاء والسعادة، وفي الثانية دراما قويّة وطاقة مكثّفة وأنغام متوتّرة.
وكان عزف هذين العملين معا نوعا من المغامرة دلّل على انه ليس هناك بيتهوفن واحد فقط، وأن لديه القابلية والقدرة على أن يطلق لمخيّلته العنان كي تتدفّق وتطير.
سيمفونية الرُّعاة مليئة بأصوات الطبيعة والأنغام الفولكلورية البسيطة وبالشعور بالجمال، كما أن فيها الكثير من التكرار بدلا من تنامي الأنغام. لكنها أيضا تتضمّن عنصرا عاطفيا يعكس مشاعر البشر تجاه عالم الطبيعة.
كان بيتهوفن عاشقا كبيرا للطبيعة، وقد استلهم أجواء هذه السيمفونية من مشاوير مَشيِهِ المنتظمة في الريف المحيط بفيينا. وكان من عادته أن يحمل معه دائما كرّاسا يدوّن فيه كلّ ما يخطر على باله من أفكار ومشاعر أثناء المشي.
وقد كتب ذات مرّة في مفكّرته يقول: كم أشعر بالسعادة وأنا أمشي بين الأشجار والغابات والصخور والأرض العشبية. الغابات والأشجار والجبال تمنح الإنسان الإحساس بالصدى الذي يحتاجه".
وفي الحقيقة، لم يكن بيتهوفن أوّل من صّور الطبيعة بطريقة سيمفونية. فقد كانت فكرة الريف والمراعي موجودة في الموسيقى منذ زمن طويل قبله. وكان هناك العديد من الأعمال الموسيقية التي تصف الرعاة والعواصف وغناء العصافير وغيرها من مظاهر الطبيعة.
وسيمفونية الرُّعاة لا تحكي قصّة فحسب، بل تعكس أيضا مجموعة من الصور للطبيعة والفلاحين الذين يؤدّون أعمالهم بمتعة وفرح، وتعبّر عن مزيج من المشاعر التي يُظهرها الناس عادة عندما يذهبون إلى الريف.
وقبل تقديم السيمفونية للجمهور، كتب بيتهوفن يقول إن الأمر متروك للسامع كي يشكّل انطباعه عنها، وأن أيّ شخص لديه فكرة عن الحياة في الريف لا يحتاج لعناوين أو شروح لتخيّل نوايا المؤلّف".
لكن لكي يقرّب فكرة السيمفونية أكثر من ذهن السامع، كتب على صفحة العنوان عبارة: تذكير بالحياة الريفية". ثم كتب تحتها ملاحظة تقول: هذا العمل هو تعبير عن المشاعر أكثر من كونه تصويرا لها". غير أن سيمفونية الرُّعاة تتضمّن في الحقيقة عددا من صور الطبيعة، كما سيتبيّن في ما بعد.
وقد بدأ بيتهوفن كتابتها عام 1802 وانتهى منها في عام 1808. وأوّل حفل قُدّمت فيه كان أعظم حدث موسيقيّ في حياته. كانت حفلة استثنائية تضمّنت أكثر من أربع ساعات من موسيقى بيتهوفن الجديدة.
فبالإضافة إلى سيمفونية الرُّعاة، عُزفت أيضا السيمفونية الخامسة لأوّل مرّة، بالإضافة إلى كونشيرتو جديد للبيانو. ويُفترَض أن الجمهور وقتها كان في غاية السعادة. لكن الحال لم تكن كذلك تماما. كان الأمر يشبه أن تجد أمامك عددا من الأطباق اللذيذة ثم تحتار في أيّها ينبغي أن تتناول. كما أن المسرح الذي عُزفت فيه هذه الأعمال في فيينا كان متجمّدا من شدّة البرد.
ولأن العازفين لم يتدرّبوا على العزف بما فيه الكفاية، فقد كان أداء الاوركسترا رديئا. لذا يمكن القول أن بداية سيمفونية الرُّعاة لم تكون واعدة، ولم تحظَ بالكثير من ثناء النقّاد بعد حفلها الأوّل. لكن بعد وقت قصير، أصبحت تتمتّع بشعبية جماهيرية واسعة وما تزال كذلك إلى اليوم.
وسيمفونية الرُّعاة كانت النقيض التامّ للسيمفونية الخامسة، فلكلّ منهما شخصيّتها الخاصّة والمختلفة كليّا عن الأخرى. في الأولى أجواء تبعث على التفاؤل والاسترخاء والسعادة، وفي الثانية دراما قويّة وطاقة مكثّفة وأنغام متوتّرة.
وكان عزف هذين العملين معا نوعا من المغامرة دلّل على انه ليس هناك بيتهوفن واحد فقط، وأن لديه القابلية والقدرة على أن يطلق لمخيّلته العنان كي تتدفّق وتطير.
سيمفونية الرُّعاة مليئة بأصوات الطبيعة والأنغام الفولكلورية البسيطة وبالشعور بالجمال، كما أن فيها الكثير من التكرار بدلا من تنامي الأنغام. لكنها أيضا تتضمّن عنصرا عاطفيا يعكس مشاعر البشر تجاه عالم الطبيعة.
وقد كسر بيتهوفن التقاليد السيمفونية بإضافته حركة خامسة بدلا من الاكتفاء بأربع حركات فقط كما جرت العادة. وأعطى لكلّ حركة اسما فرعيا يشرح وظيفتها أو الغرض منها. كما حرص على أن تكون الحركات الثلاث الأخيرة مترابطة ودون توقّف.
الحركة الأولى (الليغرو) تصوّر شعور بيتهوفن عندما يصل إلى الريف، من خلال افتتاحية دافئة، أثيرية وموقظة للمشاعر. وهذا أمر غير مألوف في التلحين السيمفونيّ، إذ أن الحركة الأولى من أيّ سيمفونية تكون عادةً ممتلئة بالدراما والأحداث وليس بالتأمّل الهادئ. وهذه الحركة تنقل انطباع المؤلّف بينما يراقب الطبيعة وهي تتغيّر ببطء مع تغيّر الأضواء والألوان والظلال .
الحركة الثانية (أندانتي) تصوّر منظرا لجدول ماء. في البداية تعزف الآلات الوترية أنغاما تحاكي منظر تدفّق الماء وأصوات العصافير. هنا يمكنك أن تستنشق هواء الريف المنعش وتستمع إلى جريان مياه الجدول الرقراقة. يقول بيتهوفن: كلّما كان هناك ماء كثير، كلّما كانت الألحان أعمق".
وعندما نقترب من نهاية هذه الحركة، نسمع المزيد من أصوات الطيور. وقد حدّدها بيتهوفن على أنها بلابل "وعبّر عنها بالفلوت"، وطيور سلوى "وعبّر عنها بالأوبو"، وطيور وقواق "وعبّر عنها بآلتي كلارينيت".
منذ البداية، أراد بيتهوفن أن يضمّن هذا العمل أمزجة وانطباعات شتى يعبّر عنها بالنغم واللون. ويقال أن هذه الحركة هي إحدى أفضل وأجمل ما كتبه من موسيقى.
الحركة الثالثة (الليغرو) تصوّر اجتماعا لمجموعة من أهل الريف السعداء. ويمكن أن نتخيّل أصواتهم المرحة وهم يحتفلون ويرقصون بسعادة. ولأن هؤلاء أناس بسطاء بطبيعتهم، فإن الموسيقى نفسها بسيطة، لكنها مليئة بالنشاط والحيوية.
الحركة الرابعة (الليغرو 2) وتصوّر عاصفة رعدية. والموسيقى منذ البداية توحي بأن ثمّة حدثاً على وشك أن يقع. وهو يأخذ شكل عاصفة رعدية بدأت نذرها تتجمّع في الأفق. وبيتهوفن في هذه الحركة يصوّر البرق والرعد والرياح العاتية. لكن هناك ما هو أكثر، وهو الإحساس بخوف الإنسان وعجزه أمام قوى الطبيعة الجبّارة.
والعاصفة تتشكّل من بضع قطرات من المطر، ثم تصل إلى ذروتها مع أصوات الرعد والبرق والرياح القويّة المصحوبة بأمطار غزيرة. وفي النهاية تسكن العاصفة، لكن ما يزال بالإمكان سماع أصوات الرعد من مسافة بعيدة.
وبعد ذلك نلاحظ تحوّلا يمهّد لبداية الحركة الأخيرة، إذ عندما تهدأ العاصفة، تخرج جميع الكائنات الحيّة إلى السطح لتأخذ مكانها من جديد في دورة الطبيعة. ويعبّر عن هذا مجموعة من آلات الفلوت التي تشبه أنغامها منظر شروق الشمس.
ويقال بالمناسبة أن أعنف عاصفة رعدية في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية هي المتضمّنة في هذه الحركة من سيمفونية الرُّعاة.
الحركة الخامسة (الليغريتو) يصوّر فيها بيتهوفن بطريقة جميلة مشاعر الفرح والامتنان للربّ على انتهاء العاصفة التي تلاشى خطرها الآن ليحلّ مكانها إحساس عامّ بالارتياح.
وبعد قليل تصبح الموسيقى أسرع وأكثر إثارة للابتهاج. والحركة الأخيرة في عمومها مشيّدة كـ "سوناتا" بعناصر "روندو". وهي تعكس منظرا ريفيّا ساكنا يذكّر برعاة أركاديا بملابسهم الحريرية وأحذيتهم المقوّسة وأغنامهم المزيّنة بأشرطة ملوّنة.
ومع انتهاء هذه الحركة، تصل سيمفونية الرُّعاة إلى خاتمتها.
وعندما نقترب من نهاية هذه الحركة، نسمع المزيد من أصوات الطيور. وقد حدّدها بيتهوفن على أنها بلابل "وعبّر عنها بالفلوت"، وطيور سلوى "وعبّر عنها بالأوبو"، وطيور وقواق "وعبّر عنها بآلتي كلارينيت".
منذ البداية، أراد بيتهوفن أن يضمّن هذا العمل أمزجة وانطباعات شتى يعبّر عنها بالنغم واللون. ويقال أن هذه الحركة هي إحدى أفضل وأجمل ما كتبه من موسيقى.
والعاصفة تتشكّل من بضع قطرات من المطر، ثم تصل إلى ذروتها مع أصوات الرعد والبرق والرياح القويّة المصحوبة بأمطار غزيرة. وفي النهاية تسكن العاصفة، لكن ما يزال بالإمكان سماع أصوات الرعد من مسافة بعيدة.
وبعد ذلك نلاحظ تحوّلا يمهّد لبداية الحركة الأخيرة، إذ عندما تهدأ العاصفة، تخرج جميع الكائنات الحيّة إلى السطح لتأخذ مكانها من جديد في دورة الطبيعة. ويعبّر عن هذا مجموعة من آلات الفلوت التي تشبه أنغامها منظر شروق الشمس.
ويقال بالمناسبة أن أعنف عاصفة رعدية في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية هي المتضمّنة في هذه الحركة من سيمفونية الرُّعاة.
وبعد قليل تصبح الموسيقى أسرع وأكثر إثارة للابتهاج. والحركة الأخيرة في عمومها مشيّدة كـ "سوناتا" بعناصر "روندو". وهي تعكس منظرا ريفيّا ساكنا يذكّر برعاة أركاديا بملابسهم الحريرية وأحذيتهم المقوّسة وأغنامهم المزيّنة بأشرطة ملوّنة.
ومع انتهاء هذه الحركة، تصل سيمفونية الرُّعاة إلى خاتمتها.
Credits
classicfm.com
classicfm.com